1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حركة حماس.. الخروج من عباءة إيران إلى أحضان الملك سلمان

٢١ يوليو ٢٠١٥

بعد الاتفاق النووي الإيراني بدأت السعودية تغير في مبادئ أساسية في سياستها، ومنها المتعلقة بالإخوان المسلمين، وأولى بوادر التحول هذه ضم حركة حماس، حليفة إيران السابقة، إلى خيارات مواجهة السعودية لنفوذ إيران بالمنطقة.

Bildkombo Khaled Mashaal (l) King Salman bin Abdulaziz (r)
صورة من: picture-alliance/dpa

جاء لقاء الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية يوم الجمعة الماضي مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في إطار مسعى الرياض لتعزيز وحدة الصف العربي في مواجهة ما تراه تهديداً من إيران، كما يرى بعض المحللين. وتعتقد الرياض أن الأمر أصبح أشد إلحاحاً منذ الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية الأسبوع الماضي.

وأصبحت السعودية أكثر نشاطاً هذا العام في التصدي للشيعة والنفوذ الإيراني في المنطقة برمتها، إذ تعتقد أن هذا النفوذ هو السبب الرئيس في انعدام الاستقرار والأمن في الدول العربية. ومما زاد من مخاوف الرياض هو اتفاق الدول الكبرى مع طهران بشأن برنامجها النووي، الأمر الذي يعيد حضور إيران في المنظومة الدولية ويزيد من نفوذها كقوة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط.

كما تخشى الرياض أن يتيح الاتفاق النووي لإيران زيادة دعمها لخصوم المملكة في الدول العربية من خلال رفع العقوبات المفروضة عليها مقابل فتح أبواب المنشآت النووية للمفتشين الدوليين. في هذا السياق يقول المحلل العراقي مصطفى العاني، الذي تربطه صلات وثيقة بوزارة الداخلية السعودية: "هذا جزء من الإستراتيجية الكبرى للتصدي للنفوذ الإيراني. وهذه هي القضية الأساسية للسعودية وأصبحت أكثر إلحاحاً بعد الاتفاق النووي".

ومنذ تولى الملك سلمان الحكم في يناير/ كانون الثاني الماضي حاول بناء ائتلاف سني في مواجهة حلفاء إيران في المنطقة فزاد دعمه للمعارضة السورية التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد، وشن حرباً على الحوثيين في اليمن.

ارتياب شديد

وعلى مدى سنوات ظل الارتياب الشديد يملأ نظرة السعودية لحركة حماس لأن الحركة حليف تقليدي لإيران كما أنها منبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تراها الرياض مصدر تهديد. ويرجع الارتياب السعودي إلى أن جماعة الإخوان تجمع بين دعوتها للقيم الدينية المحافظة، وهو ما قد يروق للمواطنين السعوديين، وبين مطالب بإلغاء الحكم الوراثي.

وكان العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله قد وضع جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية وأيد الحملة التي شنتها مصر عليها وتسببت هذه السياسة في توتر العلاقات مع تركيا وقطر، وهما حليفان رئيسيان للسعودية في سعيها المحموم للتصدي للنفوذ الإيراني في سوريا والعراق.

وعمل الملك سلمان - وإن لم يصل الأمر بعد إلى حد إقامة علاقة صداقة مع الإخوان - على تخفيف التوترات مع حلفاء الجماعة وقوى صلات الرياض مع أنقرة والدوحة ومد يده إلى حركة التجمع اليمني للإصلاح، وهي جناح الإخوان في اليمن.

تحديد خيارات المواجهة

من جانبه يقول الصحفي السعودي المقرب من العائلة المالكة ورئيس قناة العرب الإخبارية جمال خاشقجي إن "السعودية في حالة مواجهة مع إيران وتهتم بجمع قدر ما تستطيع من الحلفاء. لذلك إذا حاولت التواصل مع ماليزيا أو التواصل مع حماس فالأمر سيان. الأمر يتعلق بتجميع أكبر عدد ممكن من الحلفاء".

ومن خلال بناء العلاقات مع حماس ربما تقلص الرياض من التوترات مع حلفاء الإخوان الآخرين أيضاً وتجعل من الصعب على إيران أن تطرح نفسها باعتبارها المدافع الرئيسي في المنطقة عن المقاومة الفلسطينية وتصور السعودية على أنها تدعم إسرائيل سراً.

كما أنها تحسن فرص الرياض في المساعدة في الوساطة لتحقيق تقارب بين حركتي حماس وحركة فتح الفلسطينية بما قد يؤدي إلى وضع نهاية للانقسام الذي عطل السعي لإقامة الدولة الفلسطينية وأدى إلى تبادل الاتهامات في مختلف أنحاء المنطقة.

وخلال الحرب التي دارت رحاها العام الماضي في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس انتظرت السعودية ثلاثة أسابيع قبل أن تدين الهجوم الإسرائيلي بل واتهمت بعض الصحف قريبة الصلة بالأسرة الحاكمة حماس بالتسبب في الحرب.

ومنذ عشرات السنين كان الغضب بسبب محنة الفلسطينيين وفشل الحكومات العربية في إقامة دولة فلسطينية دافعاً لقدر كبير من المعارضة للأنظمة الحاكمة في المنطقة وخاصة بين الإسلاميين الذين يصورون القضية الفلسطينية في إطار التضامن الإسلامي.

في الوقت نفسه فإن الملك سلمان سيعزز من خلال طرح الخلافات القديمة حول الإسلام السياسي جانباً العلاقات مع تركيا التي تربط حزبها الحاكم صلات قوية بالإخوان وقطر، التي فتحت أبوابها لقيادات الجماعة الهاربة.

وفي وقت سابق من العام الجاري نُسب الفضل فيما حققته المعارضة السورية من انتصارات في حلب وعلى مشارف دمشق لتحسين التعاون بين الدول الثلاثة، وهي أكثر الأطراف مشاركة في دعم جماعات المعارضة السورية بمختلف فصائلها وتنظيماتها.

تأمل الرياض أن تؤدي صيغتها الجديدة بالتساهل مع أنشطة الإخوان خارج دول الخليج ودعمها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى استمرار المشاركة في المواجهة الأكبر مع إيران.صورة من: picture-alliance/Office Of The Egyptian President

تهديد للنظام

لكن على الرغم من ذلك تظل الانقسامات العميقة بين الدول السنية في الشرق الأوسط حول الإسلام السياسي قائمة، إذ تبقى مصر والإمارات - وهما من الأعضاء الأساسيين في التحالف السعودي في مواجهة الحوثيين في اليمن - على معارضتهما الشديدة لجماعة الإخوان.

ومازال الأمراء الذين يديرون شؤون الحكم في السعودية ينظرون نظرة سلبية للجماعة. فمازالوا يتذكرون كيف أن الرياض أتاحت ملاذاً لأعضائها خلال حركة تطهير في مصر خلال ستينات القرن الماضي، وكيف قابل الإخوان ذلك بتأييدهم فيما بعد في التسعينات حركة معارضة إسلامية لأسرة آل سعود الحاكمة. وقد وصف الأمير نايف، وزير الداخلية الراحل وشقيق الملك سلمان ووالد ولي العهد الحالي، الحركة ذات مرة بأنها "مصدر كل مشاكلنا في العالم العربي".

ورغم أن العديد من أفراد الأسرة الحاكمة مازالوا يرون في الأنشطة السياسية السرية للجماعة تهديداً خبيثاً لنظامهم الحاكم، فهم يرون أن إيران تمثل خطراً حالياً. وتأمل الرياض أن تؤدي صيغتها الجديدة بالتساهل مع أنشطة الجماعة خارج دول الخليج ودعمها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى استمرار المشاركة في المواجهة الأكبر مع إيران.

ويقول العاني إن على الإخوان المسلمين الآن أن يتفهموا ضرورة ألا ينشطوا داخل السعودية أو يتدخلوا في الدول الخليجية، مضيفاً أن "من المهم أن يفهموا هذه القواعد الجديدة للعبة".

ع.غ/ ع.خ (رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW