حقوق الإنسان محور السياسة الخارجية.. ماذا بقي من وعود بايدن؟
١٣ سبتمبر ٢٠٢١
خلافا لنهج سلفه دونالد ترامب، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في حملته الانتخابية وكذلك في خطاب تنصيبه أن حقوق الإنسان ستصبح محور السياسة الخارجية لإدارته. الآن وبعد حوالي تسعة أشهر من توليه منصبه، ماذا بقي من هذه الوعود؟
إعلان
لم تكد تمر ساعات على خروج آخر الجنود والدبلوماسيين الأمريكيين من أفغانستان حتى أعلن الرئيس جو بايدن في كلمة ألقاها بالبيت الأبيض أن واشنطن ستواصل دعم الأفغان، الذين تركتهم قواته خلفها عند رحيلها وستدافع عن حقوقهم الأساسية خاصة حقوق النساء والفتيات.
وغذى هذا التعليق شكوكا متنامية بين معارضين لنهجه. فقد اتهم بايدن بأنه تخلى عن هؤلاء الناس وتركهم لحركة طالبان التي لها سجل في سحق حقوق النساء باسم تطبيق تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية.
وتكشف مراجعة لسجل إدارة بايدن حتى الآن عن استبعاد المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان عدة مرات لصالح أولويات الأمن القومي ولضمان استمرار التواصل مع القوى الأجنبية. ويقول أصحاب هذا الرأي إن بايدن تراجع في لحظات حاسمة.
وفي السعودية نشرت الإدارة تقريرا داخليا للمخابرات ربط بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي في المملكة وبين مقتل الصحفي جمال خاشقجي لكنها تجنبت اتخاذ أي إحراء بحق الأمير نفسه.
خبير سياسي:معظم الدول العربية ترتكب مثل جريمة خاشقجي ولا يكشف عنها..وخبير آخر:"اكتشفوني أنا هنا"
01:06
وفي اجتماع واحد على الأقل على مستوى عال مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قالت مصادر مطلعة على ما دار فيه إنه تمت تنحية المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان وحرية الصحافة لصالح قضايا أخرى.
ويقول مدافعون عن حقوق الإنسان إن الإدارة ركزت على حقوق الإنسان بدرجة أكبر من الرئيس السابق دونالد ترامب الذي امتدح حكاما مستبدين منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون غير أنه لا يمكن اعتبار ذلك إنجازا.
دفاعا عن سجل بايدن قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن الدبلوماسيين كثيرا ما أثاروا المخاوف الخاصة بحقوق الإنسان مع قادة أجانب حتى في محادثات صعبة مع خصوم مثل الصين وروسيا.
وقال المسؤول لرويترز إن إثارة حقوق الإنسان في بعض الحالات سرا قد يكون نهجا أكثر فاعلية ولا يشكل تراجعا من جانب الولايات المتحدة. وأضاف أن الأمر قد يكون من الصعب إثارته في بعض الأحيان في لقاءات غير علنية.
وقالت مصادر مطلعة إنه في اجتماع مع أردوغان في يونيو/ حزيران الماضي لم يتطرق بايدن إلى المخاوف الخاصة بسجل تركيا في حقوق الإنسان وركز بدلا من ذلك على أمور مثل مستقبل مطار كابول الذي كان يمثل أولوية لانسحاب القوات من أفغانستان.
وتوجد خلافات حالية بين أنقرة وواشنطن العضوين في حلف شمال الأطلسي حول أمور منها شراء تركيا نظم دفاع جوي روسية. وقال المسؤولون الأمريكيون إن إثارة معاملة تركيا للمعارضين والصحافة قد تؤدي إلى مزيد من التوتر.
وأضافت المصادر أن المسؤولين الأتراك اعتبروا ذلك إشارة على أن واشنطن لن تضغط فيما يتعلق بحقوق الإنسان رغم الانتقادات العلنية المتكررة لمعاملة أنقرة لجماعات معارضة والاعتراف الأمريكي الرسمي بأن قتل الأرمن في 1915 إبان الامبراطورية العثمانية كان إبادة جماعية.
مصر.. اختبار قريب
يلوح في الأفق اختبار لإدارة بايدن يتمثل فيما إذا كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيواصل سياسة سلفه بتجاهل قيد فرضه الكونغرس على المساعدات العسكرية لمصر وذلك بمنحها استثناء للإفراج عن مساعدات قيمتها نحو 300 مليون دولار لحكومة السيسي على أساس أن ذلك في مصلحة الأمن القومي الأمريكي.
ومن المتوقع صدور قرار بنهاية سبتمبر/ أيلول الجاري.
بهذه التهم يحاكم حسن نافعة وخالد داوود وحازم حسني في مصر
01:18
This browser does not support the video element.
وكانت أكثر من عشر منظمات حقوقية أبلغت بلينكن في رسالة خلال أبريل/ نيسان الماضي أنه إذا رفض الإفراج عن المساعدات فإن "الولايات المتحدة سترسل رسالة واضحة مفادها أنها جادة في التزامها بدعم حقوق الإنسان في الخارج".
وكان السيسي الذي أطاح بجماعة الإخوان المسلمين في 2013، قد أشرف على حملة على المعارضة في السنوات الأخيرة. وينفي السيسي وجود سجناء سياسيين في مصر ويقول إن الاستقرار والأمن لهما الأولوية.
ويقول مسؤولون امريكيون إن واشنطن تراجع علاقاتها مع حكومات في الشرق الأوسط من بينها حكومة السيسي. وقال مسؤول لرويترز: "لقد أوضحنا على الملأ وفي السر مخاوفنا بشأن انتهاكات حقوق الإنسان الكثيرة جدا في مصر وسنواصل ذلك".
ص.ش/ أ.ح (رويترز)
بالصور: قلق حول حقوق الإنسان في الدول العربية والعالم
تقرير منظمة العفو الدولية 2013 يعطي معلومات شاملة عن الأوضاع الحالية لحقوق الإنسان في 159 دولة. وقد شهدت الشهور الماضية في بعض الدول العربية العديد من التغييرات في ظل ما يعرف بالفترة الانتقالية، نستعرضها في هذه الصور.
صورة من: Reuters
السعودية: أوضاع صعبة لحقوق الإنسان
يسجل التقرير الدولي اعتقالات تعسفية دون محاكمة بحق منتقدي الحكومة وناشطين سياسيين، بعضهم يخضع لمحاكمة سريعة ليس فيها أي احترام لحقوق المدَّعى عليه. كما يسجل تمييز ضد الأقلية الشيعية في المناطق الشرقية. الحريات العامة تعاني كثيرا. أوضاع المرأة في السعودية استمرت على حالها. كذلك أوضاع العمال الأجانب سيئة في ظل عدم توفر حماية لهم من السلطات. مئات حكم عليهم بالإعدام. وجرى تنفيذ العقوبة بحق 79 شخصا.
صورة من: picture-alliance/dpa
البحرين: بعض الإصلاحات ولكن..
شهد العام الماضي استمرار التعدي على المتظاهرين. ورغم أن الحكومة قامت ببعض الإصلاحات بناء على توصيات لجنة التحقيق المستقلة بانتهاكات حقوق الإنسان، إلا أنها أهملت أهم توصية قدمتها اللجنة وهي: تقديم المسؤولين عن الانتهاكات للمحاكمة. هناك العديد من المعتقلين القابعين في السجون، والسجناء السياسيين. كما سجل التقرير حالات تعذيب من قبل الشرطة لمعتقلين.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر في ظل حكم الإخوان
في مصر، التي تولى فيها محمد مرسي الرئاسة في يونيو/ حزيران 2012 خلفا للمجلس العسكري، قتل 28 متظاهرا على الأقل على يد قوات الأمن في القاهرة والسويس. كما لوحظ تسجيل عنف وتعذيب للمعتقلين، وكذلك ملاحقات قضائية ضد صحفيين وناشطين بتهمة إهانة الرئيس. التمييز ضد المرأة مستمر، وكذلك التمييز ضد الأقليات الدينية. 91 شخصا حكم عليهم بالإعدام. لا توجد معلومات حول ما إذا نفذت تلك الأحكام.
صورة من: Reuters
العراق: انتهاكات مستمرة
اعتقال آلاف الأشخاص وإعدام المئات بتهم تتعلق بالإرهاب بعد محاكمات غير نزيهة. التعذيب وصور أخرى للانتهاكات ضد المعتقلين كانت أمرا يوميا. فيما تم إطلاق سراح المسؤولين عن قضايا التعذيب. 129 شخصا على الأقل أعدموا، بينهم 3 نساء. جماعات مسلحة تقاتل ضد الحكومة مسؤولة عن انتهكات لحقوق الإنسان أيضا، فقد قامت بهجمات انتحارية أسفرت عن مصرع مئات المدنيين. وسُجلت الكثير من الانتهاكات ضد الصحافيين.
صورة من: Getty Images
اليمن: تحسن في حالة حقوق الإنسان
أشار تقرير منظمة العفو إلى تحسن الحالة العامة لأوضاع حقوق الإنسان في اليمن، ورغم ذلك بقي مصير الأشخاص الذين اعتقلوا أو فقدوا خلال عام 2011 غير معروف. وأعطى قانون خاص الحصانة للمسؤلين عن انتهاكات خطيرة خلال فترة حكم الرئيس صالح. معظم حالات القتل التي تعرض لها متظاهرون خلال عامي 2011 و 2012 بقيت دون ملاحقة قضائية. وأشار التقرير إلى استمرار التمييز ضد النساء والبنات بموجب القانون وفي الحياة اليومية.
صورة من: Reuters
سوريا: جرائم ضد الإنسانية...
النزاع المسلح في سوريا، رافقته جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية من طرفي النزاع. ويؤكد التقرير أن القسم الأكبر من هذه الجرائم نفذته القوات الحكومية، كالهجمات العشوائية على المناطق السكنية باستخدام الطيران والمدفعية والقنابل العنقودية. التعذيب والانتهاكات الجسيمة أمر يومي. ووفقا لتقارير المنظمة فإن 550 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في المعتقلات بسبب التعذيب. كما جرى استهداف الطواقم الطبية التي تسعف الجرحى.
صورة من: AP
... ومأساة لاجئين
الوضع الإنساني في سوريا مأساوي. مئات الآلاف فروا من بيوتهم. وقدرت الأمم المتحدة عدد الفارين خلال عام 2012 فقط بحوالي مليوني شخص. أوضاع النازحين داخل سوريا صعبة للغاية مع صعوبات في إغاثتهم. وكذلك أرقام اللاجئين إلى دول الجوار تتصاعد، مع تحذيرات من حصول كارثة إنسانية.
صورة من: Reuters
الأردن: تضييق على الإعلام وحرية الرأي
تصدت قوات الأمن بعنف لاحتجاجات اندلعت في البلاد وجرى اعتقال المئات. مع تواصل التضييق الشديد على حرية التعبير والتجمع وتشكيل الجمعيات والأحزاب، إضافة للتضييق على الإعلام الإلكتروني. وهناك تقارير عن التعذيب وأشكال أخرى من قمع المعتقلين. واعتقالات تعسفية لمئات وربما لآلاف الأشخاص. 10 نساء على الأقل جرى قتلهن تحت ما يسمى "جرائم الشرف". وجرى إعادة عدد من اللاجئين السوريين إلى بلدهم رغما عنهم.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليبيا: مرحلة انتقالية مليئة بالانتهاكات
ارتكبت ميليشيات مسلحة انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كالاعتقالات التعسفية والتعذيب والقتل، وبقيت تلك الجماعات دون محاكمة. استمرار الاعتقال التعسفي دون محاكمة لآلاف من أنصار نظام معمر القذافي الذي أطيح به في عام 2011. عشرات الآلاف ممن يعتبرون مناصرين للقذافي والذين غادروا ديارهم عام 2011، مازالوا حتى الآن ملاحقين وتتهددهم إجراءات انتقامية. كما سجلت انتهاكات بحق أجانب بدون إقامة شرعية.
صورة من: DW
لبنان: تمييز بحق اللاجئين
تقارير عن تعذيب وانتهاكات أخرى بحق سجناء. وتواصل التمييز بحق اللاجئين الفلسطينيين سواء في سوق العمل أو في المؤسسات التعليمية والمرافق الصحية، وحتى الحصول على مسكن ملائم. سوء معاملات العمال الأجانب من أرباب العمل وأحيانا من قوات الأمن. الكثير من اللاجئين وطالبي اللجوء - جزء كبير منهم فر من الجارة سوريا - وجدوا أنفسهم رهن الاعتقال التعسفي. 170 ألف شخص على الأقل فروا من سوريا إلى لبنان.
صورة من: dapd
تونس: قوانين قديمة تلاحق النشطاء
لوحق العديد من الأشخاص بتهم جنائية وفقا لقوانين أصدرها النظام السابق ولم يتم تعديل تلك القوانين. هناك تقارير عن استخدام قوات الأمن للعنف بحق متظاهرين وتعذيبهم . ذوو ضحايا مظاهرات 2011 التي أسقطت الرئيس زين العابدين بن علي، استمروا في عام 2012 بالمطالبة بالعدالة ومحاكمة الجناة. كما سجلت منظمة العفو الدولية تضييقا على حرية التعبير.
صورة من: dapd
ألمانيا: بعض المعاناة لدى طالبي اللجوء
لم تشكل السلطات جهة مستقلة لتلقي الشكاوى. كما أن الهيئة الوطنية لمكافحة التعذيب مازالت لا تتلقى الدعم المالي الكافي من الحكومة. العديد من طالبي اللجوء أعادتهم السلطات الألمانية إلى بلدانهم الأصلية، رغم التهديدات التي تنتظرهم هناك. كما صدر حكم قضائي في ولاية راينلاند- بفالتس، أدان موظفي الشرطة الاتحادية بخرق المبدأ الدستوري الذي يحرم التمييز.
صورة من: picture-alliance/dpa
إيران: معاناة الناشطين ومنعهم من السفر
تواصل التضييق الشديد على حرية التعبير وحرية التجمع في إيران. مع وجود تمييز ضد الأقليات الدينية. وأشار التقرير إلى اعتقال وتعذيب المئات من المعارضين وناشطي حقوق الإنسان والمناضلين من أجل حقوق الأقليات والنساء المدافعات عن حقوق المرأة، وبعدها حوكموا في ظل إجراءات قضائية سريعة وغير عادلة لتصدر بحقهم أحكام تعسفية بالسجن والمنع من السفر إلى الخارج.
صورة من: MEHR
إسرائيل: حصار واعتقالات مستمرة
في عام 2012 كان عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يزيد على 4500. حصار قطاع غزة المستمر منذ سنوات لازال يؤثر بشكل بالغ على حياة 1.6 مليون إنسان يسكنون القطاع. في نوفمبر/ تشرين الثاني ضربت إسرائيل جماعات فلسطينية مسلحة في غزة أطلقت صواريخ على إسرائيل، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 150 فلسطينيا و6 إسرائيليين. معظم الضحايا من المدنيين. وفي الصورة حالة حزن على موت المعتقل عرفات جرادات.
صورة من: Hazem Bader/AFP/Getty Images
الولايات المتحدة: إجراءات مكافحة الإرهاب تثير القلق
في عام 2012 جرى إعدام 43 رجلا. هناك ظروف سجن سيئة تدعو للقلق. في معتقل غوانتانامو مازال هناك عدد من المعتقلين. وكذلك التقارير المستمرة عن استخدام الشرطة العنف داخل أمريكا. وتشير المنظمة إلى أن إجراءات مكافحة الإرهاب خارج الولايات المتحدة مقلقة.