يتزايد عدد الدول الأوروبية التي ترغب في فرض عقوبات على إسرائيل بسبب حرب غزة، وألمانيا ليست من بينها. وفيما يتزايد ضغط الرأي العام الداخلي، تزيد عزلة ألمانيا على المستوى الخارجي، كما يرى خبراء. فهل تغير برلين موقفها؟
يعتقد أغلب الألمان أن ما تفعله إسرائيل في غزة غير مبرر، وتشير استطلاعات الرأي إلى أنهم على هذا الرأي منذ أكثر من عام.صورة من: Halil Sagirkaya/Anadolu Agency/IMAGO
إعلان
خلال اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن خلال عطلة نهاية الأسبوع، كان أحد المواضيع التي نوقشت مجددا، هو إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل بسبب سلوكها خلال الحرب في غزة، وكيفية ذلك.
رغم أن السلوك الإسرائيلي لا يزال موضع نقاش، إلا أن غالبية المراقبين صاروا يرون أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، التي شُنت بعد هجوم حركة حماس الإرهابي على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قد أسفرت عن انتهاكات للقانون الإنساني الدولي في غزة، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وقد صرحت كايا كالاس، مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بتزايد عدد الدول التي تدعم فرض عقوبات على إسرائيل. لكن كبار الدبلوماسيين الأوروبيين لم يتمكنوا من التوصل إلى أي توافق. وأعرب بعضهم سرا عن إحباطهم من دول الاتحاد الأوروبي التي تعرقل فرض عقوبات على إسرائيل.
ترغب دول مثل إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا وفرنسا وغيرها في فرض عقوبات على إسرائيل، في حين تبدي إيطاليا والنمسا والمجر وجمهورية التشيك وألمانيا ترددا حيال الأمرصورة من: Thomas Traasdahl/Ritzau Scanpix/AFP/Getty Images
ألمانيا.. واحدة من هذه الدول
بعد اجتماع كوبنهاغن، قالت كالاس في تصريح لـ DW: "إن الاتحاد الأوروبي على تواصل دائم مع إسرائيل ويضغط عليها للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة. وأشارت إلى أن "هناك أمورا تحسّنت، لكن الأمر ليس كافيا، ومن المُحبط أننا لا نستطيع فعل المزيد".
ونوقشت تدابير مُختلفة، منها تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، أو إبرام اتفاقية تجارية، أو منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في صندوق أبحاث "هورايزون" التابع للاتحاد الأوروبي، أو فرض عقوبات مُباشرة على المستوطنين الإسرائيليين.
تتطلب بعض هذه التدابير أغلبية لإقرارها، أي موافقة 55% من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي تُمثّل ما لا يقل عن 65% من سكانه. ولهذا السبب، تُعدّ ألمانيا، العضو الأكثر تعدادا سكانيا في الاتحاد، دولة في غاية الأهمية خلال التصويت.
لكن حتى الآن، اقتصر كبار السياسيين الألمان، بمن فيهم المستشار فريدريش ميرتس ووزير الخارجية يوهان فاديفول ، على القول إنّ على إسرائيل أن تتصرف في حدود القانون الدولي. وتم تقييد بعض صادرات الأسلحة الألمانية، ولكن قد تُستأنف في المستقبل، كما رُفض أي حظر تجاري أو أي نوع آخر من العقوبات.
وكما ذكر معهد أبحاث السلام في فرانكفورت في تعليق له في مايو 2025، اقتصر دور ألمانيا في الغالب على "النقد دون عواقب". وتتحمل ألمانيا مسؤولية تاريخية تجاه دولة إسرائيل بسبب المحرقة . ولكن في الوقت نفسه، يتزايد الضغط على ألمانيا لاتخاذ إجراءات.
لكن ما الذي قد يدفع الحكومة الألمانية إلى تغيير رأيها؟ ردا على هذا السؤال، أحال متحدث باسم الحكومة الألمانية DW إلى تعليقات سابقة للمستشار فريدريش ميرتس، لكنه لم يُقدّم إجابة مباشرة.
إعلان
هل يمكن للناخبين أن يلعبوا دورا؟
تشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين الألمان يعارضون إرسال ألمانيا أسلحة إلى إسرائيل. في أحدث استطلاع رأي أجرته مؤسسة بوليتباروميتر، بتكليف من قناة ZDF العامة بانتظام، قال 76% من الألمان إنهم يعتقدون أن أفعال إسرائيل في غزة غير مبررة.
ويُظهر الاستطلاع نفسه أن 83% من الألمان يعتقدون أن على حكومتهم وقف أو الحد من صادرات الأسلحة إلى إسرائيل. وتشير استطلاعات رأي أخرى، إلى أن الألمان يحملون آراء أقل إيجابية تجاه إسرائيل الآن. بعض هذه الآراء ليس جديدا، فعلى مدار أكثر من عام، أشارت الاستطلاعات إلى أن غالبية الألمان يميلون إلى ذلك.
ولكن في مؤتمر صحفي عُقد في يونيو/حزيران، عندما سُئل متحدث باسم الحكومة عن ذلك، أجاب: "المشاعر العامة ليست عاملا حاسما في مثل هذه القرارات المهمة".
وقال رينيه فيلدانغل، الخبير المختص في شؤون الشرق الأوسط، والسياسي السابق في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، في تصريح لـ DW: "بصراحة، من الصعب تخيّل ما الذي يمكن أن يغير موقف ألمانيا".
وأضاف: "منذ أن أعلن المستشار ميرتس حظرا جزئيا على الأسلحة في أغسطس/آب 2025، وتعرضه لانتقادات من عدد من أعضاء حزبه، اتخذت ألمانيا موقفا دفاعيا للغاية". ويرى فيلدانغل أن "الفرصة الوحيدة التي أراها هي أن ينزل المزيد من الألمان إلى الشوارع ويُسمعوا أصواتهم. فبالنظر إلى استطلاعات الرأي، نجد أن أغلبية واسعة ترفض أفعال إسرائيل في غزة".
في مارس 2024 أظهر استطلاع بوليتباروميتر أن 69% من الألمان يعتقدون أن ما تفعله إسرائيل في غزة لا يمكن تبريره.صورة من: Ilkin Eskipehlivan/Anadolu Agency/IMAGO
تزايد الضغط السياسي الداخلي
خلال الأشهر القليلة الماضية، تزايدت أصوات السياسيين الألمان من مختلف الأطياف السياسية حول هذا الموضوع. فقد دفع حزب اليسار المعارض، باتجاه تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ووقف صادرات الأسلحة.
وصرحت كاتيا هيرمان، الخبيرة في شؤون المنطقة بمؤسسة روزا لوكسمبورغ، المقربة من حزب اليسار، قائلة: "هذه القضايا قيد النقاش العمومي، وأتوقع أن يستمر تزايد الضغط في ألمانيا".
في وقت سابق من هذا العام، أصدر فرع الحزب الاشتراكي الديمقراطي في برلين، قرارا رسميا يحثّ فيه الحكومة الائتلافية الاتحادية على بذل المزيد من الجهود. وشمل ذلك عدم عرقلة تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وانتقد ميرتس وفاديفول، وكلاهما عضو في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، تصرفات إسرائيل في غزة. ولكن عندما يتعلق الأمر بعقوبات على مستوى الاتحاد الأوروبي، يُصرّ حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ورديفه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي ، على أن أفضل طريقة للتأثير على إسرائيل وإبعادها عما وصفه أحد السياسيين بـ"مسارها المضلل" هي من خلال علاقتهما الوثيقة بها.
في شهر مايو/أيار، ألمح المستشار الألماني فريدريش ميرس إلى أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي في غزة، وفي شهر أغسطس/آب، قالت حكومته إنها لن توافق على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل لاستخدامها في غزة "حتى إشعار آخر".صورة من: Kobi Gideon/GPO/dpa/picture alliance
الضغط الدولي على ألمانيا
يقول المراقبون إن ألمانيا تزداد عزلة داخل الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن. فعلى سبيل المثال، في مايو/أيار من هذا العام، أراد ثلثا دول الاتحاد الأوروبي مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل بسبب اتهامات بانتهاكات حقوقية في غزة. لكن ألمانيا عارضت المراجعة.
بعد اجتماع نهاية الأسبوع في كوبنهاغن، باتت العزلة أكثر وضوحا، حسب مارتن كوبلر، السفير الألماني السابق لدى مصر والعراق وباكستان، المتقاعد حاليا، وعضو منظمة دبلوماسيون بلا حدود.
وقال كوبلر في تصريح لـ DW: "حتى الهولنديون يريدون اتخاذ موقف أكثر صرامة الآن. وبالطبع، إذا كنت معزولا في قضية سياسية كهذه، فالأمر سيتطلب بذل المزيد من الجهود لإيجاد مبررات".
من ناحية أخرى، اعتبر كوبر أن دول الاتحاد الأوروبي الأخرى تتفهم موقف ألمانيا المتشدد تجاه إسرائيل، نظرا لتاريخها. وأضاف: "لكن أمن إسرائيل لا يعني بالضرورة أمن حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو ".
وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول استخدم كلمة "إرهاب" لوصف تصرفات المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين، وهو أمر لم يكن من الممكن سماعه قبل عام، حسب الخبراء.صورة من: Mussa Qawasma/REUTERS
التداعيات القانونية والجرائم الدولية
صرح دبلوماسي آخر لـ DW، أن الحكومة الألمانية طلبت بالتأكيد مشورة قانونية خوفا من أن دعم إسرائيل قد يعني تواطؤا ألمانيا في جرائم حرب، بل وحتى إبادة جماعية. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اعتبرت الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية بأن إسرائيل ترتكب فعلا إبادة جماعية في غزة.
يقول ألكسندر شفارتز، المحامي في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان (ECCHR) ومقره ببرلين: "تختبر منظمتنا التزامات ألمانيا بموجب القانون الدولي بشكل مباشر في المحاكم الألمانية". في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، سيتوجه المركز إلى المحكمة في برلين للاستفسار مجددا عن قانونية شحنات الأسلحة الألمانية السابقة التي بُعثت إلى إسرائيل.
وقال شفارتز في تصريحه لـ DW: "شهدت ألمانيا مؤخرا رياح تغيير طفيفة، لكن الحكومة الألمانية تجاوزت العديد من الخطوط الحمراء خلال الأشهر الثلاثة والعشرين الماضية، لذا قد يكون من الحكمة التشاؤم قليلا بشأن تغييرها طوعا".
لكنني أفترض أن الخط الأحمر الأخير سيكون أن تقر أي محكمة، سواءً محلية أو دولية، بأن ألمانيا، بتسليمها الأسلحة، تنتهك القانون الدولي أو تُشارك في جريمة الإبادة الجماعية".
أعدته للعربية: ماجدة بوعزة (تحرير: ع.ج.م)
الاتحاد الأوروبي - عقود من التقدم والإخفاقات منذ اللبنة الأولى
فيما يلي المحطات الكبرى للاتحاد الأوروبي منذ تأسيس الكتلة الأوروبية وترسيخ بنائها من خطة لتحقيق التكامل بانتاج الفحم لاتحاد عابر للقوميات ومرورا ببريكسيت وأحداث منطقة اليورو وأزمة اللاجئين ووصولا إلى صعود المتطرفين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/V. Ghirda
في التاسع من أيار/ مايو 1950...
... وضع وزير الخارجية الفرنسي روبير شومان أول حجر في البناء الأوروبي عندما اقترح على ألمانيا بعد خمس سنوات فقط على استسلامها في الحرب العالمية الثانية، تحقيق تكامل في الإنتاج الفرنسي الألماني للفحم والفولاذ في اطار منظمة مفتوحة لكل دول أوروبا. وقعت اتفاقية باريس التي نصت على إنشاء "مجموعة الفحم والفولاذ" بعد عام من ذلك فولدت أوروبا "الدول الست" (ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا).
صورة من: picture-alliance/dpa
في 25 آذار/ مارس 1957...
... وقعت الدول الست المعاهدة التأسيسية لأوروبا السياسية والاقتصادية. وقد أسست المجموعة الاقتصادية الأوروبية، السوق المشتركة القائمة على التنقل الحر مع إلغاء الحواجز الجمركية بين الدول الأعضاء. أما المؤسسات ومنها المفوضية والجمعية البرلمانية الأوروبية فلم تُنشأ إلا مطلع 1958.
صورة من: picture-alliance/AP Images
في كانون الثاني/ يناير 1973...
...انضمت بريطانيا والدنمارك وإيرلندا إلى السوق الأوروبية المشتركة، تلتها اليونان (1981) وإسبانيا والبرتغال (1986) والنمسا وفنلندا والسويد (1995). شكلت معاهدة ماستريخت الوثيقة التأسيسية الثانية للبناء الأوروبي ووقعت في السابع من شباط/ فبراير 1992. وهي تنص على الانتقال إلى عملة واحدة وتنشئ اتحاداً أوروبياً.
صورة من: picture-alliance/AP Images
اعتبارا من كانون الثاني/ يناير 1993...
... أصبحت السوق الواحدة واقعاً مع حرية تبادل البضائع والخدمات والأشخاص ورؤوس الأموال. وانتظر الأوروبيون حتى آذار/مارس 1995 ليتمكنوا من السفر بلا مراقبة على الحدود.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/McPHOTO
في الأول كانون الثاني/ يناير2002...
... دخل اليورو الحياة اليومية لنحو 300 مليون أوروبي. وفيما تنازلت معظم دول الاتحاد عن عملاتها الوطنية، اختارت الدنمارك وبريطانيا والسويد فقط الإبقاء على عملاتها.
صورة من: picture-alliance/D. Kalker
أيار/ مايو 2004
وبعد أن كان الأمر أقرب إلى حلم عند سقوط جدار برلين في 1989، جرى توسيع الاتحاد ليضم دولا من شرق أوروبا تدريجياً. قد انضمت عشر دول جديدة إلى الاتحاد الأوروبي في أيار/ مايو 2004 هي بولندا والجمهورية التشيكية والمجر وسلوفاكيا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وسلوفينيا ومالطا وقبرص. وفي 2007 انضمت بلغاريا ورومانيا إلى الاتحاد ثم كرواتيا عام 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa
في ربيع 2005...
... دفع رفض الناخبين الفرنسيين والهولنديين للدستور الأوروبي، بالاتحاد الأوروبي إلى أزمة مؤسساتية. ولم يخرج منها إلا باتفاقية لشبونة التي كان يفترض أن تسمح بعمل مؤسسات أوروبا الموسعة بشكل أفضل وتمت المصادقة عليها بصعوبة في 2009.
صورة من: EC AV Service
أزمة مالية خانقة
في السنة نفسها، أعلنت اليونان عن ارتفاع كبير في العجز في ميزانيتها في أول مؤشر إلى أزمة مالية واسعة. طلبت اليونان ثم إيرلندا وإسبانيا والبرتغال وقبرص مساعدة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي اللذين طالبا بإجراءات تقشفية. أدت أزمة الديون هذه إلى سقوط رؤساء حكومات أوروبية الواحد تلو الآخر وعززت الشكوك في الوحدة الأوروبية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Ochoa de Olza
أزمة اللاجئين
وما أن خرجت من هذه الأزمة المالية حتى واجهت أوروبا اخطر أزمة هجرة منذ 1945 مع تدفق مئات الآلاف من اللاجئين. واخفق الاتحاد الأوروبي في وضع خطة عمل مشتركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بريكسيت
جاءت بعد ذلك أزمة بريكسيت التي وجهت ضربة إلى اتحاد اضعفه صعود الشعبوية والتشكيك في جدوى الوحدة الأوروبية. وبعد حملة تركزت على الهجرة والاقتصاد، صوت نحو 17.4 مليون بريطاني (51.9 بالمئة من الناخبين) في 23 حزيران/ يونيو 2016 مع خروج المملكة المتحدة من الاتحاد.
صورة من: picture-alliance/abaca/D. Prezat
لكن ...
... بعد ثلاث سنوات على الاستفتاء، لم يتم تطبيق بريكسيت الذي كان مقررا في 29 آذار/ مارس 2019. وقد وافقت الدول الـ27 الأخرى الأعضاء على إرجاء الموعد إلى 31 تشرين الأول/ أكتوبر لإعطاء وقت للطبقة السياسية البريطانية للاتفاق على طريقة الانسحاب.
صورة من: picture-alliance/D. Cliff
إتمام "بريكست" في دورة 2019 حتى 2024
لكن "يوم الخروج"، جاء لاحقا. فأخيرا وقع برلمان المملكة المتحدة على اتفاق "البريكست"، الذي أعيد التفاوض عليه، ليتم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رسميًا في الساعة 23:00 بتوقيت غرينتش من يوم 31 يناير/ يناير 2020، وهو يقابل الساعة "00:00: من يوم أول فبراير/ شباط 2020 بتوقيت وسط أوروبا). وتبقى بريطانيا العظمى هي الدولة الوحيدة ذات السيادة التي غادرت الاتحاد الأوروبي حتى الآن.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Akmen
دعم واضح لأوكرانيا ضد الغزو الروسي
تعرض الاتحاد الأوروبي لاختبار شديد، حينما اندلع قتال لم يحدث له مثيل في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. فقد بدأت روسيا هجوما غير مسبوق على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022. وبكل حزم ووضوح وقف الأوروبيون، باستثناء المجر، في وجه الغزو الروسي. وبدأوا خطوات عملية لدعم أوكرانيا ومن بينها فرض عقوبات صارمة على روسيا وتخصيص مساعدات بعشرات مليارات اليورو من أجل دعم أوكرانيا للصمود.
صورة من: Virginia Mayo/AP
"قطر غيت" تهز البرلمان الأوروبي
في ديسمبر 2022، تم سجن اليونانية إيفا كايلي، نائبة رئيسة البرلمان الأوروبي، احتياطياً في بروكسل في إطار تحقيق قضائي بشبهات فساد في البرلمان الأوروبي، يُعتقد أنّها مرتبطة بقطر والمغرب، تتعلق بمبالغ كبيرة قد تكون دفعتها قطر لمشرعين أوروبيين للتأثير في قرارات المؤسسة الأوروبية الرئيسية. وتم اطلاق سراح كايلي بعد عدة أشهر. وعرفت القضية باسم "قطر غيت"، ونفت قطر والمغرب أيّ علاقة لهما بهذه القضية.
صورة من: Twitter/Ministry of Labour/REUTERS
أول قانون في العالم للذكاء الاصطناعي
في مارس/ آذار 2024، أقر البرلمان الأوروبي "قانون الذكاء الاصطناعي"، كأول قانون شامل للذكاء الاصطناعي بالعالم. ويريد الاتحاد الأوروبي من خلاله تنظيم الذكاء الاصطناعي (AI) لتطوير واستخدام هذه التكنولوجيا والحماية من مخاطرها. ووافق وزراء الاتحاد الأوروبي بشكل نهائي على القانون في مايو/ أيار. ومن بنوده وجوب وضع علامة على المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي مثل الصور أو الصوت أو النص.
صورة من: Christian Ohde/CHROMORANGE/picture alliance
إقرار قوانين اللجوء الجديدة بعد سنوات من التفاوض
بعد نحو عقد من الجدل حولها، أقرّ الاتحاد الأوروبي في مايو/ أيار 2024 خطة لإصلاح تاريخي لسياساته المتعلقة بالهجرة واللجوء من أجل السيطرة على الحدود لوقف الهجرة غير النظامية. وتتألف خطة الإصلاح من 10 تشريعات، دعمتها أغلبية كبيرة بالاتحاد. ومن المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في 2026 بعد أن تحدّد المفوضية الأوروبية كيفية تطبيقها. وجاءت الموافقة قبل شهر من الانتخابات الأوروبية، رغم ذلك صعد اليمين المتطرف.
صورة من: DesignIt/Zoonar/picture alliance
زلزال الانتخابات الأوربية 9 يونيو/ حزيران 2024
في انتخابات الدورة التشريعية الجديدة للبرلمان الأوروبي 2024-2029، حدث زلزال سياسي بصعود غير مسبوق في تاريخ الاتحاد لقوى اليمين المتطرف والقوميين، الذين حصلوا على أكثر من 140 مقعدا من إجمالي 720 مقعداً. وفي ألمانيا مثلا حل حزب البديل الشعبوي (الصورة لرئيسي الحزب شروبالا وفايدل) كثاني أكبر قوة، بعد حزبي الاتحاد المسيحي المحافظ، متفوقا على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أقدم حزب سياسي في ألمانيا.