حقيقة مرعبة.. فيروس كورونا ينتقل مع ذرات الغبار الدقيقة!
١٣ أغسطس ٢٠٢٠
ظل انتشار فيروس كورونا المستجد لغزا يحير العلماء لما له من آثار دمار باتت معالمها واضحة على الصحة والحياة العامة وشكلت تحديا للعالم برمته. الآن علماء أمريكيون يؤكدون أن فيروس كورونا ينتقل عبر الهباء الجوي "الإيروسول".
إعلان
بعد أسابيع قليلة من تفشي فيروس كورونا في أوروبا، توصل العلماء إلى أن الفيروس ينتشر، ليس فقط من خلال عدوى منقولة بالقطيرات والاتصال المباشر، ولكن أيضا يمكنه أن ينتشر عن طريق جزيئات صغيرة عبر مسافات طويلة في الهواء.
ومع ذلك، لم يتمكن العلماء من حسم هذه النظرية في الواقع وكل ما تم إثباته هو أن أجزاء من الحمض النووي الفيروسي مرتبط بهذه الجسيمات الصغيرة.
موقع "شبيغل أونلاين" الألماني نشر أن فريقا من الباحثين من جامعة فلوريدا توصل إلى نتيجة مفادها أن الفيروسات الحية الكاملة لكورونا يمكن أن تلتصق بالهباء الجوي "الإيروسول" ما يجعل الهواء أيضا مُعديا.
الدراسة التي أجريت على مصابين بمرض كوفيد 19 خلصت إلى أن عينات الهواء التي أُخذت على مسافة مترين إلى خمسة أمتار من مرضى كورونا بمستشفى، وعلى الرغم من المسافة الكبيرة، تحتوي على فيروس كوفيد-19 في عينات الهواء.
وأضافت الدراسة أن العينات المأخوذة مباشرة من الهواء كانت مطابقة للجينوم الخاص بهؤلاء الأشخاص المرضى، حسب ما جاء في موقع "بيزنيز إينسايدر" الألماني.
ومع ذلك لا يزال غير واضح مدى كثافة الحمل الفيروسي الكافي للعدوى، فلحد الآن لا يوجد أي دليل علمي على ذلك. وتم تجهيز غرف مستشفى الجامعة في فلوريدا بمرشحات فعالة وتم تغيير الهواء فيها ست مرات في الساعة.
ووفقا للباحثين فإن هذا يفسر سبب عثورهم على 74 جزيئ فيروسي فقط لكل لتر من الهواء. أما الوضع فهو مختلف تماما في المدارس التي لا تتمتع بتهوية جيدة، ومن المرجح أن يكون مقدار الحمل الفيروسي أعلى بكثير، كما قال رئيس الفريق جون ليدنيكي.
نتائج هذه الدراسة تؤكد فعلا أن انتقال الفيروسات عبر الهباء الجوي هو التفسير الوحيد والمعقول الذي يفسر السرعة الفائقة لانتشار هذا الفيروس الفتاك. فعلى سبيل المثال، أصيب 60 من أصل 80 من أعضاء فريق كورال موسيقي في برلين أثناء التداريب، على الرغم من المسافة الكبيرة نسبياً بين بعضهم البعض، ومن المرجح أن يكون الهباء الجوي المحمّل بالفيروسات مسؤولا عن ذلك.
ع.اع/ إ.ع/ أ.ح
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".