توفر حفلات الزفاف مناخا للقاء المعارف والأصدقاء للاحتفاء بالعريسين، أو من أجل إبداء تقديرهم لعائلة العريس أو العروس، وهي عموماً مناسبة للفرح. لكن الإعداد لحفلات الزفاف قد يصبح كذلك سبباً لهدم الصداقات وإنهاء العلاقات.
إعلان
كثيرون يعتبرون حفل الزفاف جزءا من الإعلان الرسمي لإعلان الزواج، وهو كذلك بمثابة تأكيد اجتماعي على الزواج، لذلك يقرنه كثيرون بإطلاق النار، واطلاق حفلات موسيقية صاخبة بصوت عال، ويتوجونه، بزفة السيارات، حيث تدعى أحلى وأغلى السيارات وتزيّن، لتزفّ العريس إلى بيت العروسة، ليأخذها معه، ثم ترحل الزفة بمزيد من الصخب والضوضاء.
التوتر سبب المشاكل
موقع غلوبال نيوز الكندي نشر عن خبيرة علم النفس والعلاقات الاجتماعية نيكول ماكّينس من تورنتو أن حفلات الزفاف تكون أحيانا مناسبة لخلق حالات توتر بين الأصدقاء والأقارب. بعض النساء عادة يصبن بتوتر شديد أثناء الإعداد لتلك الحفلات، ما يسبب خلافات قد تصل بهن إلى القطيعة. لكن بعض الرجال بدورهم، يتشنجون بشدة في حفلات الزفاف، أو خلال الإعداد لها، بسبب حرصهم على أن يكون كل شيء دقيقاً، وأن يبدو العريس والعروسة في أجمل مظهر، وأن تكون الزفة أنيقة، والسيارات نظيفة، والزينة عليها ثمينة لا تسقط بسبب حركة السيارة.
المشاكل الأخرى تخلق بشأن من يُدعى الى الحفل، ومن لا يدعى، ويجب أن يكون هناك تناسب بين المدعوين من جهة العروس، أقاربا ومعارفا وأخوات، وبين أهل العريس وكمية الرجال المطلوب دعوتهم، حسب أهميتهم للعريس وللأب.
فستان العروس يكون في أحيان كثيرة سببا مباشرا للمشاكل وقد تختلف الآراء بشأنه بين أهل العريس وأهل العروس، بل قد يراه العريس فاضحا، ويكشف عن أجزاء من جسد العروس. فيما يصر أهل العروسة على أن يكون الفستان مزينا بمشبهات الأحجار الثمينة واللؤلؤ، وأن يكون من نسيج الحرير الثمين، وكل هذا يضيف للتكاليف ويضيف أيضا للمشاكل.
لحظة الانتقال من العزوبية
في الغرب يوجد للعريس والعروس مرافقون من أقرب خواصهم، وهؤلاء ينهمكون خلال الإعداد لحفل الزفاف إلى حد كبير في ترتيبات الحفل، وإرسال البطاقات، وحجز المكان، وإعداد قائمة الطعام المطلوبة، ويحشرون في تفاصيل كثيرة، ستحدث خلافا بينهم وبين العريس أو بينهن وبين العروس.
أغلب حفلات الزفاف في ألمانيا يدعى إليها مصور فوتوغرافي محترف، ويحاول العريسان أن يجدا مصوّراً مناسباً لأنهم يعتقدون أنّ المحترف فقط يستطيع أن يوثّق اللحظات التاريخية. ويختم كل حفل زفاف بصورة يقفز فيها العريسان مع المقربين منهم في الهواء تعبيرا عن لحظة الانتقال من العزوبية إلى الحياة الأسرية، وعلى المصور أن يلتقط اللقطة وهم عالقون في الهواء. هذه الصور سبب لخلافات مع المصور أحيانا.
أما أندريا سيرتاش، وهي خبيرة في العلاقات العامة ومؤلفة كتاب "اكذبي على زوجكِ" فقد نقل عنها موقع غلوبال نيوز القول "إنّ توقعات العروس من مرافقتها، قد لا تصل بوضوح إليها، ما يمكن أن يسبب أزمة بينهما".
مصدر الارتباك أنّ كثيرين وخاصة العريس والعروسة نفسيهما، تكون هذه التجربة هي الأولى من نوعها في حياتهم، وتنظيم حفل زفاف قد يدعى له عشرات الناس هو تحدٍ ما بعده تحد، وقد يولد توتراً سيخلق مشكلات بينهما، أو مشكلات مع القائمين على التنظيم.
لماذا راقصت فلانة فلان طيلة الوقت؟
وهناك أيضا مشكلة تتعلق بالهدايا، في المجتمعات التي تأتي بهدية زفاف، فبعض الناس يأتون بلا هدية لأنهم غير معتادين على تقديم هدية في الزفاف، فيما ينتظر بعض العرسان من المدعوين هدايا، ويعدون لها مكانا خاصاً في زاوية من الحفل.
في بعض حفلات الزفاف، يرقص المدعوون مع بعضهم، وهذا بحد ذاته، يثير الكثير من المشاكل، من قبيل: لماذا رقص فلان مع فلانة، ولماذا أصر فلان على مراقصة فلانة طيلة الحفل.
وتقول أندريا سيرتاش مخاطبة العروس "بدلاً أن تسارعي إلى افتراض سوء النية لدى صديقتكِ أو صديقكِ، يفضّل أن تفاتحينهم حول تصرف صدر عنهم، وانطباعكِ عن هذا التصرف وما أثاره من ملاحظات الآخرين، واتركي لهم فرصة إيضاح موقفهم، والكشف عن ملابسات الموضوع".
المشاكل التي تنتج عن استعدادات حفل الزفاف، بين العروس وصديقتها الأقرب، قد ينتج عنها عدم حضور الصديقة المشار إليها إلى حفل الزفاف، ما يشكل عقبة كبرى أمام استمرار صداقتهما بعد الحفل.
ملهم الملائكة / ع.أ.ج (DW)
فرحة العمر - عادات العرب في الاحتفال بالزواج
رغم القواسم المشتركة الكثيرة، فإن الدول العربية لا تتميز بثرائها التاريخي وتنوعها الثقافي فقط، وإنما أيضا باختلافاتها في إقامة الحفلات، وخاصة منها حفل الزفاف. جولة مصورة على عادات بعض الدول العربية في إحياء "فرحة العمر".
صورة من: Picture-alliance/dpa/dpaweb
أغلبية المغاربة يفضلون الظهور بملابسهم التقليدية في حفلات الزفاف، على غرار الملك محمد السادس الذي ارتدى جلبابا مغربيا (جلابة) فيما ارتدت زوجته لالّة سلمى القفطان المغربي.
صورة من: Picture-alliance/epa/Palast
رغم أن تونس تعد من أكثر الدول تأثرا بأوروبا، إلا أن التونسيين يعتبرون من أكثر العرب تشبثا بتقاليدهم في إقامة حفلات الزفاف: لباس العروس التقليدي (فوطة وبلوزة مع طرحة مطرزة) يبقى عنصرا أساسيا في حفلات الزواج.
صورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb
يحرص الليبيون أيضا على إقامة حفلات زفاف كما قام بها أجدادهم من قبل، من خلال ارتداء أزيائهم التقليدية، وتزيين المرأة بالكثير من الحلي من الذهب.
صورة من: picture alliance/dpa/Mohamed Messara
البعض اختار الجمع بين النمطين الأوروبي والتقليدي في اختياره لملابس حفل الزفاف، على غرار هذين العروسين من الأردن، حيث يرتدي كل منهما العباءة التقليدية والكوفية على طريقته.
صورة من: Picture-alliance/dpa/dpaweb
وإن فضل أغلبية الفلسطينيين ارتداء الملابس الأوروبية المتمثلة في الفستان الأبيض والبدلة، إلا أنهم يختلفون عن بقية العرب بعدم نسيان قضيتهم: فبدل باقة الورود التي تحملها العروس عادة، ها هي تحمل رمزا من الرموز الوطنية.
صورة من: Picture-alliance/epa/Alaa Badarneh
هذا الزي التقليدي، الذي يطلق عليه اسم "القنبع"، هو زي العروس الصنعانية في اليمن. وهو لباس يجمع بين الألوان الزاهية، كالذهبي والوردي والأحمر، والزينة بجنيهات ذهبية أو فضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Arhab
ومثلما تتنوع أزياء العرسان من بلد لآخر تختلف أيضا العادات والقوانين التي تنظم عملية عقد القران. ففيما يكفي الزواج الديني في بعض البلدان، تشترط دول أخرى أن يعقد الزواج أمام الموظف الحكومي المختص بالشؤون المدنية.
صورة من: LIB
وتختلف أيضا العادات المعمول بها في اختيار خاتم الخطوبة أو دبلة الزواج. ففيما يكفي خاتم مرصع بحجر من الألماس في أفضل الأحيان لإسعاد عروس في بلد عربي ما...
صورة من: Fotolia/Stefan Gräf
... تعرف بلدان عربية أخرى ولعا بالمجوهرات، حيث يتعين على العريس جلب الكثير من الحلي وخاصة الذهب، حتى يحظى بموافقة أهل العروس على تزويجهم ابنتهم!
صورة من: Picture-alliance/dpa/Wolfgang Thieme
ومن العادات المنتشرة في كل الدول العربية تزيين يد العروس بالحناء في يوم زفافها أو قبله بيوم أو يومين. لكنها عادة آخذة في التراجع، كون الحناء تبقى لأسابيع طويلة قبل أن يبهت لونها وتختفي نهائيا.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
الموسيقى والرقص أمران لا يغيبان عن أي حفل زفاف. وتختلف الأذواق فيما يتعلق بنوع الموسيقى والأغاني من بلد لآخر. في الصورة فرقة موسيقية تقليدية في مدينة فاس المغربية.
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/Getty Images
وفي بعض الدول، على غرار مصر، يتم تكليف راقصة تحترف هذه المهنة لإحياء حفل الزفاف وإمتاع العريسين والمدعوين!
صورة من: picture-alliance/dpa
الكعك أو "التورتة" هي في الواقع من العادات الأوروبية والتي وجدت طريقها إلى حفلات الزفاف في الدول العربية. حيث تعد عملية مسك العريسين للسكين بشكل مشترك لقطع الكعك خلال حفل الزفاف من الطقوس الأساسية في عدة دول عربية.
صورة من: picture alliance/dpa Themendienst
أما فيما يتعلق بالطعام الذي يتم إعداده للمدعووين، فيختلف من بلد لآخر ومن مدينة لأخرى. في عدة مناطق في المنطقة المغاربية (تونس، الجزائر والمغرب) يعد الكسكسي من الوجبات الأساسية لحفلات الزفاف.
صورة من: DW/Nabil Driouch
كذلك الحلويات الشرقية على غرار البقلاوة تعد في بعض البلدان، مثل دول بلاد الشام وأيضا تونس، من الأطعمة الأساسية التي تقدم للمدعوين.