عبر عدد من المسلمين الألمان عن مخاوفهم من حركة "بيغيدا" التي تحرض على الكراهية والعنصرية ضد المسلمين. في هذا الحوار يكشف عبد الصمد اليزيدي، عضو المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا، عن مخاوف المسلمين وعن سبل مواجهة "بيغيدا".
صورة من: AFP/Getty Images
إعلان
يخرج آلاف من الأشخاص كل إثنين للتظاهر في عدد من المدن الألمانية ضد "أسلمة" البلاد، وضد تدفق المهاجرين. وأمام اتساع رقعة التظاهر وتزايد أنصار حركة "بيغيدا"، يعبر ممثلو المسلمين عن مخاوفهم من العداء المتزايد للإسلام. DWعربية حاورت عبد الصمد اليزيدي، عضو المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا:
لنبدأ معك بالسؤال، وأنت عضو في المجلش الأعلى للمسلمين، هل بدأت حركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام، تخيف المسلمين في ألمانيا؟
عبد الصمد اليزيدي: نعم، فحركة "بيغيدا" ظاهرة جديدة تخيف الكثير من المسلمين في ألمانيا. وأرى أنه من حقهم أن يخافوا منها. فلأول مرة نرى تظاهرات يشارك فيها الآلاف، ولا يشارك فيها فقط اليمين المتطرف بل جميع أصناف المجتمع الألماني. وأرى أن هذه الحركة تدخل في إطار سياسة التخويف من الإسلام، والتي كانت ولا تزال منتشرة. فقد أصبحنا الآن نحصد ما زرعته تلك السياسة.
ندد العديد من السياسيين الألمان بالحركة وشجبوها. هل تجد ذلك كافيا أم أن هناك تقصيراً من طرفهم؟
عبد الصمد اليزيديصورة من: Privat
كممثل للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا وكمسؤول عن المجلس في ولاية هيسن، أتواصل باستمرار مع السياسيين الألمان، وهناك سياسيون منصفون يزنون كلامهم وتصريحاتهم حول الإسلام، غير أن البعض الآخر يعطون تصريحات لا معقولة، تهدف للحصول على الأصوات الانتخابية في صفوف اليمين المتطرف.
إضافة لتنديد العديد من السياسيين، فالمجتمع المدني الألماني نظم مظاهرات ضد حركة "بيغيدا". فهل تجد حجم التضامن مع المسلمين كافيا؟
نعتبر هذا التضامن هو الأصل في المجتمع الألماني. لكن الإعلام و"الإسلاموفوبيا" جعل نسبة الخوف من الإسلام والمسلمين تتزايد. ما يخيفنا هو من يتظاهر ضدنا. أما المتضامنون معنا فنحن نشعر دائما بوجودهم وبدعمهم. وواجبنا نحن كمسلمين هو تقوية التواصل معهم والتضامن والتعاون المتبادل.
هناك فئة من المسلمين في ألمانيا يتبنون الفكر المتطرف والجهادي. ألا يساهم هؤلاء في إذكاء مخاوف الألمان من الإسلام؟
أشهر عشرة مساجد في ألمانيا
تتميز ألمانيا بتنوع الأديان والثقافات، ويساعد الدستور على هذا التنوع لأنه يضمن حرية العبادة. وهذا الحق الدستوري ساعد ملايين المسلمين على الاندماج في بلدهم الجديد وبناء دور عبادة لهم. أهم مساجد المسلمين في صور.
صورة من: picture alliance / dpa
مسجد مدينة كولونيا
لا يزال هذا المسجد قيد الإنشاء، وسيصبح أكبر مساجد ألمانيا بمساحة تبلغ 16500 متر مربع ويتسع لأكثر من 1200 شخص. اتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا (DITIB)، وهو أكبر جمعية إسلامية مسجلة رسمياً، قرر بناءه ليكون المسجد الرئيسي للاتحاد في ألمانيا. مساحة المسجد الكبيرة واحتواؤه على منارتين كبيرتين ارتفاعهما أكثر من 50 متراً أثار ردود أفعال مختلفة في ألمانيا، معظمها رحب ببنائه في حين رفضه آخرون.
صورة من: DW/S. Dege
مسجد فيلمرسدورف للطائفة الأحمدية
يقع أقدم جامع في ألمانيا في منطقة فيلمرسدورف بمدينة برلين، ويعتبر مقر العبادة الرئيسي للطائفة الأحمدية. انتهى بناء المسجد سنة 1928 ويحتوي على منارتين عاليتين يصل ارتفاعهما إلى ما يقارب 32 متراً وويبلغ قطر قبته عشرة أمتار.
صورة من: picture-alliance/akg-images/Jost Schilgen
مسجد فضل عمر
يقع هذا المسجد في مدينة هامبورغ وشيدته الطائفة الأحمدية سنة 1957، وهو بالتالي يعتبر أول مسجد يبنى في ألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهو ثاني أقدم مساجد البلاد. ولفترة من الزمان، بقي هذا المسجد مكان العبادة الوحيد لكل المسلمين في منطقة هامبورغ وضواحيها، ولهذا استخدمته الطائفة الأحمدية كمكان للتواصل بين المذاهب الإسلامية المختلفة.
صورة من: cc-by- Daudata
المسجد الأحمر
يقع في حدائق قصر شفيتسنغين في ولاية بادن– فورتمبيرغ جنوب غرب ألمانيا. أراد كارل تيودور، أمير منطقة فالز– بافاريا، بناء حديقة كبيرة في أواخر القرن الثامن عشر تحتوي على رموز للتسامح والتعايش الديني، فقرر بناء هذا المبنى على شكل مسجد إسلامي بمنارتين كبيرتين ليرمز إلى الإسلام. استخدم المبنى عدة مرات كمسجد للصلاة كان آخرها في القرن الماضي. يعتبر المبنى من الرموز المعمارية المهمة في بادن– فورتمبيرغ.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسجد "المعماري سنان" في موزباخ
قام اتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا (DITIB) بتشييد هذا المسجد، وتسميته نسبة إلى سنان، أشهر المهندسين المعماريين في الإمبراطورية العثمانية. يقع هذا المسجد على الضفة الغربية من نهر الإلتس في مدينة موزباخ بولاية بافاريا، على مساحة 875 متراً مربعاً. الطابع المعماري للمسجد مستقى من الطراز المعماري للمنطقة القريبة من سلسلة جبال الألب. تم افتتاح هذا المسجد سنة 1993.
صورة من: cc-by-AlterVista
مسجد المركز في دوسبورغ
يعتبر هذا المسجد أحد أكبر المساجد في ألمانيا ويتسع لأكثر من 1200 مصلٍ. يحتوي المسجد على منارة يبلغ ارتفاعها 34 متراً وتم تشييده سنة 2008.
صورة من: Getty Images
مسجد سيتليك في برلين
تحتوي مدينة برلين وحدها على أكثر من 80 مسجداً وعشرات المصليات. ويعتبر مسجد سيتليك (مسجد الشهداء بالعربية) للجالية التركية، الذي تبلغ مساحته نحو 800 متر مربع، هو أكبر مساجد العاصمة الألمانية وثاني أكبر مسجد في ألمانيا ويقع بالقرب من مقبرة الأتراك بالمدينة، التي تحمل نفس الاسم. ويتسع المسجد لأكثر من 1500 شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسجد عمر في برلين
هذا المسجد هو ثاني أكبر مسجد في برلين ويقع في ضاحية كرويتسبيرغ. اكتمل بناء المسجد سنة 2008 ويتسع لأكثر من ألف مصلٍ.
صورة من: Getty Images
مسجد الإمام علي في هامبورغ
وهو مسجد المركز الإسلامي في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا. المركز الإسلامي في هامبورغ هو أقدم مؤسسة إسلامية في أوروبا، ويعتبر المسجد مركزاً للطائفة الشيعية في ألمانيا. وقد شيد في ستينيات القرن الماضي ويتسع لأكثر من ألف شخص.
صورة من: Getty Images
مسجد الفاتح في إيسن
قام اتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا (DITIB) في مدينة إيسن غرب البلاد بتشييد هذا المسجد ليكون مركزاً إسلامياً للجالية التركية الكبيرة في المدينة. يتميز المسجد بطرازه المعماري الجميل وبمنارته العالية التي تتجاوز 30 متراً.
صورة من: picture alliance / dpa
10 صورة1 | 10
المتطرفون يتحملون مسؤولية ما يفعلون. فهدفهم يتجلى في إيصال المجتمع إلى مستوى من الصراع. غير أنه يجب التذكير بأن التطرف لا دين له. فهو موجود في كل الأديان وكل الإيديولوجيات. والمتطرفون يسعون لتدمير ما يبنيه العقلاء، وهم نجحوا للأسف في تشويه صورة الإسلام لدى الألمان.
هناك من يقول إن حركة "بيغيدا "تعبر في عمقها عن مخاوف اجتماعية واقتصادية. ما رأيك؟
الناس الذين يتظاهرون باسم الحركة يعبرون عن مخاوف على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، بسبب الامتيازات الكثيرة التي يحظى بها المهاجرون في ألمانيا مقارنة مع دول أوروبية أخرى. لهذا فمن بين الأشياء التي تنتقدها الحركة سياسة الهجرة بشكل عام وقوانين اللجوء السياسي في ألمانيا.
وما الذي يمكن القيام به في نظرك من أجل تجاوز تلك المخاوف ولمواجهة ظاهرة العداء للمسلمين في ألمانيا؟
في إطار النقد الذاتي، أرى أنه يجب على المسلمين دعم ثقافة الحوار مع جيرانهم الألمان، مع المدارس والمؤسسات، والنقابات والبلديات. يجب عليهم الإنصات لصوت الخائفين منهم وفهم الأسباب. كما يجب على الألمان التوقف عن تعميم الصور النمطية السلبية عن المسلمين.