1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حصيلة ست سنوات على ثورة يناير بعيون مشاركين في صنعها

٢٤ يناير ٢٠١٧

بعد ست سنوات على ثورة يناير يحتار المصريون في وصف ثمارها، فالوضع الاقتصادي لم يتحسن، والفساد الحكومي ما زال قائما، والشباب ما زالوا يحلمون بالهجرة والارهاب يضرب مصر بلا رحمة. DW ترصد آراء متباينة لشبان شاركوا في الثورة.

Ägypten Menschen feiern den 5. Jahrestag der Revolution am Tahrir-Platz
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany

بعدما كان الشاب محمد – وهو إسم مستعار يتخفى خلفه- ينبض قلبه مع ثورة 2011 طلبا للتغيير، يعيش حاليا خائفا مترقبا، لا يدري في أي لحظة قد يقبض عليه مجددا كما يقول في حواره مع DW عربية، مشيرا الى أنه حين شارك في الثورة كان عمره آنذاك 20 عاما، انضم بعدها لمعظم المظاهرات حتى أثناء حكم مرسي.

وبالرغم من معارضته لبعض سياسات محمد مرسي وجماعة الإخوان، إلا أنه كان معارضا لتظاهرات 30 يونيو وعزل مرسي واصفا ذلك بـ"الانقلاب على رئيس منتخب"، وخرج في تظاهرات بعد عزل مرسي معارضا لسياسات النظام الجديد، فقُبض عليه وسجن لمدة عام ونصف، وفصلته كلية التجارة أثناء حبسه.

أطلق سراح محمد، لكنه يقول إنه يُعتقل بين حين وآخر، وقبل أيام من تظاهرات 11 تشرين الثاني/ نوفمبر التي قامت اعتراضا على غلاء المعيشة وسميت حينها ب"ثورة الغلابة"، القي القبض عليه مجددا.

يقول محمد لـDW   عربية "تم سجني لثلاثة أشهر، كنت قبلها فتحت شركة تشطيبات أثاث، وعندما بدأت أعمل وأقنعت نفسي بنسيان آثار السجن، تم القبض علي مجددا، والآن أنا عاطل عن العمل وضائع".

  قصص من قيادات 6 أبريل

أحمد ماهر وطارق الخولي كانا من قيادات حركة شباب 6 أبريل وهي من بين أبرز تيارات ثورة 25 يناير.

ورغم أنّ ماهر والخولي كانا من مؤيدي تظاهرات 30 يونيو، إلا أنّ مصير الأول كان السجن لمعارضته للنظام، أما الثاني فتولى لجنة الشباب في الحملة الرسمية للسيسي في انتخابات الرئاسة لعام 2014، وهو حاليا نائب بالبرلمان بعد أن ترشح على قائمة "في حب مصر" المؤيدة للحكومة.

 قضى ماهر 3 سنوات في السجن بتهمة التظاهر بدون تصريح، وهو القانون الذي أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور. ويقضي حاليا 3 سنوات تحت المراقبة، حيث يذهب بنفسه لقسم الشرطة ليتم احتجازه يوميا من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا.

 لكنّ طارق الخولي يرى أنّ ثورة 25 يناير حققت بعض أهدافها، ومن أهمها " أصبح لدينا رئيس لن يخلد للحكم، بعدما كان لديها رئيس حكم لـ30 عاما مشيرا إلى أن "ذلك كان سُبة في التاريخ المصري".

النائب في البرلمان المصري طارق الخوليصورة من: Egyptian Parliament


يضيف الخولي لـDW عربية: "كان لدينا وزراء يبقون عشر سنوات في منصبهم، الآن يمكن تغيير الحكومة كل عام" .

 لم ينكر الخولي الممارسات القمعية من الأجهزة الأمنية لكنه يرى أنها أقل من السابق ويقول: "نعم هناك ممارسات قمعية لكنها لم تعد بنفس الحجم كما أنه يتم مواجهتها إعلاميا وشعبيا وأمنيا أيضا.. فهناك ضباط يحالون لمحاكمات حاليا فضلا عن أن هناك مسئولين يحاكمون بتهم الفساد وهذا كله كان من النوادر في السابق". 

ويضيف "علينا أن نتفهم أن قطار الثورة إنطلق ولن يتوقف ولكن سيأخذ وقتا عندما يعرف كل طرف حقوقه وواجباته. عندما يعلم المتظاهر حقوقه وواجباته وعندما يتعلم فرد الأمن كيفية مواجهة التظاهرات بطريقة إنسانية. وهذا كله يأتي بالممارسة، فالثورة الفرنسية التي أسست لحكم ديمقراطي أخذت عشرات السنوات، وأرى أننا نسير لمجتمع ديمقراطي بوتيرة أسرع من تجارب ثورية أخرى".  

"الحل في الهجرة"

هبة حسن مهندسة مصرية تروم الهجرةصورة من: DW/M. Hashem

 تسعى المهندسة هبة حسن (30 عاما) بكل جهدها للسفر إلى خارج مصر، وقدمت بالفعل للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وراسلت مكاتب للهجرة إلى كندا، وذلك لأنها ترى أنه الحل الوحيد المتبقي لها.

تركت هبة عملها كمهندسة من أجل التفرغ لولدها، لكن الأزمة الاقتصادية والإجراءات الحكومية التي أدت إلى ارتفاعات غير مسبوقة للأسعار جعلتها تعود للبحث عن العمل لكنها لا تجد وظيفة حاليا "حيث شحت الوظائف مقارنة بالسابق" حسب وصفها.

تقول هبة لـDW عربية: "أريد السفر لأنني أصبحت لا أستطيع العيش في نفس مستواي الاجتماعي ولا حتى بأقل منه بدرجة أو درجتين، لدرجة أنّ العمل بالنسبة لي أصبح ضرورة بعدما كان اختياراً. أشياء كثيرة الآن لا أتحمل أسعارها بما فيها حضانة إبني ولست مطمئنة على مستقبل إبني ولا مستقبل أسرتي من الناحية المادية أو النفسية".

وأكثر ما يشغل المصريون حاليا هو غلاء الأسعار، ويقارن كثيرون على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بوضع صور لأسعار الحاجيات قبل 30 يونيو وبعد هذا التاريخ، متهمين النظام الجديد بفشله في إدارة الملف الإقتصادي.

فبعد تحرير سعر الصرف في 3 نوفمبر الماضي، فقد الجنيه المصري قيمته مقابل الدولار بنسبة أعلى من 100 بالمائة،  حيث كان سعره رسميا 9 جنيهات ليصل إلى أكثر من 18 جنيها حاليا، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع خاصة مع الزيادة في أسعار المحروقات والضرائب والجمارك ومعظم السلع.

وينتظر المصريون ارتفاعات أخرى في الأسعار، حيث تعتزم الحكومة تحرير أسعار الطاقة خلال عامين وإلغاء الدعم.

"ثورة جديدة"

أحمد فهمي، ناشط شارك في الثورة ويشعر بندمصورة من: DW/M. Hashem

شارك أحمد فهمي (35 عاما) في الثورة بالتظاهر أمام السفارة المصرية في الأردن بسبب الفساد الذي كان مستشريا في مصر في عهد مبارك.

ويقول فهمي لـDW عربية "كنت أتمنى أن أرى مصر بعد الثورة دولة عظيمة وديمقراطية من الدرجة الأولى، وهذا لم يحدث حتى الآن، بل حدث عكس ذلك، بل وأسوأ مما قبل الثورة".

شارك فهمي في مظاهرات 30 يونيو 2013 لأنه كان يرى أنها تكملة لمسار الثورة لكنه الآن نادم على مشاركته في هذه المظاهرات بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها مصر، وأصبح هو نفسه متأثرا بها ومقتصدا في مصروفاته بشكل كبير ولا يدخر أي مال حاليا كما كان يفعل منذ أقل من عام.

يضيف فهمي "أرى أن مصر تتجه إلى ثورة جديدة بسبب ارتفاع الأسعار والفساد ومحاولة تنازل النظام عن جزيرتي تيران وصنافير على خلاف أحكام الدستور والقانون".

 مصطفى هاشم/ القاهرة 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW