حرية الصحافة حصاة جديدة في نعل العلاقات الألمانية التركية
ح.ز/ (DW، رويترز/ أ.ف.ب / د.ب.أ)٨ سبتمبر ٢٠١٦
عادت انتهاكات حرية الصحافة في تركيا لدائرة الضوء من جديد إثر مصادرة وزير الرياضة التركي لأشرطة مقابلة أجراها معه برنامج "في دائرة الخطر" الذي تبثه محطة DW، وهو ما يزيد من تعقيد العلاقات بين برلين وأنقرة المتوترة أصلا.
إعلان
تلقت محطة دويتشه فيله باستغراب مصادرة السلطات التركية لشريط مقابلة مصورة أجراها الصحافي ميشائيل فريدمان في أنقرة في إطار برنامج "في دائرة الخطر". ويتعلق الأمر بحوار مع عاكف كاغاتاي كيليتش وزير الشباب والرياضة التركي أُجريت في مكتبه بأنقرة. وانتقد بيتر ليمبورغ المدير العام لقناة DW الحكومة التركية معتبرا أن الأمر يتعلق بـ "انتهاك صارخ لحرية الإعلام".
وطالبت DW السلطات التركية بالإفراج فورا عن تسجيل الفيديو وقالت إنها تدرس اتخاذ خطوات قانونية. ورأى بيتر ليمبورغ المدير العام لـ DW أن "هذا الأمر جريمة إكراه مكتملة الأركان من قبل القيادة التركية، لم يعد لذلك صلة بدولة القانون وبالديمقراطية، لا يمكن أن يعطي وزير مقابلة طوعا ثم يريد منع بثها". من جهته قال المتحدث باسم DW كريستوف غومبلت "أبلغنا السفارة الألمانية في تركيا بهذا الأمر (..) فور وقوعه"، مؤكدا أن فريق العمل لم يتلق أي تفسير لمنع بث المقابلة التي استمرت نصف ساعة. وتعتبر DW برنامجها "في دائرة الخطر" (حرفياً: "منطقة صراع") أحد أشكال "المقابلات التصادمية مع صناع قرار دوليين". فيما برر بيان للمتحدث باسم وزارة الرياضة التركية مصادرة شريط البرنامج لكون المحاور وجه "أسئلة لم تكن مخططة سلفاً".
انتهاك واضح لحرية الإعلام
يبدو أن أسئلة الصحفي ميشائيل فريدمان، المعروف بحواراته النقدية والصدامية، لم ترُق كثيرا للوزير التركي خصوصا وأن محاور المقابلة ركزت على محاولة الانقلاب الفاشلة، وتداعيات عمليات التسريح الجماعي والاعتقالات التي أعقبت المحاولة الانقلابية وموقف وسائل الإعلام وكذلك موضوع المرأة في تركيا. إن إقدام أنقرة على خطوة تصعيدية نوعية بمصادرة شريط مصور لمقابلة مع وزير، يدل على تراجع خطير ومقلق لحرية الصحافة في تركيا.
وبهذا الصدد كتبت صحيفة برلينَر تسايتونغ الألمانية: "قبل بضعة أيام احتلت تركيا الرتبة 151 من أصل 180 دولة في لائحة حرية الصحافة. وبالتالي لا يزال هناك هامش للنزول نحو الأسفل، فبعد مصادرة شريط فيديو DW من قبل وزير الرياضة التركي، باتت جمهورية إردوغان مهددة بالانزلاق للاقتراب من إريتريا التي تحتل الرتبة 180، أي الرتبة الأخيرة".
وفي حوار مع DW حاول الصحافي والمحلل السياسي التركي أوكتاي يلماز تبرير الخطوة التركية بقوله "لو كانت الدول الأوروبية تمر من نفس ظروف تركيا، لفرضت نفس القيود على حرية الصحافة (..) إنها حالة مؤقتة. على أصدقائنا في ألمانيا وفي الاتحاد الأوروبي تفهم ظروف تركيا الحالية".
رغبة في احتواء الأزمة
قال متحدث باسم الخارجية الألمانية إن سفير برلين في أنقرة أجرى محادثات "جيدة وبناءة" مع مسؤول كبير في مكتب وزير الشباب والرياضة وأنهما اتفقا على أنه ينبغي ألا تؤجج هذه الواقعة التوتر بين البلدين.
ضحايا حرية التعبير في السجون العربية
مازال يقبع في السجون العربية أشخاص بسبب آرائهم أو مواقفهم أو حتى ميولهم السياسية المعارضة. ورغم الانتقادات الموجهة لدولهم بانتهاك حقوق الإنسان، وحملات التضامن الواسعة معهم في الداخل والخارج يواجه بعضهم أحكاما بالإعدام.
صورة من: DW/J.M. Oumar
مازال المدون رائف بدوي، صاحب أشهر قضية تخص انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، قابعا في السجن رغم كل الضغوط والحملات الدولية المتعاطفة معه. وحكم على رائف بالسجن عشر سنوات، والجلد ألف جلده. واعتقل بدوي، المؤسس المشارك للشبكة الليبرالية السعودية، في العام 2012 بتهمة الاساءة للإسلام وتأسيس موقع على الانترنت.
صورة من: privat
قضية أشرف فياض، هي أحدث قضايا حرية التعبير في السعودية. أشرف شاعر فلسطيني مقيم في السعودية، اعتقل وحكمت عليه محكمة سعودية بالإعدام بتهمة الترويج لأفكار إلحادية وسب الذات الإلهية. وأدانت الأكاديمية الألمانية للفنون في برلين الحكم بإعدام فياض، وطالبت الحكومة الألمانية بالتدخل للإفراج عنه.
صورة من: Instagram/Ashraf Fayadh
يواجه الشاب علي النمر، وهو من الأقلية الشيعية في السعودية، حكما بالإعدام. وقال أحد أفراد عائلته إن السعودية تبدو "جادة جدا" في تنفيذ العقوبة. وكانت السلطات السعودية قد ألقت القبض عليه عام 2012 خلال مشاركته في مظاهرات وكان عمره آنذاك لا يتجاوز 16 سنة.
صورة من: picture-alliance/CITYPRESS 24
منذ أيام أطلقت السلطات المغربية سراح الناشط أسامة الخليفي بعد قضائه عقوبة الحبس بتهم منها التغرير بقاصر. أسامة الخليفي هو أحد مؤسسي حركة 20 فبراير بالمغرب ويقول إن التهم الموجهة له ملفقة. ولازال هناك سجناء رأي في المغرب من بينهم هشام منصوري، وهو صحفي تحقيقات حكم بحبسه في مارس/ آذار الماضي بتهمة الزنا، ويقول منتقدون إنها محاولة لإسكاته.
صورة من: AP Photo/A. Bounhar
يتواصل سجن الناشط السياسي ورجل الدين الشيعي البحريني الشيخ علي سلمان، زعيم جمعية الوفاق المعارضة، بتهمة التحريض على النظام والدعوة إلى الإطاحة به، رغم الاحتجاجات الشعبية والاتهامات للحكومة بـ"خنق" المعارضة. كما قضت محكمة بحرينية هذا الشهر بسجن المعارض مجيد ميلاد لعامين بتهمة التحريض العلني على عصيان القانون. وميلاد هو عضو بارز في جمعية الوفاق.
صورة من: Reuters/H. I Mohammed
إسراء الطويل، ناشطة ومصورة صحفية مصرية اختفت قسريا لأكثر من أسبوعين في بداية يونيو/ حزيران هذا العام. ثم ظهرت مع بدء محاكمتها بتهمتي "الانضمام لجماعة إرهابية محظورة أنشئت على خلاف القانون" و"بث أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن والسلم العام." يذكر أن إسراء أصيبت بطلق ناري في مظاهرة في 25 يناير العام الماضي.
صورة من: privat
علاء عبد الفتاح ناشط يساري مصري، من أشهر معتقلي الرأي في مصر. وهو بجانب الناشط المحبوس أيضا أحمد ماهر، من أبرز المشاركين في ثورة 25 يناير. حكم على علاء بالسجن خمس سنوات بتهمة الاعتداء على ضابط شرطة، وتنظيم مظاهرة دون ترخيص، وإتلاف الممتلكات العامة. ولازالت الدعوات تتواصل داخل مصر وخارجها من أجل الإفراج عنه.
صورة من: picture-alliance/AP/Ravy Shaker
في قضية مثيرة للجدل، قضت محكمة مصرية في فبراير/ شباط الماضي بالسجن المؤبد على أحمد دومة في القضية التي تعرف إعلاميا بـ "أحداث مجلس الوزراء". وهي نفس القضية المحبوس فيها أيضا علاء عبدالفتاح وأحمد ماهر ومحمد عادل. ودومة هو ناشط سياسي بارز سُجن وحوكم مرات عديدة منذ عهد مبارك وحتى الآن.
صورة من: picture-alliance/dpa
في موريتانيا وفي حكم اعتبر وقتها سابقة من نوعها، حكم على المدوّن محمد شيخ ولد محمد ولد امخيطير بالإعدام، بعد اتهامه بالإلحاد، بسبب مقال إنتقد فيه نظام الطوائف الطبقي في بلاده مشبها إياه بعصر فجر الاسلام. لكن موريتانيا، التي تطبق الشريعة لم تنفذ حكما بالإعدام أو الجلد منذ ثلاثة عقود. الكاتبة: سهام أشطو
صورة من: DW/J.M. Oumar
9 صورة1 | 9
واوضح المتحدث إن السفير "أوضح أنه بالنسبة لنا وله وللحكومة الألمانية والإعلام الألماني فإن حرية الصحافة أمر في غاية الأهمية". وأكد شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: "حرية الإعلام بالنسبة لنا .. غير قابلة للتفاوض. نتصرف (وفقا لهذا المبدأ) في الداخل ونجسده في الخارج". يُذكَر أن أنقرة أغلقت الكثير من وسائل الإعلام بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة.
ويتخوف المراقبون من أن تزيد هذه الواقعة من توتر العلاقات بين برلين وأنقرة في وقت تحتاج فيه المستشارة أنغيلا ميركل لمساعدة الحكومة التركية في إدارة أزمة اللاجئين. غير أن النائب البرلماني نعمة مساواة من حزب اليسار الألماني انتقد بشدة موقف برلين، وأوضح بهذا الشأن في حوار مع DW قائلاً: "إن الحكومة الألمانية تتنازل وتنحني طيلة الوقت أمام تركيا (...)، كان من المفروض أن ترسل الحكومة مذكرة احتجاج للحكومة التركية. وكان من المفروض أن يُستدعى السفير التركي في برلين. إن برلين لا تدافع عن حرية الصحافة كما ينص على ذلك الدستور الألماني".