1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حصاد المونديال: إيطاليا تفوز بالكأس وألمانيا بقلوب الجماهير

١٠ يوليو ٢٠٠٦

وأخيرا أسدل الستار على مونديال 2006. مسئولون دوليون يقرون بنجاح ألمانيا في تنظيم أفضل بطولة لكرة القدم و"القيصر" مندهش من كثافة الحضور. الجماهير الألمانية تطالب كلينسمان بالبقاء وتتوقع للمنتخب الشاب مستقبلا مشرقا.

كابتن الفريق الايطالي فابيو كانفارو يحمل الكأس بعد وصول المنتخب إلى روما.صورة من: AP

إذن، انتهت بطولة العالم لكرة القدم بتتويج الإيطاليين أبطالا لها، فيما حصلت فرنسا على المركز الثاني وألمانيا المضيفة على المركز الثالث. وفي نهاية هذا العرس الكروي العالمي الذي كان شاهدا على أفضلية الكرة الأوروبية على نظيرتها الأمريكية اللاتينية، لا يسعنا إلا التوقف عند أهم محطاتها، سواء من الناحية التنظيمية أو الكروية أو التحكيمية، ولكننا سنقف أيضا على محطة تتعلق بالبلد المضيف، ألمانيا ومدى نجاحها في استضافة البطولة وما سنسميه بـ"كلينسمانيا" وهي ظاهرة ولع عشاق كرة القدم الألمان بالمدرب الألماني يورغن كلينسمان وفريقه الشاب وإصرارهم على بقائه مدربا لـ "الناسيونال إلف".

كرويا ....

الأرجنتين خرجت وخيّبت آمالنا وآمال مشجعيهاصورة من: AP

كرويا، يمكننا القول إن المنتخبات التي كانت مرشحة للفوز بالبطولة خيّبت الآمال فخرجت مبكرا بعد أن صدمت مناصريها. نقصد هنا بالطبع البرازيليين أبطال العالم خمس مرات، ولكن أيضا الأرجنتينيين والتشيك والهولنديين. وهناك فرق قوبل أداؤها في الدور الأول بالنقد اللاذع والاستهزاء لأن عروضها كانت باهتة وفي بعض الأحيان دفاعية بشكل مفرط، ففاز النظام الدفاعي الإيطالي "كاتاناشو" على الأسلوب الهجومي الجذاب. ونقصد هنا قبل كل شيء إيطاليا وفرنسا التي لم نكن نتوقع لها أن تذهب بعيدا، فخالفت توقعاتنا ووصلت إلى النهائي. أما بالنسبة لحصيلة الأهداف، فإن الإحصاءات تشير إلى أنها كانت متواضعة، لتسجل هذه البطولة ثاني أدنى معدل في تسجيل الأهداف بعد مونديال 1990 في إيطاليا. وبدلا من ذلك، تميّز أداء الفرق المشاركة بالتكتيك واللياقة البدنية العالية والأداء الدفاعي.

المنتخب الوحيد الذي شذ عن هذه القاعدة كان المنتخب الاسباني. الاسبان قدموا كرة هجومية ومباشرة وجميلة وحوّل تورِس ورؤول وفيّا هجماتهم الجذابة إلى أهداف. ولكنهم عوقبوا في الدور الثاني أمام فرنسا رغم أن الأرقام تشير إلى أن الأفضلية في هذه المباراة كانت لهم. أما الفرق الآسيوية والإفريقية، فإن مشاركتها جاءت لتؤكد من جديد حاجتها إلى التنظيم والتطوير وتحسين أسلوب اللعب بروح جماعية، فاقتصرت مشاركتها على تجميل المونديال وصبغه بصبغة عالمية. أما الكرة الأوروبية، فإنها كانت بعد وصول إيطاليا وفرنسا وألمانيا والبرتغال إلى نصف النهائي هي الفائزة دون منازع بالبطولة. ومن ناحية أداء الحكام، فيمكن القول إن المونديال لم يشهد أحكاما كثيرة مثيرة للجدل وجاء أداء الحكام رغم الإشهار المفرط للكروت الصفراء والحمراء مناسبا في الدورة الـ 18 لبطولة العالم.

وتنظيميا ....

الرئيس الألماني هورست كولر يتوسط فرانس بيكنباور وسيب بلاترصورة من: AP

وتنظيميا، لا يسعنا سوى القول إن الجهات الألمانية المعنية وفي مقدمتها اللجنة المنظمة ورئيسها فرانس بيكنباور، "قيصر" كرة القدم الألمانية فازت بهذه البطولة بجدارة. وجاءت الكلمات التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وأعرب فيها عن إعجابه بالبطولة بالقول إنها أفضل بطولة شهدتها الملاعب الخضراء لغاية الآن، جاءت لتقدم أكبر دليل على أن ألمانيا أبدعت في استضافتها للفعالية الرياضية ونجحت دون شك في إظهار بلدها في أجمل حلله وأفضل صوره. ومن ناحية أعداد المتفرجين، فإن الأرقام تشير إلى أن نسبة الحضور كانت مئة بالمئة. وفي هذا الخصوص، قال بيكنباور إن ما أدهشه هو أن جميع المبارايات " أقيمت في ملاعب كانت مليئة بالكامل." وعلى صعيد الإجراءات الأمنية الرامية إلى سلامة الجماهير، فإنها جاءت أيضا مكللة بالنجاح، الأمر الذي أكده وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله. وأكبر دليل على ذلك هو عدم لجوء قوات الشرطة والأمن إلى إجراءات رادعة إلا في حالتين استثنائيتين وقعتا في شتوتغارت ودورتموند بعد هزيمة المنتخبين الإنجليزي والبولندي. وقال وزير الداخلية الألماني شويبله إن الشعار الذي أطلقته ألمانيا وهو "العالم في ضيافة الأصدقاء" طُبق بحذافيره وإن قوات الشرطة كانت مؤدبة وملتزمة مع المتفرجين ولم تتدخل إلا في الحالات الضرورية.

وألمانياً ....

مدرب المنتخب الألماني (يمين) يحتفل بفوز فريقه بالمركز الثالثصورة من: AP

وألمانياً، كنا شاهدين على ظاهرة فريدة من نوعها وهي ظاهرة الاعتزاز العلني للجماهير الألمانية ببلدها وفريقها الشاب ومدربها. هذه الظاهرة لفتت انتباه المراقبين واعتبرها البعض في البداية ظاهرة غير صحية نظرا لتاريخ ألمانيا، ولكنها كانت أيضا مصدرا لخوض نقاش حول ما سمي هنا بـ "نقاش القومية". هذا النقاش جاء معظمه إيجابيا وخلص بالقول إن للألمان لهم الحق مثلهم مثل جميع الشعوب في الاعتزاز بقوميتهم وبلدهم وفريقهم دون الحاجة إلى الرجوع إلى التاريخ. ولهم الحق كذلك في رفع أعلام بلدهم والتعبير عن حبهم له والانتماء إليه دون جرح شعور الآخرين وخاصة مواطني البلدان الأوروبية المجاورة التي يربطها بألمانيا تاريخ شوهته الحقبة النازية. وكنا كذلك شاهدين على احتفالات مليونية طالبت أمس في برلين المدرب الألماني يورغن كلينسمان بالبقاء في منصبه ومواصلة الإشراف على فريق شاب يحتاج إلى سنوات قليلة من أجل الوصول إلى مستواه المطلوب.

وما لفت نظرنا كذلك هو احتفال الألمان بالمركز الثالث وكأنهم توّجوا أبطالا للمونديال. وهذا يشير بوضوح إلى أن الجماهير الألمانية وفريقها ومدربها استقبلت الهزيمة أمام إيطاليا في نصف النهائي وخروجها من البطولة بروح رياضية وأثبتت أنها قادرة أيضا على تحمل الهزائم وهضم الانتكاسات. ألمانيا خرجت في نصف النهائي، ولكن جماهيرها حافظت على أعصابها وأظهرت بلدها في أجمل صوره وأثبتت أنها تحسن استقبال الضيوف وتحترمهم وتوفر لهم جميع الظروف اللازمة للاحتفال بهذه البطولة والاستمتاع بها، سواء في الملاعب أو في الشوارع أو في الحانات. ولم تقتصر مطالبة الجماهير الألمانية المدرب كلينسمان بالبقاء في منصبه على الاحتفالات المذكورة، بل تعدتها إلى وسائل الإعلام والمراقبين الكرويين ولم نسمع لغاية الآن صوتا واحدا يطالب باستقالته، بل العكس هو الصحيح. ولماذا الشك في ذلك؟ فقد استطاع المدرب (41 عاما) في غضون عامين نسج فريق شاب تتراوح أعمار لاعبيه بين 21 و25 عاما وتقديم عروض جميلة تميّزت بالأداء الهجومي الجذاب والروح الجماعية.

ناصر جبارة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW