حزمة قوانين إصلاح النظام القضائي في تركيا مجرد خدعة؟
١٢ أكتوبر ٢٠١٩
تعتزم الحكومة التركية إصلاح النظام القضائي بحزمة قوانين ـ بينها تعزيز حقوق الصحفيين المحالين إلى المحاكم. لكن منتقدي الحزمة يعتبرون خطة إصلاح النظام القضائي مجرد محاولة لذر الرماد في العيون.
إعلان
بعد المحاولة الانقلابية في الـ 15 من تموز/يوليو 2016 تم تقويض حرية الصحافة في تركيا بشكل كبير ـ ومئات الصحفيين المنتقدين واجهوا محاكمات، وغالبيتهم صدرت بحقها عقوبات سجن سخية. والآن يُراد إصلاح النظام القضائي حتى تعود بعد سنوات من حالة الطوارئ والاعتقالات الجماعية إلى وضع سيادة القانون. وحزمة إصلاح شاملة ستُعرض الأسبوع المقبل على النقاش داخل البرلمان التركي.
وهذه الحزمة ستُدخل تعديلات على 15 قانونا بينها القوانين الجنائية وتلك الخاصة بمكافحة الإرهاب. ومن شأنها تقوية حرية التعبير وإضفاء قانونية أكبر على المحاكمات وتقوية استقلالية القضاء. وفيما يخص بعض الأحكام الجنائية لأقل من خمسة أعوام يمكن قريبا تقديم استئناف لدى المحكمة العليا. وأكد الرئيس التركي طيب رجب اردوغان أن الحزمة ستعزز حقوق وحريات المواطنين.
" تجريم الأفكار"
وحتى الفصل المشبوه رقم 7 في قانون مكافحة الإرهاب يُراد تعديله ـ فالقانون الجنائي يجرم "الدعاية الإرهابية" وتمت الاستعانة به في الغالب لإصدار أحكام ضد صحفيين. إلا أن المنتقدين يبقون متشككين: فالحزمة بعيدة كل البعد عن توقعاتهم، كما يُذكر في الغالب. ويعتبر صحفيون أتراك أن "تجريم الأفكار" لن يتوقف مع حزمة القوانين الجديدة. وتعلل أحزاب المعارضة أن مشروع القانون لن يمنع من اعتقال الصحفيين بسبب مهنتهم أو إصدار أحكام ضدهم.
عمر فاروق امين أوغالو من نقابة الحقوقيين يعتبر أن "التعبير عن الرأي والانتقاد ليس جريمة ـ وهذا ما هو راسخ في معاهدة حقوق الإنسان الأوروبية وفي الدستور التركي". وبالنسبة إلى امين أوغالو اعترفت الحكومة التركية بواسطة حزمة الإصلاح أنها عاقبت الصحفيين لوقت طويل بدون حق. "لكن الحزمة لا تمنح الصحفيين الحريات الضرورية. وهذه التنازلات الصغيرة لا تفتح الطريق في اتجاه حرية التعبير"، كما يقول المدعي العام السابق.
حزمة القوانين غير كافية؟
وينضم أكبر حزب معارض، حزب الشعب الجمهوري للمواقف المنتقدة، إذ صرح السياسي من الحزب أنجين أوزكوك لـ DW: "وجب العمل داخل البرلمان على حزمة أفضل. فهي تبقى في وضعها الحالي غير كافية لتلبية التوقعات". وينتقد السياسي باريس ياركداس بأن حزمة القوانين الجديدة لن تؤدي إلى إطلاق سراح الكثير من الصحفيين من السجون، وقال: "العضوية في تنظيم إرهابي والدعاية الإرهابية وإهانة الرئيس أو قذف الجمهورية التركية كل هذه القوانين تحولت بالنسبة إلى العدالة التركية إلى عادات لا يمكن الاستغناء عنها". ويفيد ياركداس بأن تحرياته كشفت أنه في الشهر الماضي وحده تلقى عشرة صحفيين عقوبات سجن لمدة 29 عاما.
والرئيس السابق لغرفة المحامين في اسطنبول، تورغوت كازان يذكر بأن حرية التعبير متجذرة أيضا في القوانين التركية، وذلك في الفصلين 285 و 301 في القانون الجنائي. "حرية التعبير تم النظر دوما إليها كجريمة إرهابية. والآن يراد فجأة أن لا يصبح الانتقاد والتقرير جريمة؟". وأضاف أن حزمة القوانين الجديدة ما هي إلا محاولة لصقل سمعة تركيا في أوروبا. "فالحزمة ليست إلا عبثا"، كما يقول كازان.
الأنصار يأملون في إطلاق سراح دميرطاش
والكثيرون في تركيا يأملون أن يتم إطلاق سراح نائب الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، صلاح الدين دميرطاش بعد إصلاح النظام القضائي ـ فاعتقاله بسبب "الدعاية الإرهابية" يُعتبر من قبل أنصاره غير منصف. أما كازان فيعتبر أن هذا النوع من التوقعات وهمي. "دميرطاش هو رمز لعدم وجود دولة القانون. وإخلاء السبيل لن يكون ممكنا إلا إذا كان ذلك يتماشى مع تصورات الحكومة".
وتفيد بيانات منظمة مراسلون بلا حدود أن 134 صحفيا يقبعون في السجون التركية ـ فالبلاد تُعتبر أكبر سجن في العالم للصحفيين. وتحث هذه المنظمة المدنية على أن يكون النقاش حول إصلاح النظام القضائي شفافا ومفتوحا للعموم. وتعلن قيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم أنها تعتزم مناقشة جميع نقاط الخلاف وتقييمها داخل البرلمان التركي.
هلال كويلو/ م.أ.م
بالصور- صحفيون ومدونون قادتهم أراؤهم الحرة للموت أو السجن
يُعتقلون ويُعذبون ويُقتلون. لأن الصحفيين يزاولون مهنتهم؛ يصبحون هدفا لحكومات وعصابات أو مقاتلين متعصبين وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو/ أيار) تقدم DW هذه الجولة المصورة تذكيرا ببعض الضحايا من بقاع العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Hamed
روسيا: نيكولاي أندروشتشينكو
تعرض للضرب من قبل مجهولين في الشارع في سان بطرسبرغ. في 19 من أبريل/ نيسان 2017 لفظ نيكولاي أندروشتشينكو البالغ من العمر 73 عاما أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه. هذا الصحفي سبق وأن كتب عن خروقات حقوق الإنسان والجريمة. في وثائقه الأخيرة كشف أن الرئيس فلاديمير بوتين وصل إلى السلطة بفضل ارتباطات مع مجرمين وأجهزة الاستخبارات.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Usov
المكسيك: ميروسلافا بريتش
ميروسلافا بريتش تمت تصفيتها أمام منزلها في مدينة شيهواهوا بشمال المكسيك في 23 مارس/ آذار 2017 من قبل قاتل أطلق عليها ثمان رصاصات. الصحفية كتبت عن الفساد والجريمة لدى عصابات المخدرات المكسيكية وتأثيرها في السياسة والاقتصاد. قاتلها ترك رسالة جاء فيها: "للخائنة". ميروسلافا بريتش هي ثالث شخصية صحفية تُغتال في مارس/ آذار في المكسيك.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/C. Tischler
العراق: شيفا غردي
الصحفية شيفا غردي توفيت عندما انفجر لغم في الـ 25 من فبراير/ شباط 2017 في جبهة القتال في شمال العراق. الصحفية الكردية العراقية المولودة في إيران كانت تعمل لصالح إذاعة كردية في أربيل وقامت بتغطية العمليات القتالية بين الوحدات العراقية وميليشيات "داعش". ومن حين لآخر يقوم إرهابيون تابعون لتنظيم "داعش" بالقرب من الموصل بخطف صحفيين وطردهم أو قتلهم.
صورة من: picture alliance/dpa/AA/F. Ferec
بنغلاديش: أفيجيت روي
أفيجيت روي كان يصف نفسه بأنه "إنسان علماني" وأثار بذلك غضب متطرفين إسلامويين في بنغلاديش. أفيجيت روي كان يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية وسافر في فبراير/ شباط 2015 إلى معرض الكتاب في داكا حيث مزقه متعصبون بمناجل. ويتعرض مدونون في بنغلاديش من حين لآخر للاغتيال.
صورة من: Getty Images/AFP/M. U. Zaman
العربية السعودية: رائف بدوي
حكم على الناشط السعودي بعشر سنوات سجنا و 1000 جلدة. ومنذ 2012 يقبع رائف بدوي في السجن بتهمة "ازدراء الإسلام". وفي يناير/ كانون الثاني 2015 تم جلده لأول مرة أمام الملأ، ونشأت حملة عالمية لإطلاق سراحه، وألغى النظام تلك العقوبة. وحصلت زوجته إنصاف حيدر والأبناء على حق اللجوء في كندا.
صورة من: Imago/C. Ditsch
أوزبكستان: سليون عبد الرحمانوف
منذ عام 2008 يقبع سليون عبد الرحمانوف في السجن ـ حكم عليه بسبب الحيازة المفترضة لمخدرات. منظمة صحفيون بلا حدود تقول إن الحكومة توظف حيازة المخدرات لإسكات المنتقدين. "جريمة" عبد الرحمانوف تتمثل في أنه كتب لصالح مواقع الكترونية مستقلة وإذاعة صوت أمريكا وغيرها حول الفساد وحقوق الإنسان وتدمير البيئة.
تركيا: دنيز يوجِل
الصحفي الألماني من أصل تركي دنيز يوجِل مسجون في تركيا منذ فبراير/ شباط 2017. الاتهامات الموجهة ضد مراسل صحيفة "دي فيلت" هي الدعاية للإرهاب والتحريض، والسلطات التركية لم تقدم أدلة. ورغم الاحتجاجات القوية من ألمانيا أعلن الرئيس أردوغان أنه لن يطلق سراح يوجِل أبدا. أكثر من 140 من رجال الإعلام في تركيا تم اعتقالهم منذ المحاولة الانقلابية في يوليو/ تموز 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/C.Merey
الصين: غاو يو
يواجه الصحفيون المنتقدون للنظام والمدونون والنشطاء في الصين ضغوطا قوية. وحتى مراسلة DW السابقة غاو يو اعتُقلت في 2014 وحُكم عليها بالسجن سبع سنوات في أبريل/ نيسان 2015 بسبب إفشاء مزعوم لأسرار الدولة. وعلى إثر ضغط دولي تمكنت غاو يو من مغادرة المعتقل وتقضي عقوبتها منذ ذلك الحين في الإقامة الجبرية.
صورة من: DW
أذربيجان: محمان حسينوف
يصدر محمان حسينوف مجلة اجتماعية سياسية في الإنترنت قام فيها بفضح الفساد وخروقات حقوق الإنسان. ويُعتبر حسينوف من أشهر المدونين بالفيديو في أذربيجان. حملته "مطاردة موظفين فاسدين" اتهمت كوادر قيادية كبرى بالفساد في أذربيجان. تعرض للتهديد مرات وحكم عليه في مارس/ آذار 2017 بالسجن سنتين بتهمة القذف.
صورة من: twitter.com/mehman_huseynov
مقدونيا: تومسلاف كيزاروفسكي
كان يُعتبر السجين السياسي الوحيد في جنوب شرق أوروبا: إنه تومسلاف كيزاروفسكي الذي لم يكن مريحا، لأنه كان يسرد تقارير الشرطة الداخلية وقام بالبحث في ملابسات الموت غير المعروف لصحفي آخر. وفي محاكمة مشبوهة صدر بحقه في أكتوبر/ تشرين الأول 2013 حكم بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف، وفي الحكم النهائي بسنتين في الإقامة الجبرية. والآن يقوم كيزاروفسكي بتدوين كتاب عن فترة اعتقاله.