تسعى الرئيسة السابقة المشاركة لحزب اليسار لدخول البرلمان من جديد، ولكن هذه المرة كزعيمة لحزبها الذي يحمال اسمها. أين موقعها في الطيف الإيديولوجي للأحزاب الألمانية؟ وأين تتفق وتختلف مع الحزب الذي انشقت عنه، حزب اليسار؟
هل سيكرر حزب سارة فاغنكنيشت مفاجأة انتخابات الولايات في انتخابات البرلمان الاتحادي ويحقق نتيجة تؤهله للعب دور في البرلمان القادم؟صورة من: Michael Reichel/dpa/picture-alliance
إعلان
انطلاقة مذهلة: حقق حزب سارة فاغنكنيشت، الذي تأسس في يناير/ كانون الثاني 2024 منشقاً عن حزب اليسار، نتائج معتبرة في الانتخابات المحلية في ثلاث ولايات في نفس العام. ففي ولايتي براندنبورغ وتورينغن، أصبح الحزب، الذي لم يمض على تأسيسه سوى عام واحد، جزءاً من الائتلاف الحاكم. وكان من الممكن أن يحدث هذا أيضاً في ولاية ساكسونيا، ولكن مفاوضات الائتلاف مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي باءت بالفشل.
إذا نجح الحزب في الوصول إلى البرلمان الألماني (بوندستاغ)، فربما يتعين على التحالف الذي يحمل اسم زعيمته سارة فاغنكنيشت أن يكتفي بدور المعارضة. السبب الرئيسي: إنه يدعو إلى التوقف النهائي عن تسليم الأسلحة الألمانية إلى أوكرانيا، التي تعرضت للعدوان الروسي في انتهاك للقانون الدولي. وهذا الموقف غير مقبول بالنسبة للأحزاب الحاكمة المحتملة: التحالف المسيحي، المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه البافاري الحزب المسيحي الاجتماعي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر.
إعلان
بما يخص البرنامج الحزبي، فإن التداخل بين حزب سارة فاغنكنيشت وحزب اليسار كبير نسبياً. ولكن أهم نقاط التعارض هو في سياسة الهجرة واللجوء. يدعو حزب سارة فاغنكنيشت، مثل معظم الأحزاب الأخرى في ألمانيا، إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه اللاجئين.
ولكن الآراء تقترب من حد التطابق فيما يتعلق بالحرب والسلام. ويعتبر كل من حزب سارة فاغنكنيشت وحزب اليسار أن أي شكل من أشكال الدعم العسكري، سواء لأوكرانيا أو إسرائيل في حرب غزة، أمر خاطئ.
البرلمان الألماني يقر اقتراحا بتشديد سياسة الهجرة
02:18
This browser does not support the video element.
واثقة من قدرة حزبها على دخول البوندستاغ
ويحذر كلا الحزبين من إمكانية جر ألمانيا إلى الحرب. وتقول سارة فاغنكنيشت: "نحن بحاجة إلى حكومة ألمانية تفعل كل شيء من أجل الحد من هذا الخطر".
ورئيسة الحزب مقتنعة كل الاقتناع بأن حزبها سيتمكن من دخول البرلمان: "من المؤكد أن النتيجة القوية سيكون لها تأثير على السياسة. وفي أفضل الأحوال، ستكون لدينا الفرصة لتشكيل الحكومة".
نشأت وترعرعت الخبيرة الاقتصادية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية سابقاً). وقد كررت أكثر من مرة رأيها أن مصطلحي "اليسار" و"اليمين" أصبحا من الماضي.
ساره فاغنكنيشت ليس لديها تحفظ في التعامل مع حزب البديل وتقول إن زعيمة الحزب أليس فايدل "ليست نازية"صورة من: Ebrahim Noroozi/AP/picture alliance
من أجل نهج مختلف في التعاطي مع حزب البديل
وسارة فاغنكنيشت ليس لديها أي تحفظات بشأن التعامل مع حزب البديل من أجل ألمانيا. وقالت في عام 2023 إن البعض في حزب البديل يتعرض لمعاملة غير عادلة؛ إذ يتم وصفهم بالنازيين: "هناك ببساطة أشخاص محافظون كانوا في حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي".
وتدافع سارة فاغنكنيشت عن أليس فايدل، مرشحة حزب البديل من أجل ألمانيا لمنصب المستشار/ة. وتؤكد في فيلم وثائقي بثته القناة الألمانية الثانية ZDF العامة أن "السيدة فايدل هي رئيسة حزب يضم نازيين، لكن السيدة فايدل ليست نازية". وتضيف أن "إقصاء حزب البديل من أجل ألمانيا هو استراتيجية غبية". ولكن الأحزاب الأخرى الممثلة في البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) ترى الأمور بشكل مختلف. بالنسبة لهم، التعاون مع حزب البديل من اجل ألمانيا أمر غير وارد. ويدعو البعض حتى إلى اللجوء إلى تقديم طلب للمحكمة الدستورية الاتحادية لحظر الحزب.
أعده للعربية: خالد سلامة
الانتخابات المبكرة في ألمانيا ـ مرشحو الأحزاب لمنصب المستشار
استعدادًا لخوض الانتخابات البرلمانية المبكرة التي ستجرى في 23 فبراير/ شباط المقبل، اختارت الأحزاب الألمانية الرئيسية مرشحيها الرئيسيين لخوض هذه الانتخابات للمنافسة على منصب المستشار. نبذة عن كل مرشح.
صورة من: Carsten Koall/dpa/picture alliance
البراغماتي: أولاف شولتس، الحزب الاشتراكي الديمقراطي
لم يفتقر الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس (67 عاما) أبدًا إلى الثقة بالنفس: فهو يصف نفسه بأنه شخص براغماتي كفء وواسع المعرفة والخبرة. أدار شولتس مكتب محاماة خاص به، ويتمتع بخبرة سياسية وحكومية تمتد لعقود من الزمن، حيث شغل منصب عمدة هامبورغ وعلى المستوى الاتحادي كوزير للعمل ووزير للمالية ومستشار اتحادي. لكن رغم ذلك فإنه حسب استطلاعات الرأي، لا يتمتع بشعبية كبيرة.
صورة من: Carsten Koall/dpa/picture alliance
المحافظ: فريدريش ميرتس، حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي
فريدريش ميرتس (70 عاما) هو الأكبر سنا بين المنافسين على منصب المستشار، وعضو في الحزب منذ أكثر من 50 عاما. لم يتقلد هذا الكاثوليكي المحافظ من منطقة زاورلاند في غرب ألمانيا، أي منصب حكومي. وبدلاً من ذلك، يمكن لميرتس أن يشير إلى مسيرة مهنية طويلة كمحامي، وفي القطاع المالي أيضا من خلال عمله مع واحدة من أكبر شركات إدارة الأصول في العالم، بلاك روك الأمريكية.
صورة من: Ruffer/Caro/picture alliance
الأديب والناقد روبرت هابيك، تحالف 90/ الخضر
يبدو روبرت هابيك (56 عاما) بشعره الأشعث وغير الحليق في بعض الأحيان ودودًا للغاية. فالسياسي البراغماتي لا يجد مشكلة في الاعتراف بأخطائه. كان هابيك هو من وجد كلمات واضحة لشرح قرارات الحكومة السياسية للجمهور والتعويض عن الغطرسة المزعومة لشركائه في الائتلاف الحكومي. وقبل عمله السياسي، كان مؤلفا ومترجما وناقدا أدبيا.
صورة من: appeler/dpa/picture alliance
الباردة أليس فايدل من حزب البديل من أجل ألمانيا
الرئيسة المشاركة لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني هي خبيرة اقتصادية وتحمل شهادة دكتواره في الاقتصاد، عملت ودرست في الصين. تتبنى أليس فايدل (46 عاما)، التي غالبًا ما تبدو باردة الأعصاب، وجهة نظر متشككة تجاه الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وهي معروفة باستفزازاتها وخطابها القاسي المعادي للمهاجرين. وهي تعيش في سويسرا في علاقة شراكة مع امرأة من سريلانكا ولديها طفلان بالتبني.
صورة من: Bernd Elmenthaler/Geisler-Fotopress/picture alliance
الخطيب المفوه كريستيان ليندنر.. الحزب الليبرالي الديمقراطي
درس وزير المالية السابق كريستيان ليندنر (46 عاما) العلوم السياسية وأسس شركة إعلانات صغيرة، وهو ضابط احتياط في القوات الجوية الألمانية. أصبح رئيسًا للحزب الليبرالي الديمقراطي في سن الرابعة والثلاثين ولا يزال مرشحه الرئيسي بلا منازع حتى اليوم. يُعرف ليندنر بتعلقه بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. وهو معروف أيضًا بخطابه المصقول وحبه للسيارات الرياضية.
صورة من: Hannes P Albert/dpa/picture alliance
نجمة البرامج الحوارية سارة فاغنكنشت
كانت سارة فاغنكنشت (56 عاما) سياسية بارزة في حزب اليسار، ترتكت الحزب عام 2023 وأسست حزبا باسمها "تحالف سارة فاغنكنشت". تعتبر سيدة الخطاب الشعبوي، حيث تسخر من الساسة الآخرين وتصفهم بالغباء والنفاق. تتبنى سياسات اقتصادية واجتماعية يسارية محافظة، لكنها مناهضة للهجرة. وهي ناقدة لحلف الناتو ودعم الغرب لأوكرانيا، ويُنظر إليها على أنها صديقة لروسيا. كما أنها كثيرة الحضور في البرامج الحوارية التلفزيونية.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
المسالم يان فان أكين مرشح حزب اليسار (مواليد 1961)
يان فان أكين (64 عاما) حاصل على درجة الدكتوراه في علم الأحياء، وعمل مفتشًا للأسلحة البيولوجية لدى الأمم المتحدة من 2004 إلى 2006. وفي الفترة من 2009 إلى 2017 كان نائبا عن حزب اليسار في البرلمان الاتحادي (بوندستاغ). ويشغل منصب الرئيس المشارك لحزب اليسار منذ أكتوبر 2024، ويناضل من أجل بقاء حزبه في البوندستاغ. فان أكين ملتزم بشكل خاص بسياسة السلام وقضايا نزع السلاح.