حفتر وموسكو ـ قصة ود قد تفضي لمغامرة روسية في ليبيا!
١٢ يناير ٢٠١٧
في تطور مثير، تفقد خليفة حفتر، حاملة طائرات روسية قبالة سواحل ليبيا قادمة من طرطوس. هذا التطور قد يشكل نقطة تحول في أفق بلورة تحالفات جديدة. فهل تفعلها روسيا وتقوم بتدخل عسكري في ليبيا على غرار دورها في الأزمة السورية؟
إعلان
أكدت إدارة شؤون الإعلام والاتصالات في وزارة الدفاع الروسية في بيان لها نبأ زيارة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، قائد الجيش الذي يتبع مجلس النواب الليبي في طبرق، حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف"، القادمة من ميناء مدينة طرطوس السورية.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأربعاء 12 يناير/ كانون الثاني 2017)، أن حفتر وبعد "جولة قصيرة على حاملة الطائرات" عقد اجتماعا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. وحسب البيان فإن الاجتماع تركز على "مناقشة قضايا الساعة من مكافحة الجماعات الإرهابية الدولية في الشرق الأوسط".
وكان رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، الذي يتبع له الجيش الذي يقوده حفتر، قد وجه أول أمس الاثنين الدعوة إلى مسؤولي وزارة الدفاع الروسية لزيارة ليبيا للتشاور حول "آلية مكافحة الإرهاب."
اهتمام روسي متزايد بليبيا
وربما تأتي دعوة صالح هذه تكملة لما كان قد ناقشه شخصيا مع القادة الروس في وقت سابق. فقد قام بزيارة إلى موسكو في منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي استغرقت ثلاثة أيام التقى خلالها عددا من المسؤولين الروس. وسبق أن قام حفتر نفسه، بزيارتين لموسكو في شهر حزيران/ يونيو وتشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي تباحث خلالهما مع المسؤولين الروس في "سبل مكافحة الإرهاب في ليبيا"، حسب وصف مصادر مقربة منه.
ونقلت سائل إعلام روسية عن مصادر سياسية آنذاك قولها إن حفتر طلب من روسيا تزويد قواته بالأسلحة. غير أن وزارة الخارجية الروسية ومصادر ليبية مقربة من حفتر نفت ذلك. وقال سفير روسيا لدى ليبيا إيفان مولوتكوف إن بلاده ملتزمة بقرار مجلس الأمن الصادر عقب الثورة في ليبيا بحظر توريد أسلحة للبلاد.
يشار إلى أن هناك ثلاث حكومات تدير ليبيا وهى الحكومة المؤقتة في شرق البلاد برئاسة عبد الله الثني، وحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، المعترف بها دوليا، و"حكومة الإنقاذ" المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.
هل يلعب حفتر دور الأسد؟
وتمكنت قوات حفتر من السيطرة على قسم كبير من مدينة بنغازي، مهد الثورة الليبية في شرق البلاد بعدما سيطرت فصائل ذات توجه إسلامي في 2014 على المدينة. ويحظى حفتر بدعم مجلس النواب الليبي برئاسة عقيلة صالح وحكومة عبد الله الثني، ويرفض الاعتراف بحكومة الوفاق الليبية التي مقرها في طرابلس والمدعومة من الأمم المتحدة.
ودفع خطب روسيا ود حفتر، الذي يراه بعض الليبيين الرجل القوي الذي تحتاجه بلادهم بعد سنوات من عدم الاستقرار، البعض إلى عقد مقارنات مع سوريا حيث تدخل الكرملين لصالح نظام الرئيس بشار الأسد ما رجح كفته في الحرب الأهلية الدائرة هناك.
ح.ز/ أ.ح (د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
يوميات المعارك ضد داعش لاستعادة سرت الليبية
تكافح القوات الليبية منذ أشهر لاسترجاع مدينة سرت من مقاتلي "الدولة الإسلامية". مصورDW عربية كارلوس سوروتوسا قضى وقتا مع القوات الموالية للحكومة وصور لنا جزءا من معارك استعادة السيطرة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
بدأ هجوم القوات الحكومية لاسترجاع مدينة سرت من مقاتلي تنظيم داعش في 12 مايو/أيار الماضي، وهي المدينة التي تحولت إلى معقل للتنظيم الإرهابي في ليبيا. عملية "البنيان المرصوص" تشنها حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة بدعم من الضربات الجوية الأمريكية.
صورة من: DW/K. Zurutuza
بعد سيطرة القوات الليبية على مواقع محيطة بالمدينة الساحلية، تحولت الاشتباكات مع التنظيم إلى حرب شوارع. مقاتلو داعش محاصرون حاليا في منطقتين وسط سرت، تُستهدفان أيضا من قبل البحرية الليبية. ونفى مسؤولون هناك أن يكون بين المقاتلين أجانب. "الليبيون فقط يقاتلون على الأرض". يقول محمد الغسري ل DW، وهو متحث باسم الجيش.
صورة من: DW/K. Zurutuza
في الوقت الذي تلعب فيه الضربات الجوية الأمريكية دورا رئيسيا في الهجوم ضد داعش، تحولت هذه الدبابات الروسية الصنع إلى سلاح لا غنى عنه في استهداف مواقع القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول المقاتلون الليبيون إنه من المستحيل اعتقال مقاتلي داعش، لأن الكثير منهم يرتدي أحزمة ناسفة ويفضلون الموت خلال القتال على أن يتم إلقاء القبض عليهم أحياء. وقتل أكثر من 400 مقاتل ليبي منذ بدء عملية "البنيان المرصوص" في شهر مايو/أيار الماضي، بينما لم يعلن داعش عن خسائره.
صورة من: DW/K. Zurutuza
رغم أن معظم القوات الليبية المنتشرة في سرت تنحدر من مصراتة، إلا أن هناك مقاتلين من مناطق ليبية أخرى. تنامي نفوذ داعش يثير المخاوف في بلد تحكمه ثلاث حكومات: واحدة في الشرق وأخرى في الغرب، بالإضافة إلى السلطة التنفيذية المدعومة من الأمم المتحدة. وكل طرف من هؤلاء له قوات مسلحة على الأرض.
صورة من: DW/K. Zurutuza
الأطباء في سرت يعملون كمتطوعين في دوامات مرهقة من أجل استيعاب التدفق الكبير من المقاتلين الجرحى. سيارات الإسعاف والمشافي الميدانية، كهذا المشفى الظاهر في الصورة تستهدف أيضا من تنظيم داعش.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول الأطباء الذين يشتغلون على أرض المعارك إنهم عاينوا حالات لمقاتلين أصيبوا في الحنجرة أو الصدر أو حتى الرأس، فعلى ما يبدو يستهدف قناصة داعش هذه الأعضاء حتى يصاب المقاتلون بالشلل الرباعي إن بقوا على قيد الحياة، وبالتالي لن يكونوا قادرين على القتال مجددا. كما يقول الدكتور مصطفى شرفو من المستشفى الرئيسي في سرت لـDW.
صورة من: DW/K. Zurutuza
معظم الحالات الحرجة يتم نقلها بشكل يومي عبر الجو إلى مصراتة. وقال مسؤولون رفيعو المستوى لDW إن معظم المعارك في سرت تم تعليقها هذا الأسبوع بسبب العدد الكبير من الجرحى الذين يتلقون العلاج في مستشفى مصراتة. وتتسبب الألغام التي يزرعها تنظيم داعش، في المناطق الخاضعة له، في خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين الليبيين.
صورة من: DW/K. Zurutuza
لا توجد شبكة هاتف في مدينة سرت حتى خلال الفترات التي يتوقف فيها القتال وهو ما يحدث نادرا. وبينما يختار المقاتلون القادمون من مصراتة الذهاب إلى منازلهم لزيارة عائلاتهم، يعيش من يتوجب عليهم البقاء في سرت في ظل غياب أبسط مرافق الراحة وسط أنقاض المعارك.
صورة من: DW/K. Zurutuza
المقاتلون الليبيون في سرت على قناعة بأنهم سوف يستعيدون السيطرة على المدينة. "نعقتد أنه لا يوجد أكثر من 50 مقاتل من داعش داخل المناطق الخاضعة للتنظيم، ما يعني أننا قد نستعيد السيطرة على المدينة في غضون الأيام المقبلة". يقول عمر زيداني وهو مقاتل من مصراتة لـDW.