1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حضور عربي مميز خلال فعاليات الملتقى السياحي العربي الألماني العاشر

أجرى المقابلة: إبراهيم محمد٦ مارس ٢٠٠٨

ميز الملتقى السياحي العربي الألماني العاشر لهذه السنة مشاركة عربية مهمة عكست مدى الاهتمام المتزايد الذي بدأت توليه الدول العربية لتطوير قطاع السياحة. موقعنا أجرى حوارا خاصا مع وزير السياحة السوري سعد الله آغا القلعة.

الجناح المصري في معرض العالمي للسياحية في برلينصورة من: DW/Tarek Anegay


وسط حضور عربي كثيف انعقدت أمس الأربعاء 5 مارس/آذار 2008 أعمال الملتقى العربي- الألماني العاشر في برلين والذي استضاف هذا العام الجمهورية العربية السورية شريكا لفعالياته. الملتقى الذي أضحى تقليدا سنويا يعد مناسبة مهمة للتعريف بإمكانيات التعاون العربي الألماني في القطاع السياحي ومناسبة لتسليط الأضواء على الإمكانيات السياحية والثقافية التي تزخر بها الدول العربية. وفي هذا الإطار لفت رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية توماس باخ الانتباه في الكلمة الافتتاحية للملتقى إلى الدور الكبير الذي باتت تلعبه السياحة بشكل عام في ترسيخ التفاهم بين الشعوب، فضلا عن أن السياحة أضحت من دعائم الاستقرار الاقتصادي الذي يمكن بدوره أن يدعم عملية التنمية في العالم العربي.

توماس باخ رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانيةصورة من: DW/Tarek Anegay

باخ أشار أيضا في معرض حديثه إلى أن التطورات التي يشهدها القطاع السياحي في سوريا جاءت ثمارا لساسة الإصلاح التي نهجتها سوريا في هذا المجال، علما أن الأخيرة وضعت خططا استثمارية مهمة لتطوير مناطقها السياحية في مختلف أنحاء البلاد ليتمكن السائح من الاستفادة منها على مدار السنة. وقد بلغ عدد السياح إلى سوريا خلال العام 2006 حوالى3,5 مليون سائح وتخطط سوريا أن يصل عددهم خلال العام 2008 الى أربعة ملايين سائح.

السيدة يانا ديفيتز عن مجلس إدارة معرض برلين أشارت من جهتها خلال حفل الافتتاح إلى الطفرة التي يشهدها قطاع السياحة في عدد من الدول العربية التي بدأت تستقطب أعدادا متزايدة من السياح، مرحبةً بالحضور الكثيف للدول العربية في المعرض العالمي للسياحة (ITB) الذي بدأت فعالياته أمس ويشارك فيه نحو 111750 عارضا من 86 دولة.

رئيس الوفد السوري المشارك وزير السياحة السوري سعد الله آغا القلعةصورة من: DW/Tarek Anegay

وتسعى سوريا التي تزهو بالإرث الحضاري العريق والعمق في التاريخ والإمكانيات البشرية لتطوير قطاع السياحة لاستقطاب أعداد كبيرة من السياح الأوروبيين. موقعنا أجرى على هامش معرض السياحة العالمي ITB حوارا خاصا مع رئيس الوفد السوري المشارك وزير السياحة السوري سعد الله آغا القلعة وأليكم نص المقابلة:


دويتشه فيله: 35 ألف سائح ألماني يأتون إلى سوريا. لماذا لا يأتي السياح الألمان إلى سوريا بكثافة كما هو عليه الحال في مصر وتونس ودبي؟


سعد الله آغا القلعة: نموذج السياحة السورية يهتم أولا بالسياحة العربية البينية، فقد زارنا في عام 2007 أربع ملايين وستمائة ألف سائح. ولكن 75 بالمائة منهم هم من السياح العرب. إذا فالنسبة الغالبة هي من السياحة العربية. والآن بدأنا في السنوات الأخيرة نهتم بالسياحة الأوروبية، لرفع نسبة مساهمتها، وذلك في إطار سعينا لأن تكون السياحة أداة للحوار بين الشعوب، وأداة للتعارف بينهم. إن عدد السياح الأوروبيين وصل إلى 350 ألف سائح سنويا، 10 بالمائة منهم يأتون من ألمانيا، فألمانيا هي من الأسواق الرئيسية لنا في استهدافنا لتطوير نسبة السياحة الأوروبية. ومشاركتنا في الملتقي السياحي تأتي في إطار استهدافنا للأسواق الأوروبية والألمانية.


ذكرتم أنكم تهتمون بالسياحة الأوروبية إلى درجة كبيرة. فهل هناك برامج محددة للسائح الأوروبي من خلال مشاركتكم هذا العام؟


نعم، البرامج التي تطرح هي أولا تعرف بسوريا كمهد للحضارات والثقافات، ولكن أيضا كمهد للمسيحية، فمن شوارع دمشق انطلق القديس بولس بعد اعتناقه للمسيحية، ليصل إلى روما. إذا فلسوريا دور في تاريخ الديانة المسيحية، كما لها أيضا دور في تاريخ الدين الإسلامي، فدمشق كانت عاصمة أول دولة في الإسلام. هذا الأسلوب في العيش المشترك، العيش بانسجام ووئام بين المسلمين والمسيحيين هو ما نريد أن نقدمه للسياح الأوروبيين لكي يطلعوا عليه. كما نأمل أن يكتشفوا كم أن الشعب في سوريا هو شعب مضياف ودافئ المشاعر ومعتز بتقاليده لأن سوريا كانت نقطة تلاقي قوافل طريق الحرير من الشرق والغرب، فمنذ آلاف السينين اعتاد السوريون على الضيف وعلى استقباله بحرارة ومحبة.


لاشك أن الترويج لمنتجات سياحية متميزة بهذ الشكل ليس سهلا على ضوء الصورة غير الدقيقة التي تنقلها بعض وسائل الإعلام الغربية. هل لك أن تحدثنا عن التضارب بين ميزة السياحة السورية وبين الصورة غير الدقيقة في بعض وسائل الإعلام؟


الصورة المقدمة عن سوريا في بعض وسائل الإعلام غير صحيحة، لكي نكشف خطأ هذه الصورة نقوم أولا بدعوة مئات الإعلاميين كل عام لكي يزورا سوريا ويطلعوا على المنتج السياحي وعلى حقيقة أسلوب الحياة في سوريا، والمقومات السياحية وكل ما يضحد هذه المعلومات غير الدقيقة التي تنشر أحيانا في بعض وسائل الإعلام. ولدينا عشرات المقالات التي توضح هذه الصورة، كتبت من قبل كتاب معروفين في أمريكا وأوروبا وفي جميع أنحاء العالم، يعطون فيها المعلومات الدقيقة التي شاهدوها بأنفسهم. كما ندعو مئات الشركات السياحية أيضا للقدوم والاطلاع. وهذه هي وسيلة ترويج رئيسية، لأن السياح يأتون بناء على نصيحة شركة السياحة التي تأكدت من أن سوريا بلد آمن ومستقر ويعيش في انسجام، أو من خلال مقالات الصحفي الذي يثق فيه القراء لأنه ذهب وشاهد على أرض الواقع. هذا هو الأسلوب الذي يساعدنا على زيادة عدد السياح بمقدار وصل مؤخرا إلى 15 بالمائة سنويا، وهذا النوع من الترويج هو الذي يوفر لنا إيضاح الحقيقة وجذب المزيد من السياح.


منذ سنوات وسوريا تطرح مشاريع كبيرة للاستثمار السياحي. كيف يسير تنفيذ هذه المشاريع على أرض الواقع؟


منذ 2005 نحن نطرح مشاريع متوسطة وكبيرة في مجال السياحة. في نهاية 2007 وصل حجم الاستثمار إلى حوالي 3.6 مليار دولار أمريكي. بينما في 2004 لم يكن حجم الاستثمار يزيد عن 80 مليون دولار. أي أننا نشهد نموا كبيرا في حجم الاستثمارات في السنوات الأخيرة. وفي الفترة بين 2008 و 2010 ستبدأ هذه المشاريع بالاكتمال والدخول في الخدمة. كذلك طرحنا في 2007 مشاريع جديدة كبرى تسمى (ميغا بروجيكتس) وتقدمت لتنفيذها عشرات الشركات العالمية. وستصدر نتائج العروض خلال أسبوعين. كل هذا يدل على وجود إقبال كبير لدى المستثمرين لتنفيذ مشاريع في سوريا وذلك بسبب العائد الكبيرة الذي يتوقعونه. فمعدل زيادة السياح هو 15 بالمائة سنويا وهو معدل عال.


هل هناك مستثمرون أوروبيون أو ألمان تقدموا للاستثمار؟


إن 7 بالمائة من المستثمرين يأتون من أوروبا بينما الغالبية تأتي من الدول العربية ومن سوريا نفسها. لذا فقد بدأنا نستهدف تشجيع الاستثمار من أوروبا. ونحن لأول مرة الشريك الرئيسي للغرفة لتنظيم الملتقى الاقتصادي العربي الألماني لهذا العام.


هل أنتم متفائلون بقدوم المستثمرين الألمان؟


لقد تقدمت للمشاريع الضخمة التي طرحناها، والتي من بينها مشروع الصنوبر على الشاطئ السوري جنوب اللاذقية بكلفة 7 مليارات دولار، شركات فرنسية وقبرصية ويونانية. إذا لا يوجد ما يمنع أن يأتي الألمان أيضا، فالأوروبيون بشكل عام بدأوا يهتمون بالاستثمار لدينا. وبما أن السياح الألمان يهتمون بالسياحة الشاطئية فإننا نعتقد أن المشاريع الكبرى التي تطرحها على الشاطئ السوري ستكون مصدر جذب لهم.


تظهر تجارب الكثير من البلدان أن هناك صعوبة بين الحفاظ على التراث الثقافي وتطوير السياحة. كيف توفقون بين هذين الأمرين؟


إن هناك تعاون كامل بين وزارة السياحة ووزارة الثقافة. وإدارة المشاريع السياحية يتم الإشراف عليها من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف. كما أن العقود التي تطرح للمشاريع السياحية تتضمن كلها شرطا بضرورة الحصول على موافقة اليونيسكو والمنظمات الدولية المعنية بحماية الآثار الثقافية في العالم.


تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW