حكم بالسجن على ألمانية لإدانتها بترك طفلة تموت عطشا بالعراق
٢٩ أغسطس ٢٠٢٣
أصدرت محكمة ألمانية حكما بالسجن لمدة 14 عاما على ألمانية إسلاموية، لإدانتها بارتكاب جريمة ضد الإنسانية بترك طفلة إيزيدية تموت عطشا في العراق قبل ثمانية أعوام.
الجهادية الألمانية جنيفر ف. خلال فترة محاكمتها في ميونيخصورة من: Peter Kneffel/dpa/picture alliance
إعلان
أدانت المحكمة العليا في ميونيخ، الثلاثاء (29 أغسطس/آب)، امرأة ألمانية بتهم من بينها استرقاق فتاة إيزيدية في العراق، وهو ما أدى إلى وفاتها. كما اتهمتها بالتصرف بدافع ازدراء البشر.
وكانت المرأة، المنحدرة من ولاية سكسونيا السفلى، اعترفت بأنها وقفت في منزلها في العراق موقف المتفرج في صيف عام 2015، بينما كانت الفتاة التي اتخذتها هي وزوجها كجارية، تموت، وذلك بعد أن قيّد الزوج الفتاة في شمس الظهيرة المتوهجة حتى يعاقبها.
وجاء قرار الدائرة التاسعة، بعد أن أحالت المحكمة الاتحادية حكما سابقا للمحكمة العليا، في إطار استئناف الادعاء العام على مقدار العقوبة الذي صدر سابقا (السجن لمدة عشرة أعوام)، حيث كانت الدائرة الثامنة رأت في حيثيات حكمها في تشرين الأول/أكتوبر 2021، أن الواقعة تمثل جريمة ضد الإنسانية من درجة أقل خطورة، إذ رأت أن الاسترقاق أدى إلى وفاة الطفلة، وهو لم تره الدائرة التاسعة في حكمها الصادر اليوم.
وانتقدت المحكمة سلوك المرأة (32 عاما) بعد وفاة الطفلة، مشيرة إلى أنها وضعت مسدسا على رأس والدة الطفلة لكي تجبرها على عدم البكاء، ورأت المحكمة أن العواقب النفسية الوخيمة التي لا تزال والدة الطفلة تعاني منها حتى الآن من عوامل تشديد العقوبة بحق المتهمة.
وكانت المحاكمة الأولى انتهت بالحكم بالسجن 10 أعوام على المتهمة، وتدعى جنيفر ف. وانضمت المرأة إلى تنظيم داعش، وهي في سن الـ 23 عاما، وتزوجت من أحد مقاتلي التنظيم، وتم الزواج عن طريق محكمة تابعة للتنظيم. واحتفظ الزوجان معا بالطفلة الإيزيدية ووالدتها كجاريتين.
ويقضي زوج المتهمة السابق، الذي قيد الفتاة بالسلاسل في فناء منزلهما، حكما بالسجن مدى الحياة في ألمانيا بعد أن أدانته محكمة في فرانكفورت بارتكاب إبادة. وقد أكدت المحكمة الاتحادية في كارلسروه هذا الحكم.
واشترى الرجل الفتاة ووالدتها، بعد أن اختطفهما تنظيم داعش، وهو مصير عانت منه كثير من الإيزيديات. وتوفيت الفتاة في آب/أغسطس 2015 ، حيث ارتفعت درجة الحرارة في الفلوجة فوق 50 درجة مئوية. وكان الرجل قد قيدها بالسلاسل في قضبان النافذة من يديها وقدميها معلقتان في الهواء وأصيبت بضربة شمس قبل أن يفك قيودها.
ف.ي/ع.ج.م (د.ب.ا)
محنة الأقلية الأيزيدية في العراق ـ في صور
تسكن الأقلية الإيزيدية بالعراق وسوريا، ولعدة قرون تعرضت للاستهداف بسبب معتقداتها الدينية. أكبرها كان عام 2014، حين هاجمت "الدولة الإسلامية" القرى الإيزيدية في العراق، وارتكبت مجازر وُصفت بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: altreligion.about.com
تاريخ من الاضطهاد
على مدى مئات السنين، اضطُهدت الأقلية الإيزيدية بسبب بعض معتقداتها الدينية، حيث تجمع الإيزيدية بين الزرادشتية والمانوية والمسيحية والإسلام. على مدار التاريخ، تعرض الإيزيديون للقتل أو الإجبار على التحويل إلى دياناتٍ أخرى ووصل الحد إلى استعبادهم. ورغم أن الأقلية الإيزيدية، الناطقة باللغة الكردية، قد تعرضت للاضطهاد من قبل، خاصةً في العراق، إلا أن ما حدث عام 2014 كان بمثابة تحول مأساوي في تاريخها.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/D. Honl
إبادة جماعية
في عام 2014، شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوماً كبيراً على مناطق واسعة من العراق وسوريا، وسيطر التنظيم في وقتها على مساحات شاسعة من الأراضي، وعاث فسادً في مناطق مثل جبل سنجار، موطن أجداد الإيزيديين. قتل التنظيم في وقتها أكثر من 5000 شخص واختطف ما يصل إلى 10 آلاف شخص، كثير منهم من الأطفال، والنساء، ووصفت الأمم المتحدة الحدث بأنه "إبادة جماعية".
صورة من: picture-alliance/abaca/Depo Photos/Y. Akgul
العبودية والسبي
قام تنظيم "الدولة الإسلامية" بـ"سبي" مئات الفتيات والنساء في أعقاب الاعتداء، وعرضوهن في ما يسمى "سوق النخاسة"، فباعوا النساء الإيزيديات واشتروهن كـ"سبايا"، وأنشأوا قاعدة بيانات لجميع النساء، بما في ذلك صور لهنّ، لتوثيق من اشتراهنّ ولضمان عدم هروبهن. وبينما تمكنت عشرات من النساء من الهرب والنجاة، ما زالت مئات آخريات في عداد المفقودات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Alleruzzo
المفقودون
ما زال الآف الرجال والنساء والأطفال من الإيزديين في عداد المفقودين. فيما يتهم البعض السلطات العراقية بأنها لم تقم بخطوات جدية للعثور على المفقودين، بعد عمليات تحرير الموصل في كانون الأول/ ديسمبر 2017. ويخشى الإيزيديون أن يبقى مصير ما يقارب 3000 إيزيدي مجهولًا إلى أجلٍ غير مسمى.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/G. Romero
الشتات
في أعقاب هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد على الإيزيديين، فر العديد منهم إلى الدول المجاورة أو إلى أوروبا وخارجها. وبينما وجدت بعض الأسر ملجأ خارج بلدها، أُجبر آخرون على البقاء في مخيمات في كردستان العراق. تساعد الأمم المتحدة في إعادة بناء منازل الإيزيديين في موطن أجدادهم، لكن الكثيرين لازالوا يعتقدون بأن "داعش" يشكل تهديدًا على وجودهم.
صورة من: picture-alliance/abaca/Deop Photos/Y. Akgul