1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حصيلة مؤلمة حتى الآن: انهيار البنية التحتية اللبنانية ومئات الضحايا المدنيين

دويتشه فيله/ وكالات (هــــ.ع) ٢٠ يوليو ٢٠٠٦

العمليات العسكرية متواصلة بعد أسبوع من بداية الأزمة الحالية مخلفة مئات الضحايا. إسرائيل تستهدف البنية التحتية وقيادة حزب الله وعلى رأسها نصر الله والحزب يؤكد أن قيادته في أمان ويواصل قصف شمال إسرائيل بالصواريخ.

ما أشبه اليوم بالامس في لبنانصورة من: AP

أسبوع كامل مر على بداية التصعيد العسكري غير المسبوق بين إسرائيل وحزب الله ولا إشارة على قرب انتهاءه. بدأ هذا الصراع الدموي بشكل مفاجئ بعد قيام حزب الله بعملية نوعية شمال إسرائيل نجم عنها أسر جنديين ومصرع ثمانية آخرين. الدولة العبرية من ناحيتها ردت بقصف عنيف استهدف البنية التحتية في لبنان معتبرةً الحكومة اللبنانية مسئولة مسؤولية كاملة عن عملية حزب الله لعدم بسط نفوذها في الجنوب. ثم تصاعدت الأزمة بوتيرة غير مسبوقة وقام كلا الطرفين بتخطي الحدود الحمراء المعروفة ضمنا، لتصل المنطقة إلى وضع معقد ينذر بعواقب إقليمية ودولية خطيرة. فكل لبنان أصبح مسرحا للعمليات الإسرائيلية العسكرية، والتي أخذت تستهدف البنية التحتية اللبنانية إلى جانب مواقع حزب الله. كما انتهت أسطورة حدود إسرائيل الآمنة، وأصبحت المنطقة الشمالية هدفا يوميا لصواريخ حزب الله.

المدنيون على الجانبيين هم من يدفعون ثمن التصعيد العسكري. ففي لبنان سقط أكثر من 300 مواطن ضحية القصف الإسرائيلي، إضافة إلى مئات الجرحى. كما أجبرت الحرب الدائرة 100 ألف لبناني على النزوح عن قراهم ومدنهم. ولقي 25 إسرائيليا حتفهم من بينهم 12 عسكريا في حين تشير احصيائيات الجيش الإسرائيلي إلى عدد أقل من ذلك. أما الخسائر المادية فجاءت فادحة حيث أصيب الاقتصاد اللبناني في الصميم من جراء الضربات الإسرائيلية العنيفة التي دمرت بنية البلاد التحتية، ومزقت شبكة الطرقات التي تربط مناطقها المختلفة. وتبخر حلم اللبنانيين بتحقيق موسم سياحي استثنائي هذا العام، كما ناشد رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة العالم وقف "الجنون الإسرائيلي" الذي كبد بلاده خسائر بمليارات الدولارات.

استهداف قادة حزب الله

الطائرات الاسرائيلية تصول وتجول في سماء لبنانصورة من: AP

وفي ضوء هذا التصعيد المستمر، نفى حزب الله اصابة أي من قادته في الهجوم الذي شنه الطيران الإسرائيلي على احد مباني الضاحية الجنوبية في بيروت. وقال بيان للحزب أنه المبنى الذي استهدف هو عبارة عن مسجد قيد الإنشاء، مضيفا أن "العدو يحاول التستر على إخفاقاته العسكرية والأمنية بأكاذيب ومزاعم عن إنجازات وهمية إسرائيل تحاول التغطية على فشلها في عمليات القصف المذكورة." وكانت مصادر الجيش الإسرائيلي قد أشارات في وقت سابق الى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أسقطت 23 طنا من المتفجرات على ملجأ حصين لحزب الله في بيروت ليل الاربعاء بعد أن اشارت معلومات للاستخبارات الى أن كبار قادة الجماعة الشيعية اللبنانية كانوا داخله. وذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية في موقعها على الانترنت ان من المعتقد ان الشيخ حسن نصرالله الامين العام لحزب الله كان في الملجأ الواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت وقت الغارة. وتتزامن الهجمات على لبنان مع هجوم اسرائيلي واسع في قطاع غزة بدأ قبل ثلاثة اسابيع لاستعادة جندي اسرائيلي ثالث أسره نشطاء فلسطينيون في غارة عبر الحدود في الخامس والعشرين من يونيو حزيران. وقتلت قوات اسرائيلية 10 فلسطينيين بينهم خمسة نشطاء في اشتباكات في غزة يوم الأربعاء كما قتل خمسة آخرون في الضفة الغربية المحتلة. وقال مسعفون ان حوالي 60 فلسطينيا بينهم عشرة أطفال تصيبوا بجروح.

شيراك يدعو لهدنة إنسانية لاجلاء الضحايا واسعاف الجرحىصورة من: AP

ومن ناحية أخرى، قام حزب الله بإطلاق دفعة جديدة من الصواريخ على قاعدة عسكرية إسرائيلية في رامات ديفيد التي تبعد 50 كلم عن الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. وهي إشارة إلى أن هذه أبعد نقطة عن الحدود يتم قصفها منذ انطلاق العملية العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان. كما نقلت أخبار صحافية نبأ مقتل ثلاثة مواطنين عرب إسرائيليين جرّاء صواريخ أطلقها حزب الله على مدينة الناصرة في شمال إسرائيل. وقالت الشرطة إن أربعة صواريخ أطلقت على المدينة وسقط واحد منها على منزل.

وقد أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن عمليات برية محدودة تدور داخل الحدود اللبنانية وقال الناطق لوكالة فرانس برس: "قواتنا تشن عمليات داخل الحدود اللبنانية لكنها محدودة ومحددة الأهداف ترمي إلى إبعاد خطر إطلاق حزب الله صواريخ على أراضينا"، مضيفا أن "هذه القوات تتوغل في الأراضي اللبنانية وتنسحب منها بعد إنهاء مهمتها." ومن ناحية أخرى، أعلن متحدث عسكري إسرائيلي مقتل جنديين وجرح تسعة آخرين في القتال الذي دار مع مقاتلي حزب الله، في حين أشارت مصادر حزب الله الى مقتل ستة جنود إسرائيليين على الأقل.

استمرار نزوح المواطنين وجلاء الأجانب

أجبرت الحرب الدائرة 100 ألف لبناني على النزوح عن سكناهم، كما أجبر الكثير من الأجانب على الفرار من البلاد. وفي هذا الشأن، قال مسؤولون أمريكيون إن تسع سفن حربية بينها حاملة طائرات هليكوبتر وسفينة إنزال وآلاف من قوات مشاة البحرية الأمريكية يشاركون في عملية إجلاء الرعايا الأمريكيين. كما ينتظر حوالي 200 بلجيكي إشارة الصعود إلى الحافلات في وسط مدينة بيروت ليتم تقلهم إلى الحدود السورية. وقالت القنصل البلجيكي كارينا تويتشيفر لرويترز:"حصلت على الضوء الأخضر من الإسرائيليين." وفي الاتجاه ذاته، تسعى الحكومة الفرنسية إلى نقل عدد كبير من مواطنيها الى قبرص ومن ثّم إلى فرنسا. وكذلك تبذل الحكومة البريطانية جهودا حثيثة لإجلاء مواطنيها، حيث تمركزت حاملتا طائرات بريطانية لإجلاء 5000 بريطاني يتوقع أن يتم إجلاؤهم هذا الأسبوع.

شيراك: "يجب فتح ممرات إنسانية"

شيراك يدعو لهدنة إنسانية لاجلاء الضحايا واسعاف الجرحىصورة من: AP

في شعور منه بحجم المأساة الإنسانية التي تطال المدنيين، طالب الرئيس الفرنسي جاك شيراك بفتح "ممرات إنسانية" آمنة في لبنان. كما أعلن إرسال طائرة محملة بالأدوية ومعدات طبية الى لبنان وقال "علينا فتح ممرات إنسانية آمنة للسماح بانتقال النازحين بأمان بين المناطق اللبنانية وكذلك بين لبنان والخارج، أي حاليا بين لبنان وقبرص، لإجلاء الرعايا الأجانب"، مؤكدا ضرورة التوصل إلى "هدنة إنسانية". وفي الوقت ذاته، أشار شيراك إلى الشروط الضرورية للتوصل إلى تهدئة النزاع وهي الإفراج عن الجنود الإسرائيليين ووقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل ووقف القصف الإسرائيلي على لبنان. وعن حجم المعاناة واستهداف المدنيين، صرح بيير كرايهينبول مدير عمليات الصليب الأحمر للصحافيين في مركز المنظمة في جنيف "إن العدد الكبير للضحايا المدنيين وحجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الأساسية العامة يثيران تساؤلات خطيرة حول احترام مبدأ التكافؤ في الهجمات."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW