حزب البديل اليميني ينأى بنفسه من جماعة "ثورة كيمنتس" النازية
٤ أكتوبر ٢٠١٨
بعد اعتقال الشرطة لثمانية أشخاص بتهمة تشكيل جماعة إرهابية تنتمي للوسط النازي كانت تخطط لأعمال إرهابية، بينها الاعتداء على مهاجرين، أعلن قياديون في حزب البديل اليميني الشعبوي أنه لا علاقة لهم بجماعة تسمى "ثورة كيمنتس".
إعلان
أعلن ساسة بحزب البديل الألماني اليميني الشعبوي أنه لا علاقة للحزب بجماعة "ثورة كيمنتس" اليمينية المتطرفة. وقال عضو الحزب ديرك شبانيل اليوم الخميس(الرابع من تشرين أول/أكتوبر 2018) في برلين: "لم نتضامن في الماضي مع هؤلاء الناس ولن نفعل ذلك في المستقبل". وأضاف شبانيل أن حزب البديل الألماني يرفض هذه الطريقة "لتأجيج الحالة النفسية للجماهير".
وأوضح شبانيل قائلا: "لا أستطيع أن أقول إلا ما يخص حزبنا، وهو أننا ننأى بأنفسنا بطبيعة الحال وبصورة مبدئية عن مثل هذه الاتجاهات الداعية لهدم الدولة".
ووفقا لعملية تقص قامت بها مجلة القناة الأولى بالتلفزيون الألماني "مونيتور" ،فإن ثلاثة من بين ثمانية أعضاء بهذه الجماعة شاركوا في "مسيرة حزن" قام بها البديل الألماني في الأول من أيلول/ سبتمبر الماضي في كيمنتس. وشارك في هذه المسيرة أيضا أنصار لحركة "برو كيمنتس/ من أجل كيمنتس" وحركة بيغيدا المعادي للأجانب ومقره الرئيسي مدينة درسدن.
وقال عضو مجلس إدارة حزب البديل الألماني على المستوى الاتحادي أندرياس كالبيتس لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ.): "لا توجد أية علاقات لنا مع حركة "من أجل كيمنتس" على الإطلاق". وأوضح كالبيتس، الذي شارك في تنظيم مسيرة الحزن إحياء لذكرى شخص ألماني قتل خلال أحداث المدينة: "التحق هؤلاء وقتها بمسيرتنا، وكان هذا حادثا عفويا وقع في مكان المسيرة".
أما رئيس فرع حزب البديل الألماني المحلي في ولاية سكسونيا يورغ أوربان، فقال إنه ليس لديه علم باتصالات بين رئيس حركة "برو كيمنتس"، مارتن كولمان والمشهد اليميني المتطرف إلا بمقدار "ما يرد في الإعلام".
وكانت حركة "بروكيمنتس" اليمينية المتطرفة طالبت في الأول من أيلول/ سبتمبر الماضي المشاركين في المظاهرة التي نظمها هو "بالانضمام إلى المسيرة العامة التي دعا إليها حزب البديل من أجل المانيا الشعبوي، دون أن تكون هناك إمكانيات قانونية لمعارضة ذلك" وفقا لما قاله أوربان.
وكان أحد قضاة المحكمة الاتحادية الألمانية أصدر قرارا بالحبس الاحتياطي بحق ثمانية رجال من اليمينيين، يشتبه في أنهم قاموا بتأسيس الجماعة اليمينية الإرهابية "ثورة كيمنتس" التي أعدت للقيام بعملية عنف يوم الثالث من تشرين أول /أكتوبر الجاري، يوم الوحدة الألمانية.
ح.ع.ح/ي.ب(د.ب.أ)
كيف تحولت مدينة كارل ماركس السابقة إلى مسرح للتطرف اليميني؟
شهدت كيمنتس تحولا كبيرا منذ إعادة توحيد ألمانيا بدءًا بعودة اسمها الأصلي إلا أنها أمست رمزا للخوف على ديمقراطية ألمانيا وانقسام المجتمع بعدما وقعت جريمة قتل لرجل ألماني، يشتبه أن مرتكبيها هما اثنان من طالبي اللجوء العرب.
صورة من: Secunda-Vista/Fotolia.com
ثالث أكبر مدن ساكسونيا
بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الاسم على طريقة السوفييت
اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).
صورة من: imago/ecomedia/robert fishman
مشاهد من عصر النازية
كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.
صورة من: picture alliance
تأثير سوفيتي كبير
بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مصاعب ما بعد الوحدة
رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.
صورة من: picture-alliance/ZB
جريمة قتل تفسح الطريق لليمين المتطرف
مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Prautzsch
الاحتشاد أمام كارل ماركس
صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
صراع اليمين واليسار وهجوم على أجانب
بالتزامن مع ذلك تكونت مظاهرة مضادة من قبل الأحزاب اليسارية في نفس المكان، مما حتم تدخل الشرطة لمنع وقوع الصدام. وقام أشخاص من اليمين المتطرف بمهاجمة أجانب في كيمنتس. وفي المساء بدأت المظاهرات تهدأ بعدما أسفرت عن جرح ستة أشخاص، وتقول الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرات جاء أكبر من توقعاتها بكثير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
"غير قابل للانقسام"
أظهرت تلك الأحداث مدى المخاطر التي تحدق بالديمقراطية والتعددية في ألمانيا، وتحدث سياسيون ومشاهير عن قلقهم من الانقسام، وأُعلن عن تنظيم مبادرة "غير قابل للانقسام" (unteilbar#)، من أجل التظاهر في برلين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، ضد الإقصاء وتأييداً لمجتمع ألماني منفتح. وستكون هناك في نفس اليوم مظاهرات في عواصم أوروبية أخرى ضد النزعة القومية. إعداد: صلاح شرارة.