حصري لـ DW- المبعوث الأممي للسودان يحذر من زعزعة المنطقة
٥ مايو ٢٠٢٣
قال المبعوث الأممي الخاص للسودان إن تدفق اللاجئين إلى دول الجوار والتي تعد هي نفسها غير مستقرة قد يؤدي إلى إضعاف المنطقة بشكل كبير، محذراً من تحركات "الباحثين عن الثروة والمرتزقة" الذين يدعمون أحد أطراف النزاع.
إعلان
حذر فولكر بيرتيس، المبعوث الأممي الخاص للسودان ورئيس بعثة الأمم المتحدة يونيتامس UNITAMS ، من اتساع رقعة الصراع داخل البلاد وما قد يسببه ذلك من تدفق للاجئين إلى دول الجوار التي تعد هي نفسها غير مستقرة تماماً ما يؤدي إلى إضعاف المنطقة بشكل كبير.
وأشار بيرتيس خلال حوار حصري مع دويتشه فيله DW إلى وجود تحركات في مناطق مثل دول الساحل ومالي والنيجر وتشاد، لجهات وأشخاص وصفهم بـ " الباحثين عن الثروة والمرتزقة" يحاولون الاستفادة من الحرب، وأن "هناك عدد غير قليل منهم يدعم أحد الأطراف المتحاربة في السودان وهو قوات الدعم السريع".
وأضاف المسؤول الأممي أن "هذه ليست سياسة رسمية لهذه الدول، لكن هؤلاء هم الأشخاص الذين يحاولون العثور على فرص للاستفادة من الحرب الأهلية في السودان، وهي في كثير من الأحيان فرص للسرقة والنهب والإثراء".
إجابات غامضة بشأن حفتر وفاغنر
وخلال المقابلة، تفادى بيرتيس الرد بوضوح على تساؤلات حول وجود مرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية في منطقة الصراع، قائلاً: "ليس لدي دليل ملموس على تورط مرتزقة فاغنر في هذه الحرب. لا يمكنني تأكيد ذلك، ولا يمكنني القول إن الأمر ليس كذلك". وبالنسبة لدور الجنرال الليبي خليفة حفتر في الأزمة السودانية، فقد ظل غامضًا، وقال بيرتيس: "إن حفتر مؤيد لأحد الطرفين، لكن ليس له دور حاسم في هذه الحرب".
وفقًا لبيرتيس، فإن الأمم المتحدة تعمل جاهدة لضمان عدم ترسيخ الحرب وصعوبة تغيير الوضع في السودان، وقال في حواره مع DW: "هدفنا هو منع ذلك بالضبط .. تجنب أن تكون هناك حرب طويلة قد تدفع البلد نحو الهاوية.. يجب أن تكون الخطوة الأولى هي وقف إطلاق نار حازم، وليس مجرد إعلان عن هدنة .. وإنما وقف إطلاق نار مع وجود آلية مراقبة ورصد"، وتابع: "انطلاقاً من هذه النقطة، يجب أن يكون هناك تحرك باتجاه محادثات بين الأطراف المتحاربة على أمل إعادة تشكيل حكومة فاعلة في وضع أكثر استقرارًا".
جهود حثيثة لدول الجوار
وقال بيرتيس إن الأمم المتحدة تعتمد بشكل كبير على الدعم من الدول المجاورة، مثل مصر وجنوب السودان لتحقيق هذا الهدف: "من أجل حل حازم، ومن أجل حل يحقق الاستقرار في البلد، نحتاج إلى مساهمة هذه الدول المجاورة.. دولة جنوب السودان كانت بالفعل نشطًة للغاية في التفاوض على الهدنة الحالية التي لم يتم مراعاتها أو احترامها بشكل كامل، إلا أنه تم التفاوض عليها (الهدنة) من قبل رئيس جنوب السودان سلفا كير.. كما تضغط مصر من أجل وقف إطلاق النار كخطوة أولى نحو إنهاء الحرب".
وأشار المبعوث الأممي الخاص للسودان إلى أن إيصال المساعدات الإنسانية في مناطق القتال يكاد يكون مستحيلاً "خاصة عندما تكون إمدادات الإغاثة التي يمكن أن توزعها الأمم المتحدة قد نهبت بالفعل أو تم تدميرها من قبل الأطراف المتحاربة" بسبب القتال، "فيما يمكننا العمل في الوقت الحالي في المناطق التي لا يوجد فيها قتال، خاصة في شرق ووسط البلاد". وتابع: "هناك ضغط كبير على السكان، وعلى السلطات، لأننا نشهد حركة نزوح كثيفة داخل البلاد، وهذه هي المناطق التي يمكننا تقديم المساعدات فيها بشكل فعال، سواء من خلال توفير السلع أو المال للاجئين، أو بتوفير الأدوية وتجهيز المستشفيات، أو بتوفير المواد الكيميائية أو المعدات اللازمة لمعالجة المياه وجعلها صالحة للشرب ".
"المجتمع الدولي ليس موحداً"
ورفض بيرتيس انتقاد السياسة الغربية والأمم المتحدة والاتهامات بالعمل بشكل كبير في الماضي مع الجنرالين برهان ودقلو ("حميدتي") في مقابل تعاون ضئيل للغاية مع الحركة الديمقراطية، وقال: "أعتقد أن المجتمع الدولي قد حاول دعم كافة الأطراف السودانية لمحاولة إيجاد طريق للعودة إلى مسار الانتقال الديمقراطي بعد الانقلاب العسكري في عام 2021. وخلال قيامنا بذلك، قمنا بدعم كل أولئك الذين كانوا على استعداد للتحدث مع بعضهم البعض وإيجاد تفاهم جديد فيما بينهم والوصول لأساس جديد للمفاوضات".
وبسؤاله عما إذا كان المجتمع الدولي قد قام بما يكفي، أجاب بيرتيس إن "المجتمع الدولي في نهاية المطاف ليس مجتمعاً ذو رأي واحد بالضرورة"، لكنه أبدى تفاؤله قائلاً: "هناك عدد كافٍ من الجهات الفاعلة الدولية هنا، مثل الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة إيغاد IGAD، كما أن بعض الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة تعمل جاهدة وبنشاط كبير على التوصل لوقف إطلاق للنار".
ع.ح/ع.ج.
في صور: دوامة الصراع على السلطة في السودان..أبرز القوى السياسية والعسكرية
منذ سقوط نظام البشير تتصارع قوى سياسية وعسكرية على السلطة في السودان. وتسبب الصراع في عدم استقرار الأحوال بالبلاد على مدى سنوات، إلى أن اندلع القتال الأخير بين الجيش وقوات الدعم السريع. فما هي أبرز تلك الجهات المتصارعة؟
صورة من: Ebrahim Hamid/AFP/Getty Images
قوى "إعلان الحرية والتغيير"
وهي تجمع لعدد من التيارات والمكونات السياسية الإئتلافات المدنية السودانية، منها "تجمّع المهنيين" و "الجبهة الثورية" و "تحالف قوى الإجماع الوطني" و "كتلة التجمع الاتحادي" و "كتلة قوى نداء السودان".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
تأسيس "إعلان الحرية والتغيير"
تأسّست قوى الحرية في كانون الثاني/يناير 2019 خِلال الاحتجاجات التي اندلعت عام 2018 ضد حكم الرئيس السابق عمر البشير. قامت تلك القوى المعروفة اختصاراً باسم "قحت" بصياغة "إعلان الحرية والتغيير" و"ميثاق الحرية والتغيير" الذي دعا إلى إقالة البشير من السلطة وهو ما حدث في نيسان/أبريل عام 2019.
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
الجيش يطيح باتفاق تقاسم السلطة
استمرت "قحت" في نشاطها ونظمت احتجاجات في وجه المجلس العسكري الذي حكم البلاد "نظريًا" بعد سقوط نظام البشير ثمّ دخلت في مرحلة مفاوضات مع الجيش حتى توصلت معه في 17 تموز/يوليو 2019 إلى خطة لتقاسم السلطة لكنها لم تصمد كثيراً، حيث أطاح الجيش السلطة المدنية واتُهم بتنفيذ "انقلاب".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
الجيش الحاكم الفعلي منذ استقلال السودان
الحاكم الفعلي للبلاد منذ إعلان الجمهورية عام 1956. يحتل المركز 75 عالمياً في قائمة أقوى جيوش العالم ويصل عدد أفراده إلى نحو 200 ألف جندي بين قوات عاملة واحتياط. لدى الجيش السوداني 191 طائرة حربية متنوعة بين مقاتلات وطائرات هجومية وطائرات شحن عسكري وطائرات تدريب ومروحيات هجومية. كما يمتلك 170 دبابة وآلاف المدرعات وأنواع مختلفة من المدافع وراجمات الصواريخ إلى جانب أسطول بحري صغير.
صورة من: Sovereignty Council of Sudan/AA/picture alliance
انقلاب الجيش على الحكومة المدنية
استولى الجيش في أكتوبر/تشرين الأول 2021 على السلطة وأعلن حالة الطوارئ، منهياً اتفاق تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين في خطوة وصفت بأنها انقلاب عسكري. تقول التيارات المدنية إن الجيش يرفض تسليم السلطة للمدنيين ما أدى لصدامات متعددة كان أبرزها ما سمى "بمجزرة القيادة العامة" في حزيران/يونيو 2019 وراح ضحيتها أكثر من 100 قتيلٍ في يومٍ واحد وتبرأ المجلس العسكري منها وأكد فتح تحقيقات بشأنها.
صورة من: Sudan Sovereignty Council Press Office/AA/picture alliance
الرجل القوي في الجيش السوداني
يقود الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان والذي برز اسمه في فبراير/شباط 2019، مع إعلان البشير ترقيته من رتبة فريق ركن إلى فريق أول. تولى العديد من المناصب داخل وخارج السودان. عقّدت الانقسامات بين قوات الدعم السريع والجيش جهود استعادة الحكم المدني. وسرعان ما دب الخلاف بين الرجلين القويين عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة ومحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع ونائب البرهان.
صورة من: ASHRAF SHAZLY/AFP/Getty Images
قوات الدعم السريع..ميليشيات الجنجويد بالأمس
عمودها الأساسي ميليشيات الجنجويد وهي جماعات مسلحة كانت موالية للبشير، أثارت ذعراً شديداً منذ عام 2003 حين قامت بسحق تمرد في دارفور. اتهمت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية. أضفى البشير الشرعية عليها لتتحول إلى "قوات الدعم السريع" وفق قانون أجازه المجلس الوطني في عام 2017". حصل قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" على رتبة عسكرية وكان له مطلق الحرية في السيطرة على مناجم الذهب في دارفور.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
قوات الدعم السريع..الرجال والعتاد
يُقدر عدد أفراد قوات الدعم السريع بنحو 100 ألف فرد ينتشرون في جميع أنحاء البلاد. تمتلك عدداً كبيراً من الأسلحة الخفيفة مثل البنادق والرشاشات والأسلحة المضادة للدروع والصواريخ الموجهة والمتفجرات اليدوية والأسلحة الثقيلة مثل المدافع والدبابات وآلاف من سيارات الدفع الرباعي وغيرها.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
من هو محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع؟
"حميدتي" اللواء محمد حمدان دقل، هو تاجر جمال سابق وحاصل على قدر من التعليم الأساسي ويعد الرجل الثاني في السودان وأحد أثرى الأشخاص في البلاد. أدى دوراً بارزاً في السياسة المضطربة في السودان على مدى سنوات وساعد في إطاحة الرئيس البشير عام 2019، والذي كانت تربطه به علاقة وثيقة ذات يوم. تولى عدداً من أهم الملفات في السودان بعد سقوط البشير، بما في ذلك الاقتصاد المنهار ومفاوضات السلام مع جماعات متمردة.
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
"حميدتي" ..رجل من؟
يتمتع حميدتي بعلاقات دولية قوية مع عدة دول أجنبية مثل روسيا وإثيوبيا، وأخرى عربية منها السعودية والإمارات خاصة بعد أن أرسل قواته لدعمهما ضد الحوثيين في الحرب الأهلية اليمنية. يقول مراقبون إنه منذ سقوط البشير وهو يسعى ليصبح الرجل الأول في السودان.
صورة من: Russian Foreign Ministry Press Service/AP/picture alliance
كيانات التيار الإسلامي
وهي تنظيمات وتيارات وكيانات إسلامية متنوعة المشارب والاتجاهات، منها "حركة الإصلاح الآن" بقيادة غازي صلاح الدين العتباني وهو مستشار سابق للبشير، وأيضاً "الحركة الإسلامية السودانية" بقيادة حسن عمر و"منبر السلام العادل" و "حزب دولة القانون والتنمية".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
موقف كيانات التيار الإسلامي
تقول قوى سياسية سودانية إن التيار الإسلامي في أغلبه يضم رموزاً من العهد السابق وأن أغلب مكوناته تنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين. من جهتها تقول تلك التيارات الإسلامية إنها تعمل على حفظ السيادة الوطنية وجعل قيم الدين هي الحاكمة لجميع أوجه الحياة إضافة لإصلاح الشأن السياسي. إعداد: عماد حسن.