1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حصاد منتصف المونديال: مفاجأة ألمانية وغانية وثبات موازيين القوى الكروية

عمار بخيت٢٨ يونيو ٢٠٠٦

أُسدل الستار على مباريات الدور الأول ودور الثمانية في المونديال الحالي الذي شهد عدة مفاجآت منها الأداء المقنع لألمانيا وصعود غانا إلى دور الـ 16. أما مستوى بعض الفرق المرشحة للقب وأداء ممثلي العرب فجاء مخيبا للآمال.

برلين، برلين: هل تنجح ألمانيا في تحقيق حلم الفوز بالمونديال؟صورة من: AP

شهد مونديال ألمانيا أحداثاً مثيرة ومفاجآت لم يكن يتوقعها أحد، بداية من الأداء غير المقنع لفرق عريقة مرشحة للفوز باللقب مثل البرازيل، ومروراً بضعف المشاركين العربيين، وانتهاء بظاهرة الأهداف المبكرة التي تعد من أبرز الظواهر التي شهدها مونديال ألمانيا 2006 حتى الآن. وتم إحراز معظم هذه الأهداف المبكرة في العشر دقائق الأولى من المباراة في مباريات متعددة، مثل هدف لاعب المنتخب الألماني فيليب لام في المباراة الافتتاحية، حيث أحرز هدفا رائعا في الدقيقة السادسة من تسديدة قوية. كذلك أحرز مهاجم المنتخب الألماني ميروسلاف كلوزه، الذي يتربع على قائمة هدافي هذه البطولة برصيد أربعة أهداف، أحد هذه الأهداف المبكرة وهو هدفه الأول في مرمى منتخب الإكوادور في الدقيقة الرابعة من المباراة، اثر كرة حضرها باستيان شفاينستايقر إلى كلوزه فوضعها في الزاوية اليمنى للمرمى. كما أتى الهدف الأول لأوكرانيا على السعودية، والذي يعتبر الأول للمنتخب الاوكراني في نهائيات كأس العالم في الشوط الأول من المباراة التي جمعت بينهما مبكراً، وأحرز هدف السبق هذا اندريه روسول من مسافة قريبة في أعقاب ركلة ركنية سددها زميله ماكسيم كالينيتشينكو بعد مرور أربع دقائق فقط من بداية المباراة.

مونديال الأهداف المبكرة

الأهداف المبكرة كانت أبرز أحداث مونديال2006صورة من: AP

ويبدو أن اللاعب فيليب لام قد فتح شهية اللاعبين للتسديد المباشر من خارج منطقة الجزاء بعد هدفه المبكر والرائع في مرمى كوستاريكا، فلم تنتهي المباراة الافتتاحية إلا وكان زميل لام لاعب وسط المنتخب الألماني تورستن فرينغز قد أطلق صاروخا من خارج منطقة الجزاء استقر في شباك حارس المرمى الكوستاريكي. ومنذ المباراة الافتتاحية وحتى اليوم يندر أن تمر مباراة دون أن يحاول فيها لاعبو خط الوسط أو المهاجمين التهديف من خارج منطقة الجزاء، ونتج عن ذلك تسديدات رائعة سكن بعضها شباك الخصم، كهدف الارجنيتين الذي لا ينسى في مرمى المكسيك.

منتخب ساحل العاج ودع البطولة مبكرا رغم الداء الرائع له في الدور الأولصورة من: AP

إضافة إلى ذلك شهد كثير من مباريات هذا المونديال أيضا أهدافا في الوقت بدل الضائع، وأخطاء من المدافعين في أوقات حرجة من المباراة أدت إلى أهداف أنقذت مواقف بعض الفرق كما شهدت أيضا أحداث الدور الأول أهدافا صحيحة غير محتسبة كانت من الممكن أن تغير كل شئ. من ناحية أخرى إرتفعت أصوات كروية لا يمكن التغاضي عنها، مثل القيصر بيكينباور واللاعب السابق جونتر نيتسه، وحذرت من العواقب الوخيمة لسلسلة من الكبوات التحكيمية التي تسببت في خسارة غير مستحقة لبعض الفرق. كما انتقدت تلك الأصوات التلقائية التي يظهر بها الحكام البطاقات الصفراء والحمراء، ولعل مباراة هولندا ضد البرتغال أوضح مثال على ذلك، حيث انتهت المباراة بطرد أربعة لاعبين، وتوزيع 12 بطاقة صفراء.

ضعف أداء الفرق المرشحة

ماردونا برفقة ابنته يؤازر منتخب بلاده الأرجنتين منذ إنطلاق البطولةصورة من: AP

ظهرت الفرق المشاركة في هذا المونديال بمستويات مختلفة، بعض هذه الفرق يعتبر من المرشحين إلى بلوغ النهائي ولكنه ظهر بمستوى مخيب للآمال، والبعض الآخر ظهر بمستوى مذهل فجر من خلاله مفاجآت في هذا المونديال، رغم اعتقاد المحللين والنقاد أنها غير قادرة على تجاوز الدور الأول. فعلى سبيل المثال لم يظهر منتخب البرازيل حامل اللقب والمرشح الأول في مباراته الأولى أمام كرواتيا بالمستوى المتوقع من الجميع. كما لم يقدم نجم المنتخب البرازيلي وفريق ريال مدريد الأسباني رونالدو ذلك المستوى الذي تعرفه به جماهير الكرة المستديرة، واكتفت البرازيل بالخروج من هذه المباراة بهدف وحيد عن طريق النجم الصاعد كاكا. كما غادر المنتخب التشيكي البطولة بعد أن خيب آمال جماهيره، ولم تقدم منتخبات إيطاليا وفرنسا إنجلترا ذلك المستوى المعروف عنها.

أمّا الفرق التي فجرت مفاجآت في الدور الأول فهي كل من منتخبات استراليا وغانا وأوكرانيا والأكوادور، حيث تمكنت هذه الفرق من الوصول إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخها، خصوصا المنتخب الغاني الذي أنقذ الآمال الأفريقية بوصوله إلى الدور الثاني، وفجّر مفاجأة هذا المونديال التي لم تخطر على بال أحد، وذلك بعد أدائه الجيد أمام إيطاليا في المباراة الأولى رغم خسارته، لتبدأ الفرحة الأفريقية من المباراة الثانية أمام منتخب التشيك، عندما استطاع الغانيون الفوز في هذه المباراة بهدفين نظيفين، ولم يكتفِ المنتخب الغاني بهذا الفوز بل كرر نفس السيناريو أمام منتخب أمريكا، وخرج من هذه المباراة مرفوع الرأس بعد أن قدم مباراة رائعة، انتهت بفوز غانا بهدفين لهدف، لتلحق غانا بالمنتخبات الأفريقية التي دخلت تاريخ الصعود إلى دور الثمانية بعد أول مشاركة لها في بطولة كأس العالم.

قلة مفاجآت دور ربع النهائي

أما غالبية الفرق الصاعدة إلى دور ربع النهائي فلم تشكل مفاجآت كبيرة باستثناء مفاجأة واحدة هي فريق أوكرانيا، الذي استطاع الوصول إلى هذا الدور في المرة الأولى التي يشارك فيها في المونديال. وقد حقق المنتخب الاوكراني هذا الإنجاز بعد فوزه على المنتخب السويسري بضربات الترجيح. أما باقي الفرق فتعد فرقا مرشحة للحصول على لقب المسابقة، وهي ألمانيا الأرجنتين، انجلترا، البرتغال، ايطاليا، البرازيل، وفرنسا.

شخصيات شهيرة

برلين، برلين: هل تنجح ألمانيا في تحقيق حلم الفوز بالمونديال؟صورة من: AP

من أبرز المفاجآت التي لفتت الانتباه في هذا المونديال، هي ظهور الأسطورة ونجم العالم السابق الأرجنتيني ديجو مارادونا في مباريات المنتخب الأرجنتيني مع ابنته التي ترافقه في كل المباريات. والمقصود من مرافقة مارادونا ودعمه المعنوي الذي يبدو واضحا في كل مباراة بصيحاته وهتافاته البارزة في المدرجات هي رفع معنويات المنتخب الأرجنتيني ودعمه معنويا حتى المباراة النهائية. هذا بالإضافة إلى أن مارادونا وقع عقدا مع المنتخب الأسباني بأن يحضر في كل مباريات المنتخب الأسباني في المدرجات دون ارتداء القميص الأرجنتيني بالتأكيد. كما يرافق المنتخب الإنجليزي في كل لقاءاته أيضا برنس وليام نجل الأمير تشارلز لدعم المنتخب الإنجليزي، ليس هذا فحسب بل ظهر في هذا الدور الأول كثير من الشخصيات الهامة والبارزة التي حضرت الى ألمانيا لدعم منتخبات بلادها ومؤازرتها حتى الأدوار النهائية ومن أبرز هذه الشخصيات أيضا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي حضرت كل مباريات المنتخب الألماني.

المنتخب الألماني مطالب بإحراز اللقب

الصراع العربي على التأهل بين صقور قرطاج والنسور الخضر لم يثمر عن صعود اي من الفريقينصورة من: AP

بات منتخب البلد المضيف ألمانيا مطالبا منذ انطلاق هذه البطولة بتقديم كل ما يملك من أجل إرضاء الجماهير الغفيرة، والتي تؤازره بشكل يفوق مستوى العادة. لهذا السبب ظهر المنتخب الألماني بمستوىً جيد منذ البداية رغم حوار الأهداف الذي جرى بين المنتخبين الألماني والكوستاريكي في المباراة الافتتاحية. لكن المنتخب الألماني أظهر أنه قادر على حسم المواقف الحرجة لصالحة في ظل هذه المساندة الجماهيرية الغفيرة والأرض التي يلعب بها، مما زاد ذلك مسؤولية الماكينات الألمانية ومحركها الفني والمعنوي المدرب يورغن كلينسمان، واستطاع المنتخب الألماني أن يخرج مرفوع الرأس بعد المباراة الافتتاحية.

المنتخب الألماني نجح في حسم الدور الأول لصالحه وتصدر مجموعته، ثم استطاع هزيمة المنتخب السويدي في دور الستة عشر ليلاقي منتخب الأرجنتين المرعب في الدور ربع النهائي. ويرى كثير من المحللين أن حظوظ المنتخب الألماني للفوز بالمباراة ستكون مرتفعة إذا بدأ نفس البداية السريعة التي استهل بها مباراته مع السويد. إضافة إلى ذلك يرى المراقبون أن التشجيع الكبير الذي يحظى به الفريق الألماني من جمهوره الغفير سيلعب دورا حاسما، حيث تعلو هتافات الجماهير مع كل مباراة بعبارة "برلين برلين" كناية عن المباراة النهائية والتي ستقام في الملعب الأولمبي في العاصمة الألمانية برلين. غير أن من الصعب تماما الآن توقع نتيجة هذه المباراة التي ستكون بمثابة نهائي مبكر، حيث يحق للفريق الفائز الحلم باللقب.

المنتخبات العربية ودعت البطولة مبكرا

حزن تونسي بعد إخفاق جديد للكرة التونسيةصورة من: AP

لم تقدم المنتخبات العربية تونس والسعودية أداءً طيباً، فالمباراة الأولى التي جمعت المنتخبين خرجت بالتعادل بين الفريقين بهدفين لكل منهما، الذي لم يكن سوى خسارة لكليهما. وذلك لصعوبة المواجهة التي كانت تنتظر المنتخبين أمام أسبانيا وأوكرانيا، ولم ينجح الفريقان مرة أخرى في تمثيل الكرة العربية في الأدوار الثانية. فالمنتخب التونسي، الذي يشارك في المونديال للمرة الثالثة على التوالي والرابعة في تاريخه لم ينجح حتى الآن في تخطي الدور الأول. أما المنتخب السعودي الذي يشارك للمرة الرابعة على التوالي، فقد وصل إلى دور الـ 16 في أول مشاركة له في بطولة كأس العالم عام 94، ولكنه لم ينجح منذ ذلك الحين في تخطي الدور الأول.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW