لماذا يدعو "البديل من أجل ألمانيا" للاعتراف بحكومة طالبان؟
٩ سبتمبر ٢٠٢١
طالب حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي برلين بالاعتراف "بأقصى سرعة ممكنة" بحكومة طالبان وإعادة فتح السفارة الألمانية في كابول. فما أسباب المطالب التي تأتي بعد ساعات من رفض وزير الخارجية الألماني للفكرة؟
إعلان
دعا رئيس حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي للاعتراف بحكومة طالبان الجديدة في أفغانستان وإعادة فتح السفارة الألمانية في كابول. وقال تينو كروبالا اليوم الخميس (9 أيلول/سبتمبر 2021): "يجب أن تعترف الحكومة الاتحادية الجديدة بالحكومة الأفغانية بأقصى سرعة ممكنة، كي يمكننا ترحيل مهاجرين ملزمين بالرحيل إلى أفغانستان". وأضاف أن العلاقات الدبلوماسية يجب "ألا تعتمد على إذا ما كان المرء يشترك في العقيدة الخاصة بالبلد أم لا". وشدد كروبالا على أنه يجب ألا "يعيد خليفة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أخطاءه وأنه يجب أن ينتهج سياسة خارجية ذات سيادة"، مضيفا أنه يجب على أي حال من الأحوال ألا تظل السفارة الألمانية في كابول شاغرة طوال سبعة أعوام مثلما حدث مع السفارة الألمانية في العاصمة الليبية طرابلس.
وكان ماس أعرب أمس الأربعاء عن اعتراضه على الاعتراف بحكومة حركة طالبان في كابول في هذه المرحلة، وقال في أعقاب لقائه بنظيره الأمريكي انتوني بلينكن في القاعدة الجوية الأمريكية في رامشتاين الألمانية: "لن يدور الأمر حول هذا الاعتراف كما أنني أستبعده في هذه اللحظة". كما أعرب ماس عن تأييده لاستئناف المحادثات مع حركة طالبان، وأشار في هذا السياق إلى أن حكومة بلاده تسعى إلى الاستمرار في إخراج أشخاص في حاجة للحماية من أفغانستان، وبينهم مواطنون ألمان.
يأتي هذا بعد إعلان طالبان تشكيلة حكومية جديدة من 33 عضوا، ليس بينهم امرأة واحدة. ولا تضم الحكومة أشخاصا ينتمون لمجموعات سياسية أخرى. كانت الدول الغربية طالبت بتشكيل حكومة شاملة لا تقتصر على طالبان فقط، ووضع الاتحاد الأوروبي هذا المطلب شرطا للاستمرار في القيام بدور في أفغانستان، بما يشمل المساعدات التنموية.
منظمات حقوقية تطالب بإجلاء المهددين
على صعيد متصل، ناشدت أكثر من 20 منظمة حقوق إنسان الحكومة الاتحادية بألمانيا نقل أي أشخاص مهددين في أفغانستان إلى مكان آمن خلال الأسابيع المقبلة. وجاء في بيان مشترك اليوم الخميس أنه يجب استئناف عمليات الإجلاء واستقبال لاجئين أفغان في ألمانيا من خلال رحلات جوية مدنية مثلا من أفغانستان أو أي دولة مجاورة.
ويندرج ضمن المنظمات الموقعة على هذا البيان كل من منظمة العفو الدولية ومنظمة "برو أزول" الألمانية المعنية بالدفاع عن حقوق اللاجئين. وتشمل قوائم لأشخاص المعرضين للخطر بعد استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، العاملون بمنظمات إغاثة ونشطاء يناضلون من أجل حقوق المرأة أو القضاء المستقل في أفغانستان.
وبعد انتهاء رحلات الإجلاء الجوية الألمانية، حاول الكثير منهم الفرار إلى ألمانيا أو دول آمنة أخرى باستخدام طرق مختلفة.
ا.ف/ خ.س (د.ب.أ)
في صور.. مشاهد الفرار من "إعصار طالبان"
يحاول كثيرون الفرار من أفغانستان، بعد أن تقدمت حركة طالبان إلى العاصمة كابول، مطيحة بالحكومة، بينما تقوم القوى الغربية بنقل المدنيين جوا من مطار كابول. مشاهد الرعب والتخوف في أفغانستان ضمن هذا الملف المصور.
صورة من: Wakil Kohsar/AFP/Getty Images
أفغان يائسون يحاولون دخول مطار كابول
تواصل العائلات الأفغانية محاولاتها اليائسة للوصول إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول. وحتى الأطفال تدفقوا بين الحشود التي تسعى بكل قواها للهروب في اللحظات الأخيرة من حركة طالبان التي اقتحمت العاصمة.
صورة من: REUTERS
مستقبل غامض أمام الأفغان
كان أمام الأفغان خياران، منذ انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من البلاد، وأحلاهما مر: إما البقاء اعتمادا على قدرة القوات الحكومية على وقف زحف طالبان أو الفرار إلى الدول المجاورة. والآن بعد أن استولت حركة طالبان على العاصمة كابول، بات كثيرون الآن في مأزق، خصوصا مع الغموض الذي يلف المشهد الأفغاني، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك.
صورة من: REUTERS
حشود غير مسبوقة تتجمع في المطار
المطار الرئيسي في كابول، والذي سمي على اسم حامد كرزاي، أول رئيس تولى السلطة بعد الإطاحة بطالبان، بات مسرحا لحشود يائسة مطلع الأسبوع، يحدوهم الأمل في ركوب الطائرات والفرار من طالبان. وبينما سارعت القوى الغربية لإجلاء مجموعات صغيرة، مؤلفة في معظمها من رعايا تلك الدول، وبعض الموظفين المحليين، تم إيقاف الرحلات الجوية التجارية من وإلى البلاد.
صورة من: AFP/Getty Images
طالبان تستولي على القصر الرئاسي
زحف طالبان الذي تواصل حتى سقوط العاصمة كابول، شهد سيطرة مقاتلي الحركة على القصر الرئاسي يوم الأحد (15 أغسطس/آب). وأظهرت مقاطع فيديو قادة ومقاتلي طالبان جالسين داخل القصر معلنين النصر في حملتهم ضد الجيش الأفغاني.
صورة من: Zabi Karim/AP/picture alliance
الخوف من حكم الإسلامويين
الأنظار تتركز الآن نحو الخطوات القادمة، إذ يخشى كثيرون من الحكم الإسلامي المتشدد لطالبان، رغم أن الحركة أصدرت بيانا زعمت فيه أنها لن تنتقم من الأشخاص الذين ساندوا التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة. خلال حقبة حكم طالبان السابقة، منعت النساء والفتيات من التعليم. والآن سارع السكان في كابول للتصرف قبل فوات الآن، محاولين إخفاء الصور التي قد لا يحبها الأصوليون.
صورة من: Kyodo/picture alliance
عبور الحدود إلى باكستان
وبينما اكتظت الحشود حول وفي داخل مطار حامد كرزاي سعيا منهم للمغادرة، كان هناك آخرون يعبرون الحدود برا باتجاه باكستان. وقال وزير الداخلية الباكستاني الشيخ رشيد أحمد لـDW إن حكومة بلاده أغلقت معبر تورخام الحدودي مع أفغانستان.
صورة من: Jafar Khan/AP/picture alliance
عودة طالبان لم تستغرق سوى أسابيع بعد الانسحاب الأمريكي
الولايات المتحدة وحلفاؤها دخلوا أفغانستان معلنين الحرب، بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وأطاحوا بحركة طالبان. ولكن بعد عشرين عاما انهار الجيش الأفغاني بشكل مفاجئ، بعيد انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو.
صورة من: Hoshang Hashimi/AP Photo/picture alliance
قيادة طالبان
الفترة الأولى لحكم طالبان امتدت من عام 1996 إلى عام 2001. وخلالها فرضت الحركة تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية. الحركة تأسست تحت قيادة الملا عمر. أما قائدها الأعلى اليوم فهو هبة الله آخُند زاده. الرئيس المؤسس المشارك الملا بردار، الظاهر في هذه الصورة، يترأس المكتب السياسي للحركة.
صورة من: Social Media/REUTERS
طالبان تنصب رايتها
تقول طالبان إنها مستعدة للسيطرة على البلاد، متعهدة أنها لن تضر بالمدنيين الذين تعاونوا مع القوات الغربية. وأكد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، في تصريح أنهم "مستعدون لإجراء حوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وضمان الحماية اللازمة لهم". الأمر نفسه أكده الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحفي له من كابول. قد يكون من الصعب تصديق هذا الكلام.
صورة من: Gulabuddin Amiri/AP/picture alliance
خطر على النساء والأطفال
من المرجح أن تعاني النساء والأطفال والأقليات الأخرى بشكل كبير تحت حكم نظام طالبان. فالنساء والفتيات منعن من التعليم خلال الفترة الأولى لحكم طالبان، والذي انتهى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001.
صورة من: Paula Bronstein/Getty Images
فرار الرئيس غني
هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد في 15 أغسطس/آب. وصرح بالقول: "كي نتجنب الفيضان النازف، اعتقدت أنه من الأفضل الخروج"، لكنه شدد على أنه سيواصل الكفاح من أجل بلاده.
صورة من: Rahmat Gul/AP Photo/picture alliance
الرئيس السابق كرزاي يدعو للسلام
أنشأ القادة الأفغان مجلسا للقاء طالبان وإدارة نقل السلطة. الرئيس السابق حميد كرزاي، الذي يقود هذا المجلس، قال إن الهدف هو: "منع الفوضى وتقليل معاناة الشعب" وإدارة "انتقال سلمي" للسلطة.
صورة من: Mariam Zuhaib/AP Photo/picture alliance
جلاء الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون
قامت ألمانيا بإرسال طائرات عسكرية للمساعدة في الإجلاء من أفغانستان، بعد أن أغلقت سفارتها في كابول. الأمر نفسه تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، حيث تقوم بإجلاء القوات والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين من البلاد.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
احتجاجات في الولايات المتحدة
خرج متظاهرون في نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة للاحتجاج أمام البيت الأبيض مطالبين باستعادة السلام في أفغانستان. وقال الأدميرال مايك مولين: إن الولايات المتحدة وحلفاءها "قللوا من شأن تأثير ما تقوم به الحكومة (الأفغانية) الفاسدة".