الجزائر.. الحكومة تهاجم البرلمان الأوروبي ومسيرات تدعم الجيش
٣٠ نوفمبر ٢٠١٩
هاجمت الحكومة الجزائرية أعضاء البرلمان الأوروبي، واصفة إياهم "بالشرذمة التي تتربص بالبلاد". كما خرجت مسيرات مساندة للجيش، منظمة من قبل الاتحاد العام للعمال الجزائريين، للرد على المظاهرات الرافضة لإجراء هذه الانتخابات.
إعلان
تسبّبت مصادقة أعضاء البرلمان الأوروبي على لائحة "تدين انتهاكات حقوق الإنسان والحريات الأساسية في الجزائر" برد فعل قوي من حسن رابحي، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية، السبت (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019)، الذي قال إن اللائحة "أسقطت قناع هؤلاء الشرذمة من البرلمانيين الذين يتربصون بالجزائر ويسعون لزرع البلبلة والتشويش على الرئاسيات".
وقال رابحي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، إن الشعب الجزائري يتعاطى مع الانتخابات الرئاسية بإيجابية عالية، مضيفاً: "الشعب تفطن لمكائد هؤلاء، وهو على عزم تام من أجل التصدي لها من خلال مشاركته في هذه الانتخابات".
ومن المنتظر أن تُجري الجزائر الانتخابات الرئاسية في 12 ديسمبر/ كانون الأول، في أول موعد لانتخاب رئيس خلفاً لعبد العزيز بوتفليقة، الذي سحب ترشيحه من الانتخابات وتراجع عن الاستمرار في منصبه رئيساً للبلاد، بعد قضائه 20 عاماً على رأس السلطة.
وتابع الوزير أن توقيت اللائحة الأوروبية ليس بريئاً، وهدفها "التشويش" على الانتخابات، لافتاً أن بلاده "لا تقبل تدخل الغير في شؤونها الداخلية، وهو مبدأ مستقر في سياستها استوحته من تاريخها المتألق ونضالها السياسي".
وقد خرج مؤيدون للنظام السياسي السبت للتعبير عن تأييدهم لإجراء الانتخابات. وتشير التقديرات إلى خروج ما يزيد على 10 آلاف شخص، في مسيرات نظمها الاتحاد العام للعمال الجزائريين، المحسوب على السلطة.
وتعدّ هذه المسيرات أكبر تعبير عن التضامن حتى الآن من جانب جماعات مؤيدة للسلطة، في مواجهة الاحتجاجات الأسبوعية الحاشدة التي بدأت منذ شهر فبراير/ شباط حين خرج مئات الآلاف إلى الشوارع للمطالبة برحيل رموز النظام وابتعاد الجيش عن السياسة، واستمرت تطالب بعدم إجراء الانتخابات ما دام "الحرس القديم" ممسكاً بالسلطة.
وردد المشاركون في مسيرات السبت هتافات تؤكد تضامنهم مع الجيش وقائده أحمد قايد صالح، وهو المسؤول الذي يطالبه المشاركون في الاحتجاجات المناوئة للسلطة بأن يتنحى هو الآخر، بما أنه من رموز نظام بوتفليقة.
هذا وقد خرجت عشرات الآلاف من الجزائريين، مساء أمس الجمعة، في تظاهرات سلمية، تمسك من خلالها المتظاهرون بمطالبهم المتمثلة في رفض الانتخابات الرئاسية، ورحيل النظام، والإفراج عن سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين.
وقد حاولت الشرطة تفريق المسيرة السلمية بالقوة قبل أن تتراجع تحت ضغط المتظاهرين، وانضمت إلى المظاهرات وجوه معارضة للحكومة ومجلس الأمة ومجلس النواب وقيادة الجيش وعدد من جمعيات المجتمع المدني، فيما رفض متظاهرون بينهم اللائحة التي خرجت بها جلسة البرلمان الأوروبي والتي تدين بلادهم مردّدين "الشعب لا يريد تدخل أجنبي".
إ.ع/ ي.أ ( د ب أ، رويترز)
من فارس إلى بوتفليقة.. تعرّف على أبرز رؤساء الجزائر
ترأس الجزائر، منذ استقلالها وإلى الآن، 12 رئيساً، بعضهم لم يتعد حكمهم بضعة أشهر، وبعضهم انتخبوا لأكثر من مرة، بعضهم لم يخف أبدا انتماءه للجيش، والبعض الآخر أصرّ على مساره المدني. نتعرّف على ثمانية من أبرزهم.
صورة من: Getty Images/AFP
عبد الرحمن فارس
قليلاً ما يذكر اسمه لكونه جاء في فترة انتقالية قبل وبعد الاستقلال، فضلاً عن أن منصبه لم يسمّ رسمياً رئيس الدولة، إذ ترأّس الهيئة التنفيذية المؤقتة التي شُكلّت بتفاوض جزائري-فرنسي في مارس/ آذار 1962، لأجل المساهمة في الإشراف على انتخابات تقرير المصير. بقي في هذا المنصب بعد أسابيع من الاستقلال، إلى أن تم انتخاب فرحات عباس، رئيساً لأول مجلس تشريعي، الذي اعتبر الرئيس الثاني للجزائر المستقلة.
صورة من: Getty Images/INA/G. Breemat
أحمد بن بلة
يعدّ أول رئيس منتخب في الجزائر، وأوّل من حاز التسمية رسميا في أكتوبر/ تشرين الأول 1963، لكنه لم يكمل السنتين من حكمه. نال شعبية كبيرة لدوره في حرب الاستقلال إذ كان ممثلا لجبهة التحرير الجزائرية في الخارج. شهدت فترته صراعات سياسية كبيرة، ووُجهت له انتقادات بالاستئثار بالسلطة، كما توترت علاقته مع هواري بومدين، ما انتهى إلى انقلاب الجيش عليه.
صورة من: AP
هواري بومدين
شغل المنصب في يونيو/ حزيران 1965 بانقلاب عسكري مبرّره "التصحيح الثوري" وبقي فيه إلى وفاته في سن مبكرة (46 عاما) نهاية عام 1978. اسمه الحقيقي محمد بوخروبة، يعدّ أحد أكثر رؤساء الجزائر شعبية في العالم العربي خاصة تبنيه فكرة تشجيع الحركات التحررية وتضامنه مع الفلسطينيين. أطلق عدة برامج اقتصادية وسياسية لبناء الدولة، رغم الانتقادات الموّجهة له بتبنّي نظام سلطوي والاعتماد على مؤسسة الجيش.
صورة من: Getty Images/AFP
الشاذلي بن جديد
انتخب منسق شؤون وزارة الدفاع، الشاذلي بن جديد، خلفا لبومدين، واستمر من عام 1979 إلى 1992 بعد إعادة انتخابه مرتين متتاليتين. عانت الجزائر في نهاية عهده من أزمات اقتصادية بسبب تدهور أسعار النفط، ومن صراعات سياسية حاول تجنبها بإقرار دستور جديد والتعددية السياسية. لكنه استقال منصبه بعد انتخابات 1991 التي فاز فيها الإسلاميون وتدخل الجيش لإلغاء نتائجها، ما كان مقدمة لما يسمى بـ "العشرية السوداء".
صورة من: Getty Images
محمد بوضياف
أحد رجالات الثورة، لكنه أجبر على المنفى بعد خلافاته مع بن بلة ومن بعده بومدين. كان يعيش في المغرب عندما لبّى دعوة الاضطلاع برئاسة المجلس الأعلى للدولة بداية 1992. لكنه اغتيل بعد حكمٍ لم يدم سوى خمسة أشهر ونصف. وُجه الاتهام لضابط قيل إنه متعاطف مع الإسلاميين، لكن مراقبين قال إن الاغتيال كان مدبرا من جهات أعلى، خاصة مع إعلان بوضياف الحرب على الفساد غداة تعيينه.
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/Getty Images
علي كافي
اختير خلفاً لبوضياف نظرا لمساره العسكري والسياسي في جزائر ما قبل وبعد الاستقلال وقيادته الأمانة العامة لمنظمة المجاهدين (مقاومي الاستعمار). لم تكن بصمته حاضرة كثيراً، كما لم يستطع وقف حمام الدم في البلاد إلى حين تسليمه السلطة لخلفه اليمين زروال في يونيو 1994، لكن مذكراته التي صدرت بعد سنوات من التزامه الصمت أثارت جدلا في البلد لتطرقها إلى فترة الثورة.
صورة من: Getty Images/Gamma-Rapho
اليمين زروال
وزير الدفاع الذي عُيّن خلفاً لعلي كافي. أضفى "شرعية سياسية" على منصبه، بعد انتخابه رئيسا للبلاد في نوفمبر/ تشرين الثاني 1995. فتح في البداية قنوات حوار مع جبهة الإنقاذ الإسلامية، لكن العملية فشلت. صدر في عهد زروال دستور جديد للبلاد، قبل أن يعلن عدم نيته الترشح لانتخابات 1999، بعد إخفاقه في وقف مجازر "العشرية السوداء".
صورة من: Getty Images/Corbis/Sygma/P. Robert
عبد العزيز بوتفليقة
انتُخب في أبريل/ نيسان 1999. هو وزير الخارجية بين عامي 1963 و1979. قدم أول ترشح له للرئاسة بصفته مرشحا مستقلا. شهدت سنواته الأولى شعبية كبيرة لمساهمته في إصدار قانون المصالحة الوطنية وبالتالي إنهاء الحرب الأهلية، لكن شعبيته تراجعت بعد تعديل الدستور لتمكنيه من ولاية رئاسية ثالثة. رغم إصابته بجلطة دماغية عام 2013، إلا أنه انتخب لولاية رابعة، فضلاً عن ترشحه لولاية خامسة.