حزب "البديل من أجل ألمانيا" وتسخير الفن لمعاداة الإسلام
٩ يونيو ٢٠١٩
في إطار اعتماده استراتيجية ثقافية جديدة استخدم حزب البديل الشعبوي في ألمانيا الفن من أجل الترويج لدعايته في حملة الانتخابات الأوروبية. مراقبون يحذرون على ضوء ذلك من العنصرية ومعاداة الإسلام المتخفية وراء قناع ثقافي.
إعلان
عندما خرجت في اليوم الذي سبق الانتخابات الأوروبية لشراء بعض الحاجيات في الحي المجاور لسكني في مدينة برلين شاهدت سيارة تحمل أعلاما ألمانية وشعارات لحزب البديل اليميني المتطرف من أجل ألمانيا. كما شاهدة إعادة نسخ لوحة فنية تصور امرأة بيضاء مستعبدة يحيط بها رجال ذوو بشرة سمراء. وقد كُتب تحتها:" كي لا تتحول أوروبا إلى بلاد للعرب! أوروبيون ينتخبون البديل من أجل ألمانيا".
" أوروبا العرب" هو مفهوم معادي للإسلام يُستخدم مع نظرية تآمر تفيد بأن أوروبا سيهيمن عليها قريبا المسلمون ـ وهي نظرية حملها مثلا اليميني المتطرف النرويجي، أنديرس برايفيك الذي اغتال في عام 2011 77 شخصا.
توظيف للذاكرة الثقافية
اللافتة وهي واحدة من لافتات حملة حزب البديل "التعلم من تاريخ أوروبا" التي حور في إطارها الحزب العديد من اللوحات الفنية للدفع بأجندة معادية للأجانب في الانتخابات الأوروبية تبين سوقا للعبيد للرسام الفرنسي جان ليون جيروم (1866). ويتعلق الأمر في تلك اللوحة بتحفة فنية شرقية تعبر عن مضمون عنصري من الفترة الاستعمارية. وتم توظيف هذه اللوحة الفنية أيضا لتذكير الناخبين بما حصل في كولونيا في ليلة عيد الميلاد في 2015.
حاول مالك اللوحة دون نجاح إجبار حزب البديل على إزالة اللوحة من حملته الانتخابية. وبدورهم حاول موظفو حزب البديل من أجل ألمانيا في الماضي القريب التأثير على بعض المعارض مثل معرض "باستمرار! يمينيون متطرفون والمواجهة المضادة في برلين منذ 1945" في بلدية نويكولن ببرلين، حيث طالب الحزب المنظمين بإبعاد بعض اللوحات المرتبطة بموضوع الانتخابات الأوروبية.
"نريد من خلال المعرض لفت الانتباه لاستمرارية اليمينيين المتطرفين ونشير في الوقت نفسه إلى جوانب المقاومة الاجتماعية"، تقول فيرا هينسلير من مركز أرشفة الصحافة المعادية للفاشية. وتكشف مضامين المعرض حول حزب البديل من أجل ألمانيا كيف أن أعضاء من الحزب في ذروة ما يُسمى "أزمة اللجوء" انضموا لنازيين جدد أو كيف تعززت الميول اليمينية المتطرفة داخل حزب البديل من أجل ألمانيا مع مرور الوقت وتحول من حزب منتقد للاتحاد الأوروبي إلى بؤرة محورية لمعاداة الاسلام.
وبعد الانتخابات الأوروبية انتقلت لافتات حزب البديل من أجل ألمانيا إلى المعرض في نويكولن ببرلين رغم رفض الحزب الذي يريد بقرار قانوني إبعاد تلك اللافتات من المعرض.
حرية التعبير عن الرأي؟
ومحاولة التدخل في معرض نويكولن من قبل حزب البديل من أجل ألمانيا ليست للمرة الأولى. قبل ذلك حاول الحزب التأثير على عمل بعض المؤسسات الثقافية والتعليمية.، فقد رفع على سبيل المثال دعوى ضد مركز العلوم للبحوث الاجتماعية في برلين بسبب دراسته حول "العمل البرلماني لحزب البديل من أجل ألمانيا في برلمانات الولايات" بحجة المساس بالحقوق الشخصية. لكن المحكمة رفضت تلك الشكوى بالإعلان أن الدراسة لا تتعدى على الحقوق الشخصية ويمكن أن تعتمد على حرية التعبير والعمل العلمي.
ويقول كاي أرتسهايمر، أستاذ السياسة في معهد العلوم السياسية بماينتس أن محاولات التأثير على مؤسسات ثقافية هي "جزء من تطور مثير للقلق" يمس صلب حرية التعبير. ويفيد خبراء بأن الأحزاب اليمينية الحديثة باتت تولي اهتماما أكبر بالمؤسسات الثقافية والتعليمية.
ويؤكد حزب البديل من أجل ألمانيا أنه يتبع استراتيجية جديدة للثقافة العليا، "واستخدام الصور التاريخية لحملة انتخابية كان خطوة جديدة"، كما يشرح رونالد غليزر حملة حزب البديل من أجل ألمانيا، وصورة "سوق العبيد" تكشف إلى أين قد يؤدي المجتمع المتعدد الثقافات.
ويسمي مراقبون هذا التوجه نوعا من "العنصرية الثقافية" المتجذرة في الحضارة الغربية التي تخاطب الكثير من أنصار حزب البديل من أجل ألمانيا الرافضين للإسلام.
ستوارت براون/ م.أ.م
وجوه حزب "البديل" المألوفة.. نواب برلمانيون جدد في ألمانيا
حزب "البديل من أجل المانيا" أول حزب يميني شعبوي يدخل البوندستاغ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. يصف بعض خبراء السياسة القياديين في الحزب بتوجهاتهم اليمينية المتطرفة أو اليمينية الأصولية أو الشعبوية، فهل هم كذلك؟
صورة من: Reuters/W. Rattay
زيغبيرت درويتس
كان رئيس حزب البديل في لايبزيغ مثيرا للجدل عام 2016 عندما ذكرت الصحف أن سيارته تحمل لوحة أرقام مكتوب عليها "AH 1818" وهي الأحرف الأولى لأدولف هتلر. أما الأرقام فتمثل الحرف الأول والثامن من الأبجدية، وهي تمثل شفرة تدل على اسم أدولف هتلر بين الجماعات النازية الجديدة.
صورة من: Imago/J. Jeske
سيباستيان مونزنماير
بصفته المرشح الرئيسى لحزب البديل فى راينلاند - بالاتينات، حجز مونزنماير البالغ من العمر 28 عاما مقعدا فى البوندستاغ. وقد تصدر مونزنماير عناوين الصحف في تشرين الأول / أكتوبر الماضي عندما أدين بالاعتداء والشغب في مباراة لكرة القدم. ولكن لأنها تعتبر جنحة بسيطة فإنه لا يزال قادرا على ممارسة ولايته .
صورة من: Imago/S. Ditscher
ألبريشت غلاسر
غلاسر الذى يبلغ من العمر 75 عاما رجل الاتحاد المسيحي الديمقراطي السابق تم اختياره كنائب رئيس البوندستاغ، ولكن أعضاء الأحزاب الأخرى رفضوا الموافقة على ترشيحه. وكان غلاسر قد أشار إلى أنه لا ينبغى للمسلمين أن يتمتعوا بحرية الدين لأن الإسلام يشكل أيديولوجية سياسية على حد قوله. ويرفض النقاد هذا الرأي لأنه يعارض الدستور الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
ماركوس فرونماير
فرونماير هو رئيس منظمة شباب الحزب. كتب الشاب البالغ من العمر 28 عاما في أغسطس / آب 2016 على موقع فيسبوك أن "جيلنا سيعاني أكثر من غيره" بسبب قرار ميركل بـ "إغراق هذا البلد بالبروليتاريا غير المطابقة للمواصفات من أفريقيا والشرق".
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Weißbrod
مارتن رايشاردت
الجندي السابق من ولاية ساكسونيا السفلى أكد في حوار مع أحد الصحفيين أنه ليس لديه مشكلة مع عبارة "ألمانيا للألمان"، وهي غالبا ما تستخدم من قبل الجماعات النازية الجديدة. كما وصف حزب الخضر وحزب اليسار بأنه "عدو دستوري رقم 1"
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Bein
فيلهلم فون غوتبرغ
غوتبرغ البالغ عمره 77 عاما من براندنبورغ كان نائبا لرئيس منظمة المهجرين الألمان من مناطق شرق أوروبا حتى عام 2012. نشرت صحيفة "أوستبريوسنبلات" في عام 2001 أنه وافق على القول بأن المحرقة كانت "أسطورة" و "أداة فعالة لتجريم الألمان وتاريخهم ".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Brakemeier
جينز مير
في كانون الثاني/يناير، ثار قاضي درسدن ضد "خلق جنسيات مختلطة" في المجتمع والتي "تدمر الهوية الوطنية". كما دعا إلى انهاء "ثقافة الذنب" الألمانية التى تحيط بالجرائم التى قامت بها ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
بياتريكس فون ستورش
نائبة رئيس حزب البديل هي أيضا عضو في البرلمان الأوروبي وهي معروفة بآرائها المحافظة المتشددة. في عام 2016، أجابت بشكل إيجابي على مستخدم الفيسبوك الذي سألها ما إذا كان ينبغي استخدام القوة المسلحة لمنع دخول النساء مع الأطفال إلى ألمانيا بشكل غير قانوني. في وقت لاحق اعتذرت عن التعليق.
صورة من: Reuters/W. Rattay
الكسندر غاولاند
انتقد غاولاند، أحد كبار مرشحي حزب البديل، على نطاق واسع بعد أن اقترح أن يتم "التخلص" من آيدان أوزيغوز في تركيا وهي مفوضة الحكومة الألمانية للاندماج لأنها قالت إنه لا توجد ثقافة ألمانية على وجه التحديد تتجاوز اللغة الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Murat
أليس فايدل
يذكر أن الخبيرة الاقتصادية البالغة من العمر 38 عاما هي المرشح الآخر الأساسي لحزب البديل. على الرغم من أنها تعيش في سويسرا، إلا أن فايدل ركدت نحو دائرة بادن فورتمبيرغ الإنتخابية لمنطقة بودنزي. ووجهت انتقادات لوصف مفوضة الاندماج الألماني آيدان أوزيغوز، التي لها جذور تركية، بأنها "وصمة عار". وفي رسالة بريد إلكتروني مثيرة للجدل نٌسبت إلى فايدل، أطلقت على حكومة أنغيلا ميركل "خنازير" و "دمى".
صورة من: Getty Images/S. Schuermann
فراوكه بيتري
لفترة طويلة كانت بيتري هي أبرز وجوه حزب البديل، وهي واحدة من أكثر الشخصيات المعروفة في البوندستاغ. لكنها لم تعد عضوا في الحزب الشعبوي اليميني. وكانت بيتري قد استقالت بعد الانتخابات بفترة وجيزة بعد أن اختلفت مع زعماء اخرين. ولأنها فازت بالتصويت مباشرة، فإنها لا تزال تحصل على ولاية البوندستاغ، حيث حصلت على مقعد كمستقلة. الكاتب: أليكس بيرسون / س.م