حزب البديل ينضم إلى ائتلاف يميني متطرف بالبرلمان الأوروبي
٢٨ يوليو ٢٠٢٣
انضم حزب البديل من أجل ألمانيا لمجموعة سياسية في البرلمان الأوروبي تضم ائتلافاً من الأحزاب اليمينية والمتشككة في الاتحاد، فيما قالت زعيمة الكتلة البرلمانية للحزب إن البديل أصبح ثاني أقوى قوة حزبية بألمانيا.
إعلان
وافق حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي على الانضمام إلى حزب الهوية والديمقراطية الأوروبي، وهو مجموعة متحالفة ايديولوجيا معه على المستوى الأوروبي.
وقال عضو البرلمان السابق، رولاند هارتفيغ، في مؤتمر للحزب إن "الاتحاد الأوروبي كيان غير ديمقراطي غير قادر على الإصلاح، وقد فشل مشروع الاتحاد الأوروبي". وأضاف أن الانضمام إلى حزب الهوية، نهج جديد لمحاربة "الافتراضات وعدم كفاءة الاتحاد الأوروبي" من الداخل، وبالتعاون مع الحلفاء من دول أخرى.
وحزب الهوية عبارة عن مجموعة سياسية بالبرلمان الأوروبي تضم ائتلافاً من الأحزاب القومية واليمينية والمتشككة في الاتحاد الأوروبي. ويضم حزب التجمع الوطني التي تترأسه الزعيمة الشعبوية الفرنسية ماري لوبان وحزب الحرية النمساوى .
"تقليص سلطات الاتحاد الأوروبي"
قالت زعيمة الكتلة البرلمانيةلحزب "البديل من أجل ألمانيا"، أليس فايدل، قبل المؤتمر العام لحزبها إنه ينبغي تقليص سلطات الاتحاد الأوروبي، كما ينبغي لحزبها تقديم مرشح لمنصب المستشار في الانتخابات العامة المقبلة.
وتجنبت فايدل الرد على سؤال حول ما إذا كان ينبغي حل الاتحاد الأوروبي، وذلك خلال مقابلة مع برنامج إخباري في القناة الثانية للتلفزيون الألماني "زد دي إف" صباح اليوم الجمعة. وقالت فايدل: "نحن نؤيد تقليص السلطات في الاتحاد الأوروبي، الذي لا يعمل كما هو منوط له، ويتضخم أكثر فأكثر. وهذه المسألة بالتحديد سيُجرى مناقشتها في مؤتمر الحزب".
وذكرت فايدل أن الدولة القومية فقط هي "الوعاء الصحيح للديمقراطية"، لأنه عبرها فقط "يمكن إجراء حوار اجتماعي". وأضافت فايدل أن حزبها متقدم على حزب المستشار أولاف شولتس (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) في استطلاعات الرأي، ومتأخر بنسبة 4 بالمائة فقط عن حزب المعارضة الرئيسي المحافظ (الحزب المسيحي الديمقراطي)، ليعتبر بذلك ثاني أقوى قوة حزبية في ألمانيا.
وذكرت فايدل أنه في ضوء هذا التطور، فإنه يتعين على حزبها "المطالبة بالقيادة عبر الترشح لمنصب المستشار".
ورأت زعيمة الحزب أن الجدل الدائر في ألمانيا حول التعاون بين الحزب المسيحي الديمقراطي وحزبها "غير ديمقراطي على الإطلاق"، مضيفة أن محاولات تهميش حزبها لا يمكن الدفاع عنها بأية حال من الأحوال.
وكان زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، فريدريش ميرتس، عارض مؤخراً حظراً تاماً للتعاون مع حزب "البديل من أجل ألمانيا"، مُلمحاً إلى إمكانية تعاون حزبه مع "البديل الألماني" على المستوى الإقليمي، إن لم يكن ذلك على المستوى الاتحادي. وتلقى ميرتس انتقادات شديدة من داخل حزبه وخارجه لهذا السبب.
وقالت فايدل إنها لا ترى في ولايات شرق ألمانيا على وجه الخصوص كيف سيحكم الحزب المسيحي الديمقراطي في المستقبل من دون حزب "البديل من أجل ألمانيا"، وقالت: "دعونا نرى كيف سيبدو العام المقبل خلال انتخابات الولايات في شرق ألمانيا، حيث نمثل بالفعل أكبر قوة حزبية إلى حد بعيد".
ع.ح./ف.ي. (د ب ا)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)