حسب البيان الذي أعلنه الاتحاد الألماني لكرة القدم اليوم الاثنين (17 أيار/ مايو 2010) فإن قائد المنتخب الألماني ميشائيل بالاك لن يشارك مع فريق بلاده في نهائيات كأس العالم 2010، التي ستقام في الشهر المقبل في جنوب إفريقيا. وجاء هذا القرار بعد الزيارة التي قام بها ميشائيل بالاك إلى طبيب المنتخب الألماني الدكتور هانز فيلهلم مولر فولفارت.

وكان وقع نتيجة التشخيص صاعقا، إذ أظهرت نتائج التصوير أن بالاك مصاب بتمزق حاد في الرباط الداخلي للكاحل الأيمن ولن يتمكن من العودة إلى الملاعب قبل ثمانية أسابيع. وحدث ذلك إثر الخطأ العنيف الذي ارتكبه ضده كيفن برنس بواتينغ لاعب فريق بورتسموث الإنكليزي في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الانكليزي يوم السبت الماضي.

بين خيبة الأمل والواقعية

وكان من الطبيعي أن يثير النبأ مشاعر الحسرة والحزن لدى الكابتن بالاك الذي وصف نتائج المعاينة بالقول " لقد كان أسوأ تشخيص في مسيرتي الكروية". وأضاف بالاك قائلا "إنني أشعر بالغضب وهذا واضح جداً. كما أنني أشعر بخيبة أمل، ولكن هذا طبيعي في كرة القدم ولابد لي من التعايش مع الواقع". أما مدرب المنتخب يواخيم لوف فلقد تفاعل ـ هو الآخر ـ مع النبأ بواقعية برغم أنه كان يرغب في ضم بالاك إلى المنتخب بسبب خبرته الطويلة في الملاعب. وهو الآن يبحث عن صانع الألعاب البديل. وقد علق على استبعاد بالاك بقوله"إنها صدمة بدون شك، لقد تأثرنا جميعاً بهذا الخبر، فميشائيل من أهم لاعبي المنتخب. إنه لاعب عالمي من الطراز الأول وهو كابتن المنتخب".

من الجليد الأبيض إلى العشب الأخضر

قد لا يخفى على عشاق الكرة الألمانية أن بالاك ولد في ألمانيا الشرقية (سابقا) إلا أن القليل منهم يعلم أنه كان يرغب باحتراف نوع أخر من الألعاب الرياضية. فعندما كان طفلا كان يعتقد أن لديه ما يلزم ليكون متزلجاً ممتازاً. لكنه سرعان ما أدرك أنه يفضل العشب الأخضر على الجليد الأبيض. وهو تمتع منذ نعومة أظفاره بمواصفات لاعب كرة قدم مميزة، إذ لديه قوة متوازنة في قدميه وسرعة بديهة في التعامل مع الكرة.

أما مسيرته الاحترافية فبدأها عام 1995 في نادي كيمنتس في شرق ألمانيا. وبعد عامين انتقل إلى غرب البلاد وانضم إلى فريق كايزرسلاوترن. ومن حسن الطالع أن فريقه أحرز لقب بطولة الدوري في ذلك الموسم. لكن بالاك كان قد أثبت أنه لاعب موهوب في خط الوسط. وفي عام 1999 انتقل إلى فريق باير ليفركوزن وتألق في صفوفه وأصبح من نجوم كرة القدم الألمانية، الذين تسعى الأندية لضمهم إلى صفوفها. وبعد ذلك انتقل إلى فريق بايرن ميونيخ ليعيش تجربة أربعة مواسم ناجحة ويصبح من النجوم العالميين وينتقل إلى نادي تشلسي الإنكليزي.

حكاية بالاك مع الألقاب

بعد لقب بطولة البوندسليغا الذي ناله 1998 مع فريق كايزرسلاوترن لم ينجح ميشائيل بالاك مع فريق باير ليفركوزن في نيل أي لقب! أنهى موسم 2000 في المركز الثاني في البوندسليغا، وبلغ المباراة النهائية في بطولة الشامبيونتزليغ لكنه خسرها أمام ريال مدريد. غير أنه تمتع بالألقاب في فترة لعبه مع بايرن ميونيخ، إذ أحرز بطولتي الدوري والكأس مع النادي البافاري ثلاث مرات في أعوام 2003، 2005، 2006. وفي الموسم الحالي أحرز مثل هذه الثنائية مع ناديه الانكليزي تشلسي، وكان فاز معه ببطولة كأس انكلترا عامي 2007 و 2009.

ومع المنتخب الألماني لم يتمكن ميشائيل بالاك من الفوز بأي لقب عالمي. انضم إلى المنتخب عام 1999 ولعب ثمانية وتسعين مباراة دولية وأحرز اثنين وأربعين هدفا. ومع "المانشافت" حل ثانيا في بطولة كأس العالم عام 2002 ، وثانيا أيضا في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2008. أما بطولة كأس العالم التي أقيمت في ألمانيا عام 2006 فحل المنتخب الألماني بقيادة بالاك في المركز الثالث.

وبعد الإصابة الأخيرة تضاءلت فرص قائد المنتخب الألماني في الحصول على لقب عالمي، إذ أن تقدمه في السن سيجعله يفكر بالاعتزال حتى قبل الظفر بمثل هذا اللقب.

الكاتبة: دالين صلاحية

مراجعة: أحمد حسو