أعلن حزب العمال الكردستاني الجمعة مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي استهدف مركزا للشرطة التركية في مدينة جيزري وأدى إلى مقتل 11 شرطيا. وتوعدت تركيا بالرد على منفذي الاعتداء الانتحاري بسيارة مفخخة.
إعلان
قال حزب العمال الكردستاني اليوم الجمعة (26 آب/أغسطس 2016) في بيان على موقعه "نفذ فريقنا عملية شاملة في جيزري أدت إلى مقتل عشرات من رجال الشرطة"، علما بان الحزب المسلح يبالغ عادة في تقدير عدد قتلى هجماته. وأضاف البيان أن الهجوم كان انتقاما "للعزلة المستمرة" لزعيمه عبد الله اوجلان" و"عدم توافر معلومات" عن وضعه.
ويعتقل اوجلان في سجن جزيرة ايمرالي قبالة اسطنبول، ولكن لم يسمح لمحاميه أو أنصاره بزيارته منذ أكثر من عام. وقال الحزب كذلك انه كان وراء هجوم الخميس في محافظة ارتفين استهدف موكبا كان ضمنه زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو. ونفى الحزب استهداف زعيم الحزب وقال انه "لم يكن على علم مسبق" بأنه في الموكب.
وتوعد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم بالرد على منفذي الاعتداء الانتحاري بسيارة مفخخة. ووقع الاعتداء صباح الجمعة في الوقت الذي كانت تركيا ترسل فيه مجددا دباباتها إلى الجانب الأخر من الحدود مع سوريا، في اليوم الثالث من عملياتها العسكرية في هذا القطاع.
وجاء في بيان صادر عن محافظة شرناق التي تقع فيها جيزري، شنت مجموعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية هجوما انتحاريا بواسطة سيارة مفخخة على مقر شرطة مكافحة الشغب"، ما أدى إلى مقتل 11 شرطيا وإصابة 78 شخصا بجروح هم 75 شرطيا وثلاثة مدنيين.
ونقلت وكالة فرانس بريس عن رئيس الوزراء التركي في مؤتمر صحافي قوله:"سنرد على هؤلاء (المنفذين) الأشرار في الشكل الملائم. لا يمكن لأي تنظيم إرهابي ان يأخذ تركيا رهينة".
وكثف حزب العمال الكردستاني هجماته في الأسابيع الماضية بعد هدوء نسبي اثر الانقلاب العسكري الفاشل ضد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في 15 تموز/يوليو.
وعبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني في بيان عن "تضامنها وتعاطفها مع الحكومة والشعب التركيين" مضيفة "سنواصل تعزيز تعاوننا لمواجهة الإرهاب".
ونفى يلديريم الجمعة مزاعم مفادها أن أنقرة تركز في عمليتها العسكرية المستمرة في سوريا لليوم الثالث على الأكراد، معتبرا أنها "أكاذيب". وقال يلديريم ردا على سؤال حول مقال نشر في أسبوعية در شبيغل الألمانية تحت عنوان "العملية التركية في سوريا: تنظيم الدولة الاسلامية ذريعة، الأكراد هم الهدف"، "إما أنهم لا يعلمون شيئا عن العالم وإما أن عملهم يقضي بنقل أكاذيب".
وأضاف أن "مهمة جنودنا تقضي بضمان امن حدودنا وحياة مواطنينا. المعلومات خارج هذا الإطار ليست سوى أكاذيب".
وتابع "سنواصل العمليات حتى ضمان امن حدودنا بنسبة مئة في المائة (...) وحتى نطرد عناصر داعش خارج المنطقة".
م.أ.م/ح.ح(أ ف ب)
بعد محاولة الانقلاب - أردوغان يتعهد بقيام تركيا جديدة
بعد نحو ثلاث أسابيع من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ومظاهرات يومية في نحو ثمانين مدينة تركية، لا تزال الحكومة التركية تواصل حملة التطهير التي أطلقتها وطالت عدة قطاعات حكومية. أردوغان نفسه تعهد بقيام تركيا جديدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي دعا الرئيس رجب طيب أردوغان أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للمساعدة على إفشال مخطط بعض العسكر الإطاحة بحزب العدالة والتنمية من الحكم. ويعود الفضل الكبير في ذلك إلى أنصاره الذين ملوؤا الشوارع في مختلف أنحاء البلاد. ومذاك الحين وهو يدعوهم للخروج في مظاهرات ليلية "من أجل السهر على الديمقراطية".
صورة من: DW/D. Cupolo
آخر المظاهرات شارك فيها مليونا متظاهر في إسطنبول ونحو عشرة آلاف آخرين في أنقرة. وقد نظمت في نحو ثمانين مدينة مظاهرات مؤيدة لحزب الرئيس أردوغان، حزب العدالة والتنمية الذي نجح في الإفلات من محاولة الانقلاب العسكري. أنصار أردوغان اعتبروا ذلك نصرا على الانقلابات التي شهدتها البلاد وكذلك على الدستور العلماني.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي إسطنبول تعهد أردوغان أمام المتظاهرين بـ "إعادة بناء تركيا من الأساس" ناشرا بذلك مشاعر التفاؤل لدى أنصاره. لاله أليجي (ليست في الصورة)، التي شاركت في جميع المظاهرات المؤيدة لأردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، تقول: "عندما تنتهي عملية التطهير، فإن تركيا ستدفع بعجلة التنمية سريعا إلى الأمام لأن أولئك الذين انخرطوا في الحكومة لن يشكلوا بعد ذلك عبئا على بلادنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
آتالاي (ليس في الصورة) هو مصمم هندسة داخلية، رفض إعطاء اسمه بالكامل ولكنه أكد أنه يدعم أردوغان لأن الأخير سيقود تركيا إلى الساحة العالمية. "أردوغان بصدد إعلام العالم بأننا نحن هنا وأننا سنصبح قوة كبيرة"، على حد تعبيره. "حتى إن لم تحب ذلك، فعليك أن تقبل به. العالم أكبر من (مجموعة الدول السبع)."
صورة من: DW/D. Cupolo
وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في مظاهرات الأحد أكدوا أنهم يدافعون عن الديمقراطية، إلا أن المعارضين لاحظوا أن ثالث أكبر حزب سياسي، وهو حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد منع من المشاركة فيها. "بما أني كردية، فلا يمكنني الذهاب إلى هذه المظاهرات لأنني لن أشعر بالأمان"، هذا ما تقوله حواء أوزكان (ليست في الصورة)، إحدى رؤساء منظمة توهاد-فيد المدافعة عن حقوق السجناء. "ليس الكل مرحب بهم."
صورة من: DW/D. Cupolo
تقول أوزكان إن الحكومة تدعم كليا هذه المظاهرات، فيما تحظر بشكل واسع المظاهرات الاحتجاجية الأخرى. وتشير إلى أن المشاركين حصلوا على الماء والغذاء مجانا، كما أنه كان بإمكانهم استخدام كل وسائل النقل في أنقرة وإسطنبول مجانا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بهدف تحفيز الناس على المشاركة في المظاهرات الداعمة لأردوغان. "نحن بصدد معايشة اشتراكية مؤقتة في تركيا"، على حد تعبير أوزكان.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفيما كانت الحكومة تفرض حظرا على مواقع التواصل الاجتماعي في حالات الطوارئ، لعبت هذه المواقع دورا مهما خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث استخدم أردوغان نفسه موقع فيس تايم للتواصل مع أنصاره ودعوتهم إلى النزول إلى الشوارع لإفشال مخطط الانقلابيين. أما المعارضة فتقول إن الحكومة تسمح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقط عندما تعود عليها بالنفع.
صورة من: DW/D. Cupolo
من جهة أخرى يشكو أصحاب المطاعم والمقاهي في قلب مدينة أنقرة من تراجع عدد الزبائن منذ انطلاق المظاهرات المؤيدة لأردوغان. وفي سياق متصل يقول جان، وهو صاحب مقهى رفض الإفصاح عن اسمه كاملا، إن "هذه المظاهرات مؤشر على أن الأمور ستسوء قريبا."
صورة من: DW/D. Cupolo
يرى البعض أن هذه المظاهرات بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم طريقة لتقوية قاعدته الشعبية، على حد تعبير محمد، وهو لاجئ سوري. ويقول – شريطة عدم الكشف عن هويته - بأنه كان شاهد عيان على الانقلاب الذي حصل في مصر وأن هذه المظاهرات هي عبارة عن "تدريب لأنصار أردوغان" وأنه "سيدعوهم قريبا للتظاهر ضد الحركات التي لا يحبها."
صورة من: DW/D. Cupolo
قامت الحكومة التركية بتغيير أسماء مناطق شهيرة انطلاقا من ساحة كيزيلاي وصولا إلى جسر البوسفور في إسطنبول تكريما لضحايا محاولة الانقلاب الفاشلة. وأصبح اليوم يتعين على المسافرين من الجزء الأوروبي لإسطنبول إلى القسم الآسيوي المرور عبر ساحة "شهداء جسر الـ 15 من يوليو".