للمرة الرابعة يعقد "مؤتمر الإسلام" في ألمانيا، بمشاركة علماء ليبراليين وجه بعضهم انتقادات للاتحاد الإسلامية المحافظة التي اقتصر حضور المؤتمر عليها في السابق. بينما طالب حزب الخضر بالاعتراف الرسمي بالإسلام في ألمانيا.
إعلان
للمرة الرابعة يعقد "مؤتمر الإسلام" في ألمانيا، برئاسة وزير الداخلية هورست زيهوفر وبحضور اتحادات إسلامية محافظة وليبرالية. واستبق حزب الخضر افتتاح المؤتمر اليوم الأربعاء (28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018) للمطالبة بالاعتراف بالإسلام رسميا عبرالاعتراف بالطوائف المسلمة كطوائف دينية رسمية. وهذا سيسمح على سبيل المثال لهذه الطوائف بالحصول على أيام عطل دينية رسمية بالنسبة للمدارس وأماكن العمل إلى غير ذلك.
وطالبت غورينغ-إكارت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض، ببداية جديدة لهذا المنتدى، مشددة على وجود "حاجة أيضا إلى تقديم مقترحات محددة للاعتراف بالطوائف الإسلامية". وفي إشارة إلى الاتحاد الإسلامي-التركي للشؤون الدينية في ألمانيا "ديتيب"، ذكرت غورينغ-إكارت في المقابل أنه لا ينبغي أن يكون هناك اعتراف باتحادات "لا تقبل المبادئ الدستورية الأساسية لمجتمعنا، لأنها تتجسس على سبيل المثال على أعضائها، وهي من الناحية الفعلية الذراع الطولى لنظام أردوغان".
"مبادرة الإسلام العلماني" بألمانياـ تيار ليبرالي بمفهوم جديد للإسلام
01:57
غير أن رئيسة الكتلة البرلمانية للخضر وضمن تصريحاتها لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) شككت في مستوى نتائج المؤتمر، معربة عن وجود "مخاوف من الاضطرار إلى استهلاك الكثير من وقت المناقشات في سبيل تهدئة الأجواء المتوترة". وذلك في إشارة إلى طبيعة المشاركين الذين يتبنون مواقف متابينة حول تصوراتهم عن الإسلام بألمانيا.
يذكر أن وزير الداخلية هورست زيهوفر، خالف هذه المرة نهج سلفه توماس دي ميزير الذي كان يستغل هذا المنتدى لإقامة حوار بين مسؤولي الدولة والاتحادات الإسلامية المحافظة. فقد دعا زيهوفر في هذا المؤتمر بجانب الاتحادات الإسلامية المحافظة رجال دين وعلماء ليبراليين، وجه بعضهم في الماضي انتقادات حادة لهذه الاتحادات بسبب فهمها المحافظ للإسلام.
الإسلام في ألمانيا: مذاهب متعددة ونظرة متباينة لمستقبله
03:35
This browser does not support the video element.
يذكر أن "مؤتمر الإسلام" في ألمانيا أعلن عن انعقاده لأول مرة في عام 2006، وهو المنتدى الحواري الرئيسي للحكومة الألمانية مع المسلمين في ألمانيا، ويلتقي من خلاله المسلمون الألمان مع ممثلين للحكومة والولايات والبلديات الألمانية.
وكان يدور النقاش خلال المؤتمرات التي انعقدت في الأعوام الماضية حول قضايا تتعلق على سبيل المثال بتدريس الدين الإسلامي في المدارس والدعم الروحي لمن يعانون من أزمات.
ص.ش/و.ب (د ب أ)
المحجبات في ألمانيا: بين التسامح والعنصرية
يعيش عدد كبير من المسلمات المحجبات في ألمانيا، ورغم أن القوانين الألمانية تكفل لهن حقوقهن إلا أنهن قد يحرمن من بعضها بسبب تشدد بعض العقليات، خاصة بالنظر للصور الخاطئة التي ينشرها المتطرفون الإسلاميون عن الدين الإسلامي.
صورة من: Getty Images
سيدة مسلمة في مدينة كولونيا، اختارت ارتداء حجاب بألوان علم ألمانيا خلال مظاهرة في المدينة احتجاجا على التمييز ضد المسلمين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تعاني الكثير من النساء المحجبات من أصول أجنبية في ألمانيا من صعوبات الإندماج في المجتمع الألماني، ويزيد ارتداء الحجاب من حدة هذه المشاكل لدى البعض منهن.
صورة من: picture-alliance/dpa
قبل عام رفضت محكمة ألمانية دعوى قضائية قدمتها تلميذة مغربية لإعفائها من حصة السباحة لأسباب دينية، وسمحت لها بارتداء "البوركيني" احتراما لمبدأ "إلزامية التعليم".
صورة من: picture-alliance/dpa
قبل عشرة أعوام أقرت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون منع الحجاب للمدرسات المسلمات. ورغم ذلك فإن ثماني ولايات ألمانية طبقت هذا القانون في إطار ما يسمى ب"قوانين الحياد" والتي تحظر الرموز الدينية في المدارس العمومية.
صورة من: DW/A.Groß
حجاب النساء ليس وحده المنتشر في ألمانيا وإنما حجاب الطفلات الصغيرات أيضا، خاصة أن القانون الألماني لا يمنع التلاميذ من ارتداء رموز دينية، فأصبح منظرهن بالحجاب مألوفا في المدارس وفضاءات اللعب الخارجية.
صورة من: picture-alliance/dpa
رغم انتشار العنصرية في صفوف بعض الفئات في ألمانيا، إلا أن ذلك لا يمنع السائحات المحجبات من زيارتها، خاصة أن عددا كبيرا ممن يأتون إلى ألمانيا في إطار ما يسمى "السياحة الطبية" ينحدرون من دول الخليج.
صورة من: picture-alliance/Wolfram Stein
إلى جانب الحجاب اختارت مسلمات يعشن في ألمانيا ارتداء النقاب، ويواجهن لهذا السبب تحديات أكبر ترتبط أساسا بالأفكار النمطية حول الإسلام والسمعة التي يخلقها المتطرفون.
صورة من: picture-alliance/dpa/B.Roessler
لم تعد المرأة المحجبة في ألمانيا خاضعة للصورة النمطية حول المهاجرات المسلمات، إذ صارت تنشط هي أيضا في منظمات المجتمع المدني وتدافع عن حقوقها من خلال ندوات وورشات عمل كما تشارك في صنع القرار السياسي الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa
تشتكي بعض المسلمات المحجبات في ألمانيا من إقصائهن في سوق العمل بسبب ارتدائهن الحجاب، فرغم أن القانون الألماني يتيح للمرأة المسلمة العمل إلا أن بعض أربابه يتخذون من الحجاب سببا لرفض توظيفهن.
صورة من: picture-alliance/dpa
تخصص بعض المسابح في مدن ألمانية أياما خاصة بالنساء وذلك حتى يتسنى للمحجبات ممارسة هوايتهن بعيدا عن أعين الرجال، وهي فرصة لا تحظى بها الكثيرات حتى في بلدانهن الأصلية.
صورة من: picture-alliance/dpa
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحيي طالبة محجبة خلال زيارتها لمدرسة في برلين. الكاتبة: سهام أشطو