"زلزال خلف قدرا من المعاناة والدمار فاق كل تصور"، يقول الرئيس الألماني. وما زال عمال الانقاذ يجدون مصاعب كبيرة في البحث عن ناجين من زلزال تركيا وسوريا، وتجدد باستمرار البيانات الخاصة بأرقام الضحايا في البلدين.
إعلان
خلال زيارته لجنيف السويسرية بينها زيارة للجنة الدولية للصليب الأحمر، أعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن تعاطفه الشديد مع ضحايا زالزل تركيا وسوريا وذويهم، وقال إن "هذا الزلزال العنيف خلف قدرا من المعاناة والدمار فاق كل تصور". وتابع شتاينماير: "أتمنى الكثير من القوة لكل عمال الإغاثة الذين يعملون هناك والذين سيعملون وكذلك لكم في اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
ووجه شتاينماير حديثه إلى أقارب كل الضحايا ومنهم أقارب في ألمانيا أيضا قائلا: "لستم وحدكم في هذه الساعة الصعبة. نحن معكم. نشاطركم الانتظار والقلق وقبل كل شيء نشاطركم الأمل".
وهذا أسوأ زلزال يضرب تركيا منذ ذلك الذي حصل في 17 آب/أغسطس 1999 وتسبب بمقتل 17 ألف شخص بينهم ألف في إسطنبول.
ارتفاع أعداد الضحايا من جديد
وأفادت أحدث البيانات بأن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا أودى بحياة أكثر من 7800 شخصًا حتى الآن في البلدين الجارين، وسقوط آلاف المصابين وانهيار آلاف المباني ولا يزال هناك العديد من الأشخاص تحت الأنقاض.
وتجرى عمليات البحث والإنقاذ في سباق مع الزمن وفي ظلّ طقس شديد البرودة، خصوصا بالليل. وقدرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إن يصل عدد المتضرّرين بالزلزال المدمّر إلى 23 مليونا. وسبق أن حذرت منظمة الصحة من أن الزلزال قد يتسبب بسقوط ثمانية أضعاف عدد الضحايا الأولي المعلن.
أكثر من 5 آلاف قتيل في تركيا
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء عشرة أقاليم متضررة من الزلازل وفرض حالة الطوارئ بها لمدة ثلاثة أشهر وقال في خطابه الثاني منذ وقوع الزلزال أمس "قررنا إعلان حالة الطوارئ لضمان تنفيذ العمليات بسرعة".
وقال مسؤولون ومسعفون إن 5894 شخصا قتلوا في تركيا و1932 في سوريا ليرتفع العدد الإجمالي إلى 7826 قتيلا، حتى ساعة إعداد هذا الخبر. والعدد يتزايد مع وجود المئات وربما الآلاف تحت الأنقاض.
وقالت غيرد فريدسام رئيس الهيئة الاتحادية للدعم التقني في ألمانيا، وهي منظمة إغاثة ألمانية، قبل مغادرة فريقه إلى موقع الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، إنه يتوقع أن تكون جهود الإنقاذ طويلة وصعبة بشكل خاص. وتحدث فريدسام، إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) مباشرة قبل مغادرة فريق مكون من 50 خبيرا متخصصا في مجال تحديد مكان وإنقاذ الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض من مطار كولونيا في غربى ألمانيا اليوم الثلاثاء. ويتوجه فريق الهيئة الاتحادية إلى تركيا نيابة عن الحكومة الألمانية وبناء على طلب وزارة الخارجية.
حلب الأكثر تضررا في سوريا
أما في سوريا، فقد قُتل 1712 شخصًا وأُصيب 3640 آخرون، بحسب السلطات السورية وعمال الإغاثة في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة. وأمضى مئات السوريين الخائفين من حدوث هزات أخرى، الليل في الشوارع والحدائق.
ورجّحت منظمة "الخوذ البيضاء" أن ترتفع حصيلة القتلى لوجود "مئات العوائل تحت الأنقاض". وأُحصي ربع عدد ضحايا الزلزال في سوريا، في محافظة حلب الخاضعة لسيطرة دمشق، وفق ما أفادت وسائل إعلام حكومية. وتضررت المدينة بشكل كبير علمًا أنها إحدى المناطق المدمّرة أصلًا جراء النزاع، مع تسجيل انهيار نحو خمسين مبنى وتضرر مواقع تاريخية بما في ذلك قلعة حلب.
وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن معبر باب الهوى الحدودي في إدلب، المنفذ الوحيد المستخدم لإيصال المساعدات من تركيا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة، تضرر جراء الزلزال.
ودعا الهلال الأحمر السوري الذي يعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي إلى رفع العقوبات المفروضة على دمشق وطلب مساعدة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو اس ايد).
وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد أعرب عن استعداد حكومة بلاده "لتقديم كل التسهيلات المطلوبة للمنظمات الأممية في سبيل تقديم المساعدات الإنسانية".
ص.ش/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)
مشاهد من الزلزال المدمر في جنوب تركيا وشمال سوريا
لا يمكن بعد توقع الحجم الكامل للكارثة، فعدد القتلى والجرحى يتزايد ويتزايد. والمساعدات في طريقها لتركيا وسوريا بعدما ضرب زلزال مدمر منطقة جنوب شرق تركيا وشمالي سوريا موقعا آلافا من القتلى والجرحي وأضرارا كبيرة في البلدين.
صورة من: Louai Beshar/AFP
حجم الكارثة لا يمكن معرفته الآن
بقوة 7,8 درجات على مقياس ريختر وعلى عمق حوالى 17,9 كيلومترا، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ضرب زلزال مرعب منطقة جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين (6 فبراير/ شباط 2023)، ما أسفر عن دمار شديد ومقتل أكثر من 2700 شخص في البلدين، بحسب معطيات غير نهائية مساء الاثنين. ولا تكفّ الحصيلة عن الارتفاع، إذ لا يزال عدد كبير جداً من الأشخاص تحت الأنقاض.
صورة من: Mahmut Bozarslan/AP Photo/picture alliance
الزلزال يباغت الناس في نومهم
وقع الزلزال والناس نياما، عند الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي (01,17 بتوقيت غرنيتش). وكان مركزه في منطقة بازارجيك بمحافظة قهرمان مرعش على بعد 60 كيلومترا من الحدود السورية. وأعقبه عشرات الهزات الارتدادية، ثم ضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10,24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا. وشعر بالزلزال سكان في كل من لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض مناطق مصر .
صورة من: Erkan Kama/AA/picture alliance
أردوغان يعلن الحداد العام
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحداد العام في عموم البلاد لمدة 7 أيام. وجاء في التعميم الذي وقع عليه أردوغان، مساء الاثنين: "نتيجة الزلازل التي ضربت بلدنا في 6 شباط/ فبراير 2023، تقرر الحداد الوطني لمدة 7 أيام، وتنكيس الأعلام داخل البلاد وفي الممثليات الخارجية حتى الأحد 12 فبراير"، وفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية.
صورة من: Depo Photos/ABACA/picture alliance
"أقوى" زلزال في سوريا منذ نحو 30 عاما
وفي سوريا المجاورة تسبب الزلزال في سقوط أبنية في محافظات عدة على رؤوس قاطنيها، بينما لا تزال المئات من العائلات تحت الأنقاض. وتعلن الحكومة السورية تباعاً عن عدد الضحايا فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض. ونقل عن مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل رائد أحمد قوله "هذا الزلزال هو الأقوى... منذ العام 1995".
صورة من: Omar Albam
حصيلة ضخمة مؤقتة في سوريا للضحايا
وفي أنحاء سوريا قتل 1300 شخص على الأقل جراء الزلزال، في حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة السورية وفرق إغاثة. وأعلنت وزارة الصحة مقتل 593 وإصابة 1411 آخرين في حصيلة غير نهائية في مناطق سيطرة الحكومة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس. كما أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق بمقتل 700 شخص وإصابة أكثر من ألفين آخرين. فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
صورة من: Louai Beshar/AFP
استغاثة الخوذ البيضاء بمناطق المعارضة
وفي مناطق سيطرة الفصائل المسلحة والمعارضة بشمال وشمال غرب سوريا، رجّحت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق) "ارتفاع عدد الوفيات بشكل كبير لوجود مئات العائلات تحت الأنقاض". ودعت المنظمة وسط ظروف مناخية قاسية "جميع المنظمات الإنسانية الدولية إلى التدخل السريع لإغاثة المنكوبين وتلبية احتياجاتهم".
صورة من: Mohammed Al-Rifai/AFP
أوضاع كارثية وتصدع آلاف المباني
سنوات الحرب الطويلة تسببت في تصدّع آلاف الأبنية في محافظات عدة خصوصاً تلك التي شهدت معارك ضارية وقصفاً جوياً. ودفعت موجات النزوح المتكررة والفقر المدقع سوريين كثر إلى السكن في مباني متضررة أو شبه مدمرة. وتشهد مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في إدلب وحلب أوضاعا كارثية وعائلات تنتظر سماع أخبار عن أفرادها، بينما انهمك عمال الإغاثة في نقل المصابين وانتشال الضحايا من تحت ركام الأبنية.
صورة من: Ghaith Alsayed/AP Photo/picture alliance
قلعة حلب ومواقع آثارية تتعرض للضرر
وفي حلب، ثاني مدن سوريا، بقيت عشرات العائلات منذ وقوع الزلزال فجرًا في الحدائق العامة رغم تساقط أمطار غزيرة، خشية حصول هزات ارتدادية. وتضرّرت قلعة حلب وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، وفقاً للمديرية العامة للآثار والمتاحف.
صورة من: AFP
شولتس "مصدوم" ويقدم مساعدات
وغرّد المستشار الألماني أولاف شولتس (أرشيفية) على تويتر: "نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة .. نحن نحزن مع الأقارب ونقلق مع المدفونين (تحت الأنقاض). وسترسل ألمانيا مساعدة بالطبع". أما وزيرة الخارجية بيربوك فكتبت: "استيقظنا على أخبار مروعة من تركيا و سوريا. خواطري مع أقارب ضحايا هذا الزلزال المرعب.. سنرسل على وجه السرعة مساعدات بالتعاون مع شركائنا".
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
ماكرون: صور فظيعة من تركيا وسوريا
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا "مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان" في تركيا وسوريا. وكتب ماكرون الاثنين في تغريدة "تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة. نتعاطف مع العائلات التي خسرت أفرادا". (صورة من الأرشيف)
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
الاتحاد الأوروبي يرسل فرق إنقاذ
وأرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا، وكتب المفوض الأوروبي المكلف بإدارة الأزمات يانيش لينارسيتش على تويتر: "إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي (..) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا" للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ. وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا.
صورة من: IHA agency via AP/picture alliance
حلفاء الناتو يحشدون الدعم لتركيا
وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، عن تضامنه وأعلن الدعم للدولة العضو تركيا بعدما ضربها زلزال مدمر. وكتب ستولتنبرغ على تويتر "التضامن الكامل مع الحليف تركيا عقب هذا الزلزال المريع". وأضاف "يحشد حلفاء الناتو الدعم"، مشيرا إلى أنه تواصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
بوتين مستعد لمساعدة سوريا وتركيا
وعرض الرئيس فلاديمير بوتين تقديم مساعدة لسوريا وتركيا. ولروسيا وجود عسكري قوي في سوريا، وبوتين حليف وثيق للأسد وله علاقة قوية مع أردوغان. وذكر بوتين برسالته لأردوغان "تقبلوا خالص عزائنا في الضحايا والدمار واسع النطاق... نحن مستعدون لتوفير المساعدة الضرورية في هذا الشأن". وفي رسالة مماثلة، أبلغ بوتين نظيره السوري أن روسيا تشاطر "من فقدوا أحباءهم الحزن والألم"، مضيفا أن موسكو مستعدة لتقديم المساعدة.
صورة من: Reuters/Sputnik/M. Klimentyev
أبو الغيط يدعو لتقديم الإغاثة بعيدا عن التسيس
كما دعا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي إلى تقديم الإغاثة الطارئة للمناطق المنكوبة في الشمال السوري. وقال المتحدث الرسمي باسمه في بيان: إن أبو الغيط أعرب عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين في سوريا وتركيا. وأضاف أن الجامعة تناشد منظمات الإغاثة الدولية والإنسانية بالتحرك الفوري لمواجهة تداعيات هذه الكارثة من منظور إنساني بعيدا عن أي تسييس. صلاح شرارة