حزب متطرف يرصد مكافأة لمعرفة مكان تواجد عائلة عراقية لاجئة
١٠ يوليو ٢٠١٨
وضع حزب ألماني متطرف مكافأة لمن يبلغه بمكان تواجد عائلة عراقية حاصلة على اللجوء الكنسي في دورتموند. راعي الكنيسة المانحة للجوء أشار إلى أن هذه "العائلة كانت قد تعرضت لرسائل تهديد بالعراق، وهو ما يحصل هنا بألمانيا أيضا".
إعلان
كُتب على منشور عبارة (WANTED) "مطلوب"، بشكل مشابه للمنشورات التي تنشرها الشرطة أو المنشورات التي كانت منتشرة في القرن التاسع عشر في الغرب الأمريكي للبحث عن شخص معين تطالب به العدالة بعد ارتكابه جرما ما. الغريب في الأمر أن هذا المنشور لم يصدر من قبل الشرطة ولم يكن معروضا في فيلم سينمائي يتحدث عن عالم "الكاو بوي" الأمريكي، بل جاء من مجموعة يمينية متطرفة في مدينة دورتموند غربي ألمانيا. إذ نشره حزب "دي ريشته" (اليمين) على صفحته الرسمية، وكان المطلوب إحدى العائلات التي حصلت على لجوء كنسي في دورتموند.
هل وصل الإرهاب اليميني المتطرف إلى برلين؟
01:26
ووضع الحزب اليميني المتطرف، والذي يصنف كمتطرف بشكل يفوق حتى حزب النازيين الجدد، مكافأة قدرها 500 يورو لمن يبلغ على مكان تواجد العائلة. ونقل موقع "دير فيستن" عن موقع "رور ناخريشتن" الإعلامي أن الحزب المتطرف وصف هذه العائلة بأنها "لاجئة غير شرعية".
وذكرت كنيسة المسيح التابعة للكنيسة البروتستانتية في منطقة لوتغين دورتموند، والتي منحت اللجوء الكنسي للعائلة العراقية، أنها لم تعلن وعن قصد عن مكان تواجد العائلة، إذ سبق للجماعة اليمينية المتطرفة أن حشدت في عام 2015 لمعرفة مكان تواجد عائلة أخرى كانت قد حصلت على اللجوء الكنسي في دورتموند.
من جانبه، قال راعي كنيسة المسيح إن هذا المنشور مزعج جدا وهو يضع مكافأة "للحصول على أشخاص هم ضحايا للعنف. وهذه العائلة كانت قد تعرضت لرسائل تهديد في العراق، وهو ما يحصل هنا في ألمانيا أيضا".
وذكرت العائلة أنها كانت ملاحقة من الميلشيات الشيعية في العراق، وأنها فقدت بعض أفراد العائلة والأصدقاء في العراق. ولا يمكن للوالدين مغادرة الكنيسة على الرغم من حصولهما على اللجوء الكنسي، لأنهما مهددان بالترحيل من قبل الشرطة. وذكر موقع "دير فيستن" أن العائلة تقدمت في هذه الأثناء بطلب للجوء، ولذلك لا يمكن ترحيل العائلة قبل البت في طلب لجوئها.
أما كاتب المنشور اليميني فيُعتقد أنه سوف لن يلاحق من قبل الشرطة بسبب منشوره. وذكرت الشرطة أنها سلمت ملف القضية لمؤسسة "حماية الدولة" الأمنية والتي سلمت بدورها ملف القضية إلى مكتب المدعي العام الاتحادي، الذي ذكر من جانبه أن القضية لا تستوفي شروط البدء بمحاكمة.
ز.أ.ب/ف.ي
كيف بدأت أزمة اللاجئين في أوروبا؟
من عنف وحروب تتصاعد في الشرق الأوسط وافريقيا إلى سياسات لجوء غير متماسكة. دي دبليو تلخص في هذه الصور أهم مراحل أزمة المهاجرين وكيف وجد الاتحاد الأوروبي نفسه وسط أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/dpa
هروب من الحرب والفقر
في أواخر عام 2014 ومع اقتراب مرور أربع سنوات على الحرب السورية وتحقيق تنظيم "الدولة الإسلامية" مكاسب مهمة في شمال البلاد، تزايدت أعداد السوريين النازحين. وفي الوقت ذاته كان لاجئون آخرون يفرون هربا من دول أخرى كالعراق، أفغانستان، إيريتريا، الصومال، النيجر وكوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
البحث عن ملجأ على الحدود
بدأت أعداد كبيرة من السوريين تتجمع في مخيمات ببلدات حدودية في كل من تركيا ولبنان والأردن منذ 2011. مع حلول 2015 اكتظت المخيمات بشكل كبير جدا وفي غالب الأحيان لم يكن يجد سكانها عملا يعيلون به أسرهم كما لا يستطيعون تدريس أبنائهم وهكذا قرر الناس بشكل متزايد اللجوء إلى ما هو أبعد من هذه المخيمات.
صورة من: picture-alliance/dpa
رحلة طويلة سيرا على الأقدام
في عام 2015 بدأ ما قدر بحوالي مليون ونصف مليون شخص رحلتهم من اليونان نحو أوروبا الشرقية عبر طريق البلقان مشيا على الأقدام. وإثر ذلك أصبح اتفاق شنغن، الذي يسمح بالتنقل بين معظم دول الاتحاد الأاوروبي بحرية، موضع تساؤل مع موجات اللاجئين التي كانت متجهة نحو أغنى الدول الأوروبية.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
محاولات يائسة لعبور البحر
عشرات آلاف اللاجئين كانوا يحاولون أيضا الانطلاق في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط على متن قوارب مكتظة. في أبريل 2015 غرق 800 مهاجر من جنسيات مختلفة بعد انقلاب القارب الذي كان يقلهم من ليبيا نحو سواحل إيطاليا. هذه الحادثة ليست سوى واحدة من حوادث تراجيدية أخرى، فحتى نهاية العام قضى نحو 4000 شخص غرقا وهم يحاولون عبور البحر نحو أوروبا.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
ضغط على الحدود
الدول الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي واجهت صعوبات في التعامل مع هذا الكم الهائل من الوافدين إليها. شيدت الأسوار في هنغاريا، سلوفينيا، مقدونيا والنمسا. كما تم تشديد إجراءات اللجوء وفرضت عدة دول من منطقة شنغن مراقبة مؤقتة للحدود.
صورة من: picture-alliance/epa/B. Mohai
إغلاق باب كان مفتوحا
يتهم منتقدو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. في سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
توقيع اتفاق مع تركيا
في بدايات العام 2016، وقع الاتحاد الاوروبي وتركيا اتفاقا يتم بموجبه إرجاع اللاجئين الذين يصلون اليونان إلى تركيا. الاتفاق تعرض لانتقادات من مجموعات حقوقية. وتبعه توتر كبير بين الطرفين التركي والأوروبي عقب قرار للبرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
لا نهاية في الأفق
مع تنامي المشاعر المعادية للاجئين في أوروبا، تكافح الحكومات من أجل التوصل إلى حلول توافقية لمعالجة أزمة اللجوء خاصة بعد الفشل الكبير لمحاولة إدخال نظام الحصص لتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. الحروب والأزمات في منطقة الشرق الأوسط لا تبدو قريبة الحل وأعداد اللاجئين الذين يموتون في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر في تزايد.
الكاتبة: راشيل ستيوارت/ سهام أشطو