حركة نزوح في القرى المتاخمة للخط الأزرق في جنوب لبنان
٢٢ أكتوبر ٢٠٢٣
تزايدت حركة نزوح السكان في القرى المتاخمة للخط الأزرق في جنوب لبنان وسط التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس. واتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بالتصعيد العسكري وبالتالي جر لبنان إلى حرب لن يجني منها شيئا.
إعلان
أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" في لبناناليوم (الأحد 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) أنه بعدما قام "الطيران الحربي الإسرائيلي ليلا بشن عدد من الغارات بالصواريخ الموجهة على محيط بلدتي الضهيرة وعلما الشعب، شهدت قرى القطاع الغربي ليلا ساخنا ومتوترا تخلله إطلاق معاد لعدد من القنابل المضيئة فوق سماء القرى المذكورة حتى ساعات الفجر الأولى، كما سمع صباح اليوم أصوات رشقات نارية من محيط بلدة الناقورة".
وتشهد المنطقة الحدودية تبادلاً للقصف خصوصاً بين حزب الله وإسرائيل، بدأ غداة شنّ حركة حماس هجوماً إرهابياً دامياً غير مسبوق في السابع من تشرين الأول / أكتوبر على إسرائيل التي ترد بقصف عنيف مستمر على قطاع غزة المحاصر.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وأضافت الوكالة اللبنانية، "تعتبر ليلة أمس من الليالي الأكثر سخونة منذ بداية الحرب"، وذكرت أن الرقعة الجغرافية للعمليات الإسرائيلية اتسعت لتتعدى عمق خمسة كيلومترات داخل لبنان من الخط الأزرق". وحسب الوكالة، "ازدادت حركة النزوح للسكان في القرى المتاخمة للخط الأزرق تجاه المناطق الأكثر أمنا، حيث يتواجد في مدينة صور أكثر من 1500 عائلة لبنانية وسورية، توزعوا على عدد من مراكز الإيواء في المدارس الرسمية والخاصة أعدتها للغاية نفسها وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور التي أعلنت أكثر من مرة عن ضعف الإمكانيات لتأمين حاجات النازحين".
لبنان 100 عام.. من طوائف الجبل إلى دولة على شفا الانهيار
لبنان.. بلد صغير المساحة، لكنه يختزل على مدار قرن من إعلان قيامه أحداثاً كبيرة جعلته صورة مصغرة عما جرى في العالم العربي من خيبات متواصلة. يحتضن تاريخه كل شيء: العنف والصلح، الحرب والسلم، الرخاء والشدة، الوطنية والتبعية.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid
فتنة جبل لبنان
سكنت عدة طوائف في المناطق المعروفة حالياً بلبنان، خاصة منطقة جبل لبنان. لكن الطوائف الأبرز كانت ستة: الموارنة والأرثودوكس والكاثوليك، وفي الجانب الآخر الدروز والسنة والشيعة. بقي الجبل تحت سيطرة العثمانيين، لكنه شهد توترات طائفية خطيرة خاصة المجازر بين الدروز والموارنة عام 1860. تدخلت قوى أوروبية في المنطقة خاصة منها فرنسا، وشهد جبل لبنان بضغط أوروبي قيام نظام "المتصرفية" الذي عزّز الوجود الماروني.
صورة من: picture-alliance/Design Pics
قيام لبنان الكبير
بعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، استطاعت فرنسا فرض انتدابها على لبنان بعد توسيعه ليضم البقاع وولاية بيروت فضلاً عن ترسيم الحدود مع سوريا. ويقول جوزيف باحوط في مقال على كارنيغي إن فرنسا هدفت إلى خلق وطن شبه قومي للمسيحيين في الشرق الأوسط، لكن الطوائف المسلمة رفضت بشدة الوضع الجديد. أعلن لبنان استقلاله عام 1943 على يد الرئيس بشارة الخوري، لكن جلاء القوات الفرنسية لم يتم إلّا عام 1946.
صورة من: picture-alliance/United Archives/TopFoto
الميثاق الوطني
شهد إعلان استقلال لبنان ما عُرف بالميثاق الوطني الذي منح رئاسة الدولة للموارنة ورئاسة الوزراء للسنة ورئاسة مجلس النواب للشيعة. وكان هدف الميثاق تسهيل الاستقلال حتى لا يطلب المسيحيون حماية فرنسا ولا يطالب المسلمون بالوحدة مع سوريا. لم يُكتب الميثاق لكنه بقي مطبقاً في البلاد منذ ذلك الحين، ويرى متتبعون أنه سبب المشاكل الطائفية في البلاد بما أنه هو من أسس لنظام المحاصصة.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Hamzeh
إنهاء حكم شمعون
تحوّلت بيروت إلى مدينة تجمع الكل منذ سنوات الاستقلال، لكن اندلاع النزاع العربي-الإسرائيلى ألقى بظلاله على بلد يصارع لخلق هويته. استقبلت بيروت آلاف اللاجئين الفلسطينيين كما استقبلت مهاجرين عرب وشهدت نمواً اقتصادياً لكن في الآن ذاته ركزت قوى عربية متصارعة نفوذها داخل المدينة منذ ذلك الحين. غير أن أبرز حدث شهدته بيروت في الخمسينيات كان الانتفاضة ضد الرئيس كميل شمعون الذي كان له علاقات قوية مع الغرب.
صورة من: Imago Images/United Archives International
العصر الشهابي
من بين أكثر رؤساء لبنان احتراما هو فؤاد شهاب الذي حكم البلاد منذ 1958 إلى 1964 ورفض التمديد له رغم شعبيته الطاغية. تحقق في عهد شهاب الكثير من الاستقرار في البلد رغم الانتقادات الموجهة له بتقوية دور المخابرات بعد محاولة الانقلاب. جاء بعده شارل حلو الذي حاول اتباع النهج الشهابي بعدم تفضيل أيّ طرف سياسي على آخر، لكن البلد شهد في عهده عدة مشاكل اقتصادية، ما مهد الباب لسليمان إفرنجية ليخلفه.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Tödt
الحرب الأهلية تندلع
شهد لبنان توقيع اتفاق القاهرة عام 1969 بين الفصائل الفلسطينية في مخيمات اللاجئين وبين الدولة اللبنانية حتى لا تتكرر مناوشات بين الطرفين، وبموجبه تم الاعتراف بالوجود الفلسطيني المسلح في لبنان. وقف اليسار اللبناني مع الفلسطينيين، في حين رفضهم اليمين المشكل أساساً من منظمات مارونية. ومع تعاظم النفوذ الفلسطيني تعددت الاحتكاكات مع القوى اليمينية، لتندلع رسمياً الحرب الأهلية في أبريل/ نيسان 1975.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Raouf
بيروت تشتعل
قُسمت بيروت إلى شرقية تحت سيطرة القوات اليمينية وغربية للفلسطينيين والقوات اليسارية. زاد التناحر الطائفي بين المسلمين والمسيحيين من الحرب خاصة مع وجود اختلالات اجتماعية بينهم. زاد التدخل السوري من سعير الحرب، وكذلك فعلت إسرائيل عندما اجتاحت لبنان عام 1982 وحاصرت بيروت الغربية ما أدى إلى جلاء المسلحين الفلسطينيين، لكن الحرب لم تنته، ووقعت بعد ذلك مواجهات حتى داخل الأطراف التي كانت متحالفة.
صورة من: Ziad Saab
حزب الله يخرج منتصرًا
انتهت الحرب رسميا عام 1991 سنتين بعد توقيع اتفاق الطائف. شهدت الحرب مجازر مروعة كالكرنتينا والدامور وصبرا وشاتيلا، ووثقت الكاميرات مشاهد مرعبة كما جرى في حصار بيروت وحرب المخيمات. تقوّت لاحقا التنظيمات الشيعية، وخصوصا حزب الله المرتبط بإيران، وبقي التنظيم محافظًا على سلاحه بعد حلّ كل الميلشيات، فتراجع نفوذ التنظيمات المسلحة اليمينية واليسارية والفلسطينية، كما ضمنت سوريا استمرار حضورها في البلد.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
الاغتيالات تستمر
استقر لبنان نسبيا في التسعينيات، لكن سنوات الألفية شهدت مواجهات مسلحة بين حزب الله وإسرائيل في صيف 2006، لكن الهزة الأعنف كانت اغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء السابق الذي ساهم في إعمار لبنان. كانت من نتائج الاغتيال خروج القوات السورية نتيجة ما عُرف بـ "ثورة الأرز". شهد البلد في تلك السنوات استمرار الاغتيالات السياسية التي وجهت فيها الاتهامات لدمشق كاغتيال الشيوعي جورج حاوي والصحفي سمير قصير.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer
حراك لبنان
لأول مرة في تاريخ البلاد، يخرج مئات الآلاف من اللبنانيين عام 2019 رفضاً لنظام المحاصصة الطائفية، مطالبين برحيل الطبقة السياسية ككل. جاءت الاحتجاجات في ظل استمرار ترّدي الوضع الاقتصادي وارتفاع نسب الفساد، ما أدى إلى استقالة حكومة سعد الحريري، وتشكيل حكومة حسان دياب التي استقالت بدورها بعد انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة ما يناهز مئتي قتيل. تقرير: إسماعيل عزام
صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid
10 صورة1 | 10
إسرائيل تتهم حزب الله بجر لبنان للحرب
من جهته، اتهم الجيش الإسرائيلي اليوم حزب الله اللبناني بالسعي إلى التصعيد العسكري في المنطقة الحدودية، محذراً بأن ذلك "سيجر لبنان إلى حرب" على وقع تبادل مستمر لإطلاق النار بين الطرفين.
وقُتل 4385 شخصاً معظمهم مدنيون في قطاع غزة جراء القصف، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، فيما قتل أكثر من 1400 شخص في الجانب الإسرائيلي معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم حماس، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس عبر منصّة إكس إن "حزب الله يعتدي ويجر لبنان إلى حرب لن يجني منها شيئاً، إنما قد يخسر فيها الكثير"، مضيفاً أن "حزب الله يلعب لعبة خطيرة للغاية، إنه يصعد الوضع، نرى هجمات متزايدة كل يوم". وتساءل كونريكوس "هل الدولة اللبنانية مستعدة حقاً لتعريض ما تبقى من الازدهار والسيادة اللبنانيين من أجل إرهابيي غزة".
ويبدو أن التصعيد على الحدود لا يزال ملتزماً بقواعد الاشتباك السارية بين حزب الله الذي تدعمه إيران ضد إسرائيل، لكن خبراء يحذرون من احتمال توسع الحرب إلى لبنان عبر تدخل أكبر لحزب الله في حال شنت إسرائيل هجوماً برياً على غزة. وكان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم حذر أمس السبت "نحن معنيون ونحن جزء من هذه المعركة، ليكن واضحاً، كلما تتالت الاحداث ونشأ ما يستدعي أن يكون تدخلنا أكبر، فسنفعل ذلك".
وخاض حزب الله المدعوم من إيرانحرباً مدمّرة صيف 2006 ضد إسرائيل خلّفت أكثر من 1200 قتيل في الجانب اللبناني معظمهم من المدنيين، و160 قتيلا في الجانب الإسرائيلي معظمهم من العسكريين. وتسبّبت الحرب التي استمرت 34 يوماً بنزوح نحو مليون لبناني من بلداتهم.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني ، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
واشنطن انتشارها العسكري في الشرق الأوسط
في سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة مساء امس السبت تعزيز جاهزيتها العسكرية في الشرق الأوسط على ضوء "التصعيد الأخير من قبل إيران وقواتها بالوكالة" في المنطقة. وأفاد وزير الخارجية لويد أوستن في بيان أنه سيتم نشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ بطاريات "باتريوت" إضافية للدفاع الجوي "عبر المنطقة".
وتابع "وضعت أخيرا عددا إضافيا من القوات في تأهب استعدادا للانتشار في إطار خطة طوارئ احترازية، من أجل زيادة جاهزيتها وقدرتها على الاستجابة بسرعة عند الحاجة". وأضاف أن "هذه التدابير ستعزز جهود الردع الإقليمي وستعزز حماية القوات الأميركية في المنطقة وتساهم في الدفاع عن إسرائيل" مشيرا إلى أنه سيواصل "تقييم حاجات" الجهاز العسكري الأميركي في المنطقة و"يدرس نشر وسائل إضافية في حال الضرورة". وأشار أوستن إلى أنه اتخذ هذا القرار "بعد محادثات" مع الرئيس جو بايدن، من غير أن يوضح عديد القوات الإضافية التي سيتم نشرها.