حساب "طفلة حلب" على تويتر يعود من جديد برسالة مفزعة
٥ ديسمبر ٢٠١٦
تناقلت وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية خبر الاختفاء الغامض لحساب الطفلة بانا العابد على "تويتر" من مدينة حلب، بعد تغريدة ودعت فيها العالم، إلا أن الحساب عاد بعد ساعات للتغريد من جديد، ولكن برسالة مفزعة.
إعلان
تناقلت وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية خبر الاختفاء الغامض لحساب الطفلة السورية بانا العابد من موقع "تويتر"، بعد تغريدة ودعت فيه العالم من مدينة حلب. لكن الحساب عاد بعد ساعات من جديد وهذه المرة بتغريدة مماثلة ومقلقة نُشرت الساعة 7:15 مساء بتوقيت برلين، قالت فيها: "نحن تحت الهجوم في هذه اللحظة. لا مكان للهرب. نشعر بالموت في كل دقيقة تمر، ادعوا لسلامتنا. الوداع".
وكانت وكالة رويترز قد نقلت أن حساب العابد، الفتاة السورية البالغة من العمر سبعة أعوام، والذي اجتذب متابعين من أنحاء العالم على "تويتر" عبر تغريداتها من مدينة حلب المحاصرة، غير نشط، وذلك مع تقدم القوات الحكومية داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة بالمدينة.
وحظي حساب بانا العابد، الذي تديره أمها فاطمة، بقرابة 200 ألف متابع منذ انضمامها لموقع التواصل الاجتماعي في سبتمبر/ أيلول. ونشرت تسجيلات وصوراً للحياة في ظل الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو ست سنوات.
وفي الأسبوع الماضي، نشرت فاطمة تغريدات من بينها صورة لبانا وهي مغطاة بالتراب، واصفة القصف الذي تعرض له منزلهما مع تقدم القوات الحكومية في الأجزاء الشرقية من المدنية. وقالت لرويترز لاحقاً إن العائلة تقيم لدى جيران ريثما تجد منزلاً آخر. وكتبت لمتابعيها في تغريدة يوم الأحد: "نحن متأكدون أن الجيش سيمسك بنا الآن. سنرى بعضنا في يوم آخر عزيزي العالم. وداعاً. فاطمة #حلب"، ما أثار قلق مستخدمين آخرين بدأوا في استخدام وسم (هاشتاغ) "أين بانا".
ويقول سكان شرق حلب إن الاتصال بالعالم الخارجي أصبح أكثر صعوبة مع تعطل خدمات الإنترنت أثناء تقدم القوات الحكومية. وقامت جيه.كيه. رولينج، مؤلفة سلسلة قصص (هاري بوتر) - والتي أرسلت مع وكيلها كتباً إلكترونية إلى بانا - بإعادة نشر رسائل عن توقف حساب بانا.
كما قال مسؤول بالمعارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين إن القوات الحكومية السورية وحلفاءها تقدموا في منطقة أخرى تخضع لسيطرة المعارضة في شرق حلب مع اقتراب الجيش من الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة بالمدينة القديمة.
ر.ض/ ي.أ (رويترز)
مشاهد من يوميات الرعب في حلب
تتعرض حلب لكارثة إنسانية حادة نتيجة للحصار والقصف المكثف، وتتفاقم معاناة المدنيين مع الضربات الجوية المتكررة للأحياء والمستشفيات، وتناقصت إمدادات الدواء والغذاء، فيما وصف مسؤولون دوليون الوضع "بأنه لا يمكن وصفه".
صورة من: picture-alliance/dpa/Z.Al Shimale
صورة من: picture-alliance/dpa/Z.Al Shimale
يخضع نحو 250 ألف شخص في أحياء شرق حلب الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة لحصار منذ أن قطع الجيش بمساعدة من فصائل مسلحة مدعومة من إيران وسلاح الجو الروسي آخر طريق يؤدي إلى تلك الأحياء في أوائل يوليو تموز.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
تتضارب الرويات حول فرص المدنيين من الهرب من القصف. ففيما تقول الحكومة السورية إن مقاتلي المعارضة يمنعون السكان من المغادرة، تقول جماعات معارضة وسكان في شرق حلب إن الناس يحجمون عن استخدام الممرات خوفا من وجود قناصة أو قنابل أو القبض عليهم.
صورة من: Getty Images/AFP/B. al-Habibi
وصف روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الوضع في شرق حلب قائلا إنه: "بشع جدا فعلا.. أعني أن الكلمات تعجز عن وصفه... على الرغم من توقفات عارضة فإن الصورة بشكل عام بشعة."
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الذي فشلت جهوده للتفاوض إلى تامين الوصول إلى حلب الشرقية، "الوقت ينفد" بالنسبة لتفادي كارثة إنسانية في تلك المنطقة.
صورة من: picture alliance/AA/E. Leys
ويتعرض مدنيون يقيمون في القسم الغربي في حلب الخاضع لسيطرة النظام لهجمات دامية تشنها فصائل المعارضة لكن المساعدات الإنسانية لا تزال تصل إلى هذه الأحياء.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
أعلنت الأمم المتحدة انه لم يعد هناك أي مستشفى قيد العمل في القسم الشرقي من مدينة حلب السورية الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة وحيث يقيم أكثر من 250 ألف مدني. والمستشفيات كانت هدفا متكررا لعمليات القصف المكثفة التي يقوم بها النظام السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
وكالات الأمم المتحدة وبينها منظمة الصحة العالمية لم تعد قادرة على الوصول إلى شرق حلب منذ تموز/يوليو حين سيطر الجيش السوري على آخر طريق إمداد إلى الإحياء الشرقية ما أدى إلى وقف وصول الأدوية والمواد الغذائية إليها منذ أكثر من أربعة أشهر.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يقول "يجري عزل وتجويع المدنيين ويتعرضون للقصف ويحرمون من الرعاية الطبية والمساعدة الإنسانية من أجل إجبارهم على الاستسلام أو الفرار. إنه تكتيك متعمد من القسوة لزيادة معاناة الشعب من أجل مكاسب سياسية وعسكرية وأحيانا اقتصادية". مشيرا إلى وجود مليون شخص تحت الحصار في سوريا. ( كتابة وإعداد: علاء جمعة)