لا تسمح حكومة ولاية برلين للمعلمات بارتداء الرموز الدينية كالحجاب والصلبان والكيباه. تسعى الولاية الآن إلى تعديل القانون، لكن جهات تطالب بإلغائه تماماً، بينما يخشى البعض من تهديد السلم المدرسي.
صورة من: Friso Gentsch/dpa/picture alliance
إعلان
تجري حكومة ولاية برلين مراجعة لقانون الحياد رغم الآراء المنقسمة حول هذه المسألة في مجلس نواب الولاية. وعادت المسألة للواجهة فيما يخص السماح للمعلمات في برلين بارتداء الحجاب في المدارس. هذا الحظر لم تعد عدة أحكام قضائية تسمح به، وقد دعت الحكومة الائتلافية في الولاية، المكونة من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، إلى تعديل القانون وفقا لذلك.
سيتلاشى الحظر مستقبلا إلا إذا شكّل الحجاب، بناء على حقائق مؤكدة، تهديدا ملموسا أو إخلالا بالسلام داخل المدرسة، عندها يجب دراسة كل حالة على حدة حسب تقرير لصحيفة فيلت الألمانية.
ونقل تقرير للصحيفة، انتقادا للنائبة عن حزب الخضر، توبا بوزكورت، حول ما تعتتبره حظر تمييزي على الملابس الدينية، إذ قالت: "برلين مدينة متنوعة، ولهذا التنوع الحق في أن يكون ظاهرا"، مطالبة بـ"إلغاء قانون الحياد". كما يدعو حزب اليسار أيضا إلى إلغاء القانون.
محاولات دؤوبة من الخضر
يسعى فرع حزب الخضر في ولاية برلين إلى إلغاء قانون الحياد بشكل كامل وليس تعديله فقط. ويبرر الحزب ذلك بأنه يريد تمكين المرأة من العمل حتى لو كانت ترتدي الحجاب.
فقانون الحياد يحظر ارتداء الرموز والملابس الدينية أثناء أداء واجبهم، لم يعد ساريا على المعلمين في برلين بعد دعاوى قضائية عديدة وحكم أصدرته المحكمة الدستورية الاتحادية.
ودخل قانون الحياد حيز التنفيذ عام 2005، وهو يحظر على موظفي الدولة ارتداء رموز دينية أو أيديولوجية ظاهرة للعيان. لكن منذ ذلك الحين، تركز النقاش والجدل بشكل رئيسي حول الحجاب، وخاصة في المدارس.
وكانت أخصائية بالمعلوماتية قد اشتكت من هذا الأمر، قائلة إنها تريد أن تصبح معلمة لكنها لا تريد خلع الحجاب. وتقدمت بدعوى للقضاء واستمرت في التقاضي حتى وصل الأمر إلى محكمة العمل الاتحادية، التي حكمت لصالحها عام 2020 ومنحتها تعويضا. وجاء في قرار المحكمة بأنه لا يمكن رفض المعلمة التي ترتدي الحجاب بشكل عام، ولكن فقط إذا كان الحجاب يشكل "تهديداً ملموساً" لسلام المدرسة.
لكن ولاية برلين لم تسلم بالأمر وقدمت شكوى إلى المحكمة الدستورية الاتحادية، التي رفضت بدورها الدعوى في عام 2023.
يذكر أن الحزب يخوض معركة لأجل تمكين المحجبات من العمل في سلك الشرطة أيضا، وقد صرحت توبا بوزكورت، المتحدثة باسم حزب الخضر لمكافحة التمييز في برلمان ولاية برلين، لوسائل إعلام ألمانية بأنه "سيكون من المفيد للغاية لو كان لدينا شرطيات يرتدين الحجاب في برلين".
وتوبا بوزكورت التي تقف وراء مباردة حزب الخضر، تعتقد أن "النساء المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب هن جزء من المجتمع، ويجب أن تنعكس هذه الحالة الطبيعية في الشوارع والمدارس والإدارة" حسب قولها.
الحجاب .. رمز وفن عبر التاريخ!
يهتم معرض خاص داخل المتحف العالمي في فيينا بالحجاب من خلال عرض مجموعة من الصور التاريخية ورسوم الخياطة الراقية والفيديوهات والرسوم للكشف عن معانيه المختلفة في التاريخ والدين والجغرافيا.
تغطية الرأس تجلب الحرية
في كثير من أنحاء العالم الغربي يتم ربط كلمة الحجاب تلقائيا بالتدين. إلا أن فكرة تغطية الرأس بقماش تتجاوز الحدود الدينية والثقافية والجغرافية. معرض " مغطى ومكشوف" في المتحف العالمي بفيينا يكشف الأوجه المتعددة للحجاب.
الحجاب في المسيحية
في المسيحية يعرف الحجاب كرمز للعزوبية والتواضع. لوحة مادونا غواديلوبي، القديسة الشفيعة للمكسيك تُظهر العذراء مريم في لباسها الأزرق. والإنجيل يحث النساء على تغطية الشعر في الصلاة. والصورة على اليمين تظهر صورة مسيحية أخذت في 1886 في تركيا.
أقمشة خاصة بالنساء والرجال
معرض المتحف العالمي يُظهر أشخاصا يلبسون الحجاب إضافة إلى أقمشة مختلفة من جميع أنحاء العالم ـ ليس فقط للنساء. وفي اليسار يمكن رؤية حجاب عروس تونسية من منتصف القرن العشرين، والحجاب بنموذج النسر المزدوج على الجانب الأيمن يلبسه الأعضاء الذكور لقبيلة في غواتيمالا.
وجوه مغطاة في الصحراء
هذه الصورة للمصور لودفيش غوستاف ألويس تسورير من فيينا تُظهر رجلا من الطوارق يلبس لثام الوجه التقليدي للرعاة الرحل من شمال إفريقيا. وهذا اللثام في الغالب بألوان موحدة من شأنه التصدي للأرواح الشريرة. ولباس اللثام يُعد تقليدا انتقاليا هاما إلى مرحلة الرجولة. والنساء في المقابل لا تغطين وجوههن.
صورة من: KHM-Museumsverband
كشف شخصي للحجاب
في الغالب ما يُنظر إلى حجاب نساء مسلمات بأعين منتقدة. نيلبار غوريس تثير الموضوع في إخراجها بالفيديو الذي يستمر ست دقائق. هناك تفكك طبقات من الحجاب منحتها إياها نساء تنادي بأسمائهن. هذا العمل يؤكد كيف أن النساء المسلمات، "محجبات أم لا" يعكسن الذات الشخصية.
صورة من: Courtesy Galerie Martin Janda, Wien
عروض تجريدية
ويشمل المعرض أيضا أدوات تتفاعل بصفة تجريدية مع غطاء الرأس. هذا الابتكار الفضي من الجيلاتين للمصورة النمساوية تينا ليشنير يُذَكر بظهر امرأة مكسو بقماش معلق. التصوير لفن النحت الذي تقوم به ليشنر يفحص تضاريس ثقافية للأنوثة بطريقة سريالية.
صورة من: Courtesy Galerie Hubert Winter, Wien
حجاب سوزانه يونغمانس
انطلاقا من النظرة الأولى يمكن تخيل صورة يونغمانس "الروح فوق المادة ـ جولي" أنها التحفة الهولندية "صورة امرأة" للرسام روجي فان دير فايدن. إلا أن الحجاب يتكون من مواد تلفيف، والخاتم هو غطاء علبة، والجزء الأعلى للباس يتم شده بإبرة
صورة من: Courtesy Galerie Wilms
من التيار المحافظ إلى التحرر
في النمسا قبل الحرب العالمية الثانية كانت المرأة التي تلبس الحجاب والثوب التقليدي للنساء تُعد متجذرة وبراغماتية ووطنية. وفي الخمسينات تحول الحجاب إلى مادة كمالية من الحرير تعكس في الغالب الأناقة النسوية والتحرر. هذا الرسم التخطيطي احتل في 1964 أثناء مسابقة في الموضة بفيينا المركز الأول.
صورة من: Modeschule der Stadt Wien im Schloss Hetzendorf
الخياطة الراقية
منذ 2003 ومصممة الأزياء النمساوية سوزانه بيزوفسكي معروفة بفضل مجموعاتها الأنيقة: ابتكارات وردية تتغذى من روح الموضة النمساوية التقليدية. ومجموعتها 2018 تم ابتكارها خصيصا لمعرض المتحف العالمي. "مغطى ومكشوف" يستمر حتى الـ 26 فبراير 2019. كريستينا بوراك/م.أ.م