بعد اجتماع قصير مساء أمس دون نتائج تذكر، علمت مصادر إعلامية أن حزبي الائتلاف المسيحي بزعامة ميركل يعتزمان ترشيح الاشتراكي فرانك ـ فالتر شتاينماير لمنصب الرئيس الاتحادي. وكان الحزب الاشتراكي قدم مرشحه قبل فترة وجيزة.
إعلان
يعتزم الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ترشيح وزير الخارجية الألماني الاشتراكي فرانك-فالتر شتاينماير لانتخابات الرئاسة الألمانية. وعلمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الاثنين (14 تشرين الثاني/نوفمبر 2016) عقب مؤتمر عبر الهاتف لميركل مع مجلس رئاسة حزبها في برلين أن الحزب المسيحي الديمقراطي يقبل مقترح رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيغمار غابريل بترشيح زميله في الحزب شتاينماير لانتخابات الرئاسة الألمانية.
من جانبه، أعلن رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي الحاكم في بافاريا وحليف ميركل الاستراتيجي هورست زيهوفر أنه اتفق مع حزب ميركل بشأن مرشح موحد لمنصب الرئيس دون أن يذكر منه هو المرشح. ويعني تصريح زيهوفر أنه لا يعارض ترشيح وزير الخارجية شتاينماير لمنصب الرئيس الذي سيجري انتخابه في المجمع الانتخابي الاتحادي الذي سيعقد في شباط/فبراير المقبل.
في غضون ذلك، وصل الرئيس الألماني الحالي يواخيم غاوك إلى اليابان اليوم الاثنين في زيارة تستغرق خمسة أيام. وبرفقة شريكة حياته دانيلا شات يزور غاوك حتى يوم الجمعة المقبل بجانب العاصمة اليابانية طوكيو مدينتي كيوتو وناغازاكي، التي دمرتها قنبلة نووية أمريكية عام 1945.
ومن المقرر أن يجري غاوك محادثات مع إمبراطور اليابان أكيهيتو وولي العهد ناروهيتو ورئيس الوزراء شينزو آبي حول عدة موضوعات، من بينها الوضع الدولي عقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بالإضافة إلى التوترات مع الصين وكوريا الشمالية.
ح.ع.ح/س.ك (د.ب.ا)
الرئيس يواخيم غاوك ـ محطات حياة حافلة
لا يرغب الرئيس الألماني يواخيم غاوك في الترشح لولاية ثانية. وستستمر ولايته الحالية لتسعة أشهر. ويشكل هذا المنصب لخمس سنوات أعلى منصب في الدولة. وستعقد "الجمعية الاتحادية" جلستها في فبراير المقبل لانتخاب رئيس جديد.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Macdougall
تولى يواخيم غاوك إدارة وثائق جهاز المخابرات لألمانيا الشرقية سابقا (ستازي) وحتى الآن يطلق على تلك الإدارة إسم " إدارة غاوك". قبل ذلك تم انتخابه عام 1990 كناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان في مجلس الشعب الأخير لجمهورية ألمانيا الشرقية سابقا.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد الاستقالة المفاجئة للرئيس الألماني هورست كولر عام 2010 من منصبه، اقترح الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر يواخيم غاوك كمرشح لمنصب الرئاسة. وصنفته وسائل الإعلام آنذاك كمرشح الشعب. لكن الجمعية الاتحادية صوتت في الدورة الثالثة لصالح كريستيان فولف مرشح الحزبين المسيحي والليبرالي لمنصب الرئاسة الإتحادية.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد مرور نحو ثلاث سنوات استقال الرئيس كرستيان فولف، واقترحت أحزاب المعارضة مجددا غاوك لشغل منصب الرئاسة، وهذه المرة بدعم من الحكومة. وكشف استطلاع قبل تصويت الجمعية الاتحادية أن نسبة 69 في المائة تساند ترشيح غاوك. وكانت النتيجة في 18 مارس 2012 أكثر وضوحا، حيث حصل غاوك على 991 صوت من مجموع 1228.
صورة من: picture-alliance/dpa
بموجب القانون الأساسي يتمتع الرئيس الاتحادي باستقلالية عن السلطات الحكومية. غاوك هو أول رئيس في هذا المنصب الذي لم ترافقه عقيلته في المناسبات الرسمية، بل رفيقة حياته دانييلا شات، والتي ارتبط بها منذ عام 2000. قبل 25 عاما انفصل غاوك عن زوجته غيلهيلد غاوك التي أنجبت له أربعة أطفال.
صورة من: Picture-alliance/dpa/W. Kumm
الموضوع المحوري المفضل لدى غاوك هو الحرية. ويعتبر منتقدوه بأنه يتحدث عن ذلك في صياغة ساذجة مناهضة للشيوعية، في حين يرى آخرون أن تمجيده للحرية يعبر عن مناصرة للرشد: فالحرية لا تعني بالضرورة السعادة أو الفرحة، بل هي مسؤولية واقعية لاتنطلق من أشكال سلطة الدولة فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
كممثل لجمهورية ألمانيا الاتحادية قام يواخيم غاوك بزيارة العديد من البلدان كما قابل رؤساء الدول والحكومات وغيرهم. ولم يلتزم غاوك دوما بالتحفظ الدبلوماسي: ففي تركيا انتقد حكومة رئيس الوزراء اردوغان مطلع 2014 واعتبر أنه ينهج توجها رقابيا وتأثيرا قضائيا وأسلوبا متسلطا.
صورة من: Reuters
في مارس 2016 تحدث غاوك أمام طلبة جامعة شنغاي عن تأثيرات انعدام الثقة بين الدولة والمواطنين، مشيرا إلى ضرورة حصول أية حكومة على الشرعية من خلال الانتخابات الحرة. ولم يأخذ ذلك من حفيظة الحكومة الصينية، لأن غاوك تحدث عن تجربة ألمانيا الشرقية سابقا، حيث إنه ينحدر منها.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
بعد مرور شهرين على زيارته لتركيا 2014 حيث تفقد أيضا مخيما للاجئين على الحدود مع سوريا، لفت غاوك الانتباه إلى العدد المتزايد من اللاجئين الفارين عبر البحر ودعا إلى ضرورة التحرك والتضامن مع الشركاء الأوروبيين لتحقيق ما يمكن تحقيقه سياسيا على أرض الواقع. بعد 14 شهرا أكدت المستشارة أنغيلا ميركل مقولتها في هذا الشأن: "سننجح في ذلك".
صورة من: picture alliance/AA
بإعلانه أنه لن يترشح لولاية رئاسية ثانية عام2017 أطلق الرئيس يواخيم غاوك جدلا حول هوية الرئيس المقبل. غاوك برر قراره بأن سنه المتقدم لم يعد يسمح له بتقديم "الطاقة والحيوية" المطلوبتين في مثل هذا المنصب. لمنصب الرئيس في ألمانيا الاتحادية صبغة فخرية ومعنوية، غير أن غاوك لم يتردد في إعلان مواقفه في السياسات الداخلية، مثل دعم استقبال اللاجئين أو التأكيد على المسؤوليات التاريخية للبلاد.