أثار سياسي شاب من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي ضجة من ردود الفعل بعد إلقاء خطاب بأسلوب يشبه لغة هتلر. فهل هو ناشط سياسي، ممثل كوميدي أم سياسي مُستفز كان يعني ما يقوله بكل جدية؟
ألكسندر أيشفالد وهو يقلد أدولف هتلر في المؤتمر التأسيسي لشبيبة حزب البديل من أجل ألمانياصورة من: Youtube/AfD TV
إعلان
رجل غامض، عضو في حزب "البديل من أجل ألمانيا" أثار زوبعة في وسائل التواصل الاجتماعي وضجة من ردود الفعل الإعلامية والسياسية في ألمانيا. إنه ألكسندر أيشفالد، الاسم الأكثر تداولا في محركات البحث خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية في ألمانيا. أيشفالد أثار ضجة في المؤتمر الجديد التأسيسي لشبيبة حزب البديل في مدينة غيسن (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025) بخطاب يُشبه في أسلوبه زعيم النازية أدولف هتلر.
حتى الرئيس الجديد لهذه الشبيبة، جان- باسكال هوم، لا يملك إجابة شافية على هذا السؤال الذي قال "سواء كان متطرفًا يساريًا، أو عميلًا لجهاز المخابرات الداخلية الألمانية، أو مجرد شخص مجنون، من يظهر بهذا الشكل لا مكان له في حزب البديل أو في منظمته الشبابية (..) ظهور ألكسندر أيشفالد أظهر مرة أخرى كم هو مهم أن نكون دقيقين في شروط الانضمام للحزب ونقرر من يمكن أن ينضم ومن لا".
جدل داخل حزب البديل
أثار أيشفالد جدلاً واسعًا في القاعة بنبرة خطاب تذكر بأسلوب هتلر أو وزير الدعاية النازية يوزيف غوبلز. حيث خاطب الحضور بـ "رفاق الحزب" وألقى عبارات مثل "نحن نشارك حبنا وولاءنا لألمانيا هنا معًا" و "من واجبنا الوطني حماية الثقافة الألمانية من التأثيرات الأجنبية". وكان أيشفالد قد تقدم بخطابه ليتولى منصبًا في المجلس التنفيذي لتنظيم "جيل ألمانيا" التي تم تأسيسها حديثًا. ورغم أنه خسر أمام منافسه ألكسندر كلاوس بشكل واضح، إلا أنه حصل على 12% من الأصوات.
خطاب أيشفالد أشعل نقاشا واسعا داخل الحزب اليميني الشعبوي امتد لشبكات التواصل الاجتماعية. أحد المتحدثين في القاعة وجه سؤالًا مباشرا عما إذا كان أيشفالد "عميلًا لجهاز المخابرات الداخلي"، فيما تساءل آخرون عما إذا كان تصرفه فعلاً تصرفًا استفزازيًا أم عملًا ساخرًا، ومن يقف وراء هذا التصرف؟
كيف انضم أيشفالد للحزب "البديل"
انضم أيشفالد إلى حزب "البديل" في خريف العام الجاري. وأجريت مقابلة الانضمام مع رئيس الحزب في دائرة هيرفورد، ألكسندر بارتِك. وفيفي تصريح لبرنامج "زي.دي.إف" هويته الذي تبثه القناة الألماني الثانية"، وصف بارتِك المقابلة بأنها كانت "عادية تماماً"، مشيراً إلى أن الحديث كان يدور حول الحزب ومواقفه، "دون أي شيء مميز".
وقد أوصى بارتِك، أيشفالد بالمشاركة في اللقاءات الشهرية لفرع الحزب "وهناك، قام بالمشاركة وبناء علاقات، بما في ذلك مع أعضاء مجلس المدينة من حز "، وفق بارتِك. وبعد الانتخابات المحلية في في ولاية شمال الراين-وستفاليا، أصبح أيشفالد عضوًا استشاريًا مختصًا في الكتلة البرلمانية لحزب "البديل" في هيرفورد.
إعلان
"البديل" يُبعد أيشفالد من الحزب
وفي تطور ملفت، قرر فرع حزب "البديل" في مدينة هرفورد إقالة أيشفالد من كتلة الحزب في مجلس المدينة. جاء ذلك وفقا لتصريحات أدلى بها ماكسيميليان كنيلر، عضو البرلمان الألماني عن حزب البديل. وأفاد كنيلر بأن هناك استعدادات تجري حاليا داخل الفرع المحلي لحزب البديل للشروع في إجراءات فصل أيشفالد من حزب البديل. وقال إن الأخير لم ينضم إلى الحزب إلا منذ بضعة أسابيع، وإنه لا يكاد يعرفه أحد. وأضاف "الذين عرفوه قالوا إنه لم يكن يلفظ حرف "الراء" بدحرجة اللسان أبدا (في إشارة إلى أنه كان متكلفا في خطابه في المؤتمر ولا ينطق الراء بشكل مقارب لحرف الغين كما ينطقها غالبية الألمان).
وكان الزعيم النازي أدولف هتلر مشهورا بنطق هذا الحرف بطريقة مفخمة من خلال دحرجة قوية للسان مع سقف الحلق.
ولفت ضو البرلمان الألماني عن حزب البديل إلى أن أيشفالد كان يتصرف بشكل غير ملفت للنظر حتى ظهوره في المؤتمر، مما يوحي بأن ظهوره في غيسن كان عملا مقصودا، سواء كان بمبادرة منه أو بتكليف من طرف ثالث، وقال إن هذا يبقى مجرد تخمين.
وأكد كنيلر أن الحزب اتفق فورا على الموقف وبدأ باتخاذ جميع الإجراءات "للتخلص منه حيثما أمكن". وتم تحديث البيانات الخاصة بأيشفالد على الموقع الإلكتروني لمجلس المدينة اليوم فمنذ تشكيل البرلمان المحلي المنتخب حديثا في المدينة قبل بضعة أسابيع، كان اسمه مدرجا كعضو في كتلة حزب البديل من أجل ألمانيا.
تحرير: عماد غانم
"جيل ألمانيا"..منظمة شبابية تابعة لـ"البديل" ترى النور وسط مظاهرات واسعة
تظاهر عشرات الآلاف في مدينة غيسن بوسط ولاية هيسن ضد "جيل ألمانيا" المنظمة الشبابية الجديدة التابعة لحزب البديل من أجل ألمانيا. لكن رغم المظاهرات والاحتجاجات الواسعة التي شلت حركة المدينة، فقد تم الإعلان عن المنظمة.
صورة من: Boris Roessler/dpa/picture alliance
كل شيء معطّل في غيسن
في الساعات الأولى من الصباح خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في مدينة غيسن بوسط ولاية هيسن للتظاهر ضد تأسيس منظمة شبابية جديدة تابعة لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي.
صورة من: Martin Meissner/AP Photo/picture alliance
تعزيزات أمنية من ولايات أخرى
حضرت الشرطة إلى موقع الاحتجاجات بعدد كبير يصل إلى عدة آلاف من الأفراد. وكانت هذه واحدة من أكبر عمليات الشرطة في تاريخ ولاية هيسن.
صورة من: Timm Reichert/REUTERS
بداية سلمية
بدأ التجمع بخطابات ودعوة إلى الحفاظ على السلمية. المنظمة الشبابية الجديدة التابعة لحزب البديل من أجل ألمانيا تحمل اسم "جيل ألمانيا" وتخلف منظمة "البديل الشاب" التي صنفتها هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية) على أنها منظمة يمينية متطرفة. وقد تم حل منظمة "البديل الشاب" في الربيع الماضي.
صورة من: Martin Meissner/AP Photo/picture alliance
رياح معاكسة لشباب حزب البديل
هتف المتظاهرون في تجمع حاشد عند محطة القطار "جميعنا معا. ضد الفاشية" و"أوقفوا مثيري الفتنة". كما تجمعوا في أماكن أخرى من المدينة. انطلقت أكبر مظاهرة بالقرب من وسط المدينة.
صورة من: Boris Roessler/dpa/picture alliance
تحالف واسع
دعت منظمات مثل اتحاد النقابات الألماني في هيسن تورينغن ومنظمة بارتيتش هيسن ومجلس النساء والمجلس الاستشاري للأجانب في الولاية ومنظمة أصدقاء الطبيعة، إلى الاحتجاج على تأسيس منظمة شبابية تابعة لحزب البديل من أجل ألمانيا. وأعلنت متحدثة باسم تحالف "مقاومة" عن تنظيم اعتصامات واللجوء إلى أساليب أخرى للعصيان المدني.
صورة من: Michael Brandt/dpa/picture alliance
لا شيء يتحرك هنا
تحت شعار "المقاومة" نزل المتظاهرون إلى الشوارع لتعطيل وصول مندوبي منظمة الشباب الجديدة التابعة لحزب البديل من أجل ألمانيا إلى موقع إقامة المعارض في غيسن. ولم يكن ممكنا الوصول إلى مكان الحدث المغلق إلا سيرا على الأقدام.
صورة من: Christian Mang/REUTERS
"الكراهية ليست حلا"
تجمع متظاهرون عند جسر كونراد أديناور في وسط مدينة غيسن. وتأثرت حركة المرور في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 90 ألف نسمة بشكل كبير. ولم يكن ممكنا الوصول بالسيارة إلى أجزاء كبيرة من وسط المدينة، كما تم إغلاق الطرق السريعة والطرق الرئيسية المحيطة بمدينة غيسن.
صورة من: Paul-Philipp Braun/epd-bild/picture alliance
احتجاج ملون
ارتدى بعض المتظاهرين أزياء مهرجين ملونة ووقفوا أمام حاجز للشرطة. أرادوا أن تكون المظاهرة ملونة وسلمية قدر الإمكان. لكن بعض مجموعات المتظاهرين قامت باعتداءات عنيفة على الشرطة.
صورة من: Paul-philipp Braun/epd-bild/picture alliance
الإخلاء قسراً
لجأ أفراد الشرطة إلى استخدام وسائل قسرية، فقد حاولوا باستخدام خراطيم المياه إزالة حاجز من 2000 شخص على الطريق السريع 49 "بعد عدم استجابة المجموعة للطلب الشفهي بإخلاء الطريق"، كما قال متحدث باسم الشرطة.
صورة من: Lando Hass/dpa/picture alliance
مهاجمة نائب برلماني
تعرض النائب يوليان شميدت، من كتلة حزب البديل في البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) لاعتداء جسدي وهو في طريقه إلى مكان الاجتماع، مما أدى إلى إصابته بجروح في وجهه. وتحدث شميدت عن نوع جديد من المواجهة. وأفادت الشرطة أن الجاني المشتبه به قد تم القبض عليه.
صورة من: Jörg Ratzsch/dpa/picture alliance
بداية متأخرة
كان من المقرر أن يبدأ المؤتمر التأسيسي لمنظمة الشباب في الساعة 10 صباحا، لكن لم يصل لقاعة المؤتمر في الوقت المحدد سوى حوالي ربع مندوبي المؤتمر الذين كان عددهم حوالي ألف مندوب. ولكن بعد خمس ساعات تأخير تم الإعلان عن تأسيس المنظمة الجديدة "جيل ألمانيا".
صورة من: Revierfoto/dpa/picture alliance
رئيس المنظمة
أقر أكثر من 800 مشارك حضروا المؤتمر ميثاقا للشباب يتضمن قواعد بشأن دور وعمل المنظمة الجديدة. وعلى عكس منظمة "البديل الشاب" السابقة من المقرر أن تكون هذه المنظمة مرتبطة بصفة وثيقة بحزب البديل من أجل ألمانيا. وانتُخب جان باسكال هوم، عضو البرلمان الإقليمي لبراندنبورغ رئيسا لمنظمة "جيل ألمانيا".
صورة من: Martin Meissner/AP Photo/picture alliance
"الهجرة المعاكسة: أنت أيضا تريد ذلك!"
في حفل تأسيس منظمة "جيل ألمانيا" (Generation Deutschland) تم توزيع ملصقات كُتبت عليها عبارة "االهجرة المعاكسة تحمي النساء!" من بين عبارات أخرى. وقد ابتعد حزب البديل من أجل ألمانيا عن منظمة "البديل الشاب" (Junge Alternative) التي كانت تُصنف على أنها منظمة يمينية متطرفة وذلك من أجل التحكم بشكل أفضل في منظمة شبابية مستقبلية، والتي هي الآن "جيل ألمانيا".