حزب البديل يقاضي استخبارات ألمانيا بعد تصنيفه كحزب متطرف
علي المخلافي د ب أ
٥ مايو ٢٠٢٥
رفع حزب "البديل" الشعبوي دعوى قضائية ضد هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) بسبب تصنيفها له بأنه يميني متطرف بالتأكيد. وهو تصنيف يخوِّلها مراقبة الحزب اليميني المتطرف على نطاق أوسع بالوسائل الاستخباراتية.
يقع المقر الرئيسي لهيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) في مدينة كولونياصورة من: Goldmann/picture alliance
إعلان
أعلن حزب "البديل من أجل ألمانيا" تحريكه دعوى قضائية ضد الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) بسبب تصنيفه حزب يميني متطرف بصورة مؤكدة. وقال دانييل تاب المتحدث باسم زعيمة الحزب أليس فايدل، اليوم الإثنين (الخامس من مايو/أيار 2025) إنه تم إرسال خطاب بذلك إلى المحكمة الإدارية المختصة في كولونيا. يقع المقر الرئيسي لهيئة حماية الدستور في مدينة كولونيا.
وأعلنت الهيئة يوم الجمعة الماضي أنه يصنف الحزب من الآن فصاعدا على أنه حزب يميني متطرف بصورة مؤكدة. وكان حزب البديل من أجل ألمانيا قد طالب الهيئة عبر تحذير بسحب هذا البيان والتوقيع على بيان بالتوقف والامتناع بحلول الساعة الثامنة صباحا، وإلا فسيجري رفع دعوى قضائية معدة مسبقا بطلب عاجل. وبحسب "حزب البديل من أجل ألمانيا" لم يرِد رَد من الهيئة على ذلك. ومن خلال الدعوى القضائية يحاول الحزب الآن منع الهيئة قضائيا من تصنيف الحزب ومراقبته باعتباره ذا مساعي يمينية متطرفة مؤكدة. وجاء في رسالة التحذير أن هذا التصنيف والإعلان عنه مخالفان للقانون بصورة واضحة.
دور حزب البديل في البرلمان الألماني
02:26
This browser does not support the video element.
وبحسب بيان، صنفت الهيئة حزب البديل من أجل ألمانيا يوم الجمعة الماضي "كحزب يميني متطرف مؤكد بسبب الطابع المتطرف للحزب بأكمله، والذي يتجاهل الكرامة الإنسانية". وفي السابق كانت تعامل الهيئة الحزب كحالة مشتبه بها في التطرف اليميني، وهو ما كان يسمح للهيئة أيضا باستخدام وسائل استخباراتية في التعامل مع الحزب، مثل تعيين مخبرين ومراقبة الحزب بتسجيلات صوتية ومصورة، ولكن على نطاق محدود. وبالتصنيف الجديد كحزب يميني متطرف مؤكد تخف القيود على استخدام مثل هذه الوسائل الاستخباراتية.
تحرير: ح.ز
كيف تحولت مدينة كارل ماركس السابقة إلى مسرح للتطرف اليميني؟
شهدت كيمنتس تحولا كبيرا منذ إعادة توحيد ألمانيا بدءًا بعودة اسمها الأصلي إلا أنها أمست رمزا للخوف على ديمقراطية ألمانيا وانقسام المجتمع بعدما وقعت جريمة قتل لرجل ألماني، يشتبه أن مرتكبيها هما اثنان من طالبي اللجوء العرب.
صورة من: Secunda-Vista/Fotolia.com
ثالث أكبر مدن ساكسونيا
بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الاسم على طريقة السوفييت
اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).
صورة من: imago/ecomedia/robert fishman
مشاهد من عصر النازية
كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.
صورة من: picture alliance
تأثير سوفيتي كبير
بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مصاعب ما بعد الوحدة
رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.
صورة من: picture-alliance/ZB
جريمة قتل تفسح الطريق لليمين المتطرف
مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Prautzsch
الاحتشاد أمام كارل ماركس
صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
صراع اليمين واليسار وهجوم على أجانب
بالتزامن مع ذلك تكونت مظاهرة مضادة من قبل الأحزاب اليسارية في نفس المكان، مما حتم تدخل الشرطة لمنع وقوع الصدام. وقام أشخاص من اليمين المتطرف بمهاجمة أجانب في كيمنتس. وفي المساء بدأت المظاهرات تهدأ بعدما أسفرت عن جرح ستة أشخاص، وتقول الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرات جاء أكبر من توقعاتها بكثير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
"غير قابل للانقسام"
أظهرت تلك الأحداث مدى المخاطر التي تحدق بالديمقراطية والتعددية في ألمانيا، وتحدث سياسيون ومشاهير عن قلقهم من الانقسام، وأُعلن عن تنظيم مبادرة "غير قابل للانقسام" (unteilbar#)، من أجل التظاهر في برلين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، ضد الإقصاء وتأييداً لمجتمع ألماني منفتح. وستكون هناك في نفس اليوم مظاهرات في عواصم أوروبية أخرى ضد النزعة القومية. إعداد: صلاح شرارة.