مخاوف من إعصار مدمر.. حصيلة ضحايا فيضانات الهند والصين ترتفع
٢٥ يوليو ٢٠٢١
ارتفعت حصيلة ضحايا فيضانات الهند إلى نحو 130 شخصا، بينما تجاوز الرقم في الصين الـ 60 شخصا. ويحذر الخبراء من أن التغير المناخي يهدد بوقوع كوارث طبيعية خطيرة تخلف أرقاما كبيرة من الضحايا.
إعلان
ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات وانزلاقات التربة التي تسببت بها أمطار موسمية غزيرة في الهند، إلى 127 قتيلا اليوم الأحد (25 تموز/ يوليو 2021) وفقا للسلطات في حين لا يزال المسعفون يبحثون عن عشرات المفقودين. وغمرت المياه الساحل الغربي للبلاد منذ الخميس، وحذرت أجهزة الأرصاد الجوية الهندية من تساقط مزيد من الأمطار الغزيرة في الأيام المقبلة.والفيضانات وانزلاقات التربة شائعة خلال فترة الأمطار الموسمية في الهند، لكنالتغير المناخي تسبب بزيادة وتيرة وحدة الفيضانات وانزلاقات التربة في السنوات الأخيرة في هذه المنطقة من العالم، وفقا للخبراء.
في ولاية ماهاراشترا قتل 117 شخصا بينهم أكثر من 40 في انزلاق للتربة ضرب الخميس قرية تالي الواقعة على بعد نحو 250 كيلومترا إلى الجنوب من مومباي. وأفاد عدد من السكان وكالة فرانس برس بأن انزلاق التربة دمر عشرات المنازل في غضون دقائق ولم يبق سوى مبنيين اسمنتيين، وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي. وفي قرية بوساري الواقعة على بعد 210 كيلومترات إلى جنوب مومباي، أعلنت الوحدة الوطنية للاستجابة للكوارث العثور على أربع جثث ليلا. وفي أنحاء من مدينة شيبلون جنوب مومباي، ارتفع منسوب المياه إلى قرابة ستة أمتار الخميس بعد هطول الأمطار بشكل متواصل لمدة 24 ساعة. لكن مذّاك بدأ منسوب المياه بالانخفاض.
ظروف مناخية مميتة حول العالم.. هل خرجت أزمة المناخ عن السيطرة؟
على مدار الأسابيع الماضية، انتشرت صورا تظهر حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية جراء الطقس المدمر الذي ضرب العديد من دول العالم من ألمانيا إلى كندا ووصولا إلى الصين.. فهل خرجت "أزمة المناخ" عن السيطرة؟
صورة من: Noah Berger/AP Photo/picture alliance
فيضانات عارمة في أوروبا
خلفت الفيضانات غير المسبوقة في أوروبا دمارا كبيرا في بلدان غرب القارة فضلا عن مقتل ما لا يقل عن 209 أشخاص في ألمانيا وبلجيكا. وجاءت الفيضانات نتيجة هطول أمطار استمر لنحو يومين بما يعادل مقدار هطول أمطار لنحو شهرين. وخلال ساعات امتلأت الممرات المائية الضيقة لتتدفق مياه الفيضانات هادرة وتدمر في طريقها الكثير من المباني قديمة، فيما تقدر تكلفة إعادة بناء البنية التحتية المدمرة بمليارات اليورو.
صورة من: Thomas Lohnes/Getty Images
مواسم أمطار شديدة
تضررت مناطق كثيرة في الصين والهند جراء فيضانات قياسية فاقت قدرة السدود والمصارف وأغرقت شبكة مترو الأنفاق في تشنغتشو بوسط الصين. وأسفرت الفيضانات عن مقتل العشرات فيما كان مقدار تساقط الأمطار أكثر من معدلاتها الحالية. وتوقع علماء أن ظاهرة التغير المناخي ستزيد من خطر الأمطار والفيضانات إذ أنها تتسبب في زيادة معدل دفء الغلاف الجوي ليحتفظ بمزيد من الرطوبة ما يؤدي إلى زيادة عزارة الأمطار.
صورة من: AFP/Getty Images
موجات حرارة غير مسبوقة في كندا وأمريكا
باتت موجات الحر غير المسبوقة أمرا شائعا في عدد من ولايات أمريكا كواشنطن وأوريغون وكذلك مقاطعة "بريتيش كولومبيا" الكندية أواخر يونيو/ حزيران. وتسببت المستويات القياسية من الحرارة الناجمة عن "قبة حرارية" نادرة القوة حيث حُبس الهواء الساخن لأيام، في وفاة المئات. سجلت قرية ليتون الكندية درجة حرارة بلغت 49.6 درجة مئوية هي الأعلى على الإطلاق على مستوى البلاد.
صورة من: Ted S. Warren/AP/picture alliance
عواصف رعدية.. والسبب حرائق الغابات
انتهت موجة الحرارة في جنوبي ولاية أوريغون الأمريكية، لكن الظروف الجافة التي خلفتها زادت من خطر اندلاع موسم هو الأسوأ من مواسم حرائق الغابات في تلك المنطقة. وأدى حريق "أوريغون بوتليج" إلى إحراق مساحة تقترب من مساحة مدينة لوس أنجلوس في غضون أسبوعين ليصل الدخان إلى نيويورك. ووفقا لدراسة حديثة فإن هذا الطقس السيء كان من المستحيل حدوثه بشكل عملي لولا ظاهرة التغير المناخي الناجمة عن الأنشطة البشرية.
صورة من: National Wildfire Coordinating Group/Inciweb/ZUMA Wire/picture alliance
غابات الأمازون .. مصير مجهول
تعاني مناطق وسط البرازيل من أسوأ موسم جفاف منذ 100 عام، ما ضاعف من مخاطر حرائق الغابات وأيضا إزالة أشجار ونباتات غابات الأمازون المطيرة بوتيرة أكبر. وقال باحثون مؤخراً إن مساحات كبيرة من الغابات تحولت من امتصاص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المسببة لظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض المعروفة باسم "الاحتباس الحراري" لتصبح مصدرا لهذه الانبعاثات، ولتقترب غابات الأمازون بدورها من نقطة تحول كبيرة.
صورة من: Andre Penner/AP Photo/picture alliance
"على شفا الموت جوعا"
بعد سنوات من الجفاف الحاد يعاني قرابة 1.14 مليون شخص في مدغشقر من انعدام الأمن الغذائي إذ يضطر كثيرون إلى أكل الصبار وأوراق الأشجار وحتى الجراد في وضع يرقى إلى المجاعة. ويقول العلماء إن الوضع المتردي في مدغشقر يشكل أول مجاعة في التاريخ الحديث يكون سببها الرئيسي ظاهرة "التغير المناخي"، إذ لا يعود سبب هذه المجاعة إلى كوارث طبيعية أو صراع سياسي أو حتى تدمير المحاصيل جراء الجفاف.
صورة من: Laetitia Bezain/AP photo/picture alliance
نازحون بسبب المناخ
وصل عدد النازحين جراء الصراعات والكوارث الطبيعية في 2020 إلى أعلى معدل له في عشر سنوات إذ بلغ رقما قياسيا تجاوز عتبة 55 مليون شخص فروا إلى أماكن أخرى في بلادهم. كذلك اضطر قرابة 26 مليون شخص إلى عبور حدود بلادهم واللجوء إلى دول أخرى. ووفقا لتقرير نشرته منظمات تعنى بشؤون اللاجئين في مايو/ أيار، فإن ثلاثة أرباع من اضطروا إلى النزوح في بلادهم كانوا ضحايا الظروف المناخية القاسية. مارتن كويبلر/ م.ع
صورة من: Fabeha Monir/DW
7 صورة1 | 7
وأفادت تقارير بوفاة ثمانية مرضى في مستشفى محلي يستقبل مرضى كوفيد-19 بعد توقف أجهزة التنفس الاصطناعي بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وفي ولاية غوا المجاورة أفاد مسؤولون عن غرق امرأة، فيما اعتبر رئيس حكومة الولاية برامود ساوانت أن الفيضانات هي "الأسوأ منذ عام 1982". وإلى الجنوب في ولاية كارناتاكا، ارتفع عدد القتلى من ثلاثة إلى تسعة بين ليلة وضحاها وفقد أربعة آخرون وفقا للسلطات.
الصين.. مخاوف من إعصار خطير
ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات التي وقعت في مدينة تشنغتشو بوسط الصين إلى 63 قتيلا اليوم الأحد، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه المواطنون في مناطق بالصين لمواجهة عواصف وارتفاع منسوب المياه المحتمل. وكانت مدينة تشنغتشو، التي يبلغ تعداد سكانها 9 ملايين نسمة، قد تضررت بسبب مياه الفيضانات الأسبوع الماضي. وتحولت طرق مؤلفة من عدة حارات لأنهار، مما أدى لطفو السيارات. وغمرت مياه الفيضانات مترو الأنفاق، مما أدى لمحاصرة المئات بصورة مؤقتة.
واستمرت عمليات إزالة آثار الدمار خلال نهاية الاسبوع، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا مع اكتشاف مزيد من الجثث في مترو الأنفاق والأنفاق التي غمرتها المياه. وقال مسؤولون بالمدينة إن خمسة أشخاص مازالوا في عداد المفقودين.
وألغت منطقة شنغهاي التجارية الصينية والمناطق الساحلية المجاورة جميع الرحلات الجوية وأبطأت أو أوقفت خدمة قطارات الأنفاق وأغلقت المتاجر مع وصول الإعصار إن-فا إلى اليابسة اليوم الأحد. واقتلع الإعصار إن-فا الأشجار وأغرق المدن والبلدات بمياه يصل عمقها حتى نصف متر في شرق الصين. ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية أن الإعصار وصل إلى منطقة بوتو في مدينة تشوشان وهي ميناء رئيسي في إقليم تشغيانغ الواقع على الساحل الشرقي.
وقالت إدارة الأرصاد الجوية في وقت سابق إن الإعصار يتحرك بسرعة 15 كيلومترا في الساعة، لكنها أضافت لاحقا أن سرعة الرياح في الإعصار بلغت 38 مترا في الثانية. وطبقا لحسابات رويترز فإن ذلك يعادل نحو 137 كيلومترا في الساعة.
إ.ع/ع.ج ( أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مسائيةDW: "فيضانات الموت" في ألمانيا.. هل هو التغير المناخي؟