حصيلة جولة البابا الإفريقية بعيون الإعلام المحلي
٥ فبراير ٢٠٢٣من جنوب السودان، أنهى البابا فرنسيس الأحد (الخامس من فبراير/ شباط 2023)، رحلته الإفريقية التي استغرقت أسبوعًا تقريبًا. وخلال قداس في الهواء الطلق في العاصمة جوبا دعا الحبر الأعظم إلى "إلقاء السلاح" في هذا البلد الذي يمزقه البؤس وأعمال العنف. الدولة الفتية ذات غالبية مسيحية بعدد سكان يقدر بنحو 12 مليون نسمة شهدت من 2013 إلى 2018 حرباً أهلية بين الزعيمين المتعاديين سلفا كير وريك مشار وأسفرت عن سقوط 380 ألف قتيل ونزوح الملايين من بيوتهم.
وتتهم الأمم المتحدة والأسرة الدولية باستمرار قادة جنوب السودان بالإبقاء على الوضع القائم وإذكاء العنف وقمع الحريات السياسية واختلاس الأموال العامة. كما اتهم الجيشان المواليان لسلفا كير وريك مشار بارتكاب جرائم حرب.
وعلى الرغم من اتفاق السلام الموقع في 2018 في هذا البلد الذي استقل عن السودان في 2011، ما زال العنف مستمرا.
في زيارتهدعا الحبر الأعظم أمام حوالى سبعين ألف مؤمن قائلا: "لنلقي أسلحة الكراهية والانتقام (...) ونتغلب على مشاعر الكراهية والنفور التي أصبحت على مرّ الوقت مزمنة ويمكن أن تسود بين القبائل والإتنيات".
وبقي البابا في جمهورية الكونغو الديمقراطية من الثلاثاء إلى الجمعة قبل أن يتوجه إلى جنوب السودان.
تقييم متباين
وحظيت زيارة البابا بتقييم متباين لدى وسائل الإعلام المحلية. فمن جهة تمّت الإشادة بكونه "تحدث عن مواضيع ذات أهمية قصوى"، لكن في الوقت اٌنتقد لكونه "تجنّب الحديث عن المواضيع السياسية الحساسة".
وفقاً لإذاعة SSBC الحكومية في جنوب السودان، فقد أظهر فرانسيس "تضامنه مع النازحين"، ودعا مجدداً في "نداء قوي وصادق" من أجل إنهاء الصراع وعودة المشردين داخليا، كما أنه دفع قادة جنوب السودان إلى "التفكير في التحديات". وفي هذا الإطار، قال أحد حكام الولايات العشر الحاضرين لمذيع يعمل بالإذاعة المذكورة: "نأمل أن يعيش مواطنونا بسلام من الآن فصاعدًا".
ولأنه كان دائما "يناضل من أجل كرامة الشعب الجريح بسبب الحرب"، وتحدث عن معاناته بما في ذلك ما تتعرض له النساء من اعتداءات جنسية وجسدية، اعتبرت إذاعة BBC بأنها زيارة "لا مثيل لها إلى بلد تمزقه الحرب".
في المقابل رأت الصحيفة الكينية "The East African" الأسبوعية، أن البابا بالرغم من المواضيع العميقة التي أثارها، إلا أنه تجنب الحديث عن "مسائل حساسة" بما في ذلك أن جنوب السودان ومنذ 2011 لم يشهد انتخابات برلمانية نزيهة ومستقلة.
كذلك في كينشاسا، تحدث فرانسيس عن الفساد، و"كانت هذه هي المرة الوحيدة التي أثار فيها البابا قضية تعتبر مثيرة للجدل" في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حسب ذات الصحيفة، لكنه "فشل" في معالجة الخلاف الدبلوماسي مع رواندا المجاورة والمتهمة بدعم المتمردين في شرق الكونغو.
و.ب/م.س (د ب أ، ك ن أ)