حرب كلامية بين أردوغان ونتنياهو ـ بوادر أزمة جديدة؟
١ أبريل ٢٠١٨
على خلفية المواجهات عند الحدود بين إسرائيل وغزة تبادل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الاتهامات والحرب الكلامية فيما يمثل تصعيدا جديدا بين البلدين قد يدفع لتأزم العلاقات مجددا.
إعلان
وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد (أول أبريل نيسان) بـ"بالإرهابي" في
تصعيد لتبادل الإهانات بينهما بعد انتقاد إردوغان لرد الجيش الإسرائيلي على مظاهرة على الحدود مع غزة.
وقال أردوغان موجها حديثه إلى نتنياهو: " أنت ضعيف جدا، نحن نكافح الإرهابيين، لكن ذلك لا يعنيك، لأنكم دولة إرهاب"، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء في تركيا. وقال إردوغان لأنصاره اليوم "ليس علينا عار الغزو يا نتنياهو. أما أنت فغاز وفي الوقت الحالي موجود في تلك الأراضي بصفتك غازيا. وأنت في الوقت نفسه إرهابي". وفي خطاب آخر قال إردوغان "أنتم دولة إرهابية. معروف ما فعلتموه في غزة وما فعلتموه في القدس. لا يوجد من يحبكم في العالم".
جاء هجوم أردوغان في معرض رد أردوغان على انتقاد نتنياهو لعملية غصن الزيتون التي تشنها تركيا في سورية، وقال إن القوات التركية المشاركة في تلك العملية "تمارس الظلم ضدّ الأبرياء في منطقة عفرين" بريف محافظة حلب السورية.
وكان الرئيس التركي قد اتهم أمس السبت إسرائيل بارتكاب ما وصفه بـ"هجوم غير إنساني"، واعتبر أن إسرائيل سوف تلقى جزاءها على ما تقوم به من ظلم تجاه الفلسطينيين".
من جانبه قال نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي "هو أكثر الجيوش أخلاقا في العالم ولن يقبل المواعظ ممن يقوم على مر السنين بقصف السكان المدنيين دون تمييز". وكتب نتنياهو في تغريدة له على تويتر :"هذه هي الطريقة التي تختارها أنقرة لإحياء الأول من (نيسان) أبريل الذي يعرف في العالم بكذبة نيسان". وكان نتانياهو وصف أردوغان سابقا بأنه شخص "يقصف القرى الكردية".
والجمعة قتل ما لا يقل عن 16 فلسطينيا اقتربوا من السياج الحدودي بين غزة وإسرائيل وأصيب أكثر من 1400 بجروح بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة. وتقول إسرائيل إن مقتل الفلسطينيين جاء نتيجة رد قواتها على أعمال الشغب على طول السياج الأمني المحيط بالقطاع . وقالت "حركة المقاومة الإسلامية" الفلسطينية (حماس) إن خمسة من القتلى من جناحها العسكري، فيما تقول إسرائيل إن ثمانية من القتلى ينتمون لحماس، التي تصنفها إسرائيل والغرب جماعة إرهابية، فيما ينتمي اثنان لفصيلين آخرين.
وعاد التوتر بين إسرائيل وتركيا والحرب الكلامية بين أردوغان ونتنياهو عقب إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر/ كانون الأول. وتوصلت تركيا وإسرائيل في 2016 لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما بعد ست سنوات من الفتور، اثر قتل القوات الإسرائيلية الخاصة 10 نشطاء أتراك على متن سفينة مساعدات كانت تسعى لكسر الحصار على غزة.
ع.ج.م/م.أ.م (أ ف ب، رويترز، دب أ)
تركيا والعالم العربي.. علاقات تتأرجح بين الصداقة والعداوة
تشترك تركيا مع الدول العربية في موضوع الدين الإسلامي، فضلاً عن القرب الجغرافي، وتقارب الرؤى في ملف النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، لكن علاقات تركيا مع العرب ليست وردية تماماً، خاصة في فترة رجب طيب أردوغان.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
الإمارات - التوتر الكبير
تمثل الطريقة التي رد بها أردوغان على وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، عندما وصفه بالمثير للشفقة، ردا على نشر الإماراتي تغريدة تتهم فخر الدين باشا بسرقة سكان المدينة النبوية، صورة عن الخلافات الجوهرية بين أنقرة وأبو ظبي. يختلف الجانبان على الإسلام السياسي، وعزل محمد مرسي، والأزمة الخليجية، كما تتهم وسائل إعلام تركية الإمارات بالمساهمة في تدبير الانقلاب الفاشل، وهو ما تنفيه أبو ظبي.
صورة من: picture alliance/Photoshot
السعودية - تنافس صامت تروّضه المصالح
يسود تنافس صامت بين تركيا والسعودية على زعامة العالم الإسلامي، كما يختلفان في ملفيْ الإسلام السياسي والأزمة الخليجية، زيادة على أن السعودية لا يروق لها استمرار علاقات طهران وأنقرة. إلّا أن الطرفين يحرصان على استمرار شراكتهما الاقتصادية، إذ توجد خطط برفع التبادل التجاري بينهما إلى 20 مليار دولار، كما يحرص الطرفان على الإشادة ببعضهما، كما لو أنهما يرغبان بتفادي الوصول إلى توتر سيؤثر سلبا عليهما معا.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/K. Ozer
قطر- الحليف الموثوق في الخليج
أظهر وقوف أردوغان مع قطر إبّان اندلاع أزمة الخليج قوة تحالف الطرفين. أردوغان دافع عن قطر في وجه اتهامات الإرهاب وأرسل إليها مساعدات غذائية في الأيام الأولى للأزمة. الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية متعددة بين الجانبين، خاصة وأن قطر زوّدت تركيا بالغاز بعد تدهور علاقة الأخيرة بروسيا. الجانبان تشاطرا الموقف ذاته في موضوع عزل محمد مرسي وكذا في سوريا، ولهما علاقات قوية مع تيارات الإسلام السياسي.
صورة من: picture alliance/dpa/abaca/Dha
الجزائر- الغاز يذيب الخلافات
تختلف وجهات النظر بين تركيا والجزائر بشأن الملف السوري، فالجزائر مازالت تحتفظ بعلاقاتها مع نظام بشار الأسد، إلّا أن الجزائر تحاول بالمقابل الإبقاء على علاقات ديبلوماسية مع غالبية القوى. من هنا تُفهم علاقتها مع تركيا التي تستفيد من استثمارات كبيرة في التراب الجزائري، منها أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا، كما تأتي الجزائر على رأس الدول العربية في تزويد تركيا بالغاز المسال.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Images/Pool Presidential Press Service/K. Ozer
المغرب - علاقة هادئة دون تشنج
ظن متتبعون أن قرار المغرب برفع رسوم الاستيراد على سلع الملابس التركية سيؤثر سلبا على علاقة الجانبين المرتبطين باتفاقية للتبادل الحر، إلّا أن ذلك لم يحصل، فالاستثمار التركي لا يزال يتدفق على المغرب. حافظ أردوغان على علاقة مثمرة مع الرباط، خاصة مع اتخاذ هذه الأخيرة إجراءات ضد مدارس فتح الله غولن في ترابها، وهو ما تفاعلت معه أنقرة بمنع ندوة كانت مقرّرة للجماعة المغربية المعارضة، العدل والإحسان.
صورة من: picture alliance/AA
مصر - عداء بسبب الإخوان
العداء واضح بين أنقرة والقاهرة منذ عزل مرسي، إذ لا يزال أردوغان يقول إن عبد الفتاح السيسي صعد إلى الحكم عبر الانقلاب على الشرعية، واصفا إياه بـ"الطاغية"، بينما ترّد القاهرة أن أردوغان هو أكبر داعم لما تصفه بـ"إرهاب الإخوان". تنطلق أسباب العداء من رفض أردوغان للتدخل العسكري في الشأن السياسي، خاصة مع تاريخ بلاده مع الانقلابات العسكرية، فضلاً عن التقارب الإيديولوجي بين إسلاميي تركيا وإسلاميي مصر.
صورة من: picture-alliance/dpa
العراق- مد وجزر
توترت علاقتهما عام 2016 بعد وصف العراق استمرار وجود القوات التركية في شمال البلاد بالاحتلال، ووصل التوتر حدّ استدعاء السفيرين. لكن البلدين يدركان أن ما يجمعهما أكبر، خاصة تخوفهما من تنامي النفوذ الكردي، ورغبتهما تحقيق شراكة فعلية تستفيد من الحدود المشتركة بينهما. لذلك وقع تقارب جديد مؤخرا، من شأنه استمرار وصول السلع التركية إلى العراق، وتقوية التعاون المائي، واستمرار تصدير النفط العراقي إلى تركيا.