حقنة نصف سنوية تمنع الإصابة بفيروس نقص المناعة "الإيدز"!
٢ أغسطس ٢٠٢٤
نتائج أولية مبشرة لتجربة سريرية تختبر فعالية علاج جديد لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز). فما هي أهم مميزات العلاج الجديد؟
إعلان
لأكثر من عقد من الزمان، كان تناول حبة دواء يوميًا هو الحل الوحيد شبه الفعال من الناحية النظرية للوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية HIV (الإيدز). إلا أنه لدى التطبيق في الواقع لا يحرص الجميع على تناول ذلك العلاج الوقائي بانتظام، وفقًا لموقع راديو NPR الأمريكي، خاصة مع خوف النساء من ظن أزواجهن أو شركائهن بأنهن مصابات بالفعل بالفيروس.
ولكن يبدو أن العلم اقترب أخيرًا من التوصل لحل أكثر فاعلية لمحاربة الفيروس الخطير، إذ انطلقت تجربة سريرية بمشاركة 5300 امرأة من أوغندا وجنوب أفريقيا لعلاج جديد يسمى ليناكابافير Lenacapavir.
ويعتبر هذا العلاج الأول من نوعه الذي يتسم بكونه طويل المفعول حيث يمكن لتلقي جرعة واحدة منه كل ستة أشهر عن طريق الحقن أن يحقق الحماية ضد الفيروس، وفقًا لموقع المعاهد القومية للصحة في الولايات المتحدة.
وحصل العقار الجديد بالفعل على الموافقة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدامه كعلاج لفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز لدى المرضى الذين لا يمكن علاج العدوى لديهم بالعلاجات الأخرى المتاحة، إما بسبب مقاومة أجسامهم لها أو عدم تحملها أو لاعتبارات السلامة مع الأدوية الأخرى.
وتنقسم المشاركات في الدراسة إلي مجموعتين، فبينما تم حقن المجموعة الأولى بالدواء الجديد، تناولت المجموعة الثانية الحبوب اليومية عن طريق الفم لمنع انتقال العدوى بالفيروس.
وحتى الآن، لم تصب أي امرأة تلقت الحقن بالدواء الجديد بفيروس نقص المناعة البشرية ووصلت كفاءة العلاج لنسبة 100 بالمئة، وفقًا لموقع ساينس ألرت العلمي.
جنوب إفريقيا: إنجازات في مكافحة الإيدز
02:25
وأعرب المتخصصون عن حماسهم للنتائج الأولية للدواء الجديد. ففي بيان صادر عن منظمة تحالف بيبولز ميديسنز ، والتي تضم أكثر من 100 منظمة حول العالم تدعو لتوفير الدواء للجميع، اعتبرت المنظمة أن الدواء الجديد "مغيرًا حقيقيًا لقواعد اللعبة" خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يواجهون الوصم والتمييز بسبب إصابتهم بالفيروس.
ويهاجم فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) خلايا الدم البيضاء في الجسم، مما يضعف الجهاز المناعي ويسهل الإصابة بأمراض خطيرة مثل السل والالتهابات وبعض أنواع السرطان. وتنتقل العدوى بالفيروس من خلال سوائل الجسم (الدم وحليب الأم والسائل المنوي للرجال والإفرازات المهبلية للنساء).
ويبلغ عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب بحوالي 39 مليون شخص، وفقًا لموقع منظمة الصحة العالمية. ويتواجد ثلث هذا العدد، أي أكثر من 25 مليون شخص، في دول جنوب الصحراء الكبرى بقارة أفريقيا.
ومن المقرر استمرار الاختبارات علي الدواء الجديد، على أمل اعتماده قريبًا ضمن المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن علاج الفيروس.
د.ب.
حقائق وأرقام مخيفة عن الإيدز وفيروس نقص المناعة المكتسب
أثرت جائحة كورونا على الجهود الدولية لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة والإيدز وسط مخاوف من ارتفاع عدد المصابين وحالات الوفاة. فما هو هذا المرض؟ وما هي علاجاته حتى الآن؟
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
ما الفرق بين فيروس نقص المناعة المكتسب والإيدز؟
يدل الرمز HIV على فيروس نقص المناعة المكتسب، الذي يدمر خلايا معينة من الجهاز المناعي. بدون علاجه يمكن لمسببات الأمراض مثل البكتيريا والفطريات أو الفيروسات مهاجمة الجسم. فيُصاب بالأمراض المختلفة كالالتهاب الرئوي الحاد. وهنا يصبح الإنسان مريضاً بالإيدز. لا يموت المريض بإصابته بفيروس نقص المناعة المكتسبة، لكن بسبب أحد هذه الأمراض التي لم يعد الجسم قادراً على مقاومتها.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/B. Coleman
متى شُخصت الإصابة الأولى؟
رغم الكثير من التكهنات والنظريات عن تاريخ المرض، وبعضها لا يخلو بالتأكيد من نظرية المؤامرة، فقد تم تشخيص أولى حالات الإصابة بالإيدز في الخامس من حزيران/ يونيو 1981 عندما اكتشفت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية عدداً من حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي بالمتكيسة الجؤجؤية لدى خمسة رجال من المثليين في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Goldsmith
هل ما زال المرض قاتلاً؟
في الثمانينات لم يكن هناك أي أدوية لعلاج العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسب، فقد كانت الإصابة به تعني عملياً الإصابة بالإيدز، وكان تشخيص "فيروس نقص المناعة المكتسب" معادلاً لـ "الحكم بالموت". عمَّ حينها الخوف من وباء حقيقي. وفي منتصف التسعينات ظهرت أولى الأدوية في السوق، وكان بمقدورها أن تبطئ تطور المرض على الأقل رغم آثارها الجانبية الخطيرة.
صورة من: Getty Images/T.Weidman
ما حجم خطر العدوى؟
الفيروسات هي المسؤولة عن العديد من الأمراض المعدية لدى الإنسان، بعض الفيروسات كفيروسات الأنفلونزا يمكنها أن تنتقل بسرعة كبيرة نسبياً، ويكفي أحياناً التعرض لسعال الآخرين في الباص مثلاً لانتقال العدوى. لكن انتقال فيروس HIV أكثر صعوبة، إذ لا ينتقل بالتقبيل أو السعال أو استخدام المرحاض ذاته مع مصاب.
كيف تحصل العدوى؟
لا يداهم خطر الإصابة بالفيروس إلا عندما تدخل سوائل الجسم المحتوية على كمية كبيرة من الفيروسات إلى جسم شخص آخر. ويحدث ذلك تقريباً في حالات ثلاث: ممارسة الجنس، وبالحقن الملوثة بدم المصابين عند تعاطي المخدرات مثلاً، وأثناء الحمل والولادة أو الرضاعة الطبيعية من الأم الحاملة للفيروس.
صورة من: picture-alliance/dpa
هل يمكن الشفاء منه؟
فيروس نقص المناعة المكتسبة ما يزال غير قابل للشفاء، لكنه قابل للعلاج. هناك أدوية فعالة تحدد من نشاط هذا الفيروس في الجسم وبالتالي تمنع ظهور الإيدز. هذه الأدوية لها أيضاً آثار جانبية أقل من سابقاتها، لذلك يمكن للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة اليوم أن يعيشوا حياة طبيعية بمتوسط العمر المتوقع. لكن يبقى من المهم الكشف عن العدوى والمعالجة بالدواء في الوقت المناسب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Farrell
كيف تؤدي الإصابة إلى الوفاة؟
هنا تكمن المشكلة، إذ ما يزال هناك العديد من الأشخاص المصابين في العالم الذين لا يتلقون أي دواء. وبدون المعالجة يؤدي فيروس نقص المناعة المكتسب في النهاية إلى الوفاة. ما تزال هناك العديد من الإصابات التي لم يتم التعرف عليها بعد، سواء كان ذلك بسبب عدم ذهاب الشخص إلى الطبيب أو بسبب عدم تفسير الأعراض بشكل صحيح أو بسبب عدم وجود طبيب.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Tabassum
الحاجة لمزيد من التوعية
... من جانب آخر ما تزال حكومات بعض دول العالم وأنظمتها تقلل من مشكلة الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب والإيدز أو تغلفها بصمت مطبق لأسباب سياسية أو أيديولوجية أو دينية أو أخلاقية، لتحرم المصابين من فرصة الحصول على العلاج.
صورة من: Getty Images/T.Weidman
كم عدد المصابين بالفيروس حول العالم؟
كشف برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز أن جائحة كورونا يمكن أن تؤدي إلى رفع عدد المصابين بنحور 293 ألف إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة وما يصل إلى 184 ألف حالة وفاة بين مرضى الإيدز. ووفقاً للإحصائيات الأممية العام الماضي كان هناك نحو 700 ألف حالة وفاة بسبب الإيدز عام 2019 ونحو 1.7 مليون إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
90-90-90
كان من المقرر أن يكون هذا العام علامة فارقة في مكافحة الإيدز من خلال تحقيق أهداف استراتيجية "90-90-90"، أي 90 بالمئة من المتعايشين مع الفيروس، 90 بالمئة من المصابين يتلقون العلاج وانخفاض الحمل الفيروسي لدى 90 بالمئة ممن يتلقون العلاج، لكن المساعي الدولية تأخرت في تحقيق تلك الأهداف، ثم جاءت جائحة كورونا لتهدد بالكثير من المكاسب في مكافحة الإيدز.
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Bo Bo
دعوات لتحسين إستراتيجيات الكشف
أعلنت وكالة مراقبة الأمراض التابعة للاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية مؤخراً أن أوروبا الشرقية باتت تشهد ارتفاعاً في حالات فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب غير المشخّصة، وسط دعوات لتحسين إستراتيجيات الكشف عن هذا الفيروس المسبّب للايدز. وتشمل المنطقة التي يغطّيها المكتب الأوروبي 53 بلداً، من بينها روسيا ودول عدّة في آسيا الوسطى حيث سجّل أيضا ارتفاع مقلق.