1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حزب الله بعد عام على مقتل نصر الله: أزمة الهيبة وغياب الردع

٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥

في مثل هذا اليوم قبل عام أودت غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت بحياة الأمين العام الأسبق لحزب الله حسن نصرالله. كيف فقد الحزب قوة ردعه أمام إسرائيل وثقله في المعادلة الداخلية؟ وهل تعود عقارب الساعة إلى الوراء؟

الموقع الذي قتل فيه حسن نصرالله بغارات إسرائيلية في بيروت بتاريخ 27 أيلول/سبتمبر 2024
دمار كبير في الموقع الذي استهدف فيه الأمين العام الأسبق لحسن نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت بغارات إسرائيليةصورة من: DW

يحيي حزب الله الذكرى السنوية الأولى لمقتل الأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله بغارات إسرائيلية بسلسلة من الفعاليات، أبرزها كان إضاءة صخرة الروشة التي تعدّ معلماً من معالم العاصمة اللبنانية لفترة وجيزة مساء الخميس (25 أيلول/سبتمبر 2025) بصورة نصرالله، على الرغم من رفض السلطات لهذه الخطوة.

وتجمّع الآلاف الخميس على الرصيف البحري قبالة صخرة الروشة رافعين أعلام حزب الله وبعض الأعلام اللبنانية والإيرانية وصور نصرالله وخلفه هاشم صفي الدين، على وقع أناشيد حزبية. ووصل بعض المشاركين من البحر على متن مراكب صغيرة رفعت عليها أعلام حزب الله.

وقتل نصرالله عن 64 عاماً بضربة إسرائيلية استخدمت فيها أطنان من المتفجرات على مقره الواقع تحت الأرض في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب، في 27 أيلول/سبتمبر2024. وقتل خلفه هاشم صفي الدين بضربة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية بعد أيام.

واليوم السبت (27 أيلول/سبتمبر 2025) يشارك أنصار الحزب في "الوقفة الشعبية الوجدانية" إحياء لذكرى مقتل حسن نصرالله.  

"محور المحور" الإيراني

ربما تكون هذه الوقفة اللامركزية لإحياء ذكرى مقتل الأمين العام الأبرز للحزب خير تعبير عن الحال الذي وصل إليه بعد عام على مقتل نصرالله. 

هي عشرة أيام كانت كفيلة بإسقاط أسطورة "حزب الله" في لبنان والمنطقة. ذلك أن الفترة من تفجير أجهزة البيجر في 17 أيلول/سبتمبر 2024، وصولاً إلى اغتيال الأمين العام التاريخي و"محور المحور" (الايراني)، كما وصفه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، حسن نصرالله في 27 أيلول/ سبتمبر 2024، كانت كفيلة بأن يفقد "حزب الله" اتزانه المعنوي والسياسي والعسكري، وإسقاط كل معادلات الردع التي كان رسمها مع إسرائيل منذ حرب 2006.

وبالإضافة إلى عشرات الاغتيالات الإسرائيلية التي سبقت وتلت ذلك، وقضت تقريباً على كامل الصف الأول من قياداته العسكرية والأمنية المخضرمة والمؤسِّسة، وصولاً إلى الأمين العام الذي خلف نصرالله، وهو هاشم صفي الدين الذي تم اغتياله أيضاً، بلغت الخسائر الميدانية ذروتها في 23 أيلول/ سبتمبر 2024 الذي شهد مئات الغارات الجوية الإسرائيلية دمرت وعطلت غالبية الترسانة الصاروخية والعسكرية لحزب الله. 

الهزيمة الميدانية أسفرت عن خسائر سياسية

وشهد العام الحالي تحولات كبرى ومنها إعادة تشكيل توازنات الحكم في لبنان بطريقة ما كانت لتحصل لولا الخسائر العسكرية التي مني بها حزب الله، بدءاً من انتخاب قائد الجيش العماء جوزيف عون رئيساً للجمهورية ومن ثم تشكيل حكومة برئاسة نواف سلام، مع خطاب للقسم وبيان وزاري اتفقاً على حصر السلاح غير الشرعي، بما فيه سلاح حزب الله، بيد الجيش اللبناني.  

ضربات كثيرة تلقاها الحزب بصمت، لعدم القدرة على الرد أو ضيق أفق المناورة، ومنها على سبيل المثال منع الطائرات الايرانية من الهبوط في مطار بيروت، وإجراءات تفتيش صارم لمنع التهريب على كافة المنافذ وخصوصاً المطار، بالإضافة إلى التضييق على جمعية "القرض الحسن" والتي تعتبر من أهم أجنحة الحزب المالية. 

وكان سقوط حكم حليفه بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر الذي كان يؤمن له طريق الإمداد الرئيسي بالأسلحة ضربة أخرى تلقاها الحزب.

ولعل أكبر ما كسر هيبة الحزب هو استمرار الضربات والاغتيالات الإسرائيلية في خرق مستمر لوقف إطلاق النار من دون أن يرد، ما أفقده مع الوقت سردية قوة الردع لحماية الجنوب ولبنان كما كان يقدّم نفسه للبنانيين.

حزب الله ورقة إيرانية محروقة؟

ويرى ناشر موقع "جنوبية" والناشط السياسي، علي الأمين، أن الحزب فقد وظيفته كـ "قوة ردع إيراني على حدود إسرائيل، لا بل قد يتحول إلى عبء على إيران في حال قررت إسرائيل الرد على أي فتح للجبهة اللبنانية بضرب إيران". 

ويتفق الكاتب السياسي عبدالله زغيب مع علي الأمين، في أن أحد مكامن قوة حزب الله هو في مدى قدرته على إلحاق الضرر بإسرائيل، لكن "هذا الواقع تراجع وتضاءل حتى اختفى في الشهور الأخيرة حتى وصلنا إلى ما يشبه الصمت العسكري".  

لكن زغيب يضيف أن الضغط الأمريكي والاسرائيلي على لبنان لنزع سلاح الحزب هو مؤشر على أن "القدرات العسكرية لحزب الله وإن كانت لا تشكل رادعاً حتى الآن، لكنها ما تزال تشكل خطراً في حال اندلاع حرب مفتوحة". 

"انتصارات معنوية"

تبقى الانتخابات البلدية الأخيرة، ربما، نقطة الضوء الوحيدة في سجل هذا العام الأسود بالنسبة للحزب، حيث استطاع بالتحالف مع حركة "أمل" حصد معظم البلديات في المناطق الشيعية. ويرافقها محاولات تسجيل "انتصارات معنوية" مثل إضاءة صخرة الروشة بصورة أمينه العام أو محاولة الضغط على قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان من خلال اعتراض "الأهالي" اي السكان المحليين في جنوب لبنان لدوريات "اليونيفيل". 

يرى علي الأمين أن "اغتيال نصرالله وصفي الدين شكل خسارة كبيرة للحزب ويضعه أمام مأزق غير مسبوق منذ تأسيسه"، مضيفاً أنه على الحزب إما "القيام بعملية تحول إلى حزب سياسي لبناني أو الاستمرار في السلوك الحالي من الانكار والذي سيجلب المزيد من الكوارث والصدامات في ظل انكفاء المحور الإيراني خصوصاً بعد 12 حزيران/يونيو (الحرب الإسرائيلية الإيرانية)".  

حزب الله يهدد بحرب أهلية في لبنان

02:53

This browser does not support the video element.

هل يُنزع سلاح حزب الله؟

ويبرز السؤال هنا عن إمكانية إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 يوم بدأ الحزب ما اسماها "حرب الإسناد"؟ 

يلفت ناشر موقع "جنوبية" والناشط السياسي، علي الأمين، إلى أنه يجب التمييز بين "حزب الله العسكري الذي استهدفته إسرائيل، وحزب الله كمنظومة أمنية اجتماعية سياسية مسيطرة في لبنان مستفيدة من سطوة السلاح"، ويضيف أن هذه المنظومة لم تتضرر كثيراً بفعل الحرب "وما زالت قائمة وتشكل إلى حد ما مجال وتعويض للحزب في مقابل الهزيمة التي تعرض لها أمام إسرائيل والتالي باباً لاستعادة بعض النفوذ". 

لكنه يشير إلى أمر هام وهو أن "الفراغ الذي أحدثه غياب القيادة الاستثنائية لحسن نصر الله أدى إلى نشوء مراكز قوى تفرضها ليس فقط التباينات والتساوي بين القيادات الموجودة من حيث القيمة والوزن، إنما أيضاً مشكلة الصعوبة في التواصل واللقاء بما أدى إلى نوع من اللامركزية في إدارة الأمور"، تنعكس تخبطاً في السياسات والمواقف "لكنه صراع نفوذ داخلي تحت السقف الإيراني". 

بالنسبة للكاتب السياسي عبدالله زغيب، فإن حزب الله قادر على استعادة زمام المبادرة "إذا نجح في تحقيق أي انتصارات عسكرية جديدة على إسرائيل ستجعله يعوض كل هذه الخسائر التي مني بها" في الحرب الأخيرة. لكنه يستدرك أن "الخسارة الوحيدة التي لا يمكن لحزب الله تعويضها هي السيد حسن نصر الله بذاته"، على حد تعبيره.

ووضع الجيش اللبناني مطلع أيلول/سبتمبر خطة لسحب سلاح الحزب من خمس مراحل، تقضي أولها بسحب السلاح من المنطقة الحدودية مع اسرائيل. ولكن تبقى مسألة قدرة الجيش على نزع سلاح الحزب وبالتالي تحول الحزب إلى حزب سياسي دون جناح عسكري محل تساؤل. يأتي ذلك في ظل مواصلة الولايات المتحدة ضغوطها على بيروت وإسرائيل غاراتها.

وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـمنظمة إرهابية.

الكاتب: مكتب بيروت

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW