حفرية تكشف عن "علاقة حميمة" بين الديناصورات والخنافس
١٩ أبريل ٢٠٢٣
كشفت البقايا المحفوظة في الكهرمان المتحجر منذ 105 مليون سنة عن وجود أقدم دليل على علاقة تبادل منفعة بين الديناصورات وبعض الحشرات من نوع مفصليات الأرجل
إعلان
كشفت بقايا ليرقات الخنافس داخل ريش بعض أنواع الديناصورات والتي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وحفظت داخل بلورات العنبر أو الكهرمان المتحجر، عن وجود علاقة بين الديناصورات والحشرات تمتد إلى أكثر من 105 مليون سنة فيما يعد أقدم مثال على التعايش بين الديناصورات والحشرات مفصلية الأرجل.
وقال ريكاردو بيريز دي لا فوينتي من متحف التاريخ الطبيعي بجامعة أكسفورد: "كان العثور على أجزاء من الريش أمرًا مثيرًا بالفعل، لكن اكتشاف بقايا يرقات الخنفساء بين شظايا الريش كان مفاجأة لا تصدق"، مضيفاً أن الدليل المباشر على التفاعلات بين مفصليات الأرجل والفقاريات نادر جدًا في السجل الأحفوري"، بحسب ما نشر موقع نيوز ساينس.
تم العثور على قطع الكهرمان في إسبانيا ويعود تاريخها إلى العصر الطباشيري. ويقول العلماء إن الأنواع الدقيقة للديناصورات التي ينتمي إليها الريش المحفوظ في الكهرمان غير واضحة، لكن الريش يطابق ما يتوقعه علماء الحفريات من الديناصورات ذوات الأقدام مثل فيلوسيرابتور وبعض الطيور القديمة.
وفي البداية، لم يستطع بيريز دي لا فوينتي وزملاؤه التأكد من أن الارتباط بين ريش الديناصورات ويرقات الخنفساء كان أكثر من مجرد واقعة عرضية، حيث أن عصارة الشجرة التي تتصلب في صورة بلورات الكهرمان تغلف أي مادة في طريقها.
ومع الفحص الدقيق، تمكن الباحثون من تحديد دليل على أن يرقات الخنفساء كانت تتغذى على ريش الديناصورات. واكتشف العلماء أن الريش الموجود داخل قطع الكهرمان كان متضرراً وتالفاً قبل أن يتم تغليفه بعصارة الشجرة التي تحولت مع الضغط والحرارة عبر ملايين السنين إلى بلورات. يقول بيريز دي لا فوينتي إن هناك أيضًا كرات من مخلفات اليرقات وجدت بين الريش، بحسب ما نشر موقع ساينس دايلي.
وفي حين أن هناك حشرات تعيش وتتغذى على الطيور كطفيليات، كما يقول بيريز دي لا فوينتي ، إلا أن القصة وراء ريش ديناصورات العصر الطباشيري واليرقات التي وجدت بداخله مختلفة.
يقول الباحثون إن اليرقات التي حفظت داخل الكهرمان تفتقر إلى السمات الحاسمة التي تشير إلى أنها كانت تعيش على الديناصورات، مثل أجزاء الفم المتخصصة للتغذية على الجلد أو الدم.
وبدلاً من ذلك، يقترح العلماء أن يرقات الخنفساء كانت تعيش وتنمو في أعشاش الديناصورات نفسها، مستفيدة إلى أقصى حد مما تسقطه الديناصورات من طعام وبقايا. ويقترح الباحثون أن هذا النوع من التعايش هو دليل على وجود حالة علاقة منفعة متبادلة، حيث تحصل اليرقات على وجبة بينما تعمل أيضًا كـ "طاقم تنظيف" للديناصورات.
قال الباحثون إن أحافير يرقات الحشرات تنتمي إلى مجموعة من الخنافس لا تزال تعيش أنواع منها إلى يومنا هذا تسمى خنافس الجلد، حتى أن بعض الأنواع الحالية من هذه الحشرات لها يرقات تعيش في أعشاش الطيور وتستهلك الريش الذي يسقط منها.
تقول عالمة الحفريات ليزا باكلي: "تقدم الدراسة دليلًا مقنعًا إلى حد ما على أن "الخنافس الجلدية" من العصر الطباشيري قد استفادت من مصدر الغذاء هذا، خاصة وأن هذه الخنافس موجودة في أعشاش الطيور اليوم والمناطق التي يتراكم فيها الريش الذي يصنع منه الأعشاش"، بحسب موقع نيوز ساينس.
يقول نينون روبن، من المعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية، إن هذا الاكتشاف يكشف عن "أول تفاعلات ديناصورية - مفصلية الأرجل، والتي يصعب توثيقها في الحفريات".
عماد حسن
ديناصوراتٌ منقرضة في متاحفَ عالمية
في فيلم "الحديقة الجوراسية" تمكن الديناصور"سبينوصورس" الشبيه بالزواحف من التغلب على الديناصور"تيرانوصورس" الذي يُعرف اختصاراً "تي ريكس". وسيشهد متحف برلين للتاريخ الطبيعي عرضاً للديناصورين خلال الأشهر القادمة.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Emmert
في فيلم "الحديقة الجوراسية" الذي أخرجه ستيفن سبيلبرغ، يتواجه الديناصوران "سبينوصورس" و تيرانوصورس" في معركةٍ دامية. ما حدث كان مستوحى تماماً من الخيال العلمي، لأن الوقائع تُشيرُ إلى وجود فجوة زمنية تُقَدر بأربعين مليون سنة بين الديناصورين. وقد عُثِرَ على الهيكل العظمي لهذا الديناصور منذ بضع سنوات في المغرب. أما الهيكل المتواجد في متحف برلين للتاريخ الطبيعي فماهو إلا نموذج مُخَصَص للعرض.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
عاش الديناصور"سبينوصورس" قبل مائة مليون سنة، وكان نوعاً فريداً من أنواع الديناصورات، إذ كان يعيش في بيئة مائية. كما كان بمقدوره مضغ فريسته بفكيه القويين والتهامها حتى العظام. عُثِرَ على عظام هذا الديناصور لأول مرة عام 1912، إلا أن الفوضى التي رافقت الحرب العالمية الأولى أدت إلى إختفائها. ويعرض متحف التاريخ الطبيعي في هذه الأيام أول نموذج بالحجم الطبيعي للهيكل العظمي لديناصور "سبينوصورس".
صورة من: Reuters/J. Bourg
أمسى بإمكان مُحبي الديناصورات مشاهدة الديناصور "سبينوصورس" وهو يقف جنباً إلى جنب مع الديناصور "تيرانوصورس" المعروف بـ "تي ريكس". وتنتهي فعاليات معرض الديناصور "سبينوصورس" في الثاني عشر من يونيو/ حزيران. أما معرض الديناصور "تي ريكس"، الذي يُعْرَف أيضاً بإسم "تريستان لوتو"، و هو اسم ابن أحد مالكي الديناصور، فسيستمر بتقديم عروضه اعتباراً من شهر ديسمبر/ كانون الأول في برلين ولمدة ثلاث سنوات.
صورة من: DW/A. Kirchhoff
نظراً لثقل وزن الجمجمة مقارنة بطول الهيكل العظمي لديناصور "تي ريكس"، الذي يبلغ 12 متراً، فإنها تُعْرَض في واجهة عرض منفصلة بمتحف برلين للتاريخ الطبيعي. وقد استخدمت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لتشكيل نسخة مماثلة للجمجمة الأصلية وثُبِتَت على الهيكل العظمي. يبلغ طول الجمجمة متراً ونصف المتر وهي بنسبة ثمانية وتسعين في المائة بحالة جيدة.
صورة من: Reuters/P. Kopczynski
يبلغ طول الديناصور "سبيغوصورس" 40 متراً ويبلغ ارتفاعه عن الأرض 20 متراً ووزنه 80 طناً. هذه العظام التي اكتشفت عام 2014 في الأرجنتين تُعْتَبر الأضخم لديناصور يكتشف حتى الآن. ونظراً لعدم اكتمال عملية الكشف عن الهيكل العظمي بشكل كلي، فإن الخبراء في برلين يتكهنون بمدى ضخامة الديناصور"ستيغوصورس" ومعرفة حجمه الحقيقي.
صورة من: Imago/Xinhua/Telam
على عكس الديناصورات في متحف برلين للتاريخ الطبيعي، يُعْتَبَر الديناصور"سبيغوصورس" من الكائنات المُسالمة التي تعتمد في غذائها على النباتات. كما يُعْتَبَر هيكله العظمي، الذي يتألف من 300 قطعة من العظام، هو الهيكل الأكثر كمالاً، إذ يبلغ طولة من الرأس حتى الذيل ستة أمتار وستين سنتيمتراً، وهو يعرض الآن في متحف التاريخ الطبيعي بلندن.
صورة من: Getty Images/C. Court
يُعْرَض الديناصور "تيرانوصورس ريكس" في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي بمدينة نيويورك. وتتميز عظام الهيكل العظمي بحالتها السليمة التي تدعو للإعجاب. وقد اكتشف الهيكل العظمي من قبل شركة بترول ألمانية كانت تقوم بأعمال التنقيب عن البترول في الأرجنتين. وتقع المنطقة التي اكتشفَ فيها الهيكل العظمي بمنطقة "باتاغونيا" جنوب الأرجنتين، وهي منطقة جذب لعلماء الأحياء والمستحاثات.