حزب الله ينأى بنفسه وينفي سيطرته على الحكومات في لبنان
١ نوفمبر ٢٠١٩
دافع حسن نصر الله عن حزب الله في وجه الاتهامات الموجهة إليه بالسيطرة على الحكومات في لبنان، مكرّرا دفاعه عن حكومة سعد الحريري، رغم إصرار المتظاهرين على حكومة من المستقلين وأصحاب الخبرات خارج الأحزاب التقليدية.
إعلان
قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إن ورقة الإصلاحات في لبنان تجمدت بعد استقالة الحكومة، متحدثاً عن أنه لم يكن يؤيد هذه الاستقالة، وعن ضرورة الحديث "في وقت لاحق عن "الدور الأمريكي الذي يمنع اللبنانيين من الخروج من مشاكلهم وأزماتهم"، كما تحدث عن أن حزب الله "قوي جدا" ولم يتصرف بعد بأوراقه.
وأشار نصر الله، في كلمة له، اليوم الجمعة (الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني)، نقلها موقع تلفزيون المنار، إنه كان يفضل أن تكون هناك "صدمة إيجابية" بإقرار القوانين وتحقيق الإصلاحات، وذلك " كي لا نذهب إلى الفراغ أو تعديل البلد أو الذهاب لفترة طويلة بتصريف الأعمال".
وقال: "اليوم مسؤولية اللبنانيين... أن تشكل حكومة جديدة في أقرب وقت ممكن. هذه الحكومة ندعوها من الآن بالدرجة الأولى أن يصغوا ويستمعوا إلى مطالب الناس الذين نزلوا إلى الشارع". وأضاف "الجدية في العمل وأن لا تعتبر أن لديها وقتا طويلا. الوقت ضيق وصدور الناس ضاقت... الحكومة الجديدة يجب أن يكون عنوانها وهدفها الحقيقي بالدرجة الأولى عنوان استعادة الثقة بين الشعب وبين السلطة".
وحاول نصر الله توضيح موقفه: "عندما قلنا إننا لن نؤيد اسقاط الحكومة، فليس لأنها حكومة حزب الله، نحن لسنا قلقين على أنفسنا وعلى المقاومة، لأننا أقوياء جدا جدا وحزب الله لم يتصرف بأي ورقة قوة من أوراقه، نحن إذا أبدينا خشية أو قلق إنما أبديناها على بلدنا".
كما تحدث نصر الله عن أن حزب الله "أخذ بصدره مسؤولية منع انهيار البلد بفضل تعاون كثيرين في البلد والحراك، مبرزاً أن هناك من يصرّ على تسمية الحكومات المتعاقبة بأنها حكومات حزب الله وهي ليست كذلك"، فـ"نحن لم نكن العنصر الأقوى في هذه الحكومات، والهدف من إطلاق هذه التسمية هو استعداء الخارج عليها ولتحميلنا (أي حزب الله) مسؤولية الفشل أو الفساد"، حسبما نقل موقع تلفزيون المنار.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد دعا يوم الخميس إلى تشكيل حكومة جديدة من وزراء ذات "كفاءة وخبرة" مع دخول الحراك الشعبي غير المسبوق في البلاد أسبوعه الثالث، ومع إصرار المتظاهرين على حكومة من المستقلين وأصحاب الخبرات خارج الأحزاب التقليدية.
وكان رئيس الحكومة سعد الحريري قد قدم استقالته "تجاوباً لإرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات للمطالبة بالتغيير"، إذ رغم إعلانه قبل أيام سلسلة إجراءات إصلاحية بالتوافق مع القوى السياسية الأخرى الممثلة في الحكومة، فالشارع لم يأبه بها وواصل اللبنانيون تظاهراتهم مطالبين برحيل الطبقة السياسية.
إ. ع/ ع.خ (رويترز، أ ف ب)
استقالة الحريري...هل هي بداية مفعول دومينو "كلن يعني كلن"؟
إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الاستقالة من منصبه يشكل أحدث حلقة في التطورات التي يشهدها لبنان في الآونة الأخيرة. بعد أسبوعين من مظاهرات هي الأكبر من نوعها منذ 2005، عمّت البلاد وتصدرها شعار "كلن يعني كلن"!
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS/APA Images/F. Abdullah
الحريري: "لا أحد أكبر من بلده"
قدّم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالة الحكومة إلى رئيس لبنان بعد دخول الاحتجاجات أسبوعها الثاني، ويبقى القرار رهن موافقة الرئيس ميشال عون على قرار الإقالة. إقالة جميع المسؤولين الحاليين تصدرت شعارات المحتجين.
صورة من: Reuters/M. Azakir
القشة الأخيرة
انطلقت مظاهرات اللبنانيين في 17 تشرين الأول/ أكتوبر احتجاجًا على إعلان الحكومة عن خطط لحزمة ضرائب جديدة وصلت حتى تطبيقات المكالمات الهاتفية، لتكون "القشة الأخيرة" نتيجة أزمة الدولار والحرائق التي اجتاحت البلاد، والضريبة المفروضة على البنزين والقمح.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid
مطالب المحتجين
اقتصرت الاحتجاجات في اليوم الأول على عشرات المتظاهرين، لتتسع خلال فترة قصيرة، حتى وصلت إلى آلاف المحتجين في جميع أنحاء البلاد. المظاهرات السلمية سلطت الضوء على مطالب عامة تتعلق بالطبابة المجانية، وحماية المرأة وتوفير فرص عمل للشباب، ودعم التعليم، ورحيل النخبة الحاكمة كاملة تحت شعار #كلن_يعني_كلن.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey
مهلة الحريري للشركاء
في الـ18 من تشرين الأول/أكتوبر ألقى رئيس الوزراء سعد الحريري خطاباً، اتهم فيها القوى السياسية اللبنانية بالانشغال في المناكفات السياسية، وأكد أن الحل يكمن في زيادة النمو وضخ أموال ودماء جديدة في الاقتصاد، وأمهل شركاءه في الحكومة 72 ساعة لدعم الإصلاحات. وفي ذات الوقت تم الإعلان عن سقوط قتيل جراء تعرضه لإطلاق النار في احتجاجات شمالي طرابلس.
صورة من: Reuters/S. Kumar
اللبنانيون "يغردون" ضد الطبقة السياسية
لم تفلح محاولات الحريري في تهدئة الشارع اللبناني، حيث ردد المحتجون في مظاهرات قبالة المبنى الحكومي وسط العاصمة بيروت، هتافات تطالب بإقالة الحكومة، وإسقاط النظام. إذ ظهر اسم الحريري في أكثر من 25 ألف تغريدة خلال الـ24 ساعة منذ خطابه، متسائلين كيف للحكومة أن تحقق الإصلاحات المقدمة خلال 3 أيام فقط.
صورة من: pictue-alliance/AP Photo/H. Ammar
نصر الله: نخشى وقوع حرب أهلية
الأمين العام لحزب الله (الشيعي) يخرج بخطابٍ في محاولة لإلقاء اللوم على الرئاسة الحالية، ويعبر عن معارضته لاستقالة الحكومة، ليعقّب بعد ذلك في خطاب آخر عن خوفه من وقوع حرب أهلية، متهمًا الحراك الاحتجاجي بأنه لم يعد "حركة شعبية عفوية".
صورة من: Reuters/A. Taher
"كلن يعني كلن ... حسن نصر الله واحد منن"
لم يفلح نصر الله في توجيه غضب المحتجين نحو الحكومة اللبنانية، بل إن الاحتجاجات وصلت إلى مدينة النبطية، أحد معاقل الحزب الشيعي، فيما نشبت اشتباكات بين المعتصمين ومجموعة موالية لحزب الله وحركة أمل في العاصمة اللبنانية، واستمر المحتجون في المطالبة باستقالة جميع المسؤولين من بينهم نصر الله.
صورة من: picture-alliance/AP/H. Ammar
الجيش اللبناني .. موقف حيادي
دعت الاحتجاجات إلى إنهاء المحاصصة الطائفية، فيما اتخذ الجيش موقفًا حياديًا بعد استقدام تعزيزات إلى نقاط التجمع في اليوم السابع للمظاهرات، وذلك لمنع التصادم بين المحتجين والموالين "للرموز" السياسية الحالية. وقد جدد الجيش اللبناني وقوفه إلى جانب المتظاهرين وحقهم في حرية التعبير والتظاهر السلمي.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
خطاب عون ... قبول سياسي ورفض شعبي
في اليوم الثامن من الاحتجاجات اللبنانية، خرج الرئيس ميشال عون في خطاب يشير فيه إلى أن تغيير النظام يتم عبر المؤسسات الدستورية وليس الشارع، ودعا لتحقيق التعاون ما بين الأطراف الحكومية، وقد لاقى الخطاب رواجًا بين المسؤولين اللبنانيين، بينما لم يلق أي ترحيب شعبي.
صورة من: picture-alliance/AP/Lebanese government/D. Nohra
خطاب غير "رئاسي"
جاء رد الشارع اللبناني واضحًا على خطاب عون، إذ رأوا أنه يفتقر إلى الحلول الجذرية، وأعتبره كثيرون خطابًا ضعيفًا. وفي استطلاع لـDW عربية ببيروت عبر مشاركون في الإحتجاجات عن اعتقادهم بأن الإصلاحات التي اقترحها عون لم تأت بجديد، ورأى البعض أن الخطاب "لا يليق" برئيس البلاد.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey