أطلق معهد صحافة الحرب والسلام في العراق صفحة لحقوق الإنسان على موقع فيس بوك، الصفحة تقدم لزوارها تعريفا لحقوق الإنسان ومقتبسات قانونية من القانون الدولي لحقوق الإنسان، كما تعر ض وقائع محدّثة لانتهاكات حقوق الإنسان التي تجري في العراق هنا وهناك نقلا عن مواقع خبرية وإعلامية متعددة.

هذا الموقع يثير أسئلة عديدة، لا سيما أن كثيرين لا يعرفون بالضبط ما هي حقوق الإنسان.

إطلاق الموقع بحد ذاته يثير أسئلة كثيرة حول مدى انتشار استخدام شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك في العراق، ومدى تداول خدمة الانترنيت في العراق. ولابد أن يقارن من يمر بهذا الموقع ما تنشره مواقع الفيسبوك التابعة لمؤسسات إعلامية كبرى. مجلة العراق اليوم من دويتشه فيله تابعت هذا الملف ميدانيا.

" ليس هناك قائد في الفيس بوك"

محرر صفحة الفيسبوك الخاصة بحقوق الإنسان حازم الشرع شارك في الحوار من بغداد مشيرا إلى أن فكرة إطلاق صفحة حقوق الإنسان على موقع الفيس بوك بدأت من مشروع معهد صحافة الحرب والسلام لعمل شراكة ورابط بين المحامين والصحفيين وبين منظمات المجتمع المدني، لتطوير قدرات الصحفيين وعلاقتهم بالحقوق والقانون، ثم تطور الأمر إلى فكرة إطلاق صفحة لهذا الموضع بعد ان نظّم المعهد دورة للصحفيين ، كان القصد من الفكرة إدامة التواصل بين المشاركين في تلك الدورة. لاقت الفكرة إقبالا كبيرا حيث وجد المشاركون في الصفحة وزوارها أن ما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان متشابه في مدن العراق كافة.

الصحفي حازم الشرع أشار إلى أن " كثيرا من العراقيين لم يتعلموا بعد أن يضعوا آراءهم على الفيسبوك، وقد يكون الخوف مانعا أمام مشاركتهم. الموضوع هو غياب ثقافة حرية التعبير عن الرأي، وهذا يصدق على كثير من الحقوقيين والمثقفين. والضعف الذي يشوب الموقع الآن أعزوه إلى كونه جديدا، ونحن نحرص أن نشجع زوار الموقع على المشاركة من خلال تكرار مقولتنا" ليس هناك قائد في الفيسبوك" يمكن للجميع أن يعرضوا أفكارهم، ونحن نلتزم بمبادئ حرية التعبير والأمانة الصحفية ولا نتولى أبدا تحرير أو تصحيح ما يضعه المشاركون على الصفحة"، واعتقد أن انتشار التواصل الاجتماعي يحتاج إلى وقت.

ربيع الثورات العربية لفت الأنظار إلى أهمية فيس بوك

عماد غانم محرر في دويتشه فيله العربية دخل الحوار من الأستوديو في بون، مشيرا إلى أن "الثورات العربية أثبتت أن الشباب هم من اختاروا الفيسبوك وسيلة للتنظيم، ثم تطور إلى وسيلة اتصال سريعة وفعالة لتبادل أخبار الثورات، من هنا فقد التفتت دويتشه فيله إلى أهمية هذا الموضوع ووضعت خطة لتطوير طريقة عرض برامجها، ونحن نضع على الفيس بوك مواضيع تهم العالم العربي وتتابع التطورات التي تجري فيه، ولذلك نعرض مواضيع من موقع دويتشه فيله العربية الالكتروني، وملفات صوتية من دويتشه فيله، وأفلام فيديو تلفزيونية من تلفزيون دويتشه فيله العربية." ومضى عماد وهو صحفي عراقي إلى القول" نحن نهتم بالعراق كجزء من عملنا، وحين تستجد مواضيع مهمة عن العراق، نضعها أيضا على صفحة فيسبوك."

" نجاح الصفحة مرتبط بإيمان زوراها بقضية حقوق الإنسان"

المدون والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي حيدر حمزوز شارك في الحوار من بغداد مشيرا إلى أن عمله كمدون يتيح له متابعة مدى انتشار الاتصال الإلكتروني بين العراقيين وخصوصا الشباب منهم، "وسجلنا فرقا شاسعا بين ما كان الوضع عليه قبل عام 2003 حيث كان الانترنيت ممنوعا في العراق والعراقيون شيبا وشبانا يجهلون تماما إمكانات التواصل والمعرفة التي يوفرها. قبل حلول ربيع الثورات العربية، كان عدد مستخدمي الفيسبوك في العراق يقارب 500 ألف شخص، وارتفع هذا الرقم منذ ذلك الحين وخلال 6 أشهر إلى أكثر من مليون ناشط على صفحات الفيسبوك. هؤلاء الناشطون لم يقتصر دورهم على متابعة أحداث الثورات العربية، بل تعداه إلى كشف ملفات الفساد في العراق ومتابعات وضع حقوق الإنسان فيه. ومدى نجاح هذه الصفحة يعتمد على مدى إيمان زوراها بقضية حقوق الإنسان، والشباب قد تكون لهم اهتمامات متعددة تخرج عن دائرة حقوق الإنسان، وهذا لن ينزع عن الصفحة صفتها الأصلية كصفحة للتواصل الاجتماعي."

وكشف حمزوز عن حقيقة اسمه الملفت للنظر مشيرا إلى أنه اسم مستعار يستخدمه للنشر حفاظا على سلامته خصوصا حين يتناول مواضيع تتعلق بحقوق الإنسان وملفات الفساد.

ملهم الملائكة

مراجعة: منى صالح