قلق أممي وإدانة ألمانية لمنع النساء من الجامعات في أفغانستان
٢١ ديسمبر ٢٠٢٢
فيما قالت طالبة إن مسلحي طالبان "صوبوا البنادق نحونا وطلبوا منا العودة للمنزل"، قالت وزيرة خارجية ألمانيا إن طالبان بمنعها البنات من التعليم الجامعي "تكون قررت تدمير مستقبل بلدها". وأعرب غوتيرش عن قلقه من خطوة طالبان.
إعلان
متجاهلة الإدانة الدولية وموجهة ضربة أخرى لحقوق نصف سكانها، منعت الحكومة الأفغانية، بقيادة حركة طالبان، الفتيات من الالتحاق بالجامعات بمختلف أنحاء البلاد وفرضت الأمر تحت تهديد السلاح في بعض الأماكن. وأمس الثلاثاء، حظرت حركة طالبان التعليم الجامعي للفتيات في أفغانستان حتى إشعار آخر، مما يعني أن الفتيات والنساء لا يمكنهن تلقي التعليم سوى فى المرحلة الابتدائية.
ومنع حراس مسلحون الأربعاء (21 ديسمبر/ كانون الأول) مئات الشابات من دخول حرم جامعات أفغانية غداة إعلان حكومة طالبان حظر التعليم الجامعي للفتيات، ما يسدد ضربة أخرى لحقوق الإنسان في هذا البلد.
وشاهد فريق ضم صحافيين من وكالة فرانس برس مجموعات من الطالبات اللواتي تجمعن أمام جامعات في العاصمة كابول، وقد منعهن من الدخول حراس مسلحون وفيما كانت البوابات مغلقة.
وقالت إحدى الطالبات بجامعة كاردان الخاصة في كابول في مكالمة هاتفية إنه يتم السماح للطلاب بالدخول وأنهم صوبوا البنادق نحونا وطلبوا منا أن نعود إلى المنزل".
وأضافت أن "الأمل المتبقي الأخير ضاع مشيرة إلى أنه يتم إعادة البلاد إلى تسعينيات القرن الماضي وهذا ما كان يخشاه الجميع".
وكانت حركة طالبان تعهّدت إثر استعادتها السلطة في آب/أغسطس 2021 بإبداء مرونة أكبر فيفرض الشريعة الإسلامية، لكنها سرعان ما رجعت إلى تفسيرها المتشدّد جدّا للشريعة الذي طبع حكمها بين 1996 و2001.
وأبدى الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه العميق" إزاء قرار طالبان داعياً الحركة الإسلامية المتشدّدة إلى "ضمان المساواة في الحصول على التعليم على كلّ المستويات".
أفغانستان: طالبان تحرم الفتيات من التعليم
02:53
وقال ستيفان دوجاريك المتحدّث باسم غوتيريش في بيان الثلاثاء إنّ "الأمين العام يجدّد التأكيد على أنّ الحرمان من التعليم لا ينتهك المساواة في الحقوق للنساء والفتيات فحسب، بل سيكون أثره مدمّراً على مستقبل البلاد".
بيربوك: طالبان تدمر مستقبل بلدها
وفي برلين، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الأربعاء أن حكومة طالبان في أفغانستان "قررت تدمير" مستقبل هذا البلد بحظر التعليم الجامعي على النساء.
وكتبت في تغريدة "بتدمير مستقبل البنات والنساء في أفغانستان، تكون طالبان قررت تدمير مستقبل بلدها" وأضافت السياسة الألمانية: "ربما تحاول طالبان جعل النساء غير مرئيات، لكن لن تنجح، العالم يراقب". وقالت بيربوك إنها قررت طرح المسألة على جدول أعمال مجموعة السبع التي تتولى ألمانيا حاليا رئاستها الدورية.
بلينكن: انتكاسة
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أعلن عن استياء الولايات المتحدة الشديد من إعلان حركة طالبان حرمان الفتيات من الحق في التعليم الجامعي في أفغانستان. وأضاف بلينكن في تغريدة عبر حسابه على تويتر ليل الثلاثاء/الأربعاء: "تستحق المرأة الأفغانية ما هو أفضل. أفغانستان تستحق ما هو أفضل من ذلك. لقد منيت بلا شك مساعي طالبان المتمثلة في القبول من جانب المجتمع الدولي بانتكاسة".
أفغانستان: حاجة ماسة لطبيبات
02:35
This browser does not support the video element.
والجامعات في أفغانستان مغلقة حالياً بسبب العطلة الشتوية، ومن المفترض أن تعيد فتح أبوابها في آذار/مارس.
ويأتي الحظر المفروض على التعليم العالي للفتيات والنساء بعد أقلّ من ثلاثة أشهر من خضوع الآلاف منهنّ لامتحانات دخول إلى الجامعات في سائر أنحاء البلاد.
ص.ش/ح.ز (أ ف ب، د ب أ)
رأسا على عقب.. الحياة في ظل حكم حركة طالبان
بعيدا عن الأجواء الدرامية التي صاحبت سقوط كابول وسيطرة طالبان على زمام الأمور، عادت الحياة إلى أفغانستان. بيد أنها لم تعد كسابق عهدها إذ تغيرت شتى مظاهر الحياة اليومية خاصة بالنسبة للمرأة في البلد الذي مزقته الحرب.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
عالم ذكوري محض.. لا للنساء
تظهر الصور والمقاطع المصورة نشاطا صاخبا في الشوارع الأفغانية كما هو الحال في هذا المطعم بمدينة هرات غرب البلاد حيث تم الترحيب بعودة رواد المطعم من جديد. بيد أن اللافت أن الأمر اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل سيطرة طالبان إذ اقتصر الزبائن فقط على الرجال الذين اضطروا إلى ارتداء الأزياء التقليدية مثل "الكورتا" وهي سترة طويلة بطول الركبة. وغابت النساء عن المشهد داخل المطعم بل وفي أرجاء المدن الأفغانية.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
فصل الذكور عن الإناث
بهذه الستارة، تم فصل الطلاب الذكور عن الطالبات الإناث داخل هذه الجامعة الخاصة في العاصمة كابول. وعقب سيطرة طالبان على البلاد، أصبح الفصل بين الجنسين إلزاميا في هذه الجامعة ويتوقع أن يمتد الأمر إلى مواقع أخرى. وفي ذلك، قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني إن "التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية".
صورة من: AAMIR QURESHI AFP via Getty Images
الأفغانيات وفقدان الحرية
أفغانيات في طريقهن إلى أحد مساجد هرات. وبالنظر إلى الملابس، يبدو أن حرية المرأة الأفغانية التي كسبتها بشق الأنفس خلال العشرين عاما الماضية باتت الآن في مهب الريح. فقد حظرت طالبان ممارسة الأفغانيات للرياضة وهو ما أشار إليه أحمد الله واسيك - نائب رئيس اللجنة الثقافية لحكومة طالبان- بقوله إن "لن يسمح للنساء في أفغانستان بلعب الكريكيت والألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تظهر فيها أجسادهن".
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
نقاط تفتيش في عموم البلاد
انتشرت نقاط التفتيش الأمنية في عموم البلاد حيث يتمركز مقاتلو طالبان وباتت القاسم المشترك في شوارع أفغانستان. ورغم محاولات عناصر طالبان المدججين بالسلاح في ترهيب الأفغان، إلا أن السكان يسعون إلى التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على البلاد وأبرزها أن الملابس الغربية باتت نادرة جدا وأصبحت مشاهد الجنود المدججين بالسلاح الأكثر شيوعا.
صورة من: Haroon Sabawoon/AA/picture alliance
في انتظار العمل
ينتظر العمال في أفغانستان كثيرا على قارعة الطرق للحصول على عمل وكسب قوت يومهم. وقبل سيطرة طالبان، كانت أفغانستان تعاني من وضع اقتصادي مترد. وبعد سيطرة الحركة بات الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد. ويبلغ معدل الفقر في الوقت الحالي 72 بالمائة فيما يتوقع أن يصل إلى 98 بالمائة.
صورة من: Bernat Armangue/dpa/picture alliance
استمرار نضال الأفغانيات رغم قمع طالبان
ورغم تعرض أفغانيات للقمع على يد طالبان، إلا أن العديد منهن يواصلن النضال للمطالبة بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من رد عنيف متزايد من قبل طالبان لقمع الاحتجاجات السلمية، مضيفا أن عناصر طالبان استخدموا الذخيرة الحية والهراوات والسياط لقمع المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 4 متظاهرين فيما تم الاعتداء على الكثيرين منهم.
صورة من: REUTERS
مؤيدو طالبان
تقول هؤلاء الأفغانيات إنهن سعداء بعودة حكم طالبان إذ قمن بمسيرات في شوارع البلاد للتعبير عن الرضا التام بطريقة إدارة الحركة لأفغانستان. واللافت أن عناصر أمنية رسمية كانت ترافق هؤلاء الأفغانيات اللاتي اعتبرن أن من هرب من البلاد لا يمثلن المرأة الأفغانية وأكدن أن طريقة طالبان في تطبيق الشريعة الإسلامية لا تعرض حياتهن للخطر.
صورة من: AAMIR QURESHI/AFP/Getty Images
تحيز لمسيرات مؤيدة لطالبان
وقد تم دعوة الصحافيين لتغطية المظاهرات المؤيدة لطالبان في تناقض تام مع الاحتجاجات المناوئة للحركة إذ تم ترهيب الصحافيين الذين يقومون بتغطية هذه الاحتجاجات وتم الاعتداء على العديد منهم. كل هذه الصور تدل على أن مظاهر الحياة قد تغيرت تماما في أفغانستان خاصة للنساء. كلوديا دن سونيا أنجليكا دين/ م.ع