El Sherbini-Prozess - Zum Urteil des Dresdner Landgerichts (Arbeitstitel)
١١ نوفمبر ٢٠٠٩لم يفسر المتعصبون فقط مقتل مروة الشربيني كتعبير عن انتشار مناخ من معاداة الإسلام في ألمانيا، وإنما أثارت جريمة القتل هذه ردود فعل عاطفية جدا حتى بين معظم المسلمين الذين يرفضون بكل حزم كل شكل من أشكال التعصب، في مصر وألمانيا وغيرهما من الدول. وهناك ألمان كثيرون لا يرون، من جانبهم، في مقتل مروة الشربيني إلا مجرد جريمة استثنائية بشعة، وهم يستغربون ردود الفعل القوية الصادرة عن الكثير من المسلمين، ويجدون أنها عاطفية ومبالغ فيها.
إلا أن مهمة المحكمة المختصة لم تكمن في تقييم ردود الفعل المختلفة ولا في تقييم مدى انتشار ظاهرة معاداة الإسلام في المجتمع الألماني، وإنما كان عليها أن تصدر حكما بشأن جريمة قتل محددة والدوافع التي أدت إليها. وقد صدر هذا الحكم وهو واضح جدا، فقد حكم على القاتل بأقصى عقوبة في ألمانيا، وهي السجن مدى الحياة، وليس من المحتمل أن يخرج من سجنه في وقت قريب.
هذا الحكم ينسجم مع ما هو بديهي في هذه البلاد، وهو عدم التسامح مع جرائم تنجم عن معاداة الأجانب، ويتم معاقبتها بأقصى العقوبات التي ينص عليها القانون الألماني.
"أوساط قليلة في المجتمع الألماني اعترفت بعمق القضية"
نقطتان تظلان غير واضحتين: أولهما أنه بالنسبة للكثير من المسلمين، يظل من غير المفهوم أن يدخل رجل يحمل سكيناً إلى قاعة المحكمة، خاصة في دولة مثل ألمانيا. وثانيهما هو اختلاف تقييم جريمة القتل هذه بين المسلمين وغير المسلمين. هذا الاختلاف في التقييم يشابه ذلك الذي حدث إزاء قضية الرسوم الكاريكاتيرية المتعلقة بالنبي محمد، ولكن لحسن الحظ أنه لم يصل في هذه المرة إلى حد العنف.
وللأسف، فإن عدداً قليلاً فقط من المسلمين المعتدلين، رفعوا أصواتهم لتأكيد عدم وجود تمييز ضدهم من قبل الدولة الألمانية ولنفى الإدعاء بأنهم عرضة لأعمال عنف متعمدة. وللأسف أيضاً، فقد اعترف عدد قليل فقط من ممثلي المجتمع الألماني بعمق القضية الأساسية. فهناك استطلاعات رأي تقول إن أوساطا معينة من المجتمع الألماني ليس لديها ثقة في الإسلام أو هي تخاف أو تنفر منه. وعلى المجتمع الألماني إجراء حوار بناء حول هذه المسألة يحظى بثقة المسلمين أيضاً.
تعليق: راينر زوليش
مراجعة: سمر كرم