عشية زيارة الرئيس أردوغان لباريس، تبادلت فرنسا وأنقرة تراشقا إعلاميا بسبب مفهوم حرية الصحافة، ماكرون تعهد بتناول ملف الصحافيين المعتقلين في تركيا، فيما قال المتحدث باسم أردوغان إن ماكرون لديه معلومات غير صحيحة عن تركيا.
إعلان
قبل زيارة مثيرة للجدل يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة، تبادل الجانبان تراشقا إعلاميا تمحورت حول مفهوم حرية الصحافة. فالرئيس ماكرون يعتزم تناول ملف الصحفيين المعتقلين في تركيا، فيما قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن الرئيس ماكرون لديه معلومات غير صحيحة عن أوضاع تركيا.
وتابع كالين " أن القضايا القانونية هي مسؤولية القضاء، وأن الصحفيين يمكن أن يرتكبوا جرائم"، حسب تعبيره. لكن منبر حرية الصحافة "بي 24" تقول أن تركيا تعتقل نحو 151 صحفيا. ويتهم معظمهم بصلاتهم بجماعات إرهابية. كما تم إغلاق أكثر من 150 وسيلة إعلامية تركية منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في صيف 2016.
من جانبه، صرح مسؤول فرنسي الخميس عشية زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان إلى باريس، أنه يتعين على تركيا القيام ب "مبادرات ملموسة جدا" بشأن حقوق الإنسان إذا كانت تريد إعطاء دفع لترشحها لعضوية الاتحاد الأوروبي.
وقال جان باتيست لوموين سكرتير الدولة لدى وزير أوروبا والشؤون الخارجية جان ايف لودريان لإذاعة "سود راديو" الفرنسية "حاليا هذه العملية مجمدة لأن الدول الأوروبية تنتظر حصول خطوات بشأن عناصر مرتبطة بالحريات الأساسية". وأضاف "بالتالي يتعين أن تقوم تركيا بمبادرات ملموسة جدا ليكون بالإمكان بحث بعض الملفات. وفي أي حال تم وسيتم إبلاغ الرسالة" أثناء زيارة أردوغان.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انه سيتطرق الى مسألة حقوق الانسان الجمعة مع نظيره التركي في وقت تتعرض الزيارة لانتقادات في فرنسا خصوصا من جانب اليسار المتشدد والحزب الشيوعي. وعلق لوموين "يجب التحدث الى الجميع وفي كل وقت (..) في هذه المنطقة المعقدة حيث تدور نزاعات متعددة على الحدود مع تركيا (..) ومن المهم الإبقاء على الحوار مع كل الدول المهمة"، في إشارة خصوصا الى الأزمة السورية.
يذكر أن الرئيس التركي أردوغان يزور باريس في وقت يبدو أن انقرة تريد إعادة علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي بعد أزمة حادة في 2017. وانتقد الشركاء الاوروبيون لتركيا وخصوصا برلين، حملة السلطات التركية الواسعة (طرد وتوقيف)، إثر محاولة الانقلاب التي شهدتها أنقرة في تموز/يوليو 2016، ما أدى عمليا إلى وقف المفاوضات حول ترشح تركيا للانضمام إلى الاتحاد.
من جانبه قال لودريان من لشبونة انه بالنسبة لفرنسا تبقى تركيا "شريكا استراتيجيا على عدة اصعدة: الهجرة ومكافحة الإرهاب وحل الأزمات الإقليمية". وأضاف في كلمة أمام دبلوماسيين برتغاليين "لهذه الأسباب جميعها، فإن فرنسا لا تنوي التوجه إلى القطيعة. وهي تريد الإبقاء على حوار متشدد وبناء" مع تركيا. واوضح الوزير أن الحوار مع تركيا يجب أن "يقوم على تعهدات قطعتها تركيا بنفسها في مجال حقوق الإنسان".
وقال "إن الانحرافات متواصلة لكننا مستمرون في الاعتقاد بأن الحوار ضروري بما في ذلك للمواطنين الأتراك الذين لن يتفهموا أن تشيح أوروبا نظرها عنهم".
ح.ع.ح/ي.ب(أ.ف.ب)
ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا وتبعاتها
قبل عام من الآن أراد انقلابيون الإطاحة بالرئيس التركي أردوغان. ولكن مساعيهم خابت. وبدلا من ذلك تعمقت سيطرة أردوغان بشكل غير مسبوق. هذا عرض لبعض المشاهد في ليلة الانقلاب الفاشل، والفترة التي تبعتها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
البداية
الصور الأولى من مساء 15 يوليو/تموز 2016، التي وصلت من تركيا: دبابات الجيش تقطع السير على جسر البوسفور. مع مرور الوقت اتضح الأمر: مجموعات في الجيش بدأت بمحاولة انقلاب. طلقات تُسمع وهناك جرحى. والطائرات الحربية والمروحية تحلق على علو منخفض.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Uludaglar
دبابات في المطار
صورة مشابهة في مطار أتاتورك في اسطنبول: الدبابات تقدمت. وانفع الانقلابيون باتجاه برج المطار وأوقفوا حركة الطيران. عدد قليل من المدنيين يقفون بوجه الانقلابيين.
صورة من: Reuters/Ihlas
قصف على البرلمان
وحتى مبنى البرلمان في أنقرة صار هدفا لقصف الانقلابيين. في تمام الساعة 2:32 صباحا تعرض المبنى للقصف من الجو. الانقلابيون استخدموا عدة طائرات من طراز أف 16 في تلك المهمة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
الضحايا
في مواجهات ومصادمات لقي - بحسب بيانات رسمية - 249 شخصا حتفهم، وأصيب أكثر من 2000 آخرين بجروح. والآن يتم الاحتفاء بهم في تركيا كـ"شهداء".
صورة من: Getty Images/B.Kilic
المقاومة
وبعد مضي بضع ساعات من الليل، اتضحت الصورة أكثر: الانقلاب سيفشل. كما حدث هنا في ساحة تقسيم. الجنود المشاركون في محاولة الانقلاب تم القبض عليهم من قبل الشرطة أو من وحدات الجيش الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
ظهور أردوغان
وبطريقة غير اعتيادية ظهر الرئيس التركي أردوغان وخاطب الشعب. في بث مباشر عبر الهاتف اتصلت مذيعة إحدى القنوات بالرئيس التركي أردوغان، الذي تحدث للأتراك: "أدعو شعبنا للتجمع في الساحات وفي المطار". وبظهوره عمل أردوغان على وضع حد للتكهنات حول التغيير في البلاد.
صورة من: Screenshot/CNN Turk/Reuters
نزول الناس إلى الشوارع
كثير من الأتراك سمعوا نداء الرئيس وتدفقوا إلى الشوارع، ليتصدوا للانقلابيين ويساهموا في منع نجاح الانقلاب. كما هو الحال هنا في أنقرة، حيث تسلق الناس على ظهور الدبابات، رافعين العلم التركي.
صورة من: picture-alliance/abaca/O. Gurdogan
الانتقام
في صباح اليوم التالي تقهقر الانقلابيون في كل مكان تقريبا. فقط في مواضع قليلة كانت هناك مناوشات. والآن بدأت عملية الملاحقة للانقلابيين.
صورة من: Reuters
البحث عن الانقلابيين
بدأت قوات الجيش ملاحقة المتورطين في محاولة الانقلاب. وهكذا استسلم عدد كبير منهم وتم القبض عليهم.
صورة من: picture-alliance/AA
المتهم بأنه العقل المدبر
تم اتهامه بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية: رجل الدين الإسلامي فتح الله غولن. الحكومة التركية حملته المسؤولية. أما غولن فنفى ذلك. يشار إلى أنه يعيش في الولايات المتحدة منذ سنوات، ولم يتم تسليمه لتركيا.
صورة من: Reuters/C. Mostoller
الاحتفال بالنصر
بعد 24 ساعة من محاولة الانقلاب تغيرت الصورة تماما: آلاف الناس احتشدوا على جسر البوسفور محتفلين بالانتصار على الانقلابيين. بعدها تم تغيير اسم الجسر إلى "جسر شهداء 15 يوليو".
صورة من: picture-alliance/abaca/E. Öztürk
حالة الطوارئ
بعدها بخمسة أيام، أعلن أردوغان حالة الطوارئ في البلاد، والتي دخلت في اليوم التالي حيز التنفيذ. فحصل الرئيس بذلك على صلاحيات واسعة، كما بدأ النقاش حول إعادة عقوبة الإعدام. وبعد مرور عام مازالت حالة الطوارئ مفروضة في بلاد الأناضول.
صورة من: Reuters/K. Ozer
التطهير
مباشرة بعد المحاولة الانقلابية تحدث أردوغان عن "نعمة الله". والهدف هو "قواتنا المسلحة يجب أن تكون نقية تماما، ولذلك سيتم تطهيرها". ولكن الأمر لم يقتصر على مؤيدي فتح الله غولن في الجيش. بل تعداه إلى صحفيين وباحثين وبقية المناهضين لأردوغان. حوالي 100 ألف موظف تمت إقالتهم، و50 ألف شخص تم اعتقالهم.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Mehmet
أردوغان وسّع صلاحياته
قبل محاولة الانقلاب، لم يتمكن أردوغان من الوصول إلى نظامه المفضل (النظام الرئاسي). ولكن المحاولة الانقلابية كانت فرصة له كي يتمكن من دفع هذا المشروع إلى الأمام، وصولا إلى نظام حكم برجل قوي على رأس السلطة. وفي أبريل/نيسان الماضي تحقق مراده، عندما صوت الأتراك، بأغلبية بسيطة، لصالح تعديل الدستور.
صورة من: Reuters/H. Aldemir
المعارضة
المعارضة التركية تم إضعافها بعد محاولة الانقلاب - وخاصة حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. رئيسا الحزب وتسعة برلمانيين من الحزب تم اعتقالهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2016. حزب الشعب الجمهوري يمر بمرحلة هدوء استمر حتى صيف 2017، عندما دعا الحزب لمسيرة "العدالة" من أنقرة إلى اسطنبول. إعداد: كريستيان فولف/ف.ي