1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حزب القراصنة يداهم قلاع الأحزاب التقليدية في ألمانيا

٢ مارس ٢٠١٢

تأسس حزب القراصنة سنة 2006 وجلب اهتمام الجمهور كما بعثر أوراق الأحزاب التقليدية، خصوصا بسبب اعتماده على آليات جديدة للعمل السياسي. وقد تأثر بفلسفة الحزب ناشطون سياسيون في ألمانيا والنمسا وسويسرا ولوكسمبورغ.

صورة من: Creative Commons/Piratenpartei Deutschland/Bastian Greshake

ظهر أول حزب للقراصنة في السويد سنة 2006 وحصل في السنة نفسها على نسبة 7 بالمائة في الأصوات في الانتخابات الأوربية. وتأثر بفلسفة الحزب ناشطون سياسيون في ألمانيا والنمسا وسويسرا ولوكسمبورغ، فقاموا بدورهم بتأسيس أحزاب تحمل نفس الاسم وتدافع عن نفس المبادئ. فعلى الرغم من كون اسم "القراصنة" يحمل دلالات سلبية، لأن القراصنة معروفون بخروجهم عن القانون ويكسبون عيشهم كقطاع طرق، إلا أن حزب القراصنة يقدم نفسه كتيار سياسي يدعم العدالة والقانون والحريات الشخصية ويناضل ضد قرصنة المعلومات والخصوصيات الشخصية.

معارضة ضد تخزين المعلومات الشخصية

يناضل القراصنة ضد اقتحام الحياة الشخصية للأفراد والجماعات والتنظيمات سواء في العالم الافتراضي أو في الواقع. وينتقدون قانونا صادق عليه سنة 2008 كل من الحزبين المسيحيين الحاكميين إلى جانب الحزب الاشتراكي. فبمقتضى هذا القانون تم تشريع تسجيل المكالمات وتخزينها لمدة سبعة أشهر، وهو ما يعتبره القراصنة مسا مباشرا بحق الأفراد في الحفاظ على سرية مكالماتهم، إذ يتم توظيف المعلومات المخزنة لأغراض تجارية لمعرفة العادات الاستهلاكية، وأيضا في المجال الاجتماعي لمراقبة نمط عيش السكان.

الشفافية

يرى القراصنة أن العالم الذي نعيش فيه يعرف تداولا كبيرا للمعلومات ويشهد كل يوم تطورا في مجال الاتصال. ويحذر القراصنة من احتكار المعلومات من طرف جهات معينة دون غيرها، لأن من يملك معلومات أكثر تكون لديه سلطة على الآخرين. ويستشهد القراصنة في هذا السياق باستغلال بعض السياسيين للمعلومات الشخصية لتحقيق مآربهم وتسويق برامجهم السياسية، وهو أمر يتنافى مع روح الديمقراطية لأن هذه الوسيلة تغيب فيها الشفافية والوضوح. ويطالب القراصنة بتسهيل الوصول إلى المعلومات الرسمية ومعلومات عن السياسيين اللذين انتخبوهم، وذلك قصد مراقبة عملهم وتقييم أدائهم.

برلمانيون من حزب القراصنةصورة من: picture-alliance/dpa

مع المشاركة الاجتماعية لكل المواطنين

يقول القراصنة إن خير دليل على احترام كرامة المواطنين هو إعطاؤهم الفرصة في المشاركة الاجتماعية والسياسية في بلدهم، وكذا من خلال الإنصات لآرائهم وأخذها بعين الاعتبار. وينتقدون طرق اشتغال الأحزاب التقليدية لأنها -حسب تعبيرهم- تتجاهل المواطنين ولا تفكر فيهم إلا شهورا قبل موعد الانتخابات. وقد أطلق القراصنة حملات في المواقع الاجتماعية للتواصل مع المواطنين الألمان شبابا وشيبا. وحققت هذه الحملات نجاحا كبيرا من خلال الوصول إلى أكبر شريحة من المواطنين، وكسب تعاطفهم مع القراصنة، وهذا ما أوصلهم إلى البرلمان المحلي في برلين. من جانبها اعترفت الأحزاب الألمانية التقليدية بتقصيرها في مجال التواصل مع المواطنين، وبدأت مختلف الأحزاب في نهج نفس السياسة التي ينهجها القراصنة. وأطلقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مؤخرا مدونة على الانترنيت للتفاعل مع المواطنين والإنصات لرغباتهم وانتقاداتهم.

مع تكافؤ الفرص في التعليم وفي سوق الشغل

جانب من مؤتمر وطني سابق لحزب القراصنةصورة من: picture-alliance/dpa

يدافع القراصنة عن منح الفرص لجميع المواطنين مهما كانت ديانتهم، جنسهم أو أصلهم. ويحث القراصنة على مجانية التعليم ومجانية الكتب المدرسية لتشجيع الفئات الاجتماعية الفقيرة على مواصلة التمدرس والدراسة في الجامعة. كما يشدد القراصنة على رفضهم لكل أشكال الحصول على فرص الشغل بطرق غير مشروعة كالوساطة مثلا، لأن ذلك يسد الطريق أمام فئات أخرى.

الخصوم السياسيون ينتقدون

رغم الشعبية التي يحققها حزب القراصنة يوما بعد يوم إلا أن سهام النقد توجه إليهم باستمرار، خصوصا من طرف خصومهم السياسيين. فالبعض لا يحمل هذا الحزب محمل الجد ويعتبر فلسفته عبارة عن مزيج بين اللعب والسياسة. وتتهم أصوات أخرى القراصنة بعدم النضج السياسي وافتقارهم إلى رؤية سياسية واضحة لأن برنامجهم غير قابل للتطبيق وهو مجرد رغبات متعالية على الواقع. غير أن القراصنة لا يأبهون بخصومهم، ويجددون كل مرة رغبتهم في ركوب أمواج بحر السياسة، ورياح أصوات الناخبين وحدها هي التي ستحدد مصير سفينة حزب القراصنة.

عبد الرحمان عمار

مراجعة: محمد المزياني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW