حفتر "يستعد" للترشح وألمانيا تدعو لإجراء الانتخابات بموعدها
٢٢ سبتمبر ٢٠٢١
كلف خليفة حفتر الفريق عبد الرزاق الناظوري بقيادة الجيش الليبي خلفا له ولمدة ثلاثة أشهر، فيما يبدو إشارة إلى نيته الترشح للرئاسة. هذا في وقت جدد وزير خارجية ألمانيا دعوته إلى إجراء الانتخابات في موعدها ومغادرة المرتزقة.
إعلان
بعد يوم من سحب البرلمان الليبي الثقة من حكومة الوحدة الوطنية، علّق الجنرال خليفة حفتر قائد "الجيش الوطني الليبي" الأربعاء (22 سبتمبر/ أيلول 2021) مهماته العسكرية رسميا، تمهيدا لترشح مرتقب للانتخابات الرئاسية المقررة في كانون الأول/ديسمبر في ليبيا.
وأصدر خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الأربعاء قرارا بتكليف الفريق عبد الرازق الناظوري بقيادة الجيش الليبي خلفا له ولمدة ثلاثة أشهر، تبدأ من تاريخ "23 أيلول/سبتمبر الذي يصادف غدا (الخميس)، وتنتهي بتاريخ 24 كانون الاول/ديسمبر المقبل"، وهو الموعد المحدد لانطلاق العملية الانتخابية في ليبيا.
وسيتولى الفريق الناظوري منصب القائد العام للقوات المسلحة وهو المنصب الذي يشغله المشير حفتر منذ عام 2015.
ويقول مراقبون إن هذه الخطوة تأتي في إطار استعداد المشير حفتر لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة والتي من المزمع عقدها في 24 كانون أول/ديسمبر القادم.
وتأتي تلك الخطوة بعد أسبوعين من إقرار قانون انتخابي أثار جدلا، يتيح له الترشح ثم تولي منصبه العسكري مجددا في حال عدم انتخابه. وبموجب القرار الذي نشرته وسائل إعلام محلية، فإن المشير حفتر كلف الفريق أول عبد الرزاق الناظوري مهام منصب القائد العام لفترة ثلاثة أشهر.
وكان البرلمان الليبي قد صوّت أمس الثلاثاء على حجب الثقة عن الحكومة الانتقالية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، ما يمثل ضربة جديدة لجهود السلام الأممية في بلد تعصف به الفوضى منذ عقد.
ماس يشدد على الانتخابات في موعدها
وفي الملف الليبي، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اليوم الأربعاء إن "المجتمع الدولي يتوقع من المسؤولين الليبيين في طرابلس وبقية البلاد (التحرك) لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المقرر.
وقال الوزير الألماني قبل بدء الاجتماع الوزاري الخاص بليبيا الذي ينظم بشكل مشترك في نيويورك مع نظيريه الفرنسي والإيطالي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه "يجب أيضا مواصلة العمل حتى يغادر البلاد المرتزقة الأجانب الكثر الموجودون في ليبيا".
وتابع ماس "ينبغي عدم بث شعور أن هذه العملية الانتخابية يمكن أن تتوقف"، فيما تتصاعد التوترات السياسية بين طرابلس وشرق ليبيا الذي يسيطر عليه المشير خليفة حفتر.
وأضاف الوزير الألماني أيضا "علينا من أجل ذلك أن نزيد من الضغط الدولي وندعم من هم في صدد الإعداد للانتخابات".
برلمانيون ليبيون: سحب الثقة غير قانوني
وفي أول تعليق عقب قرار حجب الثقة عن حكومته، أكد عبد الحميد الدبيبة في مدينة الزاوية (40 كيلومترا غرب طرابلس) عزم حكومته على مواصلة مسيرة "الحفاظ على الوطن"، وطرد "شبح الحرب" من دون رجعة.
فيما اعتبر ثلاثة وعشرون نائبا بمجلس النواب الليبي أن إجراءات سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية جرت "بالمخالفة لنص المادة 149 من قانون رقم 4 لسنة 2014 المنظم لعمل المجلس"، والتي تنص على أن التصويت على الثقة يتم بطريقة الاقتراع السري.
جاء ذلك في بيان مساء الثلاثاء/الأربعاء للأعضاء الذين قدموا من طبرق (مقر البرلمان) إلى العاصمة طرابلس وتلاه أحدهم وأكدوا فيه "حدوث تضليل" داخل قاعة البرلمان في حساب الأصوات التي صوتت بحجب الثقة عن الحكومة والتي أعلن عنها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بـ 89 صوتا.
وقال الأعضاء إن "هذا لم يحدث ..عملية العد تمت بطريقة غير صحيحة، والعدد الحقيقي لا يتجاوز في أحسن الأحوال 73 صوتا، وهو غير كاف لسحب الثقة وفق المادة 194 من النظام الداخلي للبرلمان والتي تؤكد أن الأغلبية المطلوبة هي الأغلبية المطلقة بواقع 87 صوتا".
واعتبر الأعضاء أن ما حدث في الجلسة "غير معبر عن إرادة مجلس النواب"، محذرين من أنه سيقود البلاد إلى أزمة دستورية، خاصة في ظل استمرار تعطيل عمل الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا.
ص.ش/خ.س (أ ف ب، د ب أ)
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام معمر القذافي في مطلع عام 2011 تعيش ليبيا في دوامة من العنف والاضطراب وعدم الاستقرار السياسي. فيما يلي أبرز محطات الصراع ومحاولات إرساء سلام يتفلت من بين أيدي الليبين مرة تلو الأخرى.
صورة من: picture alliance/dpa
تستضيف العاصمة الألمانية برلين الأربعاء (23 حزيران/يونيو 2021) جولة جديدة من محادثات السلام الليبية. ستركز المحادثات على التحضير لانتخابات وطنية مقررة في 24 كانون الأول/ديسمبر وسحب الجنود الأجانب والمرتزقة من ليبيا، ومسألة تشكيل قوات أمنية موحدة. واستضافت برلين برعاية الأمم المتحدة في 19 كانون الثاني/ يناير 2020 مؤتمرا حول ليبيا شارك فيه طرفا النزاع إلى جانب رؤساء روسيا وتركيا وفرنسا ومصر.
صورة من: Getty Images
في شباط/فبراير من عام 2011 اندلعت في بنغازي ومن ثم في مناطق أخرى تظاهرات جوبهت بعنف من قبل نظام معمر القذافي، الذي حكم البلاد منذ عام 1969 بقبضة من حديد. شن تحالف بقيادة واشنطن وباريس ولندن هجمات على مقار قوات القذافي، بعد حصوله على ضوء أخضر من الأمم المتحدة. ثم انتقلت قيادة العملية الى حلف شمال الأطلسي. ولقي القذافي مصرعه في 20 تشرين الأول/أكتوبر بالقرب من مسقط رأسه في سرت.
صورة من: dapd
غرقت ليبيا في دوامة من العنف والاضطرابات السياسية لم يفلح المجلس الوطني الانتقالي، الذي تشكل في الأيام الأولى للثورة برئاسة مصطفى عبد الجليل كبديل للنظام، في وضع حد لها. وفي يوليو/ تموز 2012 انتخب برلمان تسلم سلطاته بعد شهر من المجلس الوطني الانتقالي. تشكلت حكومة برئاسة علي زيدان في تشرين الأول/أكتوبر، بيد أنها سقطت بعد حجب الثقة عنها في آذار/مارس 2014.
صورة من: Picture-Alliance/dpa
تعرضت السفارتان الأميركية في أيلول/سبتمبر 2012 والفرنسية في نيسان/أبريل 2013 لهجومين تسبب الأول بمقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز والثاني بإصابة حارسين فرنسيين، فأغلقت غالبية السفارات الأجنبية أبوابها وغادرت طواقمها البلاد.
صورة من: Reuters
في أيار/مايو 2014، أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدء عملية "الكرامة" ضد جماعات إسلامية مسلحة في شرق ليبيا. وانضم ضباط من المنطقة الشرقية إلى صفوف "الجيش الوطني الليبي" الذي شكله حفتر. في حزيران/يونيو 2014، تم انتخاب برلمان جديد جاءت أغلبيته مناوئة للإسلاميين الذين قاطعوه.
صورة من: Reuters
في نهاية آب/ أغسطس 2014 وبعد أسابيع من المعارك الدامية، سيطر ائتلاف "فجر ليبيا" الذي ضم العديد من الفصائل المسلحة بينها جماعات إسلامية، على العاصمة طرابلس وأعاد إحياء "المؤتمر الوطني العام"، البرلمان المنتهية ولايته. وتم تشكيل حكومة. وأصبح في ليبيا برلمانان وحكومتان.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Turkia
في كانون الأول/ ديسمبر 2015 وبعد مفاوضات استمرت أشهراً، وقع ممثلون للمجتمع المدني ونواب ليبيون في الصخيرات بالمغرب، اتفاقاً برعاية الأمم المتحدة، وأُعلنت حكومة الوفاق الوطني. لكن لم تنل هذه الحكومة قط ثقة البرلمان في الشرق المدعوم من خليفة حفتر، ولم تتمكن من فرض سلطتها على القوى السياسية والعسكرية في البلاد.
صورة من: picture-alliance/AA/Jalal Morchidi
في السنوات التالية تنازعت سلطتان الحكم في ليبيا: في الغرب حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ طرابلس مقرا لها وتحظى باعتراف الأمم المتحدة، وسلطة موازية في شرقي البلاد بقيادة خليفة حفتر. جمع اجتماعان في باريس في عامي 2017 و2018 حفتر والسراج في محاولة للوصول إلى تسوية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، بيد أنه لم يتم الالتزام بما اتفق عليه ومضت الحرب في طحن البلاد.
صورة من: picture-alliance/C. Liewig
في مطلع 2019، بدأت قوات حفتر بغزو الجنوب بدعم من القبائل المحلية، فسيطرت بلا معارك على سبها والشرارة، أحد أكبر الحقول النفطية في البلاد. ومن ثم تقدمت باتجاه طرابلس، حيث جوبهت بمقاومة عنيفة من القوات الموالية لحكومة الوفاق التي شنت بعد عام تقريباً هجوماً معاكساً وحققت تقدماً، لكن في حزيران/ يونيو 2020 هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب"التدخل" العسكري في ليبيا في حال تقدم قوات الوفاق نحو سرت.
صورة من: Reuters
بعد فشل متكرر لإخراج ليبيا من الفوضى، أفضى حوار ليبي رعته الأمم المتحدة في جنيف في الخامس من شباط/فبراير 2021 إلى توقيع اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار "بمفعول فوري". ومن ثم جرى الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي وحكومة موحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، نالت ثقة البرلمان في آذار/ مارس. ومهمة حكومة الدبيبة السير بالبلاد نحو تنظيم الانتخابات. وبذلك عاد الأمل المفقود باحتمال تحسن الوضع. إعداد: خالد سلامة