حريق المنقف بالكويت - أحزان في الهند وتنفيذ اعتقالات
١٣ يونيو ٢٠٢٤
ارتفع عدد ضحايا الحريق الذي وقع في الكويت وأودي بحياة عشرات العمال أغلبهم من الهند. وأمرت النيابة الكويتية بـحبس مواطن ومقيمَين احتياطياً لاتهامهم بالقتل الخطأ من خلال إهمال الإجراءات الأمنية وأنظمة مكافحة الحرائق.
إعلان
قالت قوة الإطفاء العام في الكويت على منصة إكس اليوم الخميس (13 يونيو/ حزيران 2024) إن حريق عمارة منطقة المنقف أمس الأربعاء ناجم عن تماس كهربائي. واعتقلت السلطات الكويتية ثلاثة أشخاص الخميس، للاشتباه في ارتكابهم جريمة قتل غير متعمد إثر اندلاع الحريق أودى بـ50 عاملاً أجنبياً، غالبيتهم من الجنسية الهندية.
وقال مسؤولون فيليبينيون إن ثلاثة فيليبينيين من بين القتلى جراء الحريق، بعدما غطى السخام الأسود السطح الخارجي للمبنى المكون من ستة طوابق والذي كان يسكنه 196 عاملاً، في جنوب العاصمة الكويت.
وقال وزير الخارجية عبد الله اليحيا لصحافيين إن "أحد الجرحى انتقل إلى رحمة الله" فجرا، بعد إعلان مصرع 49 شخصا الأربعاء. وأضاف أن "غالبية القتلى" من الجنسية الهندية و"هناك جنسيات أخرى لا تحضرني حالياً".
وأمرت النيابة العامة الكويتية بـ"حبس مواطن ومقيمَين احتياطياً لاتهامهم بالقتل الخطأ" من خلال إهمال الإجراءات الأمنية وأنظمة مكافحة الحرائق.
وأوضحت إدارة العلاقات العامة والإعلام بقوة الإطفاء أنه "تبين بعد إتمام إجراءات المعاينة الفنية من قبل المختصين بإدارة التحقيقات بأن منطقة بداية إندلاع الحريق في غرفة الحارس بالدور الأرضي حيث جاءت نتائج التحقيق بأن سبب الحريق ناتج عن تماس كهربائي".
وتعهّد وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف الصباح الأربعاء بأنه سيطلب "من البلدية إزالة العقارات المخالفة من يوم غد من دون سابق إنذار للمخالفين، وسنعمل على معالجة قضية تكدّس العمالة والإهمال حيالها".
وأصيب أصدقاء وأقارب الضحايا، وهم من بين ملايين الآسيويين الذين يعملون في دول الخليج الثرية لتحويل الأموال إلى عائلاتهم، بالصدمة من هذه المأساة.
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في منشور على موقع "إكس" ليل الأربعاء، إن بلاده "تبذل كل ما في وسعها لمساعدة المتضررين من مأساة الحريق المروعة هذه". وأعلن مكتب مودي أن عائلات الضحايا ستحصل على 200 ألف روبية (2400 دولار).
وقال وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية كيرتي فاردان سينغ، الذي وصل لمساعدة الناجين وإعادة الرفات على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الهندية، إن هناك حاجة لإجراء اختبار الحمض النووي لتحديد هوية بعض الضحايا.
وصرح لوسائل إعلام هندية أن "بعض الجثث متفحمة لدرجة يصعب التعرف عليها، لذا تجري اختبارات الحمض النووي لتحديد هوية الضحايا".
وفي مانيلا، قالت إدارة العمال المهاجرين إن ثلاثة فيليبينيين لقوا حتفهم بسبب استنشاق الدخان، وأن اثنين آخرين في حالة حرجة بينما نجا ستة بدون أن يصابوا بأذى.
واعتقل المسؤولون الكويتيون مالك المبنى بسبب الإهمال المحتمل، ولوحوا بإغلاق أي مجمعات تنتهك قواعد السلامة.
ويعدّ هذا الحريق من أسوأ الحرائق التي شهدتها الكويت التي تقع عند الحدود مع العراق والسعودية، والتي تضم نحو سبعة بالمئة من احتياطيات النفط العالمية.
وتأتي هذه الحادثة فيما تعيش الكويت أزمة سياسية أدت إلى إعلان الأمير مؤخراً حلّ البرلمان وتعليق العمل بمواد دستورية.
ص.ش/أ.ح (رويترز، أ ف ب)
2019... عام احترقت فيه رئات العالم
حرائق هائلة اشتعلت في أنحاء كثيرة من العالم خلال 2019، وتسببت في أضرار للنباتات والحيوانات والأشجار التي تخزن الكربون وهددت التنوع الحيوي، فضلاً عن تدمير منازل البشر وحيواتهم.
صورة من: DW/K. Zeineddine
غابات لبنان أنقذتها الأمطار
في 14 أكتوبر/ تشرين الأول، اجتاحت الحرائق مساحات شاسعة مزروعة بالأشجار وغابات الصنوبر في أنحاء عديدة من لبنان لا سيما في منطقة "جبل لبنان" حيث سجلت السلطات 104 حريق خلال 24 ساعة. واستعانت السلطات اللبنانية بطائرات من دول في المنطقة لإخماد النيران التي تسببت في مقتل شخص على الأقل والتهام مساحات واسعة وحاصرت مدنيين في منازلهم كما ساهم هطول الأمطار ليلاً في إخماد بعض الحرائق.
صورة من: DW/K. Zeineddine
رئات الأرض تحترق
لأسابيع احترقت أكبر غابة مطيرة في العالم خلال عام 2019، على نحو غير مسبوق منذ سنوات. بين يناير/ كانون الثاني وأغسطس/ آب، زادت الحرائق بغابات الأمازون بنسبة 82 في المائة مقارنة بالفترة الزمنية نفسها من العام الماضي، وفي أغسطس/ آب نفسه جرى الإبلاغ عن أكثر من 30 ألف حريق. ويعتقد أن معظم الحرائق كانت بسبب مزارعين بهدف زراعة المحاصيل وتربية الماشية.
صورة من: REUTERS
التنوع البيولوجي مشتعل
لم تكن الأمازون المنطقة الوحيدة في البرازيل التي اشتعلت فيها الحرائق هذا العام. فقد اندلعت مزيد من الحرائق بغابات السافانا في سيرادو جنوب البلاد. تلك المنطقة واحدة من أكثر مناطق العالم من حيث التنوع البيولوجي. وسيرادو أكثر مناطق التنوع الحيوي عرضة للخطر، حيث فقدت نحو نصف مساحاتها الخضراء من أجل زراعة فول الصويا.
صورة من: DW/J. Velozo
احتراق موطن "إنسان الغابة" (أورانغوتان)
دمرت حرائق الغابات التي استمرت لمدة شهر في منطقتي سومطرة وبورنيو الإندونيسية أكثر من 40 ألف هكتار هذا العام. وقُتلت حيوانات من إنسان الغاب المهددة بالانقراض، وتلك التي نجت تضررت مساكنها. وواجهت السلطات صعوبات في إطفاء تلك حرائق تلك الغابات الغنية بالكربون مما تسبب في أضرار كبيرة على المناخ بعد إطلاق 700 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون في الجو.
صورة من: REUTERS
نار في الأراضي الاستوائية
كما اشتعلت النار في أكبر الأراضي الاستوائية الرطبة في العالم بمنطقة بانتانال هذا العام. تقع معظم غابات بانتانال في البرازيل لكنها تمتد إلى بوليفيا وباراغواي. حطم عدد الحرائق هناك جميع الأرقام القياسية هذا العام مع تسجيل 8 آلاف حريق. ودُمر نحو 1.2 مليون هكتار من الغابات في بوليفيا وحدها. ووصفها العلماء بأنها أكبر كارثة تشهدها البلاد من حيث التنوع البيولوجي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Raldes
غابات كاليفورنيا تلتهمها النيران
أيضاً طالت الحرائق غابات ولاية كاليفورنيا الأمريكية هذا العام. ويعتقد أن تلك الحرائق ناجمة عن الشرر المنبعث من البنية التحتية القديمة والمدفوعة بالرياح الحارة والجافة والتي تسارعت بسبب الظروف الجافة في المنطقة وتحولت بسرعة إلى جحيم، ودمرت المنازل والأراضي مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وأُجبر عشرات الآلاف على الإخلاء وتُرك مليون شخص بلا كهرباء.
صورة من: Imago Images/ZUMA Press/H. Gutknecht
حتى القطب الشمالي وصلته النيران
حتى داخل الدائرة القطبية الشمالية اندلعت فيها الحرائق هذا العام. في سيبيريا، دمرت مئات الحرائق على مدى ثلاثة أشهر أكثر من 4 ملايين هكتار من الغابات، مما خلق سحابة سوداء ورماد بحجم الاتحاد الأوروبي بأكمله. وكان لا بد من نشر الجيش الروسي. عبر ألاسكا، كان هناك 400 حريق هائل هذا العام. كما لم تنجُ غرينلاند وكندا من الحرائق أيضاً.
صورة من: Imago Images/ITAR-TASS
نفوق ألف حيون كوالا
حرائق غابات أستراليا لم يسبق لها مثيل هذا العام واحترقت بكثافة عالية للغاية. وخلّف الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة والرياح الجافة أكثر من مليون هكتار محترقة مما أودى بحياة أربعة أشخاص وما يصل إلى 1000 من حيوان الكوالا. وتُصنّف الكوالا من الحيوانات المهددة بالانقراض.
إعداد: آني-صوفي بريندلن/م.م