"حرب شوارع" في مدينة "حاسمة" بشرق أوكرانيا وتصريحات متناقضة
٤ يونيو ٢٠٢٢
قالت أوكرانيا إن "قتال شوارع" يدور في مدينة سيفيرودونيتسك بشرق البلاد بين قواتها والجيش الروسي الذي "ألقى بكل ثقله" في المدينة، وسط تصريحات متناقضة من الطرفين عن الوضع الميداني. وأعلنت كييف لأول مرة مقتل متطوع ألماني.
إعلان
أكدت أوكرانيا أن روسيا "تلقي بكل ثقلها" في مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية التي تشهد "قتال شوارع"، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية "استعادت السيطرة على جزء من المدينة"، في حين قالت موسكو إن قواتها تحرز مكاسب هناك، مشيرة إلى بدء انسحاب وحدات أوكرانية من المدينة المهمّة في شرق أوكرانيا.
ولم يتسن التحقق من تصريحات الطرفين المتناقضة بشكل مستقل. وهذه هي المرة الأولى التي تزعم فيها كييف أنها شنت هجوماً مضاداً كبيراً في سيفيرودونيتسك بعد أيام من الخسارة هناك.
وقال سيرغي غايداي حاكم منطقة لوهانسك، التي تقع بها سيفيرودونيتسك، الليلة الماضية إن القوات الأوكرانية، التي كانت تسيطر في السابق على 30 بالمئة فقط من المدينة، شنت هجوماً مضاداً واستعادت 20 بالمئة أخرى منها، مشيراً إلى أن "الوضع في المنطقة بأكملها صعب للغاية. يتركز القتال حالياً في سيفيرودونيتسك لأن... الجيش الروسي ألقى بكل ثقله واحتياطياته". وأضاف غايداي أن الروس يفجرون الجسور عبر النهر لمنع أوكرانيا من جلب التعزيزات العسكرية وتقديم المساعدة للمدنيين في سيفيرودونيتسك.
من جانبه ذكر المكتب الإعلامي للرئاسة الأوكرانية صباح السبت أن "العمليات جارية في المنطقة الصناعية في سيفيرودونتسك. القتال في الشوارع مستمر".
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تجبر الأوكرانيين على الانسحاب عبر نهر سيفرسكي دونيتس إلى ليسيتشانسك على الضفة المقابلة. وقالت الوزارة في بيان إن "وحدات من الجيش الاوكراني تعرضت لخسائر جسيمة خلال المعارك في سيفيرودونيتسك".
وتركز روسيا عملياتها على سيفيرودونيتسك منذ أسابيع في واحدة من أكبر المعارك البرية في هذه الحرب. ويبدو أن موسكو تراهن في حملتها على الاستيلاء على واحدة من المنطقتين الشرقيتين (لوهانسك ودونيتسك) اللتين تسعى للسيطرة عليهما لحساب الانفصاليين الموالين لها.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالمسؤولية عن وقوع خسائر فادحة في المعركة على هذه المدينة الصناعية الصغيرة، وهي معركة يقول خبراء عسكريون إنها قد تحدد الطرف المستعد لخوض حرب استنزاف على مدى الأشهر المقبلة.
ويعد الاستيلاء على مدينة سيفيرودونيتسك ومدينة ليسيتشانسك المجاورة التي تقع على بعد حوالي 80 كيلومتراً من العاصمة الإدارية الإقليمية الأوكرانية كراماتورسك خطوة رئيسية لتحقيق سيطرة روسيا على حوض دونباس. وكان عدد سكان سيفيرودونتسك قبل الحرب يناهز 100 ألف نسمة.
مقتل متطوع ألماني
وأعلنت أوكرانيا لأول مرة مقتل مقاتل ألماني متطوع خلال معارك ضد الجيش الروسي. كما أعلن الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا في كييف اليوم السبت أن هناك أيضاً ثلاثة متطوعين من فرنسا واستراليا وهولندا "بين رفاق السلاح الذين سقطوا". وذكر الفيلق أسماء الرجال الأربعة في بيانه لكن لم يذكر مكان وزمان مقتلهم.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن السفارة في كييف تبذل جهوداً من أجل توضيح الواقعة وإنها "على اتصال وثيق مع السلطات الأوكرانية التي نشرت الأخبار المتعلقة بهذا الأمر".
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)
بالصور.. هكذا كانت ماريوبول وهكذا حولتها الحرب لمكان لا يصلح للعيش!
كانت ماريوبول مدينة ساحلية مزدهرة يبلغ عدد سكانها حوالي 440.000 نسمة. حولها الجيش الروسي إلى أنقاض ودمار. مقارنة لحالة المدينة الأوكرانية ماريوبول قبل الحرب الروسية على أوكرانيا وبعد اندلاعها.
صورة من: Maximilian Clarke/ZUMA Wire/IMAGO
ماريوبول قبل الحرب وبعدها
صور التقطتها أقمار صناعية للمدينة الساحلية "ماريوبول"، التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي لأوكرانيا، والمطلة على بحر آزوف. الصورة على اليسار في يونيو/ حزيران 2021 والصورة على اليمين بعد الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط 2022.
صورة من: Maxar Technologies/picture alliance/AP
ميناء ماريوبول
صورة لميناء ماريوبول تعود إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2018: وكانت هذه المنطقة مكانا للاسترخاء والتنزه، بالإضافة لمناطق استحمام بالماء الدافئ الخارج من الأرض. كما كان الميناء عاملاً اقتصاديًا مهمًا لماريوبول، من هنا صدرت أوكرانيا الحديد والصلب والحبوب والآلات إلى العالم.
صورة من: Ivanov Stanislav/Ukrinform/IMAGO
"تلغيم" الميناء بعد الهجوم الروسي
بعد شهرين من بدء الحرب من قبل روسيا، لم تعد هناك سفن ترسو تقريبًا. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لوكالة إنترفاكس للأنباء: "كل الأشياء المهمة في البنية التحتية للمدينة، بما في ذلك الميناء البحري والممر المائي تم تلغيمها وحظر الدخول إليها"، هذا ما يبدو عليه ميناء ماريوبول اليوم.
صورة من: Sergei Bobylev/ITAR-TASS/IMAGO
متنزه داخل المدينة
يلعب الأطفال تحت مياه النافورات في حديقة وسط المدينة. التقطت هذه الصورة في 20 يونيو/ حزيران 2019. الأشجار خضراء. ويمكن رؤية برج الكنيسة بين الأشجار في خلفية الصورة.
صورة من: Thomas Imo/photothek/IMAGO
المتنزه الآن
أعدنا اكتشاف منطقة الكنيسة نفسها في صور أخرى. تم التقاط هذه الصورة في أول أبريل/ نيسان 2022. ولا يمكن للمرء أن يخمن أن هذا المكان كان مخصصا للاسترخاء في يوم من الأيام.
صورة من: Sergei Bobylev/ITAR-TASS/IMAGO
مسرح مدينة ماريوبول
اكتسب مسرح ماريوبول للدراما شهرة كبيرة خلال هجوم القوات الروسية على أوكرانيا. تظهر هذه الصورة التي تم التقاطها في 30 أغسطس/ آب 2014 شبابًا يحتجون على هجمة روسية - حتى في ذلك الوقت كان هناك قتال وتوتر في شرق أوكرانيا. لكن المسرح كان لا يزال مكان للقاءات والحوارات الثقافية.
صورة من: EST&OST/IMAGO
المسرح بعد قصف المدينة
المكان أمسى مختلفا تماما اليوم. هذه الصورة تظهر المسرح بعد الغارة الجوية المدمرة التي شنها الجنود الروس في منتصف مارس/ آذار 2022. واحتمى عدة مئات من المدنيين بالمبنى، ولقي كثير مصرعهم.
صورة من: Nikolai Trishin/ITAR-TASS/IMAGO
مجمع "أزوفستال" للحديد والصلب
في ماريوبول، تدير شركة "أزوفستال" (Azovstal) واحدا من أكبر مصانع الحديد والصلب في أوروبا. هنا في مجمع "أزوفستال" كان يجري بشكل أساسي صناعة المنتجات من الفولاذ والحديد. وبالإضافة إلى الميناء، كان المصنع مركز تشغيل مهم بالنسبة للسكان هناك. صورة من عام 2017.
صورة من: Musienko Vladislav/Ukrainian News/IMAGO
الحرب جعلته أطلالا و"خردة"
هكذا أصبح المكان الآن نتيجة القصف الروسي. صورة بتاريخ 17 أبريل/ نيسان 2022. الجنود الأوكرانيون صمدوا طويلا متحصنين بهذا المصانع في مجمع أزوفستال، وهنا سقط مئات القتلى. ومازال هناك ألف جندي أوكراني يتحصنون داخل المجمع، حسب رواية كييف. بينما يقول بوتين إنهم ألفان، وأمر بعدم اقتحام المجمع والاكتفاء بتطويق المنطقة وحصارها. تُظهر الصورة هنا جنديًا يقاتل في صفوف الروس.
صورة من: Sergei Bobylev/ITAR-TASS/IMAGO
طرق وشوارع حديثة
هذه الصورة من صيف 2017 تعطي لمحة عن طرق وشوارع ماريوبول قبل بدء الحصار والقصف الروسي للمدينة.
صورة من: MAXPPP/picture alliance
ماريوبول كيف أصبحت
الصور التي تصل إلينا الآن من ماريوبول تظهر الدمار التام. تم حرق جميع الأشجار تقريبًا ، ودُمرت الشقق والمنازل وبنايات أخرى. لم تعد مدينة ماريوبول مكانا صالحا للعيش. إعداد ( غيرتا هيرمان/ علاء جمعة)