فيما تشهد الساحة التركية توترا شديدا بسبب تجدد المواجهات بين مسلحي حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، حذر زعيم أكبر حزب موال للأكراد من خطر اندلاع "حرب أهلية". كما أكد على "استحالة" إجراء الانتخابات في مثل هذه الظروف.
إعلان
حذر زعيم أبرز حزب مؤيد للأكراد في تركيا اليوم الأربعاء (التاسع من أيلول/ سبتمبر 2015) من خطر ما وصفها بـ "حرب أهلية"، وذلك إثر تعرض مقراته لسلسلة هجمات اثر المواجهات الدامية بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي.
وقال صلاح الدين دمرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي للصحافيين إن "حملات الهجمات هذه تديرها يد واحدة هي يد الدولة (...) إنهم يريدون إشعال حرب أهلية وما يجري منذ يومين تكرار لها". ولليلة الثانية على التوالي ينزل آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في عدة مدن تركية للتنديد بـ "إرهابيي" الكردستاني. كما هاجموا مكاتب حزب الشعوب، الذي يتهمه الرئيس رجب طيب أردوغان بدعم حركة التمرد.
ورد الرئيس الإسلامي المحافظ رجب طيب أردوغان بعنف على هذه التصريحات متهما من جديد حزب الشعوب الديمقراطي بالتحدث بلغة الإرهاب. وقال أردوغان "هناك رئيس حزب يتحدث عن حرب أهلية هذا لا معنى له"، داعيا قادة حزب الشعوب الديمقراطي إلى ما وصفها بـ "الاختيار بين الإرهاب والديمقراطية".
دمرتاش: الانتخابات مستحيلة بسبب الاضطرابات
وأضاف دمرتاش أن تدهور الوضع الأمني في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية سيجعل من الصعب إجراء الانتخابات المزمعة في تشرين الثاني/ نوفمبر. وقال في مؤتمر صحفي "في ضوء الوضع الأمني في المنطقة أصبح إجراء انتخابات أمرا مستحيلا". وأضاف الزعيم الكردي الشاب "نريد أن تجرى الانتخابات ولا نقول إنه لا يمكن إجراء انتخابات؛ ولكننا نريد أن تتحسن الأوضاع في المنطقة حتى تجرى الانتخابات."
وتندلع اشتباكات يومية تقريبا في جنوب شرق تركيا بين مسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور وقوات الأمن منذ تموز/ يوليو الماضي. ويأتي الصراع قبل أسابيع من الانتخابات التي يأمل حزب العدالة والتنمية الحاكم أن يسترد خلالها الأغلبية التي كان يتمتع بها في البرلمان.
أ.ح/ هـ..د (أ ف ب، رويترز)
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .