الحريق الهائل الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام في باريس وأدى إلى انهيار برجها التاريخي أثار صدمة في فرنسا وخارجها. وبعد تأجيل خطابه عن السترات الصفراء، توجه الرئيس الفرنسي إلى الكاتدرائية وأعرب عن حزنه لرؤيتها تحترق.
إعلان
تجمع الفرنسيون في محيط كاتدرائية نوتردام، الصرح الديني والسياحي الشهير، وهم يتحسرون ويتألمون لمشاهدة النيران تلتهم سقف الكاتدرائية وبرجها. وتوجه الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المكان مؤكداً أنه "يشاطر الأمة آلامها"، مضيفاً: "أنا حزين هذا المساء لرؤية جزء منا يحترق". وفي مؤشر على خطورة ما يحصل، قرر ماكرون إرجاء مداخلته التلفزيونية المرتقبة حول أزمة السترات الصفراء من دون أن توضح الرئاسة الفرنسية موعدها الجديد.
ووصفت رئيسة بلدية باريس، آن هيدالغو، الحريق الكبير الذي التهم الكاتدرائية بأنه "حريق رهيب". وكتبت هيدالغو على حسابها في "تويتر": "حريق رهيب في كاتدرائية نوتردام. فرق الإطفاء تحاول السيطرة على النيران". كما أوضح مساعد رئيسة بلدية باريس، إيمانويل غريغوار، أنه "تم استنفار فريق خاص لمحاولة إنقاذ كل التحف الفنية الموجودة".
وأفادت فرق الإطفاء أن الحريق "مرتبط على الأرجح" بورشة الترميم التي تشهدها الكاتدرائية، علماً بأنه اندلع قبل بضعة أيام من احتفال المسيحيين بعيد الفصح.
وأوضحت إدارة إطفاء باريس أن الحريق الذي انتشر بسرعة اندلع قرابة الساعة الرابعة وخمسين دقيقة بتوقيت غرينتش من مساء الاثنين (15 نيسان/ أبريل 2019) في الكاتدرائية القوطية التي شيدت بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر. وسرعان ما أدى الحريق إلى انهيار برج الكاتدرائية الأوسط الذي يبلغ ارتفاعه 93 متراً.
من جهته، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحريق بأنه "فظيع"، واقترح عبر تغريدة على "تويتر" استخدام طائرات مخصصة لمكافحة الحرائق. كما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان زايبرت، نقلاً عن المستشارة أنغيلا ميركل إن كاتدرائية نوتردام في باريس تشكل "رمزاً لفرنسا" و"لثقافتنا الأوروبية".
هذا وأكدت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، أودري أزولاي، وقوف المنظمة "إلى جانب فرنسا لحماية وترميم هذا التراث الذي لا يقدر بثمن".
وعلق المتحدث باسم مجمع الأساقفة في فرنسا أن "رمزاً كبيراً للإيمان الكاثوليكي يحترق". وكتب رئيس بلدية لندن، صادق خان، على "تويتر": "مشاهد مؤلمة (...) لندن حزينة مع باريس اليوم". كما أبدت الكنيسة الكاثوليكية في الأراضي المقدسة "تضامنها" مع فرنسا.
عربياً، أكدت مصر في بيان أصدرته وزارة الخارجية أنها تتابع ببالغ الأسى والألم حادث الحريق الذي شب في كاتدرائية نوتردام، خاصة لما يمثله هذا الصرح العريق من قيمة حضارية وتاريخية لفرنسا وكجزء من التراث العالمي.
وبثت قنوات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا صوراً ومشاهد مؤثرة للنيران وهي تلتهم سقف الكنيسة، فيما غطت المكان سحابة كثيفة من الدخان. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان أن مئات من سكان باريس والسياح كانوا يراقبون بقلق الدخان الكثيف المتصاعد من جسور باريس المؤدية إلى الكنيسة مع انتشار رائحته في الأرجاء.
وقالت ناتالي (50) وهي فرنسية تقيم في لندن: "هذا جنون، لا أصدق، أريد البكاء". وعلق شخص آخر: "أمل ألا يكون الأمر اعتداء".
وتشهد الكاتدرائية خمسة قداديس كل يوم وسبعة في الآحاد ويزورها نحو 13 مليون سائح كل عام. وهي مدرجة على لائحة التراث العالمي منذ العام 1991.
ع.ج/ ي.أ (أ ف ب، د ب أ)
باريس .. عاصمة الرومانسية والموضة والفن.. والسياحة أيضا؟
باريس ليست فقط وجهة لهواة التبضع وعشاق آخر صيحات الموضة، ولكنها معروفة أيضا بأنها عاصمة الفن والرومانسية، لكن أن تكون وجهة للسياحة والاسترخاء فهذا ربما ما لا يعرفه الكثيرون. رافقنا في جولة لزيارة معالم العاصمة الفرنسية.
صورة من: picture-alliance/robertharding/N. Clark
يوفر برج مونبارناس مشاهدة بانورامية شاملة لمدينة باريس ولأشهر معالمها الرئيسة. وبإمكانك أيضاً مشاهدة المباني الشاهقة الإرتفاع في حي "لا دوفانس" الذي يُعْتَبَر من أكبر الأحياء في أوروبا.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/McPHOTO
يبلغ ارتفاع برج "إيفل" 324 متراً وهو من أعلى معالم المدينة، يصل عدد زوار البرج إلى سبعة ملايين زائر سنوياً، ويمكنك أن تستمتع بمشاهدة العاصمة الفرنسية من أعلى البرج. المنظر في هذه البطاقة البريدية هو لقصر "تشايلوت"، كما يمكنك أن تشاهد أيضاً حدائق "تروكاديرو".
صورة من: picture-alliance/robertharding/N. Clark
كنيسة "ساكري كوور" أو "كنيسة القلب الأقدس" على ذروة تلة "مونتمارت" وهي أعلى نقطة في المدينة، والكنيسة واحدة من أكثر معالم الهندسة البيزنطية الجديدة، وهي من أكثر الأماكن رومانسية، و يزورها أعداد كبيرة من السياح. من شرفات الكنيسة يمكن الاستمتاع بمنظري شروق وغروب الشمس وأنت تتأمل مدينة الحب والجمال.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Grubitzsch
التجوال سيراً على الأقدام يُتيح لك فرصة التعرف على الطابع الفريد للمدينة، حيث يُمكنك التنزه على ضفاف نهر "السين" التي يزيد طولها عن سبعة كيلومترات، ويمكنك أيضاً التنقل بين ساحة "الباستيل" والمنطقة المحيطة ببرج "إيفل"، ومن خلال قيامك بهذه النزهة ستشاهد أهم المعالم السياحية في المدينة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Euler
زيارة متحف "اللوفر" أمر لابد منه لزائر باريس، ويُعْتَبَر من أكبر المتاحف في العالم، ويضم لوحة "الموناليزا" لفنان عصر النهضة "ليوناردو دافينشي"، كما يضم المتحف أكثر من 35 ألف لوحة وتحفة فنية أخرى، ولهذا لا يمكنك أن تشاهدها في زيارة واحدة، لذا عليك أن تُحَدد عدد وطبيعة اللوحات والتحف التي ستشاهدها خلال كل زيارة من زياراتك للمتحف.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/AGF/L. De Simone
إفتُتِحَتْ مؤسسة "لويس فويتون" في 20 تشرين الأول/ أكتوبر2014 بحضور الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند"، ويتميز مبنى المؤسسة بأنه مُخَصَص للفن المعاصر وهو من تصميم المهندس المعماري "فرانك جيري" وقد مزج المصمم بين الزجاج والخشب واتخذ تصميم البناء شكل سحابة كبيرة من الزجاج، ويضم المبنى أيضاً قاعات للمعارض المؤقته، وقاعات للمحاضرات والنشاطات الفنية.
صورة من: picture-alliance/T. Muncke
مجمع "لا كانوبي" أو مبنى الستارة من تصميم مكتب "باتريك بيرغر" و "جاك أنزيوتي"، ويضم المجمع أيضاً مساحة مكشوفة وأخرى تحت الأرض مصممة لإستيعاب جميع النشاطات الثقافية في مدينة باريس، كما يضم أيضاً مراكز للتسوق، ومطاعم وقاعات للفنون.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Langsdon
مجمع متاجر"غاليري لافييت" الواقع في شارع "هوسمان" في الدائرة التاسعة في العاصمة الفرنسية. يُجسد لافييت نشاطات العلامات والماركات الفرنسية والعالمية ويتميز تصميم المجمع بشرفاته وصالاته التي تغطيها قبة زجاجية ترتفع إلى 42 متراً.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Grubitzsch
الجلوس والاسترخاء ونيل قسط من الراحة لمدة ساعة من الزمن في أحضان حديقة "التويلري" القريبة من متحف "اللوفر" متعة حقيقية، وتعتبر الكراسي المعدنية الخضراء رمزاً من رموز التصاميم الصناعية في عشرينات القرن الماضي. وحتى عام 1974 كان على المتنزهين أن يدفعوا أجور استخدامهم للكراسي.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Lavieille
لست مضطراً كي تدفع الكثير ثمناً لوجبة خفيفة شهية في مدينة باريس، في شارع "روزييه" تجد أشهى المأكولات والمحال التجارية العريقة التي حافظت على تنوعها. وما يزال سكان المنطقة التي لم تشهد الكثير من التطوير مصرون على بقاء منطقتهم كما هي.